صفحات مختارة

التربية العاطفية في صنعاء: عودة الذاكرة

على هامش تحقيق ميداني أجريته في صنعاء بين 1983 و1986 (1)، دوّنت على دفتر الملاحظات شهادات ومشاهدات متصلة بخفايا المصائد الغرامية. وهذه المعطيات التي دونت بلا منهج وعرضاً في غالب الاحيان، بدت للوهلة الأولى خالية الا من قيمة قصصية، لكنها كفيلة أن تلقي الضوء على مدينة موازية أو الإيحاء بها. مدينة تخط ملامحها جغرافيا الرغبة المتوارية، وخيالات الانماط المميزة للمدينة كما هي حالها في صنعاء التي واصلت تطورها منذ ثمانينات القرن الفائت، نتيجة التوسع المديني، وتكاثر عدد الاحياء، و فضاءات الاستتار الاجتماعي، تالياً. وتعكس الشهادات المدونة بعض انماط الاختراقات والمعايير والقيم المكرسة التي تحكم العلاقات بين الجنسين في اليمن. وهذا من خلال قياس التطابق بين هذه المعايير والقيم وتجلياتها، الملموسة سواء في الملبس او في الحيز العام. وتتآزر التغيرات الناجمة عن التوسع المديني وتكنولوجيات الاتصال خصوصاً، لإعادة تشكيل الحيزين العام والخاص، وكذلك العلاقات بين الجنسين، مما يؤدي إلى تنويع فضاءات الرغبة ومواعيدها في المدينة، فتتضاعف تالياً امكانات تحوير المعايير المكرسة.
من الافق الزوجي
تبدو عوامل فصل الجنسين، وتعميم ارتداء الحجاب المعمم، والحظر على العلاقات الجنسية قبل الزواج، والقران المبكر، والزامية عذرية العروس، وخيار العريس الاجباري او المفروض، تبدو هذه كلها في اليمن وكأنها تحصر الشعور والرغبة الغرامية في اطار عقد الزواج الصارم والتقارب بين عائلتين. ففي مجتمع مشابه، يبدو ان الزواج المبكر، كان ولا يزال القاعدة، حيث غالبا ما يجري تزويج الفتيات والفتيان قبل البلوغ. اما اليوم، فقد حددت سن الزواج القانونية بـ15 عاما. لكن في القرى لا تندر الزيجات بين فتيات لم يبلغن وفتيان يافعين.
إذا كان صحيحاً أن الزواج المبكر مرتبط قبل كل شيء آخر بالقيمة المبالغة لعذرية النساء التي لا تتوافق مع “طقوس البلوغ” وتالياً “العبور الى حياة جنسية بالغة” (2)، فإن خطر احتمال فقدان العذرية والعبء الذي يطرحه على الشرف العائلي او العشيري، يبرر الميل الشائع الى الزواج المبكر. هذا إضافة إلى أن العلاقات الجنسية قبل الزواج تتنافى ومبدأ تبادل النساء بين الجماعات القرابية.
في الاوساط القبلية، تتعدى ابعاد التقارب احيانا اطار العائلة المباشرة لتشمل القبيلة برمتها. في حزيران 1999 فرّت شابة يمنية مع رجل من منطقة اخرى. انتقاما لذلك، اتخذ افراد قبيلتها عشرة رجال رهائن من قبيلة الرجل، منهم شيخان اختطفا في صنعاء، لمبادلتهم بالفتاة وخاطفها. ردّت قبيلة الشاب بالمثل لإحلال توازن في ميزان القوى، تمهيدا للتفاوض والتحكيم القبلي الذي سيجريه شيوخ من قبائل اخرى. انتهت المسألة بزواج الشابين مقابل تعويضات مادية تلقتها قبيلة الفتاة عملا بأحكام قانون العشائر.
يؤدي الزواج المبكر الى عبور مباشر من الطفولة الى البلوغ. ويأتي طقس الزواج ليكمل الختان، كطقس من طقوس الانضمام الى الجماعة، اجتماعيا ودينيا. إذ غالبا ما يستعان بالحديث النبوي الشريف “من تزوج فقد احرز نصف دينه”. وقد تبدو التضحية بالعذرية المعلنة، عبر ابراز غطاء السرير المدمى (3)، طقسا انتقاليا يجيز ضم المرأة، عبر وظيفتها التناسلية الى البوتقة الاجتماعية الموسعة التي تتجاوز الحدود العائلية او السلالية.
كان مصير المرأة، ولا يزال، يكمن الى حد كبير، في انتقالها من وصاية والدها الذي يوقّع عقد الزواج، الى وصاية الزوج الملزم تسديد مهر للوالد وتلبية حاجات الزوجة. وتمارس السلطة الابوية، او السلطة الذكرية الاشمل، على الفتيات والفتيان على حد سواء. تالياً يستطيع الأعمام اعطاء رأيهم في القران المطروح وقد يُستشارون من منطلق ضرورة اختيار الزوج العتيد بما يتناسب ومقام العائلة الاجتماعي. كما يمكن الوالد الطلب من ابنه التخلي عن زوجته إن لم تعجبه. ويشكل احتفاظ الفتاة باسمها بعد اقترانها، دليلا على ابقاء رابطها بالسلالة والبنوة المتوارثة. ففي حال الطلاق، ستعود الى عائلة والدها. ونظرا الى حظر العلاقات الجنسية قبل الزواج، يفترض ان تحدث التجربة الجنسية الاولى نظريا وعرفاً في “ليلة الدخلة”. هذه تجربة قاسية للطرفين، للشاب في اثبات رجولته، وللفتاة التي تتعرض فجأة للإنكشاف الحميم وفجاجة الجنس، بعد التزامها حجب وجهها عن اي رجل غريب. لكن في الزيجات المبكرة، غالبا ما يتم تأخير العلاقة الجنسية حتى “يتآلف” الزوجان الشابان ويبلغا تماما.
شهادة
روى م. – وهو احد معارفي في السوق، متزوج واب لابنين يعملان معه، قصة شغفه بفتاة تنتمي الى قبيلة من ضواحي صنعاء. كانت تربط عائلة م. علاقات قربى او صداقة طيبة بأحد شيوخ قبيلة الفتاة هـ. التي درجت العادة ان تستضيف عائلتها عائلة م. عندما تزور صنعاء (لم تكن الفنادق شائعة آنذاك). أعجب م. بابنة الشيخ وحاول استمالتها بالهدايا. ظل حبهما عذريا وقررا الزواج. عندئذ فاتح م. والده بالامر كي يطلب يد الفتاة من الشيخ. قبل اتخاذ اي قرار، استشار الوالد والدته حول صيت الفتاة وشرفها. وكان م. طلب من جدته الاشادة بحبيبته، فاستجابت طلبه واخبرت الوالد ان الفتاة “حرف احمر” (قرش جديد لمّاع). غير ان الزيجة لم تتم لأن الشيخ طلب الكثير من المال، كما اراد ان تتكفل عائلة الشاب اعباء تقاليد الضيافة القبلية (القبياله) التي تقضي باستقبال حوالى عشرة من افراد عائلة العروس طوال عشرة ايام وتأمين مأكلهم ومشربهم وحاجتهم من القات. مر وقت طويل قبل ان يتغلب الحبيبان على ألم الفراق. ثم تزوج م. امرأة اخرى، واقترنت الفتاة بعد عام بشاب من قبيلتها. وحين دعي م. الى حضور حفل زواجها، ذهب رغما عنه. امضى الليلة يخزّن القات في المقيل مع المدعوين الذين اجتمعوا صباحا في ساحة القرية لأداء رقصة “البرع” الشعبية. في أثناء الرقص وضع احد الراقصين على كتفي م. معطفا مقلوبا على قفاه الصوفي، والقى الى كتفه عصا طرفها على شكل رأس جمل. وركب راقص آخر كتفي الاول وشرع يرقص بالسيف. نظرا الى تعبه من السهر وعدم رغبته في الاحتفال، انسحب م. الى منزل ليرتاح. وفيما انهمكت نساء الدار في اعداد طعام الغداء، مكث وحده في غرفة. وكانت خطيبته السابقة تراقبه من على احد السطوح حيث اعتكفت النساء لمشاهدة رقص الرجال. جاءت إليه في الغرفة، فسألها عن احوالها، فاشتكت اليه من ان زوجها لم يمارس الحب معها، بل فضّ بكارتها بإصبعه. وفيما كان الراقصون يحتفلون برجولة عريسهم، خانت العروس الشابة زوجها غداة ليلة دخلتها مع الرجل الذي كانت تريده زوجا، وكان بالفعل اول رجل يمارس الجنس معها. انهى م. قصته بالاشارة الى ان الفتاة ظلت مخلصة لزوجها الذي لا يزال يبكيها بعد وفاتها.
•••
تشير شهادات بعض سكان صنعاء الى ان حياء النساء، وهو ذو قيمة رفيعة، يظل سارياً أثناء الحياة الزوجية. فغالبا ما ترفض الشابات ممارسة الغرام في النهار ويخفين لذتهن الجنسية. ويرسم هذا السلوك السلبي الخاضع ظاهريا، حالات إحباط متبادلة وتطلعات مزدوجة ومتناقضة. فبعض الرجال اشتكوا من بقاء زوجاتهن تحت سطوة والدتهن اللواتي يرفضن سلطة الزوج وكأنها تنطوي على خطر خسارة المعالم الانثوية، فيما تبدو الطفولية المفترضة للنساء نتيجة مباشرة لنظام وصاية الذكر.
وينشئ غياب التجارب الغرامية والجنسية او ندرتها بين الجنسين قبل الزواج، تطلعات هائلة لا يمكن تلبيتها خارج مقر العائلة ودائرتها، حيث لا تجد متنفسا وتستنفد بسرعة احيانا. من الجلي ان النسبة المرتفعة من حالات الطلاق احد اعراض هذه الظاهرة.
فالطقوس الاجتماعية للتبادلات بين الفضاءات النسائية والذكرية المنفصلة سرعان ما تستعيد حضورها، وتعوض غياب التواطؤ الغرامي بين الجنسين بشهوانية ملتبسة تنتشر بين افراد من الجنس نفسه. روى لي صائغ كيف يواظب الشبان المتزوجون حديثا في الاسابيع الاولى، لا بل في الاشهر الاولى من الزواج، على إخبار الرجال الاخرين في السوق عن وتيرة حياتهم الجنسية، قبل ان ينقطع ذكرها بالكامل لاحقا. واراد محدّثي تأكيد الطابع العابر للرغبة الجنسية الزوجية. وهذا يظهر العلاقة الزوجية وكأنها عاجزة، في نطاق الحياة الحميمية، عن منافسة أسبقية علاقات المخالطة الاجتماعية الخاصة بكل جنس على حدة. لكن التطور البطيء للعلاقات الزوجية يميل الى رفع قيمة حميميتها التي تنعكس في الاستقلالية السكنية، حين يبتعد الثنائي عن سيطرة العائلة.
ففي منازل صنعاء الشاهقة يفتح الباب للرجل بواسطة حبل متدلٍّ من الطبقات العليا. وهو إذ يدخل يعلن وجوده لنساء الدار بذكر الله في اثناء صعوده السلالم. إنه نوع من التهذيب والكياسة وعرف يضمن فصل الجنسين وينظم دخول الشخص الغريب الى الفضاء العائلي.
الالتفاف على الضوابط
بعيداً من هذه الرؤية المعيارية المتوافق عليها للعلاقات بين الجنسين، والتي يدمجها عالم الاتنولوجيا سريعا في مسالكه وتصوراته، تكشف العلاقات الاجتماعية عن سبل متعددة للتحايل على العقبات او تجاوزها. وفيما تبدو الحصون المنزلية القائمة في ابراج صنعاء السكنية منيعة، على نقيض ذلك يبدو ان وجود فضاءين منفصلين للرجال والنساء، يمنح كلاً منهما حيزاً كبيراً من الاستقلالية قد يؤدي الى نوع من الجرأة في السلوك.
عشبة الرغبة
تشكل جلسات القات – هذه النبتة المثيرة للنشوة التي يمضغها (يخزنها) معظم اليمنيين البالغين من نساء ورجال بعد ظهر كل يوم-  منظومة ايقاعات المدينة ومواقع الامكنة وتراتبيتها، سواء في الابراج السكنية او “فيلات” الاحياء خارج المدينة القديمة. ويعكس مجلس القات في المقيل، المعروف بالمفرج او المنظر للرجال والديوان للنساء، الفصل الجنسي للفضاءين وتراتبيتهما. ففي الهندسة الافقية التي تخط شكل المدينة القديمة، تخصص الطبقات العليا للرجال الذين يشغلون في المساكن الحديثة، كالفيلات، الغرفة الأهم والتي غالبا ما تتمتع بمدخل منفصل عن بقية المنزل (4).
شهادة
سكن م. في منزل مشترك مع عائلة اخرى. فتصادق مع احدى فتياتها، وراح يأتيها بصور مجلات، ولا سيما “الشريف ديغول” (5) ويقرأ عليها قصص “الف ليلة وليلة”. لاحظ شقيق م. تطور علاقتهما واراد استغلالها. لذا وضع م. مخططا يتيح لشقيقه تلبية رغبته من غير أن يكشف عن وقوفه وراء المسألة. اقترح على الفتاة جلسة لإستحضار الأرواح، كما يحدث في قصص “الف ليلة وليلة”. بعدما اتفق مع شقيقه واعدها على الجلسة لتلتقي فيها روحاً لها جنس واحد، على خلاف الملائكة، على أن يدخل الشقيق في نهاية جلسة الاستحضار، ما ان يطفئ م. القنديل. استعان م. بالبخور والمنتجات الاخرى التي ابتاعها في سوق العطارين ليخلق جوا ساحرا، متمتما عبارات ابتكرها بنفسه. وعندما قال “فليحضر الشريف ديغول”، اطفأ القنديل، فانبرى شقيقه من الظلمة وانحنى فوق الفتاة التي خالت انها في حضور كائن ماورائي.
•••
تعكس طقوس القات فصل اماكن التخالط الاجتماعي الذكري والانثوي، الذي يفاقم الهوس بوجود الجنس الآخر نتيجة غيابه. وتنسج حول تخزين القات مجموعة من الممارسات الثقافية وأشكال التخالط الاجتماعي التي تتناسل بحسب انواع الأطر الحميمية والعامة في خصوصيتها في مجتمع صنعاء. ويمكن ان تبدو جلسات “التفرطة” النسائية محاكاة ساخرة للسلوكيات الذكرية، بقلبها علاقات السيطرة وتسخيفها ادعاءات الجنس القوي (6). غير ان حمل رزم القات الطويلة الشكل حكر على الرجال. فمن النادر رؤية امرأة في الشارع تحمل غصون القات. ويلفّ القات بأوراق بلاستيكية ملونة، ثم يوضع امام المستهلك ليعرض كغنيمة يمكن التفاخر بفوائدها، ثم تخزن رويدا رويدا للوصول الى تلك النشوة التي تؤجج الرغبة الجنسية، فيما هي تضعف النشاط الذكري. وغالبا ما يقوض الارتخاء الذي تبعثه تلك النبتة احتمالات توافق الرغبات الذكرية والانثوية، فتنكث النبتة بوعودها.
شهادة
بعدما خزن م. القات وحده بمفرجه، فيما كانت زوجته في المستشفى، اعترته رغبة جنسية جارفة. كان الليل في منتصفه ما جعل اشباع رغبته شبه مستحيل، إذ لا يمكن لقاء اي امرأة في ذاك الوقت. في المنزل المقابل يقطن رجل وزوجته السهلة السلوك، التي كان على علاقة معها عندما كان عازبا. قرر م. الادعاء ان والدته تعاني من الام حيض مبرحة إلى درجة طلبه مساعدة المرأة. طرق باب جيرانه وقال للزوج انه من الضروري ان تأتي زوجته لإسعاف والدته. استيقظت الزوجة من نومها ورافقته الى منزله. وفي رواق الطبقة الارضية، اخبرها انه يشعر برغبة عارمة وطلب منها اشباعها. طوال اسبوع انتاب م. رعب من ان يسأل زوج المرأة والدة م. عن حالها، لكن ذلك لم يحدث قط.
•••
للقات مظاهر جنسية مختلفة، كما يمكن تصنيف انواعه بحسب تأثيرها المفترض على الرغبة او النشاط الجنسي. يقال مثلاً إن القات “الصوتي”، وهو نوع بخس من النبتة: “يجعل المرء لوطياً”. وهو كفيل تحفيز الحواس حتى الارق، ما يجعله المفضل لدى السائقين، واحيانا يشحذ الرغبة الجنسية. في موسم الامطار، عندما تتدفق اسراب الغيوم فوق صنعاء، وتنزل السماء امطارها الخيّرة على الزراعات والخزّانات الجوفية، وتستحيل الشوارع ودياناً تجتاحها الفيضانات، يسود جلسات القات جوّ خاص، فيثير الطقس الماطر الشبق في نفوس البعض من الصنعانيين. وتوصف السماء الرمادية بأنها “جو فسق”، مثيرةً نوعاً من الكآبة المبهمة المطبوعة بشهوانية يحدّها افق المفرج، حيث تحاكي الرطوبة الخارجية تعرّق الاجساد المتأثرة بالنبتة الخضراء.
في الماضي كان يستعاض عن غياب العنصر النسائي ببديل رمزي هو مراهق بلا لحية يجلس في وسط الغرفة فيجذب الانظار ويلهم عازف العود والشاعر. كانت تطلق على هذا المراهق تسمية “حزام المكان”، مشكلاً زينته “كالاحزمة او عقود الجص التي تزين واجهة المكان او داخله” (7). هذا يعني أن المثلية الجنسية لم تكن مرفوعة الشأن فحسب، عبر هذه الوظيفة الجمالية التي يلعبها الفتى، بل كانت ولا تزال وسيلة شائعة للتدريب الجنسي، وهي غالبا ما تدور وسط ابخرة الحمّامات العامة كنوع من التربية العاطفية يوائم بين العلاقة الاباحية والمصاحبة الغرامية. وعلى الرغم من شجب المثلية الجنسية نظريا، فإن الوصمة المعنوية تبدو محصورة بالرجل المتلقي، ولا تلطخ شرف الرجل الفاعل.
وليس من النادر ان تنتهي جلسة القات لدى الرجال بوصلات موسيقية لعازف العود. فعند هبوط الظلام، اي مع الساعة السليمانية، قد يدفع تأثير القات الى الانطواء، ثم الانسحاب من المقيل بلا وداع، وقد تدعو ايضاً الى جولة جديدة من الاحتفال الجماعي سواء عبر الرقص او تناول الخمور او الاثنين معا. وليلا يختلف ارتخاء اجساد المشاركين في جلسة القات، عما كان عليه من التمكن الحركي الذي ساد الساعات الاولى من بعد الظهر. لذا تنطبع الجلسة بجو احتفالي حميم وخاص عندما تجمع شباناً تربطهم علاقات حميمة وثيقة (8). وخلافا للطابع القتالي لرقص “البرع” الشعبي وحركية الرقصة المدينية التي تشهدها الاحتفالات العامة، تتبلور رقصات هذه الاحتفالات الخاصة عبر سلوكيات حسية وشهوانية. هكذا يتآلف الراقصون مشكّلين فرقا من شخصين او ثلاثة، ويتنافسون في الرقص مطلقين العنان لسعي معتدل الى المتعة يطبع شريحة عمرية معينة.
مراحل المراهقة
ادى تعميم النظام المدرسي واطالة فترة الدراسة تدريجيا للفتيات والفتيان، الى انشاء شريحة عمرية هي المراهقة، ورفع معدل سن الزواج. ترسم المؤسسات المدرسية التي انشئت غالبيتها في الاحياء الجديدة، حبكة جغرافية جديدة بقطبيها الذكري والنسائي، نظرا الى منع الاختلاط في المدرسة وتقييده في الجامعة. كما اوجد ارتياد المؤسسات التعليمية وقتا جماعيا يستكمل في المنزل عبر الدراسة التي غالبا ما تجري في مجموعات من الاتراب.
تبدو ظاهرة اكتساب الشباب استقلالية ما من خلال معالم مكانية، كغرفة خاصة في المنزل، ومسارات واماكن للتسلية في الفضاء المديني، عملية شاملة على قدر ما هي نتيجة التمدن. وتبرز هذ الظاهرة في المدن مقارنة بالريف حيث لا تزال تستقر غالبية سكان اليمن. في صنعاء، تستند هذه الظاهرة الى اشكال ثقافية للمدينية الخاصة بالنخب الصنعانية العريقة، وكذلك الى احتمالات مدينية جديدة تنقش في المكان عادات وانماط استهلاك غير مسبوقة.
قد يلتف هذا التخالط الاجتماعي المراهق حول الفاصل بين الجنسين عبر الافراط في استخدام الهاتف بلا معرفة متلقي الاتصال في الضرورة او التعرف اليه. فمن التسليات الشائعة طلب رقم عشوائي، او تدبير رقم هاتفي لشاب او فتاة لإنشاء علاقة عاطفية غالبا ما تكون بلا مستقبل، وتقتصر على تبادل الصور، ونادرا ما تثمر في لقاءات. وغالبا ما تجري هذه المغامرات جماعيا، حيث يختلي بعض الشبان او الفتيات في غرفة، لرمي شباك غرامهم عبر الهاتف. وليس الهدف الوحيد لذلك هو البحث عن الغرام، بل يرمي ضمنيا الى التعبير عن فردية وعلاقة حب متخيلة في محيط اجتماعي يواصل مراكمة الفوارق بين الجنسين واحتواء سعي الافراد الى التمايز.
شهادة
في احد ايام تشرين الاول 1985 كنت اسير في زقاق يفضي الى المنزل، وامامي تلميذة عائدة من المدرسة برداء اسود يغطيها بالكامل. تجاوزتها لإلقاء نظرة الى موقف السيارة ثم عدت الى خلفها، ولكن على مسافة قريبة نسبيا. امتلأ الشارع ملياً بالحفر بسبب اعمال الاصلاحات. في منتصف الطريق بدا انها تبطئ المسير لتفسح لي مجال تجاوزها، وهذا ما فعلته قبل الدخول الى باحة تفضي الى المنزل. فيما كنت اضع اغراضي سمعت خطى سريعة تدور حول الحوض (وسط الباحة) متجهة الى باب داري. توقعت طرقات على الباب، لكن ذلك لم يحدث، فيما اتخذت الخطى السريعة نفسها طريق المغادرة. سارعت الى النافذة فرأيت الفتاة نفسها تهبط درج الباحة عائدة الى الشارع. هي اذاً لحقتني ولم تتوقع ان تجد الباب مغلقا. الا اذا دفعتها الى العودة أدراجها، رؤية الرجال الذين يجتمعون بعد الظهر لتخزين القات في غرفة تشرف على الباحة. بعد شهرين، طلب مني احد اولاد الحي رقم هاتفي، فأعطيته اياه متسائلا عن حاجته اليه. اجابني ان احدهم يريده ولم يفصح عن المزيد. في احد الايام عند الساعة الخامسة والنصف عصرا رن جرس الهاتف، رفعت السماعة ولم يتكلم احد. سمعت اصوات ابواق السيارات في خلفية غرفة المتصل. بعد عشر دقائق، رن جرس الهاتف مجددا، وتكلمت امرأة هذه المرة، سائلة إن كان هذا منزل فلان. اجبتها بالإيجاب متسائلا عن هويتها. اوضحت انها قريبة الصبي الذي طلب مني رقم هاتفي. ادركت حينئذ انها تغازلني عبر الهاتف وابديت تحفظي محاولا قطع الحديث. اتصلت بعد ايام، وسمعت اصوات ابواق السيارات نفسها، لكنها لم تنبس ببنت شفة. بعد شهر، اتصلت لتقول لي ان اسمها هـ، وهي في السابعة عشرة وسترسل صورتها اليَّ مع صبي الحي. وهذا ما حصل.
شهادة
روى لي ج.، صاحب الحانوت الشاب في السوق، مغامراته العاطفية. فغرفتا ج. وشقيقه تشرفان على واجهات مساكن، ولم يطل الامر قبل ان يلحظ مكوث احدى الفتيات مطولا الى نافذتها. تجاوبت الصبية مع اشارات الاخوين وقبلاتهما معا، فيما ظن كل منهما انها تتفاعل معه وحده. لكن كلا منهما حاول لاحقا التخلص منها. وأصرّ ج. على تحديد موعد مع فتاة اخرى قبل اسبوع على زواج فتاة النافذة التي كان داعبها من خلف القضبان تحت انظار بعض الجيران، بحسبه. ظل ج. خارج المنزل اسبوعا من اجل غرام آخر، متنقلا بين مأرب وتعز، بعد استماعه الى شريط سجّلته محبوبته تروي فيه مشهد تلقيها ضربا مبرحا من والدها وسائر العائلة بعد اكتشافهم علاقتها به.
شهادة
يتحدر م. من عائلة يعود نسبها الى اهل البيت، وهو متزوج ويعمل في المركز الثقافي البريطاني. لحظ من الحديقة تكرارا شابة سافرة الرأس باهرة الجمال الى نافذة منزلها. آل الامر بهما الى تبادل النظرات، فقرر م. لقاءها. صعد الى سطح المركز الثقافي البريطاني ليرى ملابسها ويتعرف اليها في الطريق، ثم لحقها بالسيارة واقترح عليها القيام بنزهة، مؤكدا انها تستطيع اعتباره أخاً لها لطمأنتها. لاحقاً اعتادا اللقاء بعد الظهر لأنها تخرج من منزلها يوميا في الساعة 3,30 لارتياد صفها في معهد اللغات. لم يحاول مطارحتها الغرام، لكن عواطفهما كانت متبادلة، وكشفت له ان شباناً عديدين تقدموا لطلب يدها من والدها. تردد م. لأنه متزوج اصلا، ولأسباب مادية كذلك. فراتبه بلغ آنذاك ستة الاف ريال وكان عليه استئجار منزل آخر لسكن زوجته الثانية. أثناء غيابه ثلاثة اشهر تزوجت الفتاة بطبيب، اوضاعه المادية جيدة. لكن م. ظل يعاشرها بعد زواجها، علما انها لا تكن مشاعر عاطفية لزوجها، وكانت في الرابعة عشرة حين التقى بها م. للمرة الأولى.
ترحال غرامي
تتوافر لأقلية من الرجال المنتمين الى الطبقات الاجتماعية العليا، سبل عدة للتحايل على حظر العلاقات قبل الزواج، فيخوضون بعض انواع التدريب الجنسي. ومع تعذر تقدير حجم الظاهرة، كان البغاء في اليمن عمل نساء من الطبقات الدنيا، ينتمين عموماً الى “الاخدام” المتحدرين من سلالات عبيد إفريقية سابقا، او الى جماعة تمارس وظائف محتقرة.
شهادة
اقرّ و.، وهو من عائلة تعود بنسبها الى اهل البيت، انه يقيم علاقات مع فتيات يجذبهن المال، وغالبيتهن على ما يبدو من عائلات من الطبقات الدنيا، على غرار بيت الز.، الذي تزوجت احدى بناته من اميركي تمكن من اخراجها من السجن حيث كانت تمضي عقوبة بتهمة الدعارة. ولا يمكن الافراج عن بنات الهوى من السجن الا في حال تعهد رجل بالزواج منهن. وقال و. “خربت اربعة او خمسة بيوت”، قاصدا انه افقد فتيات عدة عذريتهن بلا زواج. كان و. يسكن صنعاء القديمة، وفي يوم زاره شخص من تعز وبرفقته ن. الهاربة من المدينة تلك. فضلت الفتاة البقاء في منزل و. عوضا عن المغادرة مع رفيقها. ذاك المساء، زارت فتيات (من بينهن تلك التي تزوجت بالاميركي) منزل و. فتشاجرت فتاة تعز معهن وصفعت احداهن، فغادرن، وبقيت وحدها معه. في اليوم السابع طلب منها المغادرة لما تتسبب له من مشاكل. وفي اثناء خروجها التقت صديق و.،  أ. وهو شاب بهي الطلعة (اخبرها هـ. ان صديقه هذا أقام علاقات مثلية في صغره). تنزه الاثنان ووصلا الى محيط السفارة الصينية، التي تقع قرب مبنى الامن. عندئذ مر ضابطان الى جانبهما بالسيارة، احدهما يشغل منصبا في وزارة الداخلية وكان موكلا ملف الهاربة. نظرا الى جمال الشاب، خال الضابطان انه مثلي الجنس وان الفتاة التي ترافقه قد تشكل موضوع مغامرة. تحججا بعملهما في وزارة الداخلية، وحملا الشاب والفتاة على أن يستقلا السيارة معهما، وسرعان ما تخلصا من الشاب، لكنهما ما ان توقفا ليسألا احد معارفهما إن كان يعرف منزلا يمكن ان يأخذا الفتاة اليه، حتى اغتنمت الفتاة تلك الفرصة للفرار. لم يجرؤ الضابطان على ملاحقتها، فتوجهت مباشرة الى محطة التاكسي، حيث قدّمت قطعة حلى ثمنا لرحلة العودة الى تعز. بعد يوم او اثنين، توجه و. الذي لم يشك في شيء، لزيارة صديقه الضابط في وزارة الداخلية. وجد في احدى الغرف رفيق ن. الذي كان احضرها اليه، واهلها، وكلهم قلقون لاختفائها، فأقر بأنها مكثت لديه سبعة ايام، مؤكدا نه يجهل الى اين ذهبت. ثم تحادث و. مع الضابط على حدة فأقرّ الاخير بمغامرته مع الهاربة واتفق معه على لقاء في صباح اليوم التالي بوجود الاهل. لكن و. الذي امضى ليلته يحتسي الخمر قرر الا يلتقي الاهل مجددا، ويذهب بنفسه الى تعز عملا بما يمليه حدسه. عند وصوله، اتجه مباشرة الى بركة السباحة في احد الفنادق حيث يعرف امرأة مطلعة على اوساط الفتيات المتفلتات في المدينة. طلبت منه المرأة امهالها حتى صباح اليوم التالي. في لقائهما اعطته موعدا في منزل دعارة خالت انها تستطيع ان تستجوب الفتيات العاملات فيه. اخبرتهما قوادة المنزل بعد قليل من التردد ان الهاربة غادرت وفتاتين اخريين برفقة رجلين في سيارة وسلكوا طريق إب وسيعودون مساء. لكن هؤلاء، قرروا، لفرط ما احتسوا من الخمر، مواصلة السير الى اب بدلا من العودة الى تعز. لسوء حظهم، تعرضوا الى حادث، فانحرفت السيارة عن الطريق وهوت في واد، واصيبت الهاربة بكسر في الحوض ونقل الجميع الى مستشفى اب حيث تم الاتصال بعائلات الضحايا. عندما علم و. بالحادثة توجه الى اب، متوترا قلقا، واشترى بعض الهدايا قبل زيارة الجرحى في المستشفى. تحدث مع الهاربة التي كانت تهذي ألماً لسوء حالها. اما الرجلان فانتابهما شعور بالعار وامتنعا عن محادثتها. عند عودة و. الى صنعاء، اطلع الاهل ان ابنتهم في المستشفى.
•••
في اسواق صنعاء، قد تكون الخانات القديمة اماكن لقاء رجال المدينة القديمة ببنات الهوى اللواتي غالبا ما ينتمين الى “الاخدام” وانيط بهن ان يجبن الشوارع ليلا. لكن اماكن اللقاء السرية – سواء أكانت في البيوت الصنعانية القديمة الشاهقة ام في بعض الفيلات في الاحياء الجديدة لاحقاً – لم تكن مخصصة في الضرورة للدعارة، بل للقاءات بين رجال متزوجين او عازبين ونساء متزوجات او مطلقات، غالباً. وتسمح نسبة الطلاق المرتفعة وهجرة الرجال، بجرأة اكبر لدى النساء اللواتي يضمن لهن النقاب سرية الهوية. ويضاعف النقاب القيم المزدوجة التي تحفّ بالمرأة، فهي ضعيفة وخطيرة في آن واحد، لأنها مغطاة وتثير غرائز جنسية عارمة تهدد شرف الجماعة.
شهادة
في احد الايام، طلب رجل من النجار تغيير احدى نوافذ منزله. غادر الرجل تاركا زوجته والنجار بمفردهما. ابدت المرأة بعض التساهل مما اثار النجار الذي ظل متشككاً، لأنها لم تنزع اللثام عن وجهها. مع وصوله حال الانتصاب، طلب منها الاقتراب لمساعدته في العمل، واستغل ذلك كي يلتصق بها ويدعها تشعر بحاله. لم تنسحب المرأة، لكنها ابقت نقابها، فعمد النجار الى إجبارها على رفع النقاب، متذرعاً بدخول بعض الغبار في عينيه اللتين طلب من المرأة أن تنفخ عليهما، مما اجبرها على رفع نقابها. وهنا توقف النجار عن متابعة سرد روايته.
•••
قد يعتبر النقاب حصنا حاميا ووسيلة للخروج الى العالم. فوظيفته تحيل قبل اي امر اخر على ضرورة اخفاء الجسد النسائي، وضمان التحفظ والحياء، وحمل بعض من حميمية المسكن للتمكن من الخروج منه. وهو ايضاً عنصر دلال واناقة، ويسمح بالتحايل على الضوابط. من هذا المنظار، نشهد في بعض الاستخدامات تحويرا فعليا لوظيفة النقاب الاصلية التي فرضها النظام الذكري. ويمكن طرح تحوير الحجاب بالتوازي مع اجواء شهر رمضان حيث يبدو الحرم سائدا بلا منازع. لكن في ليالي رمضان تجتاح المدينة حركة مسعورة مصحوبة بجو احتفالي، يكسر محظورات النهار. وعلى نحو معكوس، قد يرى البعض في شهر الصيام فرصة لكسر المحظور، حينما يساعد الظلام على اللقاءات الممنوعة، نظرا الى واجب التزاور بين الأقارب والاصدقاء، مما قد يشكل ذريعة. وتضمن سرية هوية النساء لا بالحجاب وحده، كثرة العدد ايضا. ويشاع ان بعضهن يتبادلن الاحذية للتستر على زيارتهن عشيقا. لكن سواء أكانت هذه المعطيات حقيقية ام مجرد خيال ذكري، فهي اكثر افصاحا عن خشية الرجال من خروج حياة النساء الليلية في رمضان على سيطرتهم، من كونها  تعبيرا عن سلوك مثبت.
استتار مدني في طور التكون
لا تزال صورة المتسكع ووحدة الفرد وسط الحشد، وهي الصورة العزيزة على شارل بودلير ووالتر بنجامين، بعيدة من صنعاء، فالتنزه غالبا ما يكون حكرا على جماعات النساء بحجة التسوق، فيما يبدو تنزه الرجال من نصيب المتعطلين. وتساهم ظاهرة السيارات ذات الزجاج القاتم، التي غالبا ما تكون رباعية الدفع، في توسيع دائرة كتمان الهويات. فهذه السيارة “المنقبة” تعتبر حريما متجولا، وتلعب على اوتار الحشمة كافة، او كتمان الهوية، وحتى التجاوزات. السيارات هذه مكمل لا غنى عنها للفيلات المسيجة بأسوار عالية لتضمن خفاءها وتهربها من المحاسبة الاجتماعية.
لكن استتار الهوية في صنعاء ليس على ما هو عليه في باريس. فهو يعاش مثقلا باحتمالات تحوّله حقيقة، بحسب اللحظات والمواقف، عوضا عن كونه امرا واقعا في مدينة تجد فيها الهويات صعوبات متراكمة في التخفي وسط التفاعلات المدينية. يولد هذا “الغشاء الحامي” (9) الذي يشكله استتار الهوية المرتبط بالمدينة والحالات المدنية، من رحم حركية في ازدياد مطرد، نتيجة تطور شبكة النقل وتوحيد البلاد (1990). فالشماليون الذين يتسايرون في حفنة من الخمارات الساحلية في عدن، والجنوبيون في صنعاء، يحوكون معا مدينة موازية تقرِّب المدينتين عبر نوع من الكياسة المدنية الجديدة ¶

هوامش:
1- في اطار اطروحة دكتوراه في علم الاناسة (انتروبولوجيا) حول اسواق صنعاء والمجتمع المديني، أنظر الى عملي: “شيخ الليل، او تنظيم الاسواق الصنعانية ومجتمع المدينة”، آرل، اكت سود، 1997.
2- جورج ديفرو، “رسائل في علم النفس الاتني العام”، باريس، غاليمار (مجموعة تل)، 1983 (الطبعة الثالثة)، ص. 227
3- “العيّنة”، هي ما يعرف به غطاء السرير المدمى الذي يبرز لإثبات عذرية العروس قبل الزواج، ويرمز الى حد الغراميات العذرية او المضبوطة التي تشهدها المراهقة.
4- مراجعة جان- شارل دوبول “اذا بدأنا تغيير كل ما في المنزل…”، الشعوب المتوسطية، اليمن، صنعاء، العدد 46، كانون الثاني – آذار 1989، ص49-55.
5- في اشارة الى الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول.
6- مراجعة كارلا مخلوف، “تغير الحجاب: النساء والحداثة في شمال اليمن”، مطبوعات جامعة تكساس، 1979.
7- جان لامبير، “المجال اليمني. المحادثة، الالعاب، والادوار في الفضاء الاجتماعي الذكري”، حنا ديفيس طيب، ربيعة بكار، وجان كلود دافيد، “الفضاءات العامة، المحادثة العامة في المغرب والمشرق”، باريس – ليون، لارماتان/ دار الشرق المتوسطي، 1997، ص. 43.
8- يعطي جان لامبير مثالا محددا عند اجتماع افراد مقربين “ما يميز المقيل الصنعاني، هو مجموعة صغيرة من الاشخاص يجتمعون على توخي لذة حميمة ونخبوية. وينظم المضيف الجمع، الذي يتألف من افراد يسعون الى صحبة انس”. جان لامبير، “طب الروح، الغناء الصنعاني في مجتمع اليمن”، نانتير، جمعية الاتنولوجيا، 1997، ص 40.
9- كوليت بيتونيه، “ستر الهوية، او الغشاء الحامي” من المدينة القلقة. وقت التفكير، 1986، ص247-261.

فرنك مرمييه
(ترجمة بسمة بدران)
النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى