صفحات العالمنبيل الملحم

قبل وقوع زحمة صواريخ فوق سماء تل أبيب

نبيل الملحم
الاسرائيليون يتحـــسبون للحظة التي تقع فيها زحمة الصواريخ فوق تل أبيب، والاعلام الاسرائيلي، يحكي عن الحرب وكأنها مابين رفتي جفن.
قصة الحرب الاعلامية هذه، تقودنا الى استحالة في اللحظة الراهنة:
– استحالة الحرب.
أقله لان مبادرة الحرب لن تكون في اللحظة الا في يد اسرائيل، واسرائيل لن تبادر اليها، وفق كل الحسابات، فصواريخ سكود، كما صواريخ إم 600 ، متوفرة بكثافة لدى سورية وحزب الله على السواء، وهي صواريخ يحمل كل واحد منها رأس متفجر يزن نصف طن، والحرب الاسرائيلية على هذه الصواريخ ان لم تحسم في الدقائق السبع الاولى، فلابد وان تهطل فوق منشآت وسكان، وحين يحدث ذلك فالاسرائيلي عاجز عن تحمل ماتحدثه من خسائر في البشر والممتلكات، مع اضافة أن:
– لانصف هزيمة لاسرائيل كما لا نصف انتصار، ومن يتذكر بن غوريون يعرف أن نصف الهزيمة بالنسبة لاسرائيل، يقود نحو زوال اسرائيل وكذلك نصف الانتصار.
الحرب لن تبادر اليها لا سورية ولا حزب الله، أقله لأن السوريين محكومون بصيغة دولية واقليمية وبميزان قوى ليس في صالحهم اذا ماوقعت الحرب، يضاف الى البنى التحتية السورية التي لن تكون بالجاهزية التي تقتضيها استحقاقات الصواريخ التي يطلقها سلاح الجو الاسرائيلي، فيما حزب الله لن يفكر باطلاق الحرب وظهره اللبناني الى فراغ، أقله واصطفاف لبناني واسع، مازال يرى الحرب مغامرة لايحتملها اللبناني وهو يستحضر السياح نحو شواطئه وعلى متن التلفريك، ويضاف الى هذا :
– لاحرب يخوضها حزب الله ان لم تكن خرائط غرفة عملياته بالتنسيق والتشاور مع دمشق، فطهران الممولة والحليف، ربما تعمل اليوم على الخروج من أزمتها الداخلية، كما على الخروج من أزمتها الدولية نتيجة وضعها (النووي)، والايرانيون الأكثر صبرا على نسج السجاد العجمي، هم الأكثر ادراكا لمخاطر المغامرات العسكرية اليوم، فيما الانسحاب الامريكي من العراق بتداعياته، كما تداعيات الحالة الافغانية، لابد وأن يرتب على الادارة الامريكية، اعاقة حرب جديدة في المنطقة، أقله مع سورية، وهذا وزير الخارجية السوري وليد المعلم يؤكد في تصريحات صحافية ان المعلن من السياسة الامريكية ازاء سورية شيء، ومايجري في الغرف المغلقة شيء آخر، بما يسمح بتأويل كلامه على نحو يفيد بأن الادارة الامريكية ليست بصدد الاشتباك مع دمشق، ومايعني:
– اعاقة اسرائيل على الدخول في مثل هذا الاشتباك.
حوار أجرته صحيفة سورية مع عبدالله غل، الرئيس التركي، وفي حوارها، سألت الصحيفة السورية الرئيس التركي، عن حقيقة النكتة السورية التي تقول أن ثمة احتياج لفك الاشتباك مابين أنقرة وتل أبيب، فماذا كانت اجابة الرئيس التركي غل؟
– نكتة سمجة.
هكذا ، اعتبر الرئيس التركي أن الحديث عن عداوة مابين الاتراك واسرائيل، هو حديث ساذج، ومن يعرف الرئيس غل، يعرف أنه وطاقمه المنتمين الى حزب الرفاه، وتحديدا وزير خارجيته أحمد أوغلو (كيسنجر بنسخته التركية)، يعملون على تحقيق نظرية العدو صفر، والمساعي التركية في الوساطة مابين دمشق وتل أبيب، لم تحط رحالها وتعلن يأسها بعد، وكثير من المؤشرات تقول بأن المفاوضات السورية الاسرائيلية وبوساطة تركية، قد تكون مابين اللحظة واللحظة، فيما يعرف المتابعون مدى تأثير أنقرة على كلا طرفي الصراع، مايرجح ان يكون الصيف السوري الاسرائيلي، صيفا بلا صواريخ، ومايرجح اعادة اطلاق المفاوضات السورية الاسرائيلية، مع الأخذ بالاعتبار أن دمشق الرابحة من فك الحصار عنها، والرابحة من تعاظم القوة الايرانية، والرابحة من الانهيارات الامريكية في العراق، والرابحة من المأزق الفلسطيني في المفاوضات مع الاسرائيليين، ستكون الرابحة بدورها من مفاوضاتها مع اسرائيل، لتحقق استعادة كامل حقوقها ووفقا لمعادلة الارض مقابل السلام، باعتبار ان مآزق الخصوم، تشكل قوة مضافة الى القوة السورية، دون نسيان الدور السوري المتعاظم في العراق، وكلها معطيات تجعل مجرد اقدام اسرائيل على حرب في هذا الصيف:
– حماقة.
حماقة، تحدث عنها جنرالات اسرائيليون.. جنرالات نصحوا السياسيين الاسرائيليين بالقول:
– فاوضوا دمشق.
حدث هذا، ونقلته القـــناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي.. حدث هذا ونقلته كذلك ‘هاآرتس’ الاسرائيلية، نقلته عن كبار جنرالات اسرائيل.
هل نذكر أسماء؟

قالها رئيس مشروع اعتراض الصواريخ، في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عوزي روبين.. قالها محذرا من:
– زحمة صواريخ فوق تل أبيب.. وأضاف:
– فاوضوا دمشق.

‘ كاتب سوري
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى