صفحات العالمما يحدث في لبنان

دلول: جنبلاط يعرف من كتب تقرير «دير شبيغل»

كشف النائب والوزير السابق محسن دلول أن «وليد جنبلاط يعرف من كتب تقرير دير شبيغل عن تورّط حزب الله في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأنه كُتب في بيروت»، وأن جنبلاط قال له: «نحن ذاهبون إلى كارثة». وأكد أن هناك من ورّط جنبلاط في قضية الكاميرا على مدرج المطار والمرسومين الشهيرين في الجلسة الحكومية في 5 أيار 2008. ورأى «أن جنبلاط خرج من الأكثرية بعدما تبيّن أن ظهره غير محمي في أحداث 7 أيار، حيث أوهمته الأكثرية بوجود ميليشيا قوية تضم آلاف المقاتلين من عكار وغيرها قادرة على مواجهة حزب الله و«ردّه إلى آخر صور»، بحسب ما قيل في أوساط الأكثرية».
وإذ لم يشارك دلول توقّع جنبلاط انفجار الصراع السنّي الشيعي «لأن خلفية الصراع ليست دينية»، رأى أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي «يحاول تجنّب توريط الدروز في مواجهة سنّية شيعية يعتقد أنها ستحصل». وفسّر دلول، في لقاء معه نظّمه مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية تحت عنوان «الظاهرة الجنبلاطية: ثوابت ومتغيّرات»، بقوله إن ما يخشاه جنبلاط في هذه اللحظة السياسية هو «تحالف سنّي ماروني يصبح الدروز معه من دون تأثير في مجرى السياسة اللبنانية. لذا، يحاول الالتفاف على تحالف كهذا كان قد عانى منه والده». وأشار إلى أن «السنّة باتوا في الشوف يقاربون الثلث»، مستدركاً أنه «نقل الخشية الجنبلاطية إلى الرئيس المكلّف سعد الحريري».
وبعدما أكد دلول أن رئيس اللقاء الديموقراطي «فجع بالمواقف الأميركية المتناقضة ويطرح حالياً علامات استفهام على هذه المواقف، بعدما كان يتأثر سابقاً بدعم السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان»، أوضح أن «العقدة الحكومية ليست عند العماد ميشال عون أو قوى 8 آذار أو وليد جنبلاط، لأن هناك قوى إقليمية ودولية تريد فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة لا سعد الحريري».
وروى دلول «أن جنبلاط نقل إليه تصريحاً لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، سمير جعجع، يقول فيه إن 14 آذار هي في صميم مبادئ الجبهة اللبنانية وتلتزم مقررات سيدة البير»، ولم يردّ عليه أحد من قوى 14 آذار، إضافة إلى تصريح لنائب آخر يسأل فيه عن السبب الذي يمنع عقد صلح مع إسرائيل، وأن جنبلاط قال تعليقاً على هذه التصريحات: «أنا مَنّي هيك».
وتوقّع دلول أن يكون «سلوك جنبلاط في المرحلة المقبلة مرتبطاً بموقف السعودية. فإذا تباينت الآراء فيها حيال الوضع اللبناني، فسيذهب بعيداً في موقفه الحالي. أما إذا كان الموقف السعودي واضحاً، فإن جنبلاط سيعود إلى سرب قوى الأكثرية». ولفت إلى «أن آل جنبلاط تاريخياً يرتبطون بعلاقة وثيقة برموز معيّنة ويتوارثون هذه العلاقة الجيدة، ما يجعلهم يستشيرون هذه الرموز في تحركاتهم السياسية. فإذا أراد جنبلاط زيارة إيران، فإنه سيفعل ذلك بعد استشارة الملك عبد الله، وإذا أراد زيارة سوريا فإنه سيستشير رئيس الأركان السوري السابق حكمت الشهابي».
وأشار في هذا السياق إلى «أن الشهابي نأى بنفسه عن عملية الدخول العسكري إلى الجبل عام 1976 عندما أمره الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بذلك، بسبب علاقته المميزة مع كمال جنبلاط». وكشف «أن الشهابي اتصل به قبل خطاب جنبلاط الذي أعلن فيه مواقفه الجديدة، وقال إن وليد اتخذ مواقف مهمّة، فيما هذه المواقف لم تكن قد أعلنت». ورأى «أن خطاب جنبلاط تجاه سوريا أمام الجمعية العامة للحزب الاشتراكي، عندما أعلن تمايزه عن قوى الأكثرية، هو أهم من الزيارة إلى دمشق بحد ذاتها».
ومع تشديده على «استحالة أن تكون أقدار البشر وخياراتهم بمنأى عن منابتهم الاجتماعية»، رأى أن «وليد جنبلاط أصبح زعيم الدروز الأوحد، لأن لديه المرونة والقدرة على تغيير مواقفه، فيما والده كمال كان ثابتاً وينتهج سياسة متكاملة، لذا لم يستطع التفرّد بزعامة الطائفة الدرزية».
أخيراً، دعا دلول إلى «إعادة بعض صلاحيات رئاسة الجمهورية كحلّ مجلس النواب ومهلة توقيع المراسيم». وقال إن «الاقتناع بإعادة بعض صلاحيات الرئاسة أكدته أزمة التكليف الحالية، حيث إن الأمر مرتبط بالرئيس المكلّف الذي يسافر ويبتعد من دون أن يكون الرئيس قادراً على بتّ هذه المسألة».
(وطنية)
الاخبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى