صفحات أخرى

أهل الكهف وأهرامات الجيزة الثلاثة: هل من علاقة؟

زكريا محمد
قصة أهل الكهف قصة عربية بامتياز. فهي لم ترد إلا في القرآن، وفي المصادر العربية الأخرى كتعليق على ما ورد في القرآن وشرح له. لكنها لم تكن قصة إسلامية. إذ كانت، حسب المصادر العربية، في صلب النقاش بين اليعاقبة والنساطرة من المسيحيين العرب في الجزيرة قبل الإسلام، وفي فجره. كما كانت لها حصتها من الجدل بين الإسلام، كدين جديد، والمسيحية العربية. غير أن كونها أسطورة عربية لا يعني أبدا أنها تتناول مسائل دينية تخص الجزيرة العربية فقط، بل هي على علاقة بجوهر أديان المنطقة، وعلى الأخص ديانة الأهرام.
ديانة الأهرام؟!
نعم، ديانة الأهرام. بل وأهرام الجيزة الثلاثة على وجه الخصوص أيضا. لكن قشة صغيرة فقط هي التي خبأت دوما العلاقة بين قصة أهل الكهف وبين أهرام الجيزة.
إزاحة هذه القشة سيجعل كل عين تفاجأ بأنها قادرة على رؤية الشبه الصاعق بين القصة وديانة الأهرام. ونظن أنها قشة الحذر والخوف التي حجبت الصلة البينة بين ديانة الأهرام وأهل الكهف. فإذا ما أزحنا هذه القشة فسوف نجد أن هناك شبها، بل وشبها صاعقا ربما بين الأهرام وأهل الكهف. أو قل سنجد أن قصة أهل الكهف تكون مطروحة بالحجر على هضبة الجيزة!
ولنبدأ بالمشهد الذي يعرضه لنا القرآن حول أهل الكهف: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم).(1)
ثلاثة نائمين في كهفهم وكلب! أليس هذا شبيها بالأهرام الثلاثة وبأبي الهول رابضا أمامها؟ ألسنا في أهرام الجيزة مع ثلاثة أهرام قربها كلب (يقال لنا أنه أسد!)؟ ثمة على الأقل شبه شكلي لا يمكن إنكاره! صحيح أن القرآن لا يحسم أنهم ثلاثة مع كلبهم، لكنه أيضا لا يحسم أنهم خمسة أو سبعة.
لكن لنمض قليلا مع الوصف القرآني كي تزداد قناعتنا بالشبه الجدي بين ما يصفه القرآن وما هي عليه الأهرام وكلبها- أسدها: (وتحسبهم أيقاظا وهم رقود، ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال، وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد).(2)
كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد!
أليس هذا أفضل وصف يمكن تقديمه لوضع أبي الهول الذي يبسط ذراعيه مثل كلب أهل الكهف قدام الأهرام؟
إذا صح ما نقول، ونحن نرى أنه صحيح، فقد حل لغز أبي الهول تماما. فهو كلب لا أسد من حيث المبدأ. وبذا تكون آية قرآنية قد قدمت لنا حلا للغز أبي الهول!
الوصيد
لكن ما الذي تعنيه كلمة (الوصيد) في الآية القرآنية: وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد؟
تختلف المصادر العربية حول معنى كلمة (الوصيد). فحسب لسان العرب: (الوصيد: فناء الدار والبيت… والوصيدة: بيت يتخذ من الحجارة للمال {الدواب} في الجبال… والوصيدة كالحظيرةِ تتخذ للمال إِلا أَنها من الحجارة والحظيرة من الغِصنَة).(3) ويضيف الزمخشري:
(باسط ذراعيه بالوصيد: بالفناء وقيل: بالباب… وأوصد الباب: أغلقه. وأوصد القدر: أطبقها. وأوصدوا واستوصدوا: اتخذوا وصيدة للغنم: حظيرةً، وغنمهم في الوصائد).(4) ويزيد الزبيدي في تاج العروس: (الوصيد والأَصيد… الفناء… وقيل: الوَصِيد: العتبة للباب والوصيد بيت كالحظيرة من الحجارة يتخذ في الجبال، للمالِ أَي للغنمِ وغيرِها، كالوصيدة، يقال: غنمهم في الوصائد… والوصيد أَيضاً: الجبل، أَورده المصنّف في البصائر. والوصيد: النبَات المتقارِب الأُصول… والوصيد: الحظِيرة من الغصنة).(5)
عليه، فالمعاني الأساسية لكلمة (الوصيد) في الآية هي: الفناء، الباب، العتبة، الجبل، التحويطة من حجارة حول الغنم. وكلها يمكن أن تتوافق مع وضه أبي الهول وأهرام الجيزة. إذ يمكن اعتبار أبي الهول باسطا ذراعيه في فناء الأهرام، أو في باب الأهرام، أو على عتبتها، أو في هضبة الأهرام (الجبل). لكن يبدو لنا أن الأكثر انطباقا على أبي الهول هو الحظيرة التي تصنع من الحجارة للدواب في الجبال. نحن نعلم، بالطبع، أنه لا يوصد للكلاب التي تحرس الماشية، بل للماشية نفسها. فالكلب يظل على باب الوصيد كي يحرسها. عليه، فربما كانت بقعة الأهرام هي الوصيد، في حين أن المكان الذي يربض فيه أبو الهول- الكلب هو باب الوصيد، أو فناء الوصيد. وهذا قد يعني أن الوصيد هنا هو الجبل أو الهضبة. غير أن هذا ليس أكيدا، لسبب واحد: هو أن أبا الهول، بالذات، يربض داخل تحويطة حجرية تحيط به، في موضعه الذي يقع في وهدة من الأرض مقارنة بالأهرام، كما يخبرنا ابن فضل العمري: (أبو الهول؛ وهو اسم لصنم يقارب الهرم الكبير. وفي وَهدة منخفضة تقع دونه شرقا بغرب).(6) ويعيد السيوطي في حسن المحاضرة تكرار ما يقوله ابن فضل ويعدل فيه قليلا: أما أبو الهول فهو صنم بقرب الهرم الكبير في وهدة منخفضة. ويؤكد هذا الأمر باحث حديث هو الباحث المصري الشهير سليم حسن: (ويقع صنم أبو الهول نفسه عند الحافة الشمالية الشرقية في الجبانة في منخفض صخري تخلف عن عملية قطع الحجار لبناء هرم خوفو).(7). ويضيف أن حول أبو الهول سور بناه في ما يفترض تحتمس الرابع. هذا السور الذي يدور حول أبي الهول في وهدته هو الوصيد. ولو صح ذلك، يكون السور أقدم بكثير جدا من تحتمس الرابع. ربما رممه تحتمس، لكن هذا الوصيد، التحويطة، موجود في الميثولوجيا قبل أن يوجد على أرض الجيزة، كما تدلل الآية القرآنية. ووجوده هناك كان تنفيذا لما تقوله الأسطورة. أي أن الكلب، أو رابعهم، يجب أن يكون داخل تحويطة، أي داخل وصيد في المعابد الأوزيريسية القديمة، لسبب نجهله. وكما رأينا من قبل، فإن الوصيد يصنع للمال، أي للدواب، في الجبال لحمايتها، لا للكلاب. لكن أبا الهول بالذات يكمن هنا داخل الوصيد، لا خارجه، أي بالضبط كما جاء في الوصف القرآني. فهو يبسط ذراعية (بالوصيد)، أي داخله. إذ أن الباء هنا تعني (في).
وبالمناسبة فإن المصادر العربية تختلف حول لون كلب أهل الكهف. لكن رأيا شائعا قويا يقول أن لونه كان خلنجيا. يقول الدميري في حياة الحيوان الكبرى عن الكلبي أنه: وفي رواية عنه أنه أحمر، واسمه قطمير. وقال مقاتل: كان أصفر. وقال القرطبي: صفرته تضرب إلى الحمرة. وقال الكلبي: كان خلنجي اللون. واللون الخلنجي حمرة تضر للصفرة، أو العكس. وهكذا، فهو في ما يبدو حمرة تخالطها صفرة. وهذا ما وصفه به المقريزي: في وجهه حمرة ودهان يلمع عليه رونق الطراوة. ومازالت بقايا دهان محمر ترى خلف أذن أبو الهول حتى اليوم.
وكما لحظنا في المصادر اللغوية العربية فإن (الوصيد)، أي التحويطة، يقام في منطقة جبلية. والأهرام تقع في هضبة تدعى هضبة الجيزة. أي أننا نتحدث عن منطقة جبلية مقارنة بما حولها. وتتكون الكهوف الطبيعية عادة في المناطق الجبلية. من أجل هذا لا بد من افتراض أن كهف أهل الكهف كان في منطقة جبلية. وقد أدت اختبارات البروفيسور الفرنسي جين كيرسل بالأجهزة الحديثة، إلى اكتشاف يقول أنه يوجد تحت الممر النازل الموصل إلى الحجرة التي تحت مستوى الأرض في الهرم الأكبر: (كتلة كبيرة من الحجر الجيري فككتها المياه الجوفية- أي، بكلمات أخرى، كهف عميق).(8)
ثمة، إذن، (كهف عميق) تحت الهرم الأكبر. كهف كما في قصة (أهل الكهف) تماما. ونحن نفترض أن الكهف يمتد تحت الهرمين الآخرين. وهذا الكهف هو المكان الذي تنزل إليه أرواح الآلهة الموتى، قبل بعثها المفترض. وجود هذا الكهف تحت الهرم الأكبر دليل على أن بالإمكان الاستناد إلى القصة القرآنية لحل بعض ألغاز عبادة الأهرام المصرية. لا يعني هذا أن القصة القرآنية كانت تتحدث عن أهرام الجيزة بالضرورة، بل يعني أن ثمة هندسة مفترضة للمعابد الأوزيرسية في الأسطورة، وان الأهرام أقيمت بناء على الأسطورة. في هذه الهندسة يجب أن يكون هناك تلة ما، وشق يوصل إلى بئر، أو كهف عميق ما في جبل أو هضبة جبلية. وفوق هذه الكهف يقام المعبد، أي الهرم في الواقع، كما أقيم (المسجد) فوق فتية الكهف: (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا).(9)
أبواب الشمال
طيب. لكن هذا لا يكفي وحده لتأسيس القضية. لا يكفي للإقناع.
حسن. نحن نملك المزيد. فلننظر إلى ما تقوله لنا المصادر العربية عن باب الكهف. يعلمنا القرطبي في تفسيره أن: (كهفهم مستقبل بنات نعش… فكانت الشمس تميل عنهم طالعة وغاربة وجارية لا تبلغهم لتؤذيهم بحرها).(10) ويضيف ابن حبيب في المحبر: (وكان باب الكهف بحذاء بنات نعش).(11) أي في مواجهة بنات نعش. وهذا يشير إلى ارتباط ما للكهف وأهله ببنات نعش في شمال السماء. والحق أن ما جاء به القرطبي، وغيره أيضا، إنما هو توضيح لما تكاد تقوله مباشرة سورة الكهف: (وترى الشمس إذا طلعت تزور عن كهفهم ذات اليمين وذات الشمال. وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال، وهم في فجوة منه). (12) فالشمس عند طلوعها في الصبح (تزور عنهم)، أي تتجنب باب كهفهم، في حين أنها (تقرضهم) في المساء، أي تلمسهم لمسا ما أو تقترب منهم عند غيابها. ومن الواضح أن الجهة الوحيدة التي يمكن لها أن تجعلهم في مبعدة عن أشعة الشمس هي جهة الشمال، لا غير. وهذا يعني أن باب الكهف شمالي فعلا بتأييد من الآية القرآنية.
إذن، فأهل الكهف على علاقة بالسماء الشمالية، وببنات نعش على وجه الخصوص.
ونحن نعلم بكل تأكيد أن هندسة الأهرام عموما على علاقة بالقطب الشمالي، وببنات نعش على وجه التحديد. فقد (مداخل هذه الأهرامات تواجه القطب الشمالي للسماء كي تتمكن روح المتوفى من الصعود إلى منطقة النجوم ‘الثوابت’ التي تدور حول القطب والتي لا يمكن أن تسقط تحت خط الأفق، وبالتالي لا يمكن أن يضطر إلى الهبوط في الأعماق المخيفة).(13)
مداخل الأهرام، أبوابها، تواجه القطب الشمالي، وتتجه إليه. والقطب الشمالي موسوم ببنات نعش. أي أن أبواب الأهرام يتجه كهف أهل الكهف تماما.
ويؤكد لنا روبرت بوفال أن الكوة الشمالية من حجرة الملك في الهرم الأكبر، كانت تتجه وقت بناء الأهرام نحو نجم (الثعبان) في شمال السماء، الذي كان نجم القطب وقتها، حسب رأيه. وروح الفرعون الميت- أوزيريس تذهب، بعد أن تقطع نهر المجرة إلى بنات نعش بالذات.
إذن، فقد بدأنا بثلاثة وكلب، ثم اكتشفنا أن الأهرام تقام على هضبة صخرية فيها كهف، أو كهوف، لنصل إلى ان أبواب الأهرام تتجه إلى الشمال مثلها مثل باب كهف أهل الكهف!
نجوم أهل الكهف
من ناحية ثانية، ينقل لنا الدميري في حياة الحيوان الكبرى رواية توحي بإدراك ما لعلاقة بين أهل الكهف ونجوم محددة في السماء. تقول الرواية أن الكلب كان في الواقع رجلا:
(قال فرقة: كان أحدهم، وكان قد قعد عند باب الغار، طليعة لهم فسمي باسم الحيوان الملازم لذلك الموضع من الناس، كما سمي النجم التابع للجوزاء كلباً {أي نجم الشعرى الذي يدعى كلب الجوزاء}، لأنه منها كالكلب من الإنسان. وهذا القول يضعفه بسط الذراعين، فإنه في العرف من صفة الكلب).(14)
ما هو مهم هنا أن الكلب الذي يبسط ذراعيه بالوصيد هو رجل في الأصل، وانه يحرسهم ويقف في طليعتهم. هو ليس كلبا في الحقيقة إنما يأخذ صورة الكلب. أو أنه رجل- كلب. وهذا يشبه أنوبيس ابن نفتيس، الذي صار في الواقع ابنا لإيزيس، وأخذ صورة كلب. وهو يقف عند باب الغار، أي في طليعته، يقف مثلما يقف نجم (كلب الجوزاء)، الذي هو الشعرى، في طليعة نجوم الجوزاء. هذا التشبيه الغريب لكلب أهل الكهف بكلب الجوزاء دليل على أنه ظل في الوعي ما يربط أهل الكهف بنجوم السماء، ويربط بشكل خاص نجم الشعرى- إيزيس، بكلب أهل الكهف. وهذا الوصف لكلب أهل الكهف يشبه وصف بلوتارخ لأنوبيس. فهو يقول عنه: (أصبح حارسا لإيزيس وتابعا لها تحت اسم أنوبيس. ويقال أنه يحرس الآلهة كما يحرس الكلب الإنسان).(15)
إنه حارس إيزيس بشكل خاص، إلا أنه حارس الآلهة- النجوم في الأهرام.
وقد يسأل سائل: نحن نتحدث عن (بنات نعش) في شمال السماء فكيف أصبحنا عند الجوزاء في الجنوب؟ وقد أوضحنا في فصول سابقة أن المصريين كانوا يقسمون السماء إلى جنوبية وشمالية، وأن الجنوبية تكرر الشمالية. يقول لنا البيروني في كتاب (تحقيق ما للهند من مقولة) عن ديانة الهنود: (ومعلوم أن القطب الشمالى يوسم عندنا ببنات نعش والجنوبي بسهيل. إلا أن في بعض من يشبه العوام من أصحابنا من يزعم أن في ناحية الجنوب من السماء بنات نعش على هيئة الشمالى، تدور حول ذلك القطب).(16)
وهكذا فهناك من كان يعتقد حتى زمن البيروني ان هناك بنات نعش في الجنوب تماثل بنات نعش الشمالية. وحين يموت الشخص تذهب روحه إلى بنات نعش، لكنها حين تنبعث تهبط إلى برج الجوزاء، أي تذهب إلى بنات نعش الجنوبية، كما سماها البيروني.
انقلاب الفصول
ولأننا نتحدث عن نجوم في السماء، مرتبطة بتغيرات الفصول، فإننا نجد ان حركة أهل الكهف في نومهم تشبه أن تكون حركة فصلية. يخبرنا ابن حبيب في المحبر أنهم: (وكانت لهم في السنة تقليبتان: واحدة في الشتاء وواحدة في الصيف).(17) ويؤكد القرطبي في تفسيره هذا بالكلمات ذاتها: (وكانت لهم في السنة تقليبتان: واحدة في الشتاء وواحدة في الصيف. وكان باب الكهف بحذاء بنات نعش).(18)
نحن نتحدث هنا، كما يبدو، عن الانقلابين: الصيفي والشتوي، لا عن حركات أموات في كهف فقط. فهناك تقليبتان فقط، تقليبة الصيف وتقليبة الشتاء. في الشتاء، تذهب الآلهة، أو أرواح الفتية، إلى الشمال، إلى بنات نعش عند سيث- الموت. أما في الصيف فتنحدر إلى الجنوب، إلى برج الجوزاء، الذي هو حورس كما يخبرنا بلوتارخ. حورس نقيض سيث. إنه ممثل الانبعاث. ومن أجل هذا فحجرة الملك- العليا في الهرم الأكبر تملك كوتين واحدة تتجه نحو القطب الشمالي، وواحدة تتجه نحو برج الجوزاء، ونحو حزام الجوزاء بشكل خاص. كما ان لحجرة الملكة- الوسطى كوتين تتجهان نحو الشمال والجنوب، وإن كانت نهايتاهما مغلقتين. هذه الكوى ضرورية كي تتحرك أرواح الملوك- الآلهة، أي أرواح فتية أهل الكهف، من الشمال إلى الجنوب، من الشتاء إلى الصيف، من الموت إلى الانبعاث.
سنوات أهل الكهف
وتعلمنا المصادر العربية الكلاسيكية أن الجدل الذي دار بين المسلمين والمسيحيين من جهة، وبين المسيحيين اليعاقبة والنساطرة من جهة أخرى، كان حول عدد أصحاب الكهف. يقول القزويني في آثار البد وأخبار العباد:
(وروي أن السيد والعاقب وأصحابهما من أهل نجران كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجرى ذكر أصحاب الكهف، فقال السيد وكان يعقوبياً: كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم. وقال العاقب وكان نسطورياً: كانوا خمسة سادسهم كلبهم. وقال المسلمون: كانوا سبعة وثامنهم كلبهم، فحقق الله قول المسلمين).(19)
أما نجران فكانت مركز (كعبة نجران) في الجاهلية. وفيها كانت تتركز عبادة المقة-إيزيس قبل المسيحية. وبذا فليس غريبا أن يكون (السيد والعاقب) النصرانيان على معرفة بأصحاب الكهف وقصتهم، التي صارت جزءا من النصرانية في ما يبدو. وفي ما يخص عددهم، فإنه يبدو خلافا على عدد النجوم المقدسة. فهي إما ثلاثة وكلب مثل عدد الأهرام وأبي الهول ومثل عدد نجوم (حزام الجوزاء) بالإضافة إلى نجم يساوي أبو الهول- ونحن نظنه نيبولا أوريون أسفل حزام الجوزاء، فهو يتخذ موقعه بالنسبة للحزام كما يتخذ أبو الهول موقعه بالنسبة للأهرام. أو أن الرقم خمسة يعود إلى حاصل جمع الإلهين، الذكر والأنثى، اللذين ينحلان في الثالوث الشبيه باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى. يعني أننا أمام اثنين+ ثلاثة، أي خمسة. والكلب هو السادس.
وتدعي المصادر العربية أن الله أكد الرقم سبعة في مقابل رقم ثلاثة اليعقوبي ورقم خمسة النسطوري. يقول المقريزي: (وقال المسلمون: كانوا سبعة وثامنهم كلبهم، فحقق الله قول المسلمين. وإنما عرفوا ذلك بإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لسان جبريل عليه السلام).(20) وهذا ليس دقيقا. فالقرآن لم يحدد عددهم وترك الرقم سرا: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقولون خمسة سادسهم كلبهم، ويقولون سبعة وثامنهم كبلهم. قل ربي أعلم بعدتهم، ما يعلمهم إلا قليل).(21) وسوف نرى أن عدد السنوات التي قضاها أهل الكهف في الكهف، يؤكد قول اليعاقبة، أي يؤكد أنهم ثلاثة رابعهم كلبهم.
وفي ما يخص هذه المسألة، أي مسألة عدد السنين التي قضاها أهل الكهف في كهفهم، فقد اقترب بعض المصادر العربية من تقديم حل مرض لها. فالقرآن يقول حول مدى لبثهم: (ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنة وازدادو تسعا).(22) وينقل المقريزي عن القاضي أبو الحسن علي بن القاضي المؤتمن ثقة الدولة أبي عمرو عثمان بن يوسف المخزومي في كتاب (المنهاج في علم الخراج) حلا لمسألة السنوات التسع هذه: يقول أنه هو من توصل إلى حل هذه المسألة:
(فلما تقلدت لناصر الدين أبي أحمد طلحة الموفق رحمة الله عليه أعمال الضياع بقزوين ونواحيها لسنة ست وسبعين ومائتين، وكان مقيماً بأذربيجان وخليفته بالجبل والقرى جرادة بن محمد وأحمد بن محمد كاتبه واحتجت إلى رفع جماعتي إليه – ترجمتها بجماعة سنة ست وسبعين ومائتين التي أدركت غلاتها وثمارها في سنة سبع وسبعين ومائتين، ووجب إلغاء ذكر سنة ست وسبعين ومائتين. فلما وقفا على هذه الترجمة أنكراها، وسألاني عن السبب فيها، فشرحته لهما، ووكدت ذلك بأن عرفتهما أني قد استخرجت حساب السنين الشمسية والسنين القمرية من القرآن الكريم بعد ما عرضته على أصحاب التفسير، فذكروا أنه لم يأت فيه شيء من الأثر فكان ذلك أوكد في لطف استخراجي: وهو أن الله تعالى قال في سورة الكهف: ‘ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً’ فلم أجد أحداً من المفسرين عرف ما معنى قوله: وازدادوا، وإنما خاطب الله جل وعز نبيه بكلام العرب وما تعرفه من الحساب، فمعنى هذا أن الثلثماية كانت شمسية بحساب العجم ومن لا يعرف السنين القمرية، فإذا أضيف إلى الثلثماية القمرية زيادة التسع كانت سنين شمسية صحيحة، فاستحسناه).(23)
إذن، فقد أضيفت إلى السنوات الثلاثمائة القمرية تسع سنوات أخرى: 300+9، لكي تصبح 300 سنة شمسية. فالسنوات الشمسية ال 300 تساوي 309 سنوات قمرية. وهذا حل معقول جدا في الحقيقة للجملة القرآنية الغامضة (وازدادوا تسعا). فالفرق نابع من الاختلاف بين السنة الشمسية والقمرية. وليس غريبا أن من يدعي تقديم هذا الحل خبير بشئون الخراج، أي أنه يعرف الفرق بين السنة الزراعية الشمسية وبين السنة القمرية. لكننا لا ندري إن كان هو بالفعل من توصل إلى هذا الحل قبل غيره. فالفكرة شائعة في المصادر العربية. ويجب تحري إن كان هناك أحد قد سبق المخزومي إليها. يقول القرطبي:
(وحكى النقاش ما معناه أنهم لبثوا ثلاثمائة سنة شمسية بحساب الأيام؛ فلما كان الإخبار هنا للنبي العربي ذكرت التسع؛ إذ المفهوم عنده من السنين القمرية، وهذه الزيادة هي ما بين الحسابين. ونحوه ذكر الغزنوي. أي باختلاف سني الشمس والقمر؛ لأنه يتفاوت في كل ثلاث وثلاثين وثلث سنة سنة فيكون في ثلثمائة تسع سنين).(24) ويقول القزويني: (وكان ذلك بعد ثلاثمائة سنة بحساب الروم، وزيادة تسع بحساب العرب، لأن حساب الروم شمسية وحساب العرب قمرية، يتفاوت في كل مائة سنة ثلاث سنين).(25) بل إن الصفوري في نزهة المجالس ومنتخب النفائس، ينسب فكرة السنوات الشمسية والقمرية إلى الإمام علي بن أبي طالب: (قال على رضي الله عنه عن أهل الكتاب أن أصحاب الكهف لبثوا ثلثمائة سنة شمسية والله تعالى ذكر ثلثمائة قمرية والتفاوت بين الشمسية والقمرية في كل مائة ثلاث سنين، فلذلك قال: وازدادوا تسعا).(26)
لكن السؤال هو: لماذا يكون أصحاب الكهف قد مكثوا ثلائمائة سنة شمسية؟ وما معنى هذا العدد؟ فنحن نعلم ان الأعداد في القصص الدينية الميثولوجية لا تأتي هكذا جزافا كما لو أنها أسعار فواكه.
نحن نعتقد ان عدد السنوات هنا علاقة بديانة الأهرام. لكن كي نوضح الأمر، ربما كان علينا أن نجري تعديلا على حل المخزومي، يقوم على قلب فرضيته. إذ نرى أن الآية القرآنية (ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعا)، قد تعني أن هناك زيادة تسع سنوات في الثلاثمائة سنة. فقد زيدت تسع سنوات كي يصبح العدد ثلاثمائة سنة قمرية. وليس هناك ما يمنع في تركيب الجملة من وضع هذا الفرض. عليه، فهي في الأصل، أي بالحساب الشمسي، مائتان وواحد وتسعون عاما. وإذا حولنا هذه السنوات الشمسية إلى قمرية تصبح 300 مائة سنة. بالتالي فالرقم 300 فيه زيادة تسع سنوات. بناء عليه يكون أصحاب الكهف قد لبثوا في كهفهم مائتين وواحدا وتسعين عاما شمسيا. ولو قسمنا هذا الرقم على أربعة (أي على: ثلاثة رابعهم كلبهم) لحصلنا على الرقم اثنين وسبعين وثلاثة أرباع الواحد. فماذا يعني هذا الرقم؟
الواقع أن الرقم 72 هو أشد الأرقام تقديسا في الديانة الأوزيريسية. إنه رقم يتعلق بموت أوزيريس. فحسب ما يخبرنا بلوتارخ، الذي هو أكمل مصدر لدينا عن أسطورة أوزيريس، أن سيث (تايفون) شقيق أوزيريس وعدوه دبر مؤامرة ضده:
(وقد ارتكب تايفون مؤامرة خيانية ضده {ضد أوزيرس}، عبر مجموعة من المتآمرين مكونة من 72 فردا. وقد ساعده في ذلك ملكة إثيوبية تدعى آسو، كانت موجودة وقتها).(27)
قامت المؤامرة على أساس صناعة صندوق جميل في طول أوزيريس، ثم إقناعه، بالخديعة، بالدخول فيه، ليرى إن كان يأتي على قده، ليأخذه. وقد خدع فعلا ونام في الصندوق كي يجربه، فأغلق المتآمرون الغطاء عليه، ثم سمروه بالمسامير، وطرحوه في البحر.
الرقم 72، إذن، مربوط بموت أوزيريس. والاثنان وسبعون شخصا المتآمرون يرمزون للأيام الاثنين والسبعين التي يقضيها أوزيريس في العالم السفلي، قبل إعادة بعثة. وقد أعطي لكل واحد من الأربعة هذا الرقم. وهكذا نام الجميع، أو ماتوا: 72 في أربعة: أي 288 يوما، ومع الكسور تصبح 291 يوما.
الفارق الوحيد هو أن قصة أصحاب الكهف تتحدث عن سنوات لا عن أعوام. غير أن من يقرأ الجدال في المصادر العربية حول مسألة عدد سنوات أهل الكهف فسيكتشف أن المسألة مثيرة للبس. فقد فهم بعضهم حين نزلت الآية أنها أيام، وليست سنوات. يقول القرطبي في تفسيره:
(وقال بعضهم: إنه لما قال ‘وازدادوا تسعا’ لم يدر الناس أهي ساعات، أم أيام، أم جمع، أم شهور، أم أعوام. واختلف بنو إسرائيل بحسب ذلك، فأمر الله تعالى برد العلم إليه في التسع، فهي على هذا مبهمة. وظاهر كلام العرب المفهوم منه أنها أعوام).(28)
وهكذا لم يحسم القرآن موضوع السنوات، لكن ظاهر الآية حسب القرطبي يشير إلى أنها سنوات. وهناك من قال أن الآية نزلت في البدء من دون تحديد إن كانت ال 300 هي أيام أم سنوات. وعندما سئل الرسول إن كانت سنين أم أياما قال: سنين. من أجل هذا جاءت على غير القياس. فالقياس سنة وليس سنين. يقول الدميري في حياة الحيوان الكبرى:
(واختلفوا في قوله عز وجل: ‘ثلاثمائة سنين’ فقرأ أهل الكوفة بغير تنوين، بمعنى فلبثوا في كهفهم سنين ثلاثمائة. وقال الضحاك ومقاتل: نزلت ‘ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة’ فقالوا: أياماً أو أشهراً أو سنين؟ فلذلك قال: سنين. ولم يقل سنة).(29)
لكن هناك احتمالا آخر وهو أن السنوات هي مائتان وواحد وتسعون سنة شمسية، أي 300 قمرية، وأن الزيادة قد تمت بالتالي على ال 291، أي أن علينا أن ننقص منها تسع سنوات كي نصل إلى الرقم الأصلي:
300 سنة هجرية= 291 سنة شمسية
في 291 هناك زيادة تسع سنوات
291- 9+ 282
ولو وقسمنا 282 على أربعة، لحصلنا على الرقم 70.5 وهذا هو، تقريبا، عدد الأيام التي تغيبها نجمة الشعرى، قبل أن تعود للشروق من جديد في بدء السنة الشمسية، فهي تغيب سبعين يوما. وقد اعتبر أن هذا الرقم هو رقم غياب النجوم في العالم السفلي، عموما. كما أن الرقم 70 هو المدة التي تستغرقها عملية تحنيط الفرعون الميت استعدادا لانتقاله إلى السماء وتحوله إلى روح. هذه العملية تدعى (ساه). وقد جعلت العملية تستغرق سبعين يوما انطلاقا من غياب الشعرى. فغيابها كان يعتبر فترة حمل ما، تلد بعدها حورس الملك، ابنها، من جديد.
أما الرقم 282 فهو قريب جدا من الرقم المقدس 280 في الديانة المصرية:
(وتتضمن نقوش ضريح سيتي الأول حسابات فلكية تشير إلى النجم يحتاج بعد العبور الزوالي إلى 90 يوما ليصل إلى الأفق الغربي في ذلك الوقت من النهار، أي عند الغسق بعد غروب الشمس مباشرة. بعده يغيب لفترة70 يوما، على غرار ما يحصل للنجم سيثوس {الشعرى}. وكان ذلك يعني بالنسبة إليهم دخوله منطقة (الدوات)، أي العالم الآخر. بعده كان النجم يعود إلى الولادة من جديد في الأفق الشرقي قادما من (الدوات)، ويعبر السماء من الشرق إلى الغرب، ويستغرق 80 يوما ليصل إلى خط الزوال هذه المرة عند الفجر وقبل شروق الشمس مباشرة. وبعد 120 يوما أخرى كان النجم يشاهد من جديد عند خط الزوال عند الغسق بعد الغروب. ويعتبر النجم حيا أي روحا بعد ال سبعين يوما. وقد تخيلت المتون المصرية ظهوره من جديد كما لو أنها ولادة بشرية ومن رحم أنثوي فلكي… معنى ذلك أن الروح تدخل عالم الدوات ثم تبدأ عملية مخاض كونية يليها البعث بعد 280 يوما (90+ 120+ 70). والمصادفة المثيرة أن هذه الحسابات تتطابق مع فكرة تكوين الجنين في الرحم البشري، وهي حوالي 280 يوما. كذلك من الملاحظ أن فترة غياب الروح- النجم لحين عودته وبعثه، هي ذات الفترة المخصصة لإعداد الميت للبعث عند الفراعنة، أي التحنيط، والذي يستغرق 70 يوما بالضبط).(30)
وهكذا فنحن مع أوزيريس وإيزيس في كلا الحالين. لكننا أميل إلى أن الرقم 72 هو الرقم المركزي، ظانين أن المصريين كانوا يعتقدون أن إيزيس كانت تغيب 72 يوما. إذا صح هذا الحساب، فإنه يكون دليلا حاسما على علاقة أصحاب الكهف بعبادة الأهرام. وهو أمر يؤكد أهمية العودة إلى النصوص القرآنية حتى في أمور تبدو بعيدة بعدا ساحقا عن زمن القرآن.
الفتية المطوقون
تظل نقطة يجب أن ننظر فيها، وهي قول المصادر العربية أن أهل الكهف كانوا فتية مطوقين. يقول الدميري في حياة الحيوان: (كان أصحاب الكهف فتياناً مطوقين مسورين ذوي ذوائب).(31) ويضيف القرطبي في تفسيره: (وروي أنهم كانوا مطوقين مسورين بالذهب ذوي ذوائب).(32)
ويبدو لنا أن هذا الوصف أيضا على علاقة بالعبادة الأوزيريسية. فنحن نرى دوما عمود (جد)، رمز أوزيريس، مطوقا بأربعة أطواق في جزئه الأعلى. ولسنا ندرك بدقة سبب هذا التطويق. فهل هو نوع من سياج لتبيت أوزيريس الميت إلى ان يعود إلى الحياة، أم أنه مثل سياج المهد للطفل يمنع من وقوعه ويساعده على النهوض، عندما تقوى عضلات ساقيه قليلا؟
ولعل مسألة التطويق هذه على علاقة بالمثل العربي القديم المشهور: (شب فلان عن الطوق). وهذا المثل قاله أول مرة جذيمة الأبرش، الشخصية العربية الأسطورية التي بينا في فصل آخر أنها على علاقة بأوزيريس.. فقد استهوت الجن ابن أخته عمرو بن عدي، وأخذته. يقول الجاحظ عن الجن:
(واستهووا سنان بن أبي حارثة ليستفحلوه، فمات فيهم، واستهووا طالب بن أبي طالب، فلم يوجد له أثر إلى يومنا هذا. واستهووا عمرو بن عدي اللخمي الملك، الذي يقال فيه: شب عمرو عن الطوق، ثم ردوه على خاله جذيمة الأبرش، بعد سنين وسنين. واستهوَوا عمارة بن الوليد بن المغيرة، ونفخوا في إحليله فصار مع الوحش).(33)
والقصة مشهورة جدا. ويخبرنا أبو فرج الأصفهاني في الأغاني كيف نطق جذيمة بالمثل. فقد
أحضر رجلان الولد المفقود بعد ان عثرا عليه:
(فقال: الرجلان: ومن أنت؟ فقال: إن تنكراني أو تنكرا نسبي، فإنني عمرو وعدي أبي، فقاما إليه فلثماه، وغسلا رأسه وقلما أظفاره، وقصرا من لمته، وألبساه من طرائف ثيابهما وقالا: ما كنا لنهدي إلى الملك هدية أنفس عنده ولا هو عليها أحسن صفدا من ابن أخته، فقد رده الله عز وجل إليه. فخرجا حتى إذا دفعا إلى باب الملك بشراه به، فصرفه إلى أمه، فألبسته ثياباً من ثياب الملوك، وجعلت في عنقه طوقاً كانت تلبسه إياه وهو صغير، وأمرته بالدخول على خاله، فلما رآه قال: شب عمرو عن الطوق فأرسلها مثلاً. وقال للرجلين اللذين قدما به: احكما فلكما حكمكما. قالا: منادمتك ما بقيت وبقينا. قال: ذلك لكما. فهما نديما جذيمة اللذان ذكرهما متمم، وضربت بهما الشعراء المثل).(34)
نديما جذيمة هذان هما الفرقدان النجمان في بنات نعش الشمالية. فجذيمة يدعى نديم الفرقدين. وليس من سبب يدعونا إلى عدم الاعتقاد بأن هذين النديمين ليسا الفرقدين. ولأن الأمر يتعلق بنجوم سماوية، فلا مجال للقول بأن الطوق الذي طوق به عمرو بن عدي هو طوق عادي. إنه يبدو كما لو أنه طوق على علاقة بالبعث من جديد، والعودة إلى الحياة من الموت. فقد لبسه عمرو بعد أن عاد من عالم الجن. وقد كان هو ذاته طوق طفولته. ولبسه إياه تأكيد على عودته إلى الحياة بعد الموت، أو انبعاثه من جديد.
وسوف يكون لنا فصل خاص عن جذيمة الأبرش ونديميه.
لكن يجب أن نختم بملاحظة نهائية تقول أن الادعاءات بوجود كهف أهل الكهف في تركيا أو في الأردن أو فلسطين أو سوريا طبيعية جدا. فكل معبد أوزيريسي قديم رئيسي هو في الواقع كهف أهل الكهف ومعبدهم، إذا تخطينا السياحة. ويبدو أن أهم معبد لأهل الكهف تتذكره المصادر العربية كان في تركيا، بعد ان ابتعد عن الأذهان أن الأهرام هي كهف أهل الكهف الأساسي، والأعظم.
*هذه المادة هي الفصل رقم 19 من كتاب (عبادة إيزيس وأوزيريس في مكة الجاهلية، الذي صدر قبل أسابيع قليلة عن دار آفاق في القاهرة).
المصادر
1- القرآن الكريم، سورة الكهف: 22
2- القرآن الكريم، سورة الكهف: 18.
3- ابن منظور، لسان العرب، نسخة إلكترونية من الوراق.
4- الزمخشري، الكشاف، نسخة إلكترونية من الوراق
5- مرتضى الزبيدي، تاج العروس، نسخة إلكترونية من الوراق
6- ابن فضل العمري، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، نسخة إلكترونية من الوراق
7- د. سليم حسن، أبو الهول، ترجمة جمال الدين سالم، منشورات مهرجان القاهرة للجميع 99، القاهرة، ص 30
8- Graham Hancock and Robert Bauval; The Maage of the Sphinx, p 51
9- القرآن الكريم، سورة الكهف: 21
10- القرطبي، تفسير القرطبي، نسخة إلكترونية من الوراق
11- ابن حبيب، المحبر، نسخة إلكترونية من الوراق
12- القرآن الكريم، سورة الكهف: 17.
13- أريك هور نونج، وادي الملوك؛ أفق الأبدية: العالم الآخر للمصريين، مكتبة مدبولي، القاهرة، 1996، ص 124
14- الدميري، حياة الحيوان الكبرى، نسخة إلكترونية من الوراق
15- Plutarch, Isis & Osiris, published in the Loeb Claical Library, 1936, Latin Texts on LacusCurtius website
16- البيروني، تحقيق ما للهند من مقولة، نسخة إلكترونية من الوراق
17- ابن حبيب، المحبر، نسخة إلكترونية من الوراق
18- القرطبي، تفسير القرطبي، نسخة إلكترونية من الوراق
19- القزويني، آثار البد وأخبار العباد، نسخة إلكترونية من الوراق
20- المقريزي، خطط المقريزي، نسخة إلكترونية من الوراق
21- القرآن الكريم، سورة الكهف، 22
22- القرآن الكريم، سورة الكهف، 25
23- المقريزي، خطط المقريزي، نسخة إلكترونية من الوراق
24- القرطبي، تفسير القرطبي، نسخة إلكترونية من الوراق
25- القزويني، آثار البد وأخبار العباد، نسخة إلكترونية من الوراق
26- الصفوري، نزهة المجالس ومنتخب النفائس، نسخة إلكترونية من الوراق
27- Plutarch, Isis & Osiris, published in the Loeb Claical Library, 1936, Latin Texts on LacusCurtius website, 13
28- القرطبي، تفسير القرطبي، نسخة إلكترونية من الوراق
29- الدميري، حياة الحيوان الكبرى، نسخة إلكترونية من الوراق
30- أنطوان بطرس، لغز الهرم الأكبر، دار الريس، بيروت، 1998، ص 184-185
الدميري، حياة الحيوان الكبرى، نسخة إلكترونية من الوراق 31-
32- القرطبي، تفسير القرطبي، نسخة إلكترونية من الوراق
33- الجاحظ، البيان والتبيين، نسخة إلكترونية من الوراق
34- أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، نسخة إلكترونية من الوراق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى