صفحات الناس

سورية اليوم*: إغتصاب السورين وسط أجواء من الفرحة والدهشة !!

null
خوله
(  ” وسط أجواء من الفرح والدهشة … الرئيس الأسد والسيدة عقيلته يقومان بزيارة مفاجئة إلى منزل الطفلة خوله في حي الحيدرية بحلب ” )  .
الحلقة الأولى:
ـ بهذا العنوان المثير والذي نشر على صدر بعض المواقع والصحف في سورية تحولت مأساة الطفلة ” خوله حسن الخليل ” *… ذات الأربع سنوات، من ضحية مُغتَصبهَ إلى مصدر أفتخار وفرحة ودهشة لعائلتها و لذويها وأهل حييها ؟؟؟ .
فما قصة الطفلة خوله، وما هي الأسباب التي دفعت رئيس البلاد وحاكم سورية بشار الأسد وعقيلته الأنيقة والرقيقة !!! لكسر جو الهدوء والراحة التي ينعمان بيهما في أقامتهما الطيبة في قصر الشعب المطلة على مدينة دمشق، وتَحمل كل هذا العناء والسفر في أجواء حارة ولاهبة إلى حلب،  والحضور مع أول خيوط الظلام  للمدينة بدون مراسم أو ترتيب (” أمني ” على ذمة الصحف السورية  المعروفة بسعة الذمة  وقول الحقيقة ولو على رقبتها “) ، وظهور الرئيس وحرمه بشحمهم ولحمهم أمام الجيران وأهل الحي لزيارة بيت عائلة “الحسن”  المنكوبة في مصاب طفلتها التي افترست من بعض الذئاب الآدمية والاغتصاب، والقاطنين في أحدى الإحياء الشعبية في الجهة الشرقية لمدينة حلب، الحي الأكثر وقوعاً للجريمة والأكثر ارتفاعاً لمعدلات الفقر، الحي هو ” الحيدرية ” القريب من حي الصاخور الأسوأ حال من سالفة،  حي الحيدرية والصاخور والشيخ خضر والشيخ مقصود وغيرها من الأحياء المنسية من خريطة الاهتمام والعناية والتخطيط والمراقبة لدى دوائر الدولة، والتي تتصدر فيها أخبار الجريمة والتهريب والمخدرات والرذيلة والنزعات والفوضى، وخاصة في الآونة الأخيرة وتشهد عليها  أخبار الحوادث في الصفحات والمواقع السورية .

ـ القصة بدأت أثناء حفل زواج في الحي حيث يختلط الكبير والصغير فيها، مما سهل لأربعة شبان من عديمي الضمير والثقافة والتعليم والعاطلين عن العمل، إلى أستدراج الطفلة الصغيرة ” خوله ” إلى إحدى الخرابات وهتك عرضها واغتصابها جماعة، ويشاء القدر أن يلقى القبض عليهم متلبسين واقتيادهم إلى مركز الشرطة لأجراء التحقيق,  بينما الطفلة نقلت  على عجل، وفي حالة يرثى لها إلى إحدى المشافي لتلقي العلاج المستعجل، و لتصبح قضية الطفلة على كل لسان في الحي وحديث كل صغير وكبير،  فكيف انتقلت القصة لتصبح مثار حديث وجدل في كل مدينة حلب وسورية بهذه السرعة وهذا الاهتمام .
ـ قضية اغتصاب الطفلة خوله لم تكن القصة الأولى والأخيرة التي يتم الكشف عنها فهناك عشرات القصص لا يتم الكشف عنها خوفا من العار الذي قد يلحق بالعائلة وسمعتها، ولكن قصة “خوله ” شاءت أن تصبح خبر الموسم بعد أن نزل ملاك الرئيس والسيدة الأولى إلى الحي المذكور لرؤية الطفلة “خوله”  واللعب معها وتقديم بعض الهدايا لها وإعطاء وعد من السيد الرئيس.. بتقديم الجناة إلى المحكمة لتقوم بعملها ؟؟ و محاكمتهما حسب الأصول، وفي أجواء من العدالة المضبوطة كساعة ” بغ بن ” في المحاكم السورية ، وتقديم المساعدة المادية للعائلة ومنحهم جواز سفر مستعجل وغير خاضع للتحقيق والدراسة،  لتسفير الطفلة “خوله” إلى فرنسا بقصد المعالجة من الآثار الوحشية والنفسية للأغتصاب، مصحوبة برفقة العائلة . يذكر أن جد الطفلة كان طيلة فترى الحادثة يتنقل بين المحاكم والمشافي لمتابعة قضية حفيدته خوله ، ولم تغمض له عين إلا بعد زيارة الرئيس ، لأنه وحسب قوله : (  كنت متخوفا من ضياع حقنا ، وبعد زيارة السيد الرئيس أدركت أن حقنا لن يذهب لأنه قال لنا وبالحرف الواحد( القضاء سيأخذ مجراه  ) ؟؟؟ .
ـ طبعا حضور الرئيس أعطى القصة  صفة من صفات الآيات الحسنى، والوعود التي أطلقها بشار الأسد على مسمع عائلتها وجدها وعشرات الشباب، المتهيئين للثأر والمطالبين بالقصاص ورد شرف العائلة من المجرمين، حديث وحضور الرئيس أطفئ عليهم بعض السكينة والصبر، ولم ينجلي مساء ذلك اللقاء إلا  ونزلت بها قصة زيارة الرئيس وكلماته وصوره  وصور حرمه مع الطفلة وهي تلاعبها وتمنحها عطفها، كنزول آيات مباركة وكمعجزات سيدنا نوح عليه السلام على رأس السوريين،  وأضافت الصحف السورية عليها ( وهذا أولى مهامها) بعض من ملامح القداسة و الملحمة المعجزة ..
ـ طبعا أنا لا أنكر اهتمام  الرئيس بشار الأسد المنتخب دستوريا، ومن خلال صندوق الاقتراع من قبل الناخب السوري،  رعاية شعبه وقيامه بهذه المبادرة المباركة، والتي تقع في إهتمام أي رئيس بشعبه، ومناصرته في مصائبه ومحنه وكوارثه التي قد يتعرض لها، و ربما قد تفيد هذه الزيارة في الدعاية الانتخابية له في المستقبل أذا رغب بترشيح نفسه لولاية/ آلهية / أخرى لكسب ود الناخب السوري من خلال هذه الإطلالة النبيلة لمرشحهم، وتجديدهم الثقة لانتخابه له في الدورة العاشرة أو الأربع والأربعون من الانتخابات القادمة  ؟؟ .
ـ بعض الصحفيين يدخلون السياسة في كل صغيرة وكبيرة وحتى في شكل ولون وحجم الملابس الداخلية، فقد لاحظ البعض أن الرئيس وأثناء حضوره ولقائه بعائلة الطفلة ” خوله” أعطى وعداً معظماً بنقل الطفلة إلى فرنسا للعلاج، فرنسا التي يتمتع معها بعلاقة أحلى من العسل هذه الأيام،  فكما أصبح معروف للداني وللقاصي عمق العلاقة المميزة  والتي تتسع طردا طولاً وعرضاً، بين ساركوزي والأسد ، وتظهر الرسائل والتحليلات أن هناك تتطابق كبير في الرؤى بين الرئيسين،  فلا غرابة أن يتشابه الرئيسان أيضا ببعض الهوايات و الاهتمامات المشتركة، وهذه الملامح المتشابه التي تجمعها تتطابق على صعيد الحرملك أيضاً، من حب الأناقة والموضة واقتناء أسوار الماس والتوب ستار موديل، والظهور كالملائكة أمام عدسات الصحف وكاميرات التلفزيونات .
ـ  .. على ما يبدو إن للسياسة حضورها هنا أيضا وحتى في اللحظات التي يتعرض فيها السوريين للاغتصاب ، هذا ما صرح به أحدهم عندما وصف التغير المفاجئ لخط رحلة علاج الطفلة “خوله ” والمقررة من دمشق إلى باريس، وتحويلها من دمشق إلى لندن، عوضا عن ما كان مقررا بحسب الوعد والمكرمة التي أطلقها بشار الأسد أمام عائلة الحسن، وما تناولته الصحف السورية،…. البعض وصف تغيير خط الرحلة بناءاً على رغبة السيدة الأولى التي تتحمس وتثق بالطب البريطاني منه على الفرنسي، ونظراً لمعرفتها بذلك البلد، وأهل البيت أدرى بشعابها كما يقولون ، وخاصة إن والدها الدكتور ” الأخرس”  موجود هناك ويمكنه أن يتابع الحالة عن قرب وخاصة كشوفات الحساب، … بينما قال آخرون أن التغيير يدخل في إطار المصلحة القومية العليا، ومنهم من قال أيضاً إن عملية التغيير كانت لأسباب أمنية داخلية، فقد لوحظ إن شركة الطيران السورية كشوفاتها مغلقة ومفولة؟؟ ومحجوزة حتى إشعار آخر نظراً لتقاطر المعارضين السوريين على الحجز باتجاهسره.، وخاصة معارضي مرحلة ” الاقتلاف ” مع البعث القديم وعهد حكم الراحل حافظ الأسد ومن لفه لفهم من الحرس القديم،  وبما إن العالم يتغير فلا بد من حرق الماضي على حرق المستقبل، وخاصة بعد صدور فتوى مباركة من شيخ المؤمنين وشيخ المستضعفين في بلاط فرعون،  يأذن عباده بالخروج من مرحلة التيه في صحراء العواصم الأوربية، استعدادا للعودة الميمونة إلى أحضان الوطن المحرر؟؟؟, وهذا حسب مصادر قناة المنار وبعض الصحف المقربة من الشيخ حسن قدس الله سره .
هناك رأي عقلاني ومنطقي يقول أن  تغير خط الرحلة الطفلة ” خوله ” ترافقت مع زيارة وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ايفن لويس إلى دمشق، التي تأتي ضمن أجواء الانفتاح والمغازلة الحامية على مصراعيها بين النظام السوري والحكومة البريطانية، رغم البرودة والمكر والحذر التي يعرف ويوصف بها الانكليز، ولتشجيع هذه العلاقة وأكسائها ببعض الحرارة وعملا بتقاليد السينما الهندية أو المصرية،  فلا بد من قصة تبكي الفؤاد وتنسي الطرفين السوري والبريطاني كل مآسي الماضي، فأتت “خوله” وقصة اغتصابها من مجموعة من فحول عهد ” الحمير” ، تلك الفاجعة التي ستتحول إلى قضية رأي عام لو حدثت فصولها في بريطانيا، و قد تسقط حكومة أو وزير من منصبه أو من برحه، وسجال قد يمتد إلى حلقات وحلقات لا تخلو من الاتهامات بين المسئولين ومنظمات المجتمع المدني والرأي الشعبي، والى معركة أخلاقية وثقافية ساحتها الصحف والقنوات التلفزيونية / طبعا مع فارق بسيط وهو إن الصحف البريطانية لن تتناسى المشكلة وتدفن رأس النعامة لتظهر مؤخرة الحكاية فقط و لتطنطن وتتغنى بمكرمة زيارة مسئول أو رئيس وزراء أو حتى الملكة اليزابيت بنفسها وجاهها على حساب شمعة ومستقبل الضحية،  المشكلة إن ما تقدم من أسماء وألقاب ليسو إلا موظفين عند الشعب ، لا أن يصبح الشعب خدماً عند الآلهة المقدسة ومحرابها وسندتها، قد يقول أحدكم إن القارة الأوربية لم تعد تنجب المعجزات وان الأرض العربية والشرق الأوسط هو فقط ارض ومهد الأنبياء ومقر الملهمات والمعجزات البينات .
ـ  ويبقى السؤال من سيعوض محنة الطفلة خوله وكيف سينظر أهل الحي إلى هذه العائلة وكيف يمكن أن تتابع “خوله” مستقبلها ودراستها في جو عام مشحون بالخرافات والهرطقات وبالحلال والحرام المغلف بالنفاق والدهاء, … من سيدفع في التحري عن أسباب أقدام هؤلاء الشباب إلى تلك الفعلة الشنيعة، … أم أن الحل شنق كل زاني ومنحرف وشحنهم من جهنم الأرض إلى جهنم يوم الحساب ، أم يجب أن تتحول ساحات المدن في سورية إلى مراكز إعدام أخوله: على غرار ما كان يجري في سجن تدمر كل أثنين وخميس أو ما يجري في إيران الملالي .
قبل النهاية :
„( أجد من المفيد أن اذكر لكم بعض القصص والعناوين التي أتت بها أخبار / سورية اليوم / في نفس الشهر والأسبوع لحادثة اغتصاب الطفلة خوله :
„( نجاة طفل من محاولة اغتصاب شارك فيها ثلاثة شبان بحلب )
“( ستيني” يهم باغتصاب طفلالتالي:لصاخور بحلب )
( روناهي فتاة كوردية بحاجة إلى مساعدة مادية لإجراء عملية جراحية )
( وقصة أخرى أكثر غرابة وأشد ألماً لواقع الحال / لسورية اليوم /  ولحال المجتمع السوري المنفتح على الهاوية ، والتي تحدثت الإخبار  عن واقعة اغتصاب أب لبناته ولعدد سنوات، ومعاشرتهما فراداً وجماعة وبحضور الأم تحت حجة رددها الأب بقوله :  من حق من يصنع أن  يأكل من صنعته يداه !!!…. )
هذا ما سنتابعه في الحلقة القادمة من سورية اليوم.
في النهاية :
أحد الماكرين كتب التعليق التالي :
ـ الأفضل نقل 20 مليون سوري نظراً لأغتصاب حرياتهم وحقوقهم  ونشرهم في كل بقاع العالم ، وإبقاء أعوان النظام السوري في سوريا.
ـ بينما تحدث ماكراً آخر بقوله : إنا احسد نفسي كل يوم مئةسورية.نني أتمتع بجنسيتي السورية ومعي جواز صالح للسفر لكل بلدان العالم ما عدا إسرائيل والعراق، واشعر كم إنا وكل السوريين محظوظين بأننا سنصبح يوما ما مشاريع اغتصاب و بكون سيادة الرئيس بشار الأسد قائداً لنا ولسورية، حفظه الله ورعاه فهو يتابع أمور شعبه من صغيرها لكبيرها وقد يمنحنا فرصة السفر إلى بريطانية أو فرنسا أو أمريكا .. ومن يدري فقد يركبنا الحظ أيضا لنتحول فيما بعد إلى مشاريع معارضة سياسية أيضا، قولوا أنشاء الله .
تابعونا في الحلقة القادمة ….. لسورية  اليوم .
*سورية اليوم متابعة إعلامية أسبوعية أو يومية أو شهرية والعلم عند الله لبعض الأخبار من سورية
**أسم الطفلة خوله وعائلتها وصورها وزعتها المواقع والصحف في سورية وهي تتحمل تبعاتها المهنية ولا أخلاقية .

صلاح الدين بلال
ألمانيا
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى