صفحات سورية

حول مشروع إعلان مبادئ للحوار الوطني

null


فائز البرازي

[ التحالف الوطني ] هو نسق تكتلي يضم أفرادآ وقوى وأحزاب سياسية وفكرية وثقافية ، وطنية . تسعى لتحقيق إنجازات وأهداف ” مرحلية ” يكون متفقآ عليها من جميع المتحوين فيه . وليس من إشتراطاته التطابق أو التقارب الأيديولوجي أو الفكري أو السياسي

ولترجمة هذا المفهوم وإنجازه بوضوح ، لابد أساسآ من الإتفاق حول مفاهيم أساسية لاغنى عنها قبل مباشرة الإنتقال إلى مفاهيم ومواقف وسياسات أقل أساسية ، وأكثر تعميمية . ومن هذه المفاهيم الأساسية :

معنى الوطنية .. ومضامين هذا المصطلح .

تحديد الأهداف ” المرحلية ” لهذا التحالف .

تحديد ” البرامج ” و ” الأدوات ” لتحقيق هذه الأهداف المرحلية .

وبالموجز .. أكاد أجزم أن :

1- الوطنية :

هي : الشعور الواعي بالإنتماء إلى هذا الوطن ، كأرض وشعب وسيادة ، لايمسه طبيعة أنظمة الحكم التي تتحكم بالسلطة فيه .

وهي : الرفض المطلق لأي : إحتلال أو سيطرة أو هيمنة ، على سيادة الوطن بأي شكل من الأشكال .

وهي : الرفض المطلق لي نوع من التناغم أو الإتكاء أو الإستعانة ( بالأجنبي العدو ) لتحقيق كل أو جزء من القيم الوطنية المتعلقة تحديدآ : بالحرية ، بالسيادة ، بالتنمية ، بالإستقرار .

وهي : – الوطنية – لايمكن عزلها عن ( الكتلة التاريخية المجتمعية ) . والتي تحمل معطيات ومرتكزات العروبة المتمثلة في :

اللغة التفكيرية الثقافية ، وليس اللغة / اللسان فقط .

المصالح المشتركة التي تتحقق ضمن تكتل متناسق أكبر .

التهديدات لوجودنا وأمننا القومي ، حسب نظريات : ” الأمن العام ” و ” الأمن القومي العربي وأبعاده الجيوسياسية ” و ” نظرية الدومينو ” .

أي : أن سوريا جزء لايمكن عزله أو تسويره أو حمايته ، خارج المحيط القومي العربي ، مثله مثل أي قطر عربي آخر .

وهي : العمل والمطالبة المستمرة أبدآ .. للذات وللمجتمع ولأي سلطة بإنجاز : حرية المواطن والوطن – محاربة كل الأسباب التي تؤدي إلى إضعاف هذا المواطن والوطن ، من : تخلف ، فقر ، أمية ، بطالة ، فساد ، إحتكار ، إستبداد ، ظلم ، فقدان عدالة ، .. وضمن الحق الطبيعي للمواطن بوطنه ، من حرية لرأيه ، وحرية التعبير عن أوجاعه ومشكلاته ، وحق محاسبة المسبب له في الضرر ، وحقه في المساهمة في القرار بإختياره لممثليه الحقيقين المعبرين عن توجهاته ورغباته وأمانيه بكل صدق وإلتزام .

عندما نتفق على هذا المفهوم والمضمون ( للوطنية ) أو ما يصب في هذا المعنى ، نكون قد اسسنا عقد قيام هذا التحالف الوطني .

2- الأهداف المرحلية :

وبما أن الكون وضمنآ البشرية ، محكومآ بثلاثية ( الزمان ، والمكان ، والمعطيات المحيطة ) .. فإن المرحلية هي المتوجب علينا قبولها في ظل عدم تغير أيآ من عوامل الثلاثية تلك .

فما نسعى إليه اليوم ، قد يختلف كهدف غدآ . وما يُسعَى إليه في سوريا ، غير ما يُسعَى إليه في سويسرا . وما نحن فيه من معطيات محيطة ، ستكون غير ثابتة ومستمرة ، وستتغير وتحل معطيات محيطة جديدة ، ودائمآ ضمن سلم الأولويات ، القابل للتغيير . فيحل الثاني أو الثالث ، محل الأول مثلآ عند تحققه أو إنتفاء وجوده كأولوية .

وضمن هذا المفهوم ، أكاد أعتقد أن أهدافنا المرحلية الوطنية اليوم :

مواجهة جميع المخططات الإستعمارية الصهيوأمريكية في كل الأرض العربية ( بثقافة المقاومة ) ، وعدم إعطاء الفرصة للإستفراد بأي أرض أو شعب أو قطر عربي ، بحجة أن لا أحد يقصدنا أو يريد بنا سوءآ .. فنؤكل يوم أُكل الثور الأبيض .

العمل والدفع على طريق تلازم مسارات المقاومة ، مع مسارات البناء وتدعيم الصمود الداخلي ، بإنجاز حوار ديمقراطي فعلي ومسؤول ، وبحس عالي المسؤولية بين جميع أفراد المجتمع وقواه الإجتماعية والسياسية بعضهم البعض من جهة ، وبينهم وبين النظام الحاكم من جهة أخرى .. وعندما أتكلم عن النظام الحاكم هنا في سوريا ، فإنه في موضعه الممانع والمقاوم للمخططات الصهيوأمريكية ، يحتاج بحق إلى جبهة داخلية متماسكة قادرة على المواجهة .. لا تابعة .

هدفان اساسيان يشكلان الحد الأدنى والمتناغم لأي ( تحالف وطني ) مطلوب تحقيقه الآن .

3- البرامج والأدوات :

إن كان ” التحالف الوطني ” ( نخبوي ) في طبيعة خلقه وإنجازه ، فإنه سيكون محكوم عليه بالفشل واللاجدوى ، إن لم يستطع توفير البرامج والأدوات للتوجه إلى الكتلة المجتمعية الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في وطنها ، والقوة القادرة على الممانعة والمقاومة والبناء وإحداث التغيير .

فإن لم تشعر وتلمس جموع الشعب ، بأن هذا التحالف الوطني قد وجد ليكون معبرآ ومتفاعلآ مع متطلباتها وضرورات حياتها وتطلعاتها ، فإنها ستبقى تلك الجموع الصامته الفاقدة للثقة بكل مايطرح عليها وأمامها فوقيآ من مشاريع ومن توجهات ومن بيانات . وسيبقى بالنسبة لها ، إقتصار حياتها على تأمين رغيفها اليومي ، أفضل من التضحية به من أجل غد غير واضح الملامح أو المكاسب .

وبالتالي .. فإن على هذا التحالف الوطني التوجه إلى الجماهير والتعامل معها وفي سبيلها ، بشكل يومي مهتمآ حتى بأصغر أو أقل إنجاز يمكن أن يقدمه لها أفرادآ أو أسرآ أو مجتمعآ . وعليه – التحالف الوطني – إيجاد البرامج والأدوات الفاعلة في الواقع الشعبي ، مدركآ أن العمل السياسي ليس بمنجز ، أو قادر على التحليق والنجاح ، إن لم يدعم أساسآ بعمل إجتماعي ناجز خادم على مستوى الحياة اليومية البسيطة لهذا الشعب .

وأخيرآ .. أدّعي : أن ( مشروع إعلان مبادئ للحوار الوطني الديمقراطي في سورية ) ، يعتبر مشروعآ متقدمآ في : التوجه والوطنية والوضوح ، على طريق إنشاء مثل هذا التحالف الوطني .

الآن .. هناك مشروعان في المنطقة ، والوطن العربي ضمنآ وأساسآ فيها :

مشروع مقاومة وتصدي ، للمشروع الصهيوأمريكي .

مشروع إستسلامي تواطئي ، يتقاطع مع المشروع الصهيوأمريكي .

ولا يمكن باي حال من الأحوال .. الإنتماء لهذا المشروع أو ذاك ، في ذات الوقت والتوجه . إن هناك فرزآ لابد أن يحصل ، وهو بادئ الحصول بشكل كبير ، بين من ينتمي لهذا المشروع المقاوم ، أو لذاك المشروع الآخر . مع إستحالة تعايشهما .

فائز البرازي: ( كلنا شركاء ) 28/2/2008

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى