صفحات الشعرعلي جازو

الوردةُ في ذكرى ابتسامة سيدة شابة

null
علي جازو
أيَّتها الوردةُ المباحة النّارُ السليمة النائمة –
مقطوفةً ومُلبِّية ،برفقٍ وحذرٍ توضعين على قبور باردة .
بداخلك الطمأنينة ؛ كم نثقُ ؟ بها نحلمُ ونرجو،
و نحن ،من نحن ؟، نهملُ أم ندَّعي وجودَها ؟؟!
يا وردةً لا تستريحُ أبداً،
هي ذاتها المساوية
بين غموض استراحةٍ كلّيةٍ
وخفايا عملٍ مستمر!
يا للتردُّدِ الصباحي القاني،
يا لفورة الإيابِ العاشقِ!
ما يرفعُكِ يقتلني، وما أرجوه يحبسكِ.
وحدها أيامي الضحلة تمرِّرُ سخطَها عبركِ.
يا للخيبةِ ، يا للنّزاهةِ الفوْزِ !!
أمخْلِصةٌ أنتِ إلى هذا الحدّ، صديقةٌ ومغامرة ؟
ألهذا الحدّ مجهولةٌ أنتِ ،رقيقةٌ ومتحسِّرة ؟!
لا أحدَ يهدِّدُنا مثلكِ. لا أحد يصمتنا وهو يغوينا مثلكِ!
من – سواكِ – يخشى هدوءَكِ ؟ أو يلثمُ بصمتٍ نورَكِ ،
أو يقتني بلا تضرّعٍ سلامَكِ الواهي الغريب ؟!
أمِنْ صوتٍ دافئ نحملُ إليكِ .. ؟
أو نظرةٍ جديدة كبزوغك البريء؛
يمزجُ لونَكِ بضوء النَّهار !
للهواءِ يفتحُ عينَكِ للهواءِ
الشَّبيهِ برهافةَ ظلِّكِ .
إذا كانت عيني كهفاً أيتها الوردةُ
فما هو قلبُ تاجِكِ الصغير،
وكيف ترابٌ – سرُّ الحبّ والعدم –
يخفق بلا وعدٍ حول أيامكِ ؟
يا كلَّ ما لا نراهُ من حياتنا المقفَلَة .
لا وجهَ لكِ سواكِ، ومع هذا
ثمة من يسأل: ( أيتها الوردة ؟ )
مثلما بيسْرٍ يُجاوَبُ:
إنه الليلُ، إنها العيونُ ذاتها؛
تحدّقُ في الرعب كأنها تحدق في الماء !!
أأنتِ محْضُ كلمةٍ الآن ؟
لا مرئيةٌ وبسيطةٌ ومُقالَةٌ .
كيف ندفعُكِ إلى شِّفاهٍ ضعيفةٍ ؟
حينها كيف بلا خوفٍ نراكِ
كأننا لم نركِ من قبل، لم نتكلَّمْ من قبل !؟
لستِ سوى عقلٍ وحيد، أيتها الوردة الغريبة حزينةً
على الأشياءِ كلِّها. وإنْ كانتِ النعومةُ والأمسياتُ ،
رقائقُ الهواء ؛ وقد غدا ممتلئاً بكِ!
جمالكِ لي،جمالكِ لي،
لكنْ… ما اسمكِ أيتها الوردة
ما اسمكِ يا بهاء يقظتي ونومي!
شهيٌّ نقشك المتبسِّمُ ، والبهجة رغم الأسى،
ترفعينها جناحاً فوق جناح .
أنتِ يا من لا تسمعينني أبداً،
وأنا أضمّكِ ،يا وردةُ،
ألا ترينني أيتها الناعمةُ؟!
ألمْ تلمحي البهجةَ تمحو نظرتي؟
ثمَّ على تلويحةٍ أخيرة ، على تموّجٍ هَشّ،
ينسابُ ليلُها، كأنما من عيونٍ مائيةٍ ،
من أجفان مطبقةٍ يشرقُ جسدُها ويتنهَّدُ ..
أهيَ شهوةٌ لا تنفدُ ، تلهّفٌ ساكنٌ ؟
وما هي إلا سكناتٌ رهيبةٌ ، تنفسٌ سرّيٌ .
أفكِّرُ في لمساتكِ المخمورة .
أعرفُ أن الموتَ يلمسنا مرةً ؛
حسْبُها لننامَ طيَّكِ !
أيتها الوردةُ.. أيتها الوردةُ :
لو أنَّ لي فماً مثل قلبِكِ اللَّوْنيّ،
لو أنَّ لي يدَ الصَّباحِ قرْبَكِ أبداً!
مهْلَكِ أيتها البهية ، يا لقاء البداية والرعب !
أمِنْ عائلة التراب يخرجُ طفلُكِ الأثيري ؟ مثلما يولد
نجمٌ من ظلام السماوات السائل ..
وما تدمِعُه جذورُكِ الدقيقة أبعد مما نراه .
الأمسُ. ألَمْ يكنْ نَوْماً في نسيجِك المكوَّنِ من مِزَقٍ مذهِلةٍ ؟
وهاهو لا يتبدَّلُ ولا يتجمَّدُ مكرِّرَاً نومَهُ المستمرَّ .. كيدَيَّ ؛ مشغولتين بفَوْحكِ المنهِكِ،بإطلالتكِ الشبيهة
بعينٍ غمرَها النّورُ ولمْ يلمسْ سوى طراوةٍ مطلقة !
أيتها الوردة يا أختاً سعيدةً في البُعْدِ تمكثين ..
يا مرآةً صغيرةً لا تستحقُّ الموتَ،
يا محنةُ: ليسَ يراكِ سوى من فَقَدكِ
ليس يراكِ سوى من فَقَدك !
أما نزال موثقين إلى دفء شبابكِ المهدَرِ،
وأنتِ تتحولين بلا تفادٍ ، وتنشرين بلا اكتراثٍ
وبلا تطاولٍ وهْجَ دوائرَ صغيرة وملتهبة ؟!
يا لَهُ من خالقٍ ؛ يجعلك على الدوام وحيدة
ومتضامَّة، كأنك أنتِ فقط تخلقين نفْسكِ يوماً بعد يوم !
لستِ سوى ممرٍّ أيتها الوردة ،
لستِ سوى دفءٍ ممريٍّ قصير،
وما أنا إلا عينٌ آلمها الوقتُ:
رأيتُ قلبي أمامكِ وحدكِ !
لكأنَّ أوراقَكِ نُزِعَتْ بلطْفٍ من جسد طائرٍ غريب !
لكأنها كلُّها نبضاتٌ مغروزة في جراحها،
وإذْ أراها بهذه السكينة المرتعشة ، أرى السماءَ :
لمَنْ ، يا سماءُ:حملتِ كل تلك الأجنحة !
أيتها الوردة التي لا تضمر عدا الخوف،
ولا تطمح لشيء سوى العزلة والحب،
ولا تجرؤ غير النظر في الموت .
سخيةٌ أنتِ ، ساذجة وعمياء .
من أوقفكِ لتشهدي ماءً يقطّرُ دمَكِ !
بثباتٍ، بولَهٍ وثباتٍ، أهو السموُّ فقط ؟
بحرصٍ رقيقٍ وديعةً تظهرين .
ألأنَّكِ صامتةٌ متألقة، ومجهولة
مثلما يجدرُ بنجمةٍ وحيدة وسط النجوم !؟
في مزاجٍ صَدٍّ كتردُّدٍ مراهقٍ،
بنقاوةٍ مفتونة،مسترخيةً من كثرة التعب،
يتكثفُ ظلُّكِ ، – وهو ذاتُكِ نفسها –
كما تتَّقدُ رغبةٌ وسيمةٌ في نهايةٍ حرّةٍ موجعة !
فمي هذا المخلوق من عذابِ وجهي
شفتاي كأنما للموت فقط تفتحتا ..
وعيناي لأجلك ،عيناي تنتظران الفجرَ
أخرسَ ولامعاً وضئيلاً كالندى !
ما من شيءٍ لا يُحتَمَلُ منكِ سوى ندائكِ !
لستِ الابنةَ ولا الضيفةَ ولا الأملَ الخائبَ،
لستِ رقةَ الملامسات المشتركة فقط، بل قلقٌ واضحٌ ،
أنتِ ، الشمسُ اليومية لعَسَلِ فقرنا الدائم !!
أيتها الوردة دائماً أيتها الوردة :
هي ذي قسوةٌ كليةٌ تهيمِنُ.
لن نرحمكِ قط ولن ننساكِ ،
دون أن نتحطَّمَكِ داخل موتنا عراةً
وحيدين مثلما شاءكِ السرُّ وحيدةً،
يا حقيقةَ وحرارةَ ليلنا المتروك !
يا لتموّجاتِ حيرتكِ المحبوسة في ثنياتِ غشائك !
ما كان لهذه التنهيدة المريرة أن تُسمَعُ
لولاكِ أيتها الوردة الكتيمة المتلهفة ،
لولا أنَّكِ تغرقين،مثارةً بالحياءِ ،وأنتِ تتفتحين !
لأنكِ قسوةُ الزهد المنفعلة لتشابهِ الرغبة المستحيل،
من يطلقُكِ نحوكِ ، مرة فحسب!؟
ما من وجْدٍ أكثر تناقضاً منكِ !
ومهما كثرت أسماؤكِ المجهولة ،
ثمة من يشهدُ قرْبَكِ،انحناءَكِ الخريفي فقط !
ثمة من يحمل عنكِ صعوبةَ وروعةَ بهائكِ المتحول؛
لا يمنعنا عن أي شيء،رغم كونه لا يثبت شيئاً قط،
سوى عزوفنا عن حلْمِكِ المسكون بعُرْيكِ !!
في جلاء النور أو المرآة ، مأسورين ولا مبالين ،
كل حين يتعزّزُ حضورُكِ المشرِّفُ ،مداعِباً رجاءاتنا،
كما لو أنه يودِّعُ انعكاساته الزائلة على كل وجه !
أيتها المدمَّرَةُ المتواضعة بوفائها النادر،
ألمسكِ كما لم تلمسْ يدٌ ارتعاشةَ احتضارها !
يا لرؤيتها ! يا لسناء النظرات المنقلبة !
ما كان سهلاً ، رفيقَ التناول كمعصم فتاةٍ صغيرة،
غدا سقوطاً نادراً ، متوهجاً مثل شذرات خلفتها شهبٌ .
بالكادِ نتذكرها ، بالكادِ نراكِ .
هل من يأسٍ أكثر جرأة من بتلاتكِ المغبشة،
أيتها الغارقة: تشبهين النهار؛ لهُ بنيتِ
المرآةَ التي تستحقُّ الأحلامَ التي تُنسى !!
يا وردةً ليست أيامُنا سوى فقدان جمالها،
يا وردةً لا تعيش بيننا إلا لتمتزج بأنفاسنا ،
إلا لنحلم بها كما لو كانت غائبة !
لن نبكيكِ بعد الآن ، غير أننا
لم نعرف منكِ ما هو أجمل منكِ .
نستْ هبوبَ الريحِ ، ارتعشتْ :
هي ذي الوردةُ ،من فم كالأزرار المشبوكة ،
في وجه أكثر الجراح سلاماً
تهتزُّ على غصينٍ نحيل !
ما تصنعينَ أيتها المصغية في نِقابٍ من الندى،
أيتها الرخيمة المحتفلة ؟:
إذا كان مجدٌ آخرُ بعد حضوركِ القصير ،
أين يمكنه السطوعُ من ضوعِ شذاكِ ؟
كيفما كنتِ ، على فمي يتألقُ اسمُكِ:
وحيدة ورقيقة، لا تغادرين بيتَكِ المفتوح.
الهواءُ ، واسعاً ، يحملكِ ويضمُّكِ ،
واسعٌ ، ومحالٌ أن يُحضَنَ أو يضيع !
تتقدمين، تذوين، والساعاتُ تسحقُ رجاءَكِ .
لكنْ، من عذَّبَتْهُ رغباتٌ كإشراقاتِكِ المبهرة الماضية،
مَنْ أتلفَتْهُ ومضةٌ قلقة ٌ وحيدة وناعسة،
كيفَ لا تؤذيه تفجّراتُكِ البطيئةُ الهائمة؟
أيتها الفتيَّة بلا عمرٍ سوى لحظات ،
أيتها الوردةُ الصمتُ، الرغبةُ والعجزُ ،
يا للسكينة التي لا تقطُّعَ فيها،
يا للمداعبات؛ لم تتركْ غير شكلها العذب !
يا للنغمة !.. من يلمسْكِ يلمسْ قلبَكِ .
رجاؤنا الوحيدُ هو الموتُ عبْرَكِ ؛ لا لأننا
من يأسٍ نحادثكِ أيتها الوردة العزيزة،
بل لأنكِ الوحيدة؛ نتمنى كلامَها !
كلُّ ألمٍ يشفى إلا سلامُك المؤلمُ ،
مثل فاقةٍ مثل الموت ،بين ظلالكِ
الفائضة كحُمَّى الربيع المتدفق؛
تجفُّ معابرُها الهشة ،
ومثل الموسيقى أبداً تذهبُ ، تذهبُ وتعود .
غريباً بين غرباء ، معكِ أمكثُ .
حياتي ليست لي أيتها الوردة .
أنا الهارب مما يرضي ولا يبهجُ ،
سوى ماتفضينه بخشيةِ: حزنُكِ وجمالُكِ !
يا شكل الأسى، يا رفضاً ممتلئ الرقة، أيا ..
درْعَ الفراغ الكلي، وتلويحة الوداع الأسيرة !
أنتِ الانسيابُ الودودُ الأقسى ،القيدُ المقتنَى،
النافذة المهيمنة العمياء وسط خوفنا المظلم الأخير .
أيتها الوردة المعنَّفَةُ المرجوَّةُ
أيتها الليلة الحزينة الصافية،
ألا تكفين عن صراخكِ الصامت !
أبوسعي الرقاد جنبكِ،
حتى إذا ما تنفستِ أتنفسُكِ معكِ،
وما جدوى سُكْنى الرماد ،
إذا لم تكن أنفاسي المحتارة
سوى غروب عذابِاتكِ المنكمشة ؟!
أختنقُ مثل دمعةٍ تشعُّ في عين تسهو،
لا هي تبكي ولا هي تيبس … !
من يراها ضئيلة وفاجرة، لا يعرف نبلها العاري.
وسواء كانت الرمزَ أم الحكمةَ،الألمَ الزائر أو النّومَ فقط ،
فالريحُ المنبثقة – كم مرةً أذلَّتْ وجهَها المسكين –
هي تَحَرّرُ الذكرى ،قبلةُ العالم الكاملة !
لستِ سوى ممثلة،أيتها المزعجةُ البلهاء لضميرنا الميت،
آه ،لم نستقرّ فيكِ،يوماً، لم نقدرْ عناءكِ .
لستِ شاهدةَ حياتنا،ولا دخاناً عكراً، ولا استغاثةً،
لستِ كهفاً، لا أملاً مصغراً ، ولا شحنةَ غضبٍ .
لم يختركِ أحدٌ ، أيتها النار الملطخة بأفكارنا السقيمة؛
أنتِ الجسدُ المعتدي. نقطفكِ، أو نهديكِ.
لسنا سوى حلمٍ خائف من بدايةٍ خائفة !
بصعوبةٍ، كما في مراثٍ طويلة،
أو عبر حشودٍ تكره وجوهَها،
أقرأ اسمَكِ ، أراكِ كَمَنْ تأكلُ
النارُ من لسانه وهو ينسج نومَكِ!
للحظةٍ كم تشحبُ وتتثاقلُ
يبدو مصيري مثل بصاق مريض،
أو انفجار ضحكةٍ مجنونة،
أفكر بكِ لكي أستعيدكِ .. أفكر

أتذكَّرُ أنكِ ضياءٌ من نأيٍ في كلّ شيءٍ،
، وأن صمتكِ المستمر
يمحو شقاءَ سلامنا المفقود،
وأن يداً تخنق قلبَها
هي العزلة أتلفَتْ فقرنا إليكِ !أحقاً ستعودين أيتها الوردة !
تعودين وتكررين جمالَكِ من جديد!
أهذه هي حريتكِ الوحيدة؛ اخترْتِها
بدل الموتِ تحت نظراتنا؛ لمْ تعرف
من حياتكِ سوى التشابه!

وفْقَ أي نجمٍ يتألقُ صوابُكِ المعافى ؟
ولِمَ تظلين في عيدٍ يشبهُ فتوَّةَ ملاكٍ أخرسَ ؟!
ما قدَّمْتِهِ ليديَّ يذيبُ سرابَ عيني،
وما ظننْتُهُ كآبةَ خسارةٍ مبكِّرةٍ
لم يكن سوى العيش لالتقاط بذرتك الأنعمَ .

أراكِ تتكلمين مثل شبحٍ، وحول عيوننا
ظلالُ إعجابٍ غريبةٌ .
ياهٍ .. يا وردةً كلُّ ملمَسٍ منها غارقٌ فيها ،
وما يسندها ليس اليدَ التي تحبُّ، بلْ
موتٌ يعذِّبُها بنا مثل أمٍّ وسط بناتٍ عاجزات ! أمرٌ واحدٌ فقط أيتها الحبيبةُ،
رغم ثقل خياناتي الكثيرة المتعاقبة،
أمرٌ واحدٌ وأخير .. :
أقلّدَكِ نجمةً تقلّدُ مياهً في الظلام !
أفكّرُ .. بكِ، أفكِّرُ
بتواصلٍ بطيءٍ ومستمر ومتعثر،
حالماً أن يعيدكِ الحبُّ يوميةً دافئةً،
ممنوحةً للأحياء،أنتِ، كما للموتى؛
وجهاً داخل وجهي، ضوءاً لكلّ صباح !!

هدوءٌ مرعبٌ يطوي أجنحتَكِ الصغيرة
كصمتٍ مترقبٍ يضيء العدم !
يامن في شكوىً ضليلةٍ تقيمين،
أيتها الوردة، لولاكِ ياصديقةُ
ما منحني الموتُ فرصةَ نسيان حياتي .
لا تتكلَّمين؛ قرْبَ حائطٍ لا يُرَى ظلُّهُ،
ألَمْ تلمسْكِ – برهةً مضتْ – يدٌ لا تنام أبداً،
لم تعرفْ من سُهْدِها ما هو أجدر منكِ !؟
الحياة صعبةٌ أيتها الوردة،
وليس لي سواكِ يرى وجهي
مثل عينٍ تجمَّدتْ في ابتسامةٍ لا تنتهي !!
شاعر من سورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى