صفحات مختارة

في ذكر سير النساء وعاداتهن- الإمام محمد أبو حامد الغزالي

null

المرأة الفأرة المرأة الحية المرأة الطير.. الخ!

واعلم أن جملة النساء على عشرة أصناف، وصفة كل واحدة تشبه صفة بعض الحيوانات. فالواحدة(1) كالخنزيرة، والثانية كالقردة، والثالثة كالكلب، والرابعة كالحية، والخامسة كالبغلة، والسادسة كالعقرب، والسابعة كالفأرة، والثامنة كالطير، والتاسعة كالثعلب، والعاشرة كالغنمة.

(تفسيره): (أما التي عادتها كعادة الخنزير)(2)، (فهي التي لا تحسن)(3)، غير الأكل وحشو البطن (وكسر الآنية)(4)، ولا تبال(5) أين مضت(6) ولا تهتم بالدين والصلوات(7) والصوم، ولا تفكر في الممات (والوعد والوعيد والثواب(8) والعقاب والأمر والنهي، بل تكون غافلة عن رضا الله تعالى وسخطه)(9)، (ولا تشتغل بحفظ الأولاد وتأديبهم وتعليمهم القرآن والعلم، وتلبس الثياب القذرة)(10)، وتظهر منها الرائحة(11) الكريهة.

(أما التي عادتها كعادة القرد)(12)، فهي التي(13) تكون همتها في لبس الثياب الملونة (من الأصفر والأحمر والأخضر)(14)، ولبس الجواهر (والتحلي بالذهب والفضة)(15) وتفتخر على أترابها، وتعظيم منزلتها عند زوجها (وربما كان حالها ينافي ذلك)(16).

وأما التي عادتها (كعادة الكلب)(17)، فهي التي إذا كلمها زوجها وثبت في وجهه وصاحت عليه وخاصمته (وهرب عليه كالكلب)(18)، ومتى رأت(19) (كيس زوجها)(20) ملاناً من الذهب والفضة، وبيتها محشواً(21) بالخبز والنعمة(22) (والحنطة والفاكهة)(23)، أكرمته وتقربت إليه (وقالت له: روحي لك الفدا، ولا لقاك الله(24) مكروها وأنا أموت فداك)(25)، ومتى كان حاله بخلاف ما ذكرناه(26)، وثبت كالكلب في وجهه(27) وشتمته، (ونقصت(28) بحبسه ونسبه وأخرجته من بيته)(29) وعيّرته بالفقر، ولم(30) تسكت (يومها أجمع البتة)(31).

(وأما التي كالحية، فهي التي تلين كلامها لزوجها وتضمر له سوءاً(32)(33)، (ولا ترى له خيراً، فهي كالحية لأن لسعها حسن فهي ناعمة مؤذية)(34). (وأما التي عادتها كعادة البغلة)(35)، فهي التي (تكون حرونة كالبغلة إذا وقفت على الجسر كلما ضربتها لا تبرح)(36)، وتكون لجوجة منفردة برأيها، معجبة بنفسها.

وأما التي كالعقرب، فهي التي تدور في بيوت جيرانها(37) بالنميمة (والغمز والتسمع(38) لأحاديثهم لتنم بها)(39) وتوقع بينهم العداوة والخصومة(40) والفتن، مثل العقرب(41) (أين حصلت ضربت بحمّها ولا تخاف من الرب)(42). (قال في حقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفتانة لا تدخل الجنة)(43).

(وأما التي عادتها كعادة الفأرة)(44)، فهي المرأة السارقة(45) (التي تحل كيس زوجها وتسرق منه)(46) وتخبئه في (بيوت الجيران)(47)، (وتسرق من حنطته واسبابه وتعطيه للغزالات والملاقات(48)(49).

(وأما التي لها عادة الطير، فهي التي تدور طول نهارها ولا تستريح من دورانها(50) وتقول لزوجها: أين تمضي ولا شك أنك ما تريديني وإنك تحب غيري ولست معي مستقيماً ولا مشفقاً)(51).

(وأما التي (52) لها عادة الثعلب)(53)، فإنها(54) التي تخرج زوجها من البيت(55). ومهما رأته(56) في البيت أكلته(57) ونامت وتعللت(58)، وإذا دخل زوجها(59) فتحت عليه باب الخصومة (وابتدأته بالنقار)(60) وتقول له: (تركتني في البيت وحيدة مريضة)(61).

أما التي (لها عادة الغنمة)(62)، فهي المباركة الرحيمة كالغنمة(63) التي كل شيء منها فيه منفعة (وبركة، وهي)(64) المرأة الصالحة الكثيرة النفع المشفقة على زوجها (وجيرانها وقرابتها وأهل بيتها وأولادها)(65) المطيعة لربها تعالى(66).

النص منتزع من كتاب “التبر المسبوك في نصيحة الملوك” الصفحات 370، 371، 372، 373

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى