التفاوض السوري الإسرائيليصفحات سورية

نتنياهو لم يتعهّد لحافظ الأسد الانسحاب الشامل من الجولان

null
رندة حيدر
نشر موقع القدس للشؤون العامة، ردّ دوري غولد مستشار السياسة الخارجية لبنيامين نتنياهو والعميد في الاحتياط شمعون شابيرا مستشاره العسكري السابق، على ما نشره ريتشارد هايس ومارتين أنديك في مجلة “الفورين أفيرز” عن موافقة حكومة نتنياهو في التسعينات على الانسحاب الكامل من الجولان، جاء فيه: “التوصل الى السلام الحقيقي بين اسرائيل وسوريا هدف محمود ويجب أن يشكل حجر الأساس للإستقرار الإقليمي. ولكن يا للأسف الشديد، وفي محاولة من ريتشارد هايس ومارتين أنديك للدفاع عن اتفاق اسرائيلي – سوري، قدما تفسيراً خاطئاً للإقتراحات التي قدمها بنيامين نتنياهو خلال فترة ترؤسه للحكومة بين 1996 و1999 بقولهما ان نتنياهو اقترح على الرئيس حافظ الأسد انسحاباً اسرائيلياً شاملاً من هضبة الجولان.
هذا الادعاء غير صحيح. والحق أن نتنياهو أراد عام 1996 أن يوضح لوزير الخارجية الأميركية وارن كريستوفر أن التعهدات الافتراضية لإسحق رابين عن الانسحاب من الجولان و المعروفة بوديعة رابين ليست ملزمة لدولة اسرائيل. لقد ذهبنا معاً الى واشنطن لتوضيح هذا الموقف الذي توصلنا اليه بعد سلسلة من اللقاءات عقدناها مع مسؤولين كبار في ادارة كلينتون. ويؤكد ايتمار رابينوفيتش الذي ترأس المفاوضات مع سوريا في كتابه “على حافة السلام” أن كريستوفر تلقى رسالة من نتنياهو يؤكد فيها عدم التزام حكومته في أي صورة الخطوات الديبلوماسية التي جرت قبله.
علاوة على ذلك، عام 1998 وخلال الفترة التي تبادل فيها نتنياهو الرسائل مع حافظ الأسد بواسطة رونالد لاودر، لم يوافق نتنياهو في اي مرحلة على الانسحاب من الجولان كما يزعم هايس وأنديك. في نهاية هذه الوساطة طلب الأسد من نتنياهو خريطة تحدد بدقة خطوط الانسحاب الاسرائيلي المنتظر من الجولان. ولا شك في ان اللغة التي استخدمت خلال اللقاءات بين القدس و دمشق لم ترض الزعيم السوري الذي كان يتطلع الى بسط السيادة السورية على طول شاطئ بحيرة طبريا. رفض نتنياهو تقديم خريطة الانسحاب مؤكداً ان خط الانسحاب ليس الذي يريده الأسد. في نهاية الاتصالات سأل الأسد مجدداً عن الحدود المستقبلية التي يراها نتنياهو بين اسرائيل وسوريا بالمقارنة مع حدود1967. وتساءل عما بعد هذا الخط شرقاً، هل هو عشرات ام مئات الأمتار؟ وكان رد نتنياهو أن خط الحدود سيرسّم على بُعد بضعة أميال الى الشرق، على أثرها قرر الأسد وقف الاتصالات باسرائيل.
أسباب كثيرة دفعت نتنياهو الى اتخاذ هذا الموقف وعدم تعريض اسرائيل لأخطار الانسحاب الشامل من الهضبة. عام 1975 كتب جيرالد فورد الى رابين أن الولايات المتحدة تنظر باهتمام الى بقاء اسرائيل في هضبة الجولان. وخلال التسعينات جددت الادارة الأميركية مرة أخرى التزامها التعهدات التي قدمتها واشنطن الى اسرائيل أيام فورد (…)”.
النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى