اسرائيل

محللون: نتنياهو شكّل حكومة ليبرمان بعد تطمينات كلينتون
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير اندراوس: تحت عنوان نتنياهو باع الليكود لليبرمان، والمكلف بتشكيل الحكومة شكّل عمليا حكومة افيغدور ليبرمان، كتبت صحيفة ‘معاريف’ على صدر صفحتها الاولى انّه فيما تتواصل المفاوضات الائتلافية لتشكيل الحكومة الاسرائيلية، برزت خلافات حادة داخل حزب الليكود على خلفية توزيع الحقائب الوزارية الرئيسية، حيث يطالب سيلفان شالوم وهو احد اقطاب الليكود بحقيبة الخارجية التي بات شبه مؤكد انها ستكون من نصيب حزب ‘اسرائيل بيتنا’، ولكن شالوم لا ينوي التنازل وسينظم مساء اليوم الاثنين اجتماعا لمؤيديه للضغط على نتنياهو.
ورأى المحلل السياسي في الصحيفة بن كاسبيت، انّ هذا الاجتماع هو بداية التمرد ضد نتنياهو داخل الحزب، خصوصا وانّ شالوم سيستغل اصوله التونسية لحشد المؤيدين من ابناء الجاليات من اصول عربية الى جانبه، وهم كثر في حزب الليكود. وزاد كاسبيت قائلا انّ سيكون لليبرمان ثلاثة ممثلين في المجلس الوزاري الامني والسياسي المصغر، حسب القانون.
ورأى المحلل انّه اذا اثبت ليبرمان قدراته في الحكومة كما اثبتها في المفاوضات لتشكيلها فانّه سيتحول بنظر الاسرائيليين الى بديل لنتنياهو في رئاسة الحكومة. وكشفت الصحيفة النقاب عن انّ نتنياهو رضخ لجميع شروط افيغدور ليبرمان: وافق على اسناد حقيبة الخارجية له، ووزارة الامن الداخلي ووزارة القضاء ووزارة السياحة ووزارة البنية التحتية، ورئاسة لجنة القانون والدستور في الكنيست وايضا كممثل عن الحزب في اللجنة التي تعين القضاة.
من ناحيته رأى محلل الشؤون الحزبية في الصحيفة شالوم يروشالمي، انّ ليبرمان احتل عمليا جميع الوزارات والدوائر المسؤولة عن الامن والنظام والمحاكم والشرطة داخل الدولة العبرية، في الوقت الذي تواصل الشرطة الاسرائيلية التحقيق معه بتهمة تلقي الرشاوى وتبييض الاموال، وزاد انّ ليبرمان تحوّل الى الرجل الاقوى في الحكومة الجديدة بسبب فشل نتنياهو في ادارة المفاوضات الائتلافية. ونقلت مصادر مقربة من المكلف بتشكيل الحكومة قوله انّه اقدم على التحالف الاستراتيجي مع ليبرمان بعد اجتماعه بوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، الاسبوع الماضي، والتي اكدت له انّ الادارة الامريكية لن تمارس الضغوط على اسرائيل في المستقبل المنظور، اما ليبرمان فقال: ساكون وزير الخارجية الانجع، على حد تعبيره.
وقالت مصادر داخل الليكود انّ التوتر يتصاعد في الحزب وقد يحصل انفجار، لان كافة الحقائب الوزارية الهامة ستكون من نصيب الشركاء الائتلافيين، شاس و’اسرائيل بيتنا’.
وحسب التقديرات سيحصل حزب ‘اسرائيل بيتنا’ على وزارات الخارجية والقضاء والامن الداخلي الى جانب وزارتين اضافيتين، في حين سيحصل حزب شاس على وزارتي الداخلية والاسكان، ووزارتين اضافيتين.
واشارت المصادر عينها الى انّ ليبرمان سيُسند حقيبة القضاء الى البروفيسور دانئيل فريدمان، الذي تعارضه اوساط واسعة من الجهاز القضائي الاسرائيلي، بسبب محاولاته المتكررة للحد من سلطة المحكمة العليا الاسرائيلية، حيث كشفت القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي النقاب عن انّ العديد من قضاة المحكمة توجهوا الى رئيس حزب العمل ايهود باراك، وطلبوا منه الانضمام لحكومة نتنياهو لمنع فريدمان من تسلم حقيبة القضاء. وكان سيلفان شالوم قد حصل على تعهد من رئيس الحزب بنيامين نتنياهو بمنحه حقيبة الخارجية، ولكن نتنياهو تعهد بها ايضا لافيغدور ليبرمان، الا ان شالوم قال انّه لن يقبل باي حقيبة غير الخارجية، وسيجمع اليوم 200 من مؤيديه في منزله في مدينة رامات غان، لبحث سبل الضغط على نتنياهو وكيفية التعامل مع قراراته.
وفي غضون ذلك يواصل طاقما المفاوضات لحزبَي ‘الليكود’ و’اسرائيل بيتنا’ مباحثاتهما الاحد سعيا لصياغة الاتفاق الائتلافي بين الحزبين.
وافادت مصادر مسؤولة في الليكود انّ الاحتمالات لانضمام حزب العمل الى الحكومة ضئيلة وان هناك احتمالا كبيرا ان ينضم حزب الاتحاد الوطني الى الائتلاف الحكومي رغم الخلافات القائمة بينه وبين الليكود. وفي حزب العمل، ما زال رئيس الحزب، ايهود باراك، يدفع باتجاه انضمام حزب العمل الى الائتلاف الحكومي، وسط معارضة شديدة داخل الحزب. ويقول مقربو باراك انّه يعتقد ان بقاءه في المعارضة الى جانب حزب كاديما لن يمنح دفعة للحزب لان كاديما ستكون البديل المطروح للسلطة. وكان باراك يرغب في انضمام كاديما الى الائتلاف وبقاء حزب العمل في الخارج رئيسا للمعارضة، الا ان رئيسة كاديما تسيبي ليفني سرقت منه الاضواء، ووضعت نصب عينها ان تكون في المعارضة خلال حقبة نتنياهو وبناء الحزب ليكون بديلا في السلطة في الانتخابات المقبلة.
ولكن باراك يعترض على منح حزب (اسرائيل بيتنا) حقيبة القضاء، ويرفض ابقاء الوزير الحالي، دانئيل فريدمان، في منصبه، ويرى فيه خطرا على الجهاز القضائي. وعقب الاعلان ان رئيس حزب ‘اسرائيل بيتنا’، افيغدور ليبرمان، الذي يخضع للتحقيق بتهم فساد، سيحصل على حقيبة القضاء ويعتزم ابقاء فريدمان في منصبه، اعلن باراك انه يعترض بشدة على ذلك واكد ان حزبه لن ينضم الى حكومة يقرر فيها ليبرمان من سيكون على راس سلطات فرض القانون. الا ان باراك استهجن في الوقت ذاته موقف حزبه الذي تستحوذ عليه فكرة البقاء في المعارضة. وقال باراك ان نتنياهو يعرف اننا لن نبدأ اي مفاوضات ائتلافية اذا كان ليبرمان هو من يحدد من الذي يقف على رأس سلطات القانون. لن نقبل باقل من تاكيد صريح من نتنياهو حول الموضوع. واكد باراك ان ثمة حاجة لتشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة، ونفى امكانية ان ينسحب من الحزب وينضم الى حكومة نتنياهو في منصب وزير الامن، وهو المنصب الذي يريد المكلف بتشكيل الحكومة اسناده الى الجنرال في الاحتياط موشيه بوغي يعالون، الذي كان رئيس هيئة الاركان العامة في جيش الاحتلال الاسرائيلي.
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى