صفحات من مدونات سورية

من دمشق ( الحلقة الثانية ) : معك فراطة ؟

عبارة ما أن تسمعها حتـّى تدرك أن ّ عمليّة نصب ٍ من نوع ٍ ما تحاك ُ ضدك ، أو همممم . . . ليس بالضرورة أن تكون عمليّة نصب بمعنى النصب و ليس بالضرور أن تحاك فهي قد ترقّـع و تسكّج و تقسـّم حسب الزبون !
فسائق التكسي يسألك : ما معك فراطة ؟
و هذا بلغة الغمز و اللمز يعني أن ّ السائق على وشك أن “يخورفك” بحجّة الفراطة و أنّك على وشك أن تدفع عداد و نص بحجّة الفراطة أيضا ً !!
أمـّا إذا أتتك هذه الجملة من صيدلي ّ فعليك أن تتهيأ جسديّا ً لوجع رأس شبه مستديم و تتحضّر نفسيّا ً و ” جيبيّا ً ” لحبيبات دواء غالبا ً ما تكون ” سيتامول ” أو نوع ما من المسكنات التي تقص ّ إلى قطع صغيرة و تسعّر بالواحدة و ليس بالظرف ( كعادتها ) و ذلك إرضاء ً لصديقتنا الفراطة ! فوجع الرأس هو الصديق الصدوق و المرض المرافق يدا ً بيد للفراطة و لكل ّ الأمراض ” الفراطيّة ” ! ..
و المسكة ، العلكة ، هي بدورها تدخل في ميزانيّة الفراطة و تعتبر صديق الفراطة الأوّل ، فالسمـّان لا يتعاطى الفراطة و يفضّل عليها علكة مسواك !! لذا و بدل أن يدفع لك الباقي نقدا ً يوزعه ُ إلى حبات من العلكة . و هنا أيضا ً نعود إلى ما ذكر أعلاه ُ بأن ّ الأمور هنا تقاس ” على قد ّ بساطك ” و ترقّع حسب الزبون و حسب الفراطة فلكل ّ فئة من الزبائن علكتهم و مسكتهم التي تتناسب مع فراطتهم و العتب مرفوع :
شعراوي = تحت خط الفقر
مسواك = فقراء ولكن !
تشكلتس = دخل محدود
سمينز و صديقاتها = طبقة مخمليّة
مهملين َ ، غير متناسين ، الحديث عن الطوابع التي تسعّر ( مع الربح ) بـ 10 ل.س وتـُباع بـ 15 ل.س نظرا ً لأن ّ البائع المسؤول أطلق على هذه الـ 5 ل.س الزائدة إسم ” مربح ” و لم يطلق عليها إسم ” فراطة ” و شتــــّـان ما بين المربح و الفراطة !!!
أمـّا في الميكرو و الباصات العامّة و الخاصّة فإن ّ الفراطة مفقودة أصلا ً و قد نسيها معظم الشعب فلم يعد أحدهم يطالب بها أو يذكرها :
التعرفة 8 ل.س لكنّ الجميع يدفع 10 ل.س و قبل أن تنظر إلي ّ نظرة بخل ٍ ، عزيزي القارئ ، تماما ً كما فعل موظـّف قطع التذاكر عندما سألته ُُ عن مصير الـ 2 ل . س المنسيّة في عجقة الفراطة .. هذا المبلغ الذي قد لا يكون بالنسبة لي أو لك ، قارئي العزيز ، مبلغا ً ” محرزا ً ” لكنّـه ُ يشكّل مبلغا ً ” ما ” قد يساهم ُ يوما ً بدعم فراطة أحدهم و ما أدراك ما دور الفراطة في تسكيج ” الجرّة ” ، تلك الجرّة التي يسعى معظم الشعب السوري إلى سندها بجميع الوسائل و الأحجار الممكنة !
من الجدير ذكره ُ أن ّ للفراطة فروع عديدة في الكازيات و الكافتيريات و جميع المحافظات و الإستراحات و ما بينهما !!

http://www.freesham.com/2010/06/blog-post_22.html

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى