صفحات أخرى

القذافي ينزعج من الدكتاتورية

عصام خوري
ربما لن يشهد التاريخ العربي نظيرا للرئيس الليبي معمر القذافي، فالقذافي الذي اعتلى سلطة الجماهيرية العربية الليبية لفترة تجاوزت الثلاث عقود، ثم سعى في السنوات الأخيرة لتحويل الجماهيرية، نحو مشروع الجماهيرية الإفريقية الليبية. وهو مرات يشتم قادة بعض الدول العربية، ومرات يسعى لمصالحة بعض القادة المتخاصمين فيما بينهم، ومرات يعلن عن عدم مشاركته في القمم العربية ودائما يكون حاضرا، وعندما يحضر ترى جميع القادة العرب متحفزين من خطابه، حارب الحصار الأميركي على بلاده طويلا، رغم اتهام أحد الزعماء السعوديين له في إحدى القمم بأنه جاء على ظهر دبابة أميركية…
صالح على قضية لوكربي التي سببت الحصار لشعبه سنوات وسنوات، انضم لدول عدم الانحياز وسبب أزمة أمنية أثناء انضمامه بسبب إصراره على الخيمة والفرس الأبيض الذي سيحمله من مقر الخيمة الى مقر المؤتمر.
حارب معارضيه، واغني السجون بالمعتقلين، وبعد قضية لوكربي سمح بكل المواقع الالكترونية المعارضة ان تعمل على مخدمات الجماهيرية، أمم النفط وباع النفط للأميركيين، وكان أكثر العربان ربحا في بيع براميل النفط، اطلق سراح بعض المعتقلين، ولم يجرؤ الكثير من المعارضين الهاربين العودة للأرض الليبية رغم تصريحاته بالسماح لعودتهم، اهتم بالعمل المدني فأسس عن طريق ابنه مؤسسة القذافي الخيرية، التي قدمت الكثير والكبير لشعوب العالم الفقير، اهتم ابنه بالرياضة فساند إحدى الفرق الايطالية لكرة القدم المعروفة، اهتم بالمساواة بين الرجل والمرأة فجعل حرسه الشخصي نساء مدربات أقصى تدريب امني.
دعم حركات التحرر، واهتم بشكل خاص بالقضية الفلسطينية، ودعم تسلح منظمة التحرير، وبعد اتفاق السلام الصهيوني الفلسطيني هاجم أبو عمار، ومن ثم مدحه.
اتهم من قبل شيعة لبنان والنظام الإيراني بأنه مختطف الإمام موسى الصدر، والغريب انه لم يصالح عليه كما فعل مع قضية لوكربي… جميع تلك المعلومات وأكثر منها هي الجانب المعلن عن الرئيس معمر القذافي.
والرئيس القذافي هو من أكثر القادة العرب تصريحا وخطابة للإعلام، وجديدة الكبير اتهام الأميركيين بأنهم ديكتاتوريين!!…
فالأميركيون ديكتاتوريين في اقتصاد شركاتهم، مما يزيد المجاعة في العالم. وحكوماتهم تضطهد الحكام في كل دول العالم، والغريب أنهم لا يوفرون حاكم دولة من محاصصته بأموال دولته وبقراره السياسي، والأغرب أنهم يناطحون الدكتاتوريين في قرارهم الدكتاتوري تجاه شعوبهم!.
القذافي حاكم امتيازي دام على عرشه سنوات وسنوات… وفي كل عام نراه يقدم سلسلة من الحكم، ولعل أبرزها أن “شكسبير” هو شخصية عربية!!.
القرنين العشرين و الحادي والعشرين حمل في تاريخه: الحروب النفطية، وشخص الرئيس معمر القذافي، وكلاهما يستمران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى