صفحات سورية

معارضان من سوريا وايران: على اوروبا ان تمارس ضغوطا لتحقيق الديمقراطية الفعلية وليست الشكلية

null
عُقدت في اليومين الماضيين ندوتان في معهد للشؤون الدولية في لندن عن الديمقراطية في سورية وايران تحدث فيهما معارضان، احدهما سوري فضل عدم الاعلان عن هويته، والآخر الاستاذ الايراني في جامعة ستانفورد الامريكية الدكتور عباس ميلاني، مدير الدراسات الايرانية في قسم العلوم السياسية في الجامعة الامريكية التي يعمل فيها.
واكد المعارض السوري ان ‘قيادة حزب البعث للبلد بدلت سلبا توجهات النظام السوري، فمع ان الرئيس حافظ الاسد جعل سورية قوة اقليمية ذات نفوذ كبير في الشرق الاوسط منذ تسلمه الحكم، فإن البلد ما زال بحاجة الى المزيد من الديمقراطية والى تحول ديمقراطي شبيه بما حدث في دول اوروبا الشرقية التي كانت تتبع النظام الشيوعي في الاتحاد السوفييتي واصبحت الآن (حسب قوله) دولا ديمقراطية. واعتبر المعارض السوري ان ‘لبنان والمغرب هما الدولتان الاكثر ديمقراطية حاليا في العالم العربي بسبب احترامهما لحقوق الانسان’.. وشبّه المحاضر ‘هيمنة حزب البعث السوري على نظام البلد بالهيمنة التي كانت الاحزاب الشيوعية تفرضها على شعوب اوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي’.
ونوقش المحاضر بقوة حول مفهومه للديمقراطية بحيث يراه بسطحية من منظار القالب الغربي، وليس من موقع حماية الاقليات الدينية والاثنية، فيما تعتبر سورية حاليا الملجأ الاهم للأقليات المسيحية والكردية والارمنية وغيرها (الدينية والاثنية) الهاربة من الانظمة ذات التوجه المذهبي والديني الواحد، أكان ذلك في العراق او في اي بلد شرق اوسطي آخر.
كما طُرحت عليه تساؤلات حول النظام البديل الذي يطرحه لسورية في وقت تمارس فيه الاقليات الدينية والاثنية دورا رئيسيا في النظام السوري الحالي، كما توجد احزاب سورية اخرى غير الحزب الحاكم، وقد تصاعد دورها منذ عام الفين.
ولكن المحاضر اعتبر ان ‘هذه التغييرات التي حدثت في النظام السوري منذ عام الفين لم تكن اكثر من تغييرات شكلية، وان وسائل الاعلام الحرة التي كانت موجودة في سورية قبل تسلم البعث السلطة تقلصت الى حفنة صغيرة من المؤسسات الاعلامية التابعة للدولة، وان محاولات الرئيس بشار الاسد نشر ربيع حرية في دمشق باءت بالفشل لان الاجهزة الامنية نكّلت بالذين استجابوا لدعوة الرئيس الشاب بالعودة الى بلدهم وسجنت بعضهم’.
ودعا المحاضر الى ‘نشر الديمقراطية في كل الدول العربية وعدم اعتماد سياسة التوريث ثم قيام ورثة الانظمة بتعديلات ضئيلة نحو الديمقراطية لاستقطاب الجماهير، اكان ذلك في سورية او في مصر او في ليبيا او في اي بلد عربي آخر’.
ورأى في علاقة سورية بايران ان ‘طهران لها النفوذ الاكبر وليس لسورية تأثير فعلي على تبديل او تطوير النظام الايراني لانها بحاجة اقتصادية وسياسية لايران اكثر من حاجة ايران الى سورية’.
وتمنى المحاضر ‘تصاعد نشاط منظمات المجتمع المدني في سورية’، معتبرا ان ‘الديمقراطية لا يمكن ان تتحقق عبر محاولات القيادات استقطاب التأييد الشعبي عبر سياسات لا تؤدي الى نتائج فعلية’.
وتمنى ان تضغط دول المجموعة الاوروبية عبر علاقاتها الاقتصادية والسياسية الجيدة مع سورية في سبيل تطوير الديمقراطية في البلد وفي سائر البلدان العربية التي تحتاج الى تطوير انظمتها ديمقراطيا.
اما عباس ميلاني فاعتبر ان ‘انعكاسات ما حدث في الانتخابات الرئاسية الايرانية ما زالت موجودة وفاعلة وان نتيجة الصراع بين المحافظين والاصلاحيين لم تحسم بعد’. وقال ان ‘نظام حكم الشخص الواحد في ايران انتهى، واصبحت في البلد الآن مراكز قوة مختلفة اقواها الحرس الثوري في هذه المرحلة، بيد ان مفهوم ولاية الفقيه اهتز، علما انه حتى الامام روح الله الخميني لم يكن ملتزما به، عندما كان يقود المعارضة الايرانية في الخارج، ولكنه اعتمده بعد عودته الى ايران’.
واكد ميلاني بان ‘الشعب الايراني لن يقبل بان تهيمن عليه سلطة عسكرية كما فعلت السلطة المؤيدة للرئيس احمدي نجاد في 12 حزيران (يونيو) الماضي، اي بعد اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس نجاد’. وهذا الامر حسب قوله ‘ينطبق على القيادات الروحية والدينية في البلد’. واعتبر ميلاني ان ‘الوضع الاقتصادي في ايران سيئ الى درجة كبيرة وان البطالة منتشرة، وستنتشر الى درجة اكبر’. كما ان ‘الشعب الايراني لم يعد يتقبل فكرة ان الحركة الشعبية التي حدثت في الشارع الايراني تم تحريكها من الخارج’. وبالتالي، فان القيادة الايرانية الحالية، برأيه ‘منقسمة على نفسها والمرشد الاعلى خامنئي يحاول اعادة تثبيت سلطته’. وتمنى ان ‘تأخذ الدول الغربية هذه الامور في الاعتبار في تفاوضها مع ايران، وان تدرك بان الدعم الخارجي الاقوى للنظام الايراني يأتي من روسيا والصين وبأن ايران ستصبح دولة قادرة على انتاج السلاح النووي قريبا’.
ولدى سؤاله عن تأثير كل ما قاله على العلاقة السورية ـ الايرانية قال ميلاني: ‘ان سياسة امريكا تحاول فصل المسارين الايراني والسوري ولكن سورية محتاجة الى علاقتها بايران اقتصاديا ونفطيا وسياسيا، وليست مستعدة لفصل مسارها عن ايران حاليا، ولكن هناك صراعاً سعودياً ـ ايرانياً بارزاً في مناطق مختلفة من الشرق الاوسط’.
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى