صفحات ثقافية

“موسيقى على الطريق” شوارع دمشق تصدح بأنغام سيد درويش

null
اختتم أخيرا في دمشق موسم العام 2009 من برنامج “موسيقى على الطريق” بمجموعة من الفعاليات الموسيقية التي توزعت على أنحاء مختلفة من المدينة من جسر الرئيس إلى سوق الحميدية مرورا بالمسكية وصولا إلى ساحة كنيسة الزيتون في باب شرقي.
“موسيقى على الطريق” فكرة بدأت قبل عامين تقريبا، مع بداية احتفالية “دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008” مع جمعية “صدى” الموسيقية الخاصة التي اقترحت بدورها الأمر على محافظة دمشق لتبني المشروع.الموسيقى تصبح جزءا من ثقافة المدينة
بدأت الفكرة من العزف في الحدائق أولا وسرعان ما انطلقت منها لتشمل أمكنة مختلفة، على ما يفيد مدير المشروع وصاحب الفكرة الموسيقي شربل اصفهان.
ويقول اصفهان لوكالة فرانس برس “بعدما لاحظت محافظة دمشق اصداء المشروع، ورأت كيف تحولت الاماكن التي جرى فيها العزف الى اماكن اكثر لطفا، انتقلنا نحو امكنة ابعد في المدينة، كما انتقلنا من برنامج شتوي في البداية الى اخر صيفي”.
وحول الحفلات التي جرت الجمعة الفائت في أماكن مختلفة من دمشق يوضح اصفهان “كانت أول مرة يعزف في هذه الأماكن، وقد جاءت النتائج ممتازة، والجمهور مذهلا، خصوصا بعد مخاوف من عدم القدرة على ضبطه” مؤكدا أن “استهداف الجمهور العابر الذي يمر مصادفة في المكان هو جزء من فكرة المشروع”.
وعزفت فرقة “سمارينا” في منطقة جسر الرئيس فيما احتلت فرقة “صول دلال” سوق الحميدية فيما قدم باسل داوود وفرقته عرضا في المسكية امام المسجد الاموي. اما في ساحة القشلة فكان الحضور على موعد مع شمس اسماعيل فيما عزفت “اوركسترا الجاز السورية”، في ساحة كنيسة الزيتون في باب شرقي.
وحول ما اذا كان اختيار النوع الموسيقي اتى تماشيا مع مكان الحفلة، يقول اصفهان “الفكرة ان نعزف كل الالوان في كل الامكنة، ولكن الذي حكمنا هو حجم الضجيج، الذي اضطرنا مثلا لان نعمد الى الالات الضخمة تحت جسر الرئيس لتطغى على ضجيج المكان”.
ويقول الموسيقي صلاح عمو “من ايجابيات المشروع دعم الموسيقيين الشباب الذين انشأوا فرقا خصيصا لذلك”.
ويضيف ان “الأهم أن الموسيقى تصبح جزءا من ثقافة المدينة نفسها، وتعطيها مزيدا من الحيوية” موضحا “هناك دعم أيضا لاكثر من نمط موسيقي من جاز وشعبي وتقليدي..”.
لكنه يؤكد ان “من دون استدامة لذلك لا معنى للمشروع”.
ويقول يزن الشريف احد المنظمين “ان الامر المثير اننا في الشارع، عند كل الناس، لا فرق بين غني او فقير، مثقف او امي. ما يعني ان الامر ليس مجرد حفل، بل يصبح ظاهرة ثقافية”.
الموسيقي باسل داوود، الذي عزف وغنى مع فرقته “بالذي منو” امام الجامع الاموي يقول “ان التجربة تحد لي، فليس سهلا ان تسمع طربا على الطريق، مع صعوبة السيطرة على التقنيات الصوتية في الهواء الطلق”.
ويقول المغني الذي قدم من تراث سيد درويش “حرج علي بابا”، كما غنى من الحانه شيئا مشابها بعنوان “يقطعني عليك” وسواها، “كنت اميل لتسريع ايقاع هذه الاغنيات، لكن الجمهور اثبت انه يمكن ان يسمع طربا على الطريق”.
داوود، الذي انجز ألبومه الأول منذ عامين من دون أن يتمكن من توزيعه، كما أنه لم يستطع أن يعزف من قبل في الصالات الرسمية في دمشق، يقول “حسنا ان المجتمع المخملي، الذي يبحث عن الاوركسترا، أو التخت الشرقي، لم يأت إلى، ولذلك أحببت أن أسمع أناس الطريق سيد درويش، فهو في النهاية ابن طريق”.
ويضيف داوود، الذي غالبا ما يظهر في حفلات الفنان اللبناني زياد الرحباني مغنيا أو عازفا “انها تجربة رائدة في المنطقة العربية عموما، ولم اشاهد هكذا جو في بيروت، أو في مدن أخرى مهمة”.
وعن أبرز مشكلات المشروع يقول مديره “ان مستويات الفرق متفاوتة، هنالك فرق كثيرة تتشكل هي فرق مناسبات وحسب، اما الفرق صاحبة المشاريع فقليلة، لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة”، هذا بالاضافة الى “مشاكل لم نكن نتوقعها مع اتساع المشروع ونجاحه بهذا الشكل، حيث تحتاج الى تجهيز وفريق عمل أكبر”.
ويختم صاحب المشروع، الذي أشرك ما لا يقل عن خمسمئة عازف، والعديد من الفرق، كما أقام خلال الأشهر الستة الاخيرة حوالى تسعين حفلا موسيقيا، بالقول “اننا ذاهبون باتجاه تطوير نوعي للمشروع، أما التطوير الكمي فيحتاج الى دعم الدولة”.

العرب أون لاين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى