صفحات الناس

النكتة السياسية في سورية : منبر من لا منبر له

null
فائز ناصر الدين
الجزء الأول
في الوقت الذي تزداد به سياسة كم الأفواه ولا سيما في العالم العربي باعتباره أصبح المثال الأسهل على كل حالات انتهاك حقوق الإنسان وفي الوقت الذي يصبح به التعبير عن الرأي بمثابة المجازفة بالحياة لا يعدم المواطن العربي عموما الوسيلة الفعالة والناجعة لتمرير انتقاداته الحادة لما يدور حوله من مشاكل سياسية واقتصادية بعد أن سدت في وجهه جميع وسائل التعبير الأخرى التي تزهو بها الدساتير حيث يغدو الإعلام مجرد وسيلة للتحميد والتمجيد تارة وللرقص والغناء تارة أخرى فيغدو ظهور الفنانات والراقصات لازمة إعلامية في كل مناسبة وطنية و دينية واجتماعية وتاريخية واقتصادية أما المفكرين وأصحاب الرأي فمكانهم معروف ولا حاجة فعلية للإشارة إليه فهو غني عن البيان ، لذلك وخوفا من البطش وردة الفعل يلجأ بعض الناس إلى التنفيس عن أنفسهم عن طريق تبادل النكت التي تتسم بالتهكم على قاعدة المضحك المبكي وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الكثير من الأنظمة تلجأ إلى تشجيع مثل هذه الطريقة في النقد السياسي باعتبارها أداة لتخفيف الاحتقان وامتصاص الغضب الشعبي لذلك كثيرا ما نسمع عن برامج معينة يجري تغطيتها سياسيا وأن الكاتب فلان أو الممثل فلان مسموح له أن يتكلم لأنه قريب من ” فوق ” بل ويجري تغطية عملهم ودعمهم ماديا بعكس غيرهم الذين يصنفون من المغضوب عليهم وممنوع ليهم النبس ببنت شفة . وقد عرفت النكتة من أقدم العصور التاريخية فأقدم نكتة مدونة تم العثور عليها على ورق بردي فرعوني، حيث يعود تاريخها إلى سنة 3200 قبل الميلاد وتقول هذه النكتة: كان أحد الكتبة يعمل في غرفة بمعبد “تحوت” فأزعجته الجلبة المنبعثة من الغرفتين اللتين تحيطان بغرفته، وكان يقيم في إحداهما نجار وفي الأخرى حداد، ولما أوشك أن يجن من الضوضاء قصد النجار ودفع إليه مبلغا من المال لكي يغادر غرفته إلى غرفة أخرى، ثم فعل ذلك مع الحداد، وقبل الرجلان، وفي اليوم التالي انتقل الحداد إلى غرفة النجار وانتقل النجار إلى غرفة الحداد وظل الوضع على ما هو عليه ولم يتغير شيء.
ومن أهم مصادر الفكاهة والسخرية في التراث العربي ابن الرومي شاعر الهجاء والتهكم، والجاحظ مؤلف كتاب البخلاء المليء بالسخرية والتهكم والهزل، إذ يتحدث الجاحظ عن فلسفة الضحك وأهميته في الارتقاء بالخلق وتطييب النفوس. ومن هؤلاء أيضاً أبو الفرج ابن الجوزي مؤلف كتابي ( أخبار الحمقى والمغفلين) و( الأذكياء)، والتوحيدي الفيلسوف مؤلف (المقابسات) و(الإمتاع والمؤانسة) و(البصائر والذخائر) و(الهوامل والشوامل) واشتهرت عدة شخصيات عربية بروح الفكاهة وسرعة البديهة وحتى اللحظة ورغم مرور مئات السنين ما يزال قسم من هذه الأسماء يتداول حتى اللحظة مثل جحا وأشعب وأبو دلامة .
وكما هو معروف تزخر البلاد العربية عموما بكثير من الناس أصحاب الشخصيات المرحة وسرعة البديهة التي تستطيع اجتراح النكت وانتزاع البسمة من قلب الأزمات وصقل الأحداث بجوانبها المتعددة وصبها بطرفة تحمل نقدا لاذعا يكون بمثابة تلخيص لردة الفعل الشعبي ببساطته وعفويته على ما يجري من أحداث حوله وهي تغني في الكثير منها عن شرح مطول لجوانب الأزمات التي يعاني منها المواطن وتلقى قبولا شعبيا نظرا لعفويتها وبساطتها الأمر الذي يجعلها قريبة منه فيعمد إلى تداولها ونقلها في مجالسه الخاصة والعامة بحسب ثقل العيار ونوع الشخص أو الحدث المراد نقده وتعتمد النكتة السياسية على متابعة الحدث ومعرفة خلفيته ومن ثم التعليق عليها من خلال طرفة قصيرة أو قصيدة أو التلاعب بالألفاظ أو الاعتماد على التورية وغيرها من الأساليب التي يستطاع من خلالها تكوين وتجميع عناصر الموضوع وصبه بقالب فكاهي مثير للضحك والسخرية دون إغفال لشخصية الملقي الذي يجب أن يتمتع بخفة دم وطريقة إلقائية جيدة تستطيع جلب اهتمام المتلقي وتمكنه من التفاعل مع النكتة .
ويعتبر فرويد ” العالم النفسي المعروف ” من أوائل الذين حاولوا تفسير النكتة سيكولوجيا حيث يرى ” أن النكتة إحدى الوسائل الدفاعية اللاشعورية، التي يعتمد عليها الإنسان لمواجهة الضغوطات الناجمة عن العالم الخارجي ” و تذهب الدكتورة نوال السعداوي في كتابها دور الثقافة النخبوية والشعبية في الصراع أو الحوار بين الحضارات إلى القول :” إن هذه الثقافة نوع من المقاومة الفكرية، أو التنفيس عن الصراع بين الطبقات المقهورة والطبقة الحاكمة، داخل الدولة وخارجها “.ولا يخفى على أحد أن الشعب المصري من أكثر الشعوب قدرة على اجتراح النكت حتى أنه في حي باب الخلق بمدينة القاهرة، وبالتحديد في المكان الذي توجد فيه إدارة أمن القاهرة اليوم، كان هناك مقهى يدعى المضحكخانة الكبرى، أي: بيت الضحك الكبير، وكان المصريون يرتادون هذا المقهى؛ الذي كان بمثابة قبلة للمضحكين والساخرين القادمين من كافة أرجاء العاصمة لابتكار النكات السياسية التي تستهزئ بالاحتلال البريطاني لمصر ، بينما وصل الأمر بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إلى حد الرجاء من الشعب لعدم السخرية من الجيش المصري حتى لا تتحطم معنوياته وخاصة بعد حرب حزيران حيث حورت أغنية المطربة شادية ” قولوا لعين الشمس ما تحماشي ” لتصبح الأغنية بعد التعديل والتحوير ” قولوا لعين الشمس ما تحماشي، أصل الجيش المصري راجع ماشي”.
وتعتبر النكتة السياسية باب من أبواب المعارضة الشعبية للواقع السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي فهي الوسيلة الأكثر فاعلية للتعبير عما يجيش في خوطر الناس ولا سيما في ظل حالة القمع الذي يعيشه المواطن العربي حيث لا مجال للتعددية السياسية أو الصحافة الحرة أو حرية الرأي وبالطبع فإن هناك علاقة طردية بين النكتة وحرية التعبير والرأي، إذ كلما ضاقت مساحة وحرية التعبير في المجتمع ازداد انتشار النكتة وتداولها لتصبح النكتة بمثابة الكوميديا السوداء أو المضحك المبكي التي تعبر عن الواقع ومن النكت التي تطلق على كم الأفواه انه شوهد أحد المواطنين العرب وهو يضع يده على انفه متألما ولما سأل عن حاله أجاب ” لقد قام طبيب الأسنان بخلع ضرسي عن طريق الأنف ” ولما سأل عن السبب قال ” وهل يجرؤ احد في هذه الأيام على فتح فمه ؟ ” ومنها أيضا هذه النكتة :
في احد استطلاعات الرأي حول ظاهرة انقطاع الكهرباء عالميا ، وجه سؤال إلى ثلاثة أشخاص ، أمريكي، وأفريقي، وعربي، حيث كان السؤال: ماهو رأيكم في انقطاع الكهرباء..؟
حيث سأل الأمريكي: ماهو رأيكم في انقطاع الكهرباء..؟ فقال الأمريكي: ما هو الانقطاع ؟
بينما سأل الإفريقي: ماهو رأيكم في انقطاع الكهرباء..؟ فقال الإفريقي : ما هي الكهرباء ؟
أما العربي فلقد سأل : ماهو رأيكم في انقطاع الكهرباء..؟ فقال العربي: ما هو الرأي ” ؟ !! وبالطبع فهو معذور في ذلك فكلمة الرأي لا تحمد عقباها وهي أصلا ممنوعة من التداول في الكثير من الدول .
ولديمقراطية توريث السلطة أقصد تداول السلطة في العالم العربي حضورها أيضا حيث يصبح هم الزعيم الأوحد هو تامين الدعم لوصول ابنه لسدة الحكم وهو ما قام به رئيس عري أراد الاطمئنان قبل وفاته على مستقبل ابنه فاستدعى المفتي.. وسأله: قل لنا يامولانا هل يجوز أن يصبح ابنى رئيسا من بعدى؟؟ فقال له لا يا سيادة الرئيس..تعجب الرئيس من الشيخ الذي لم يتعود منه أن يقول لا!!فاستفسر عن السبب.. فقال له الشيخ : هذه المرة القرآن هو الذي يحسم الموقف يا سيادة الرئيس فقد قال: ولا تنكحوا مانكح آباؤكم من النساء!!! وطبعا غير خاف ما تحمله هذه النكتة من نقد لاذع يختصر معاناة الموطنين الذين يحلمون بتعددية دستورية حقيقية لا استفتاءات وهمية لا تمت للواقع بصلة حيث تصل نسبة النعم فيها إلى 99،999 بالمئة ويروى أنه أثناء استفتاء على تجديد البيعة لأحد الرؤوساء أن احد المواطنين وضع علامة على كلمة ” لا ” وبعد أن خرج من غرفة الاقتراع ساورته المخاوف من افتضاح أمره وذهابه بستين مصيبة لذلك وبعد أن خرج من مركز الاقتراع عاد إليه ثانية وهو يتصبب عرقا وطلب من رئيس القلم تصحيح الورقة لأنه اخطأ فيها فما كان من رئيس القلم إلا أن ابتسم قائلا : ” لا عليك لقد قمنا بتصحيحها سلفا ”
أما العمل العربي المشترك فلقد أصبح بمثابة النكتة ذاتها بعد أن أصاب العجز مؤسسات العمل العري المشترك ولا سيما الجامعة العربية بحيث أصبحت مؤتمرات القمة أشبه بالعرض المسرحي الفاشل وهي تنتج قرارات عقيمة ومشوهة وغير قادرة على تلبية الحد الأدنى من الطموح الشعبي العربي ناهيك عن الخلافات التي تجري قبل القمة وفيها وبعدها نتيجة محاولات إفشالها وتفريغها من أي معنى ومن هنا كانت هذه النكتة التي أوردها باللهجة العامية كما هي : ”
في مرة طيارة وقعت فوق غابات الأمازون حيث مات الركاب ولم يبق منهم سوى 3 ركاب واحد أمريكي و واحد روسي و واحد عربي قبيلة هنود حمر و بدهن يحطوهن على الخازوق و بعد مفاوضات اتفقوا انو الشباب بيسألوا الهنود كل واحد سؤال إذا عرفوا يجابوه بيحطوه على الخازوق و إذا ما عرفوا بيتركوه يروح ، اجا الأمريكي سألهن حزركن مين هذا كريستوف كولومبوس اجتمعوا الهنود شي ساعتين وقالوا له هذا اللي اكتشف أمريكا قالهن صح و حطوه على الخازوق اجا الروسي سألهن مين هذا لينين كمان اجتمعوا شوي و قالوا له هذا اللي أسس الشيوعية قالهن صح و كمان خوزقوه اجا العربي قلهن حزركن شو هاي الجامعة العربية فكروا شي نهارين و ما عرفوا قالوا له ما عرفنا شو هاي الجامعة العربية قالهن هدول متلكن بيجتمعوا بيجتمعوا و بيطلعوا بيخوزقونا ” .
أما خطابات القادة والزعماء فهي لا تعدو في أكثر الأحيان مفرقعات صوتية استعراضية متأرجحة سياسيا بين اليمين واليسار ، بين الاشتراكية والرأسمالية ، بين ما أخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة وبين الاتفاقيات تحت الطاولة حتى باتت السياسة في الكثير من الدول العربية بمثابة الحزورة ومنها هذه النكتة والتي تنال من الرئيس الراحل انور السادات حيث تقول : ” كان أحد الفلاحين قد اشترى راديو صغير حجمه أقل من حجم كف اليد وقد وضعه فوق بعض البرسيم وراح يستمع إليه وهو يعمل وإذا بالحمار يبتلع الراديو فيما هو يأكل البرسيم وظل الراديو يعمل فلم ينتبه الفلاح إلى ما حدث , لكن أحد جيرانه عرج عليه للسلام فيما هو ذاهب إلى حقله استغرب الجار أنه يسمع صوتا آخر وفى نفس الوقت يتلفت حوله فلا يجد شخصا آخر غير جاره والحمار ( كان الريس يلقى خطابا في الراديو في ذلك الحين ) رأى الفلاح صاحب الأرض أن صديقه قلقا ويتلفت حوله , فسأله هل تبحث عن شيء ؟ أجاب الفلاح الزائر : أسمع صوتا يتحدث
من صاحب هذا الصوت ؟ قال الفلاح الأول : ألا تعرفه ؟ انه الريس يلقى خطابا .
فحدق الفلاح الآخر طويلا في وجه الحمار وهو يقول : والله ما كنت أعرف هذه أول أرى فيها الريس شخصيا ؟؟. أما إدارة اللعبة السياسية وتغيير المواقف والإيحاءات السياسية فلها نصيبها من النقد أيضا حيث يروى أن الرئيس الأمريكي نيكسون زار دمشق (1974) وفي طريقه من المطار إلى الضيافة مـر بدوار يصلح فيه الذهاب من اليمين أو اليسار ، ولما سأله سائق سيارة الضيافة : سيدي أتحب الذهاب من اليمين أم اليسار ؟ فأجاب نيكسون : غريب منك هذا السؤال ! ضع غماز اليمين واذهب من اليمين . وبعد مدة غير طويلة زار الرئيس الروسـي دمشق وفي نفس المكان ونفس السائق ونفس السؤال فقال الرئيس الروسي : غريب منك هذا السؤال ! ضع غماز اليسار واذهب من اليسار . وبعد مدة كان الرئيس ؟؟؟؟؟؟ عائداً من رحلة خارجية ، ونفس السائق والمكان والسؤال فأجاب الرئيس ؟؟؟: غريب منك هذا السؤال ؟ متى تفهم عليّ ؟ ضع غماز اليسار واذهب من اليمين ” .
طبعا هذه النكات غير خاضعة لمبدأ الحصانة الدبلوماسية أو القضائية أو أي حصانة أخرى فما تعجز عنه وسائل الإعلام يجري على ألسنة الناس بطريقة عفوية لا تخلو من طرافة ومرارة لكنها بالتأكيد تعكس وعي الشارع العربي المغيب عن قراره السياسي في بلده .
الجزء الثاني
عشرات النكت تبتكر يوميا على الألسنة، تتناثر على المسامع بأشكالها المختلفة وتتناول الواقع المر بكامله، والأحداث والوقائع والأشخاص، ولا يمكنك أن تكون في مكان دون أن يباغتك أحد معارفك بنكتة لم تسمعها من قبل أو بسؤالك ” هل سمعت آخر نكتة ؟ وهكذا يبدأ الحديث حيث تنتزع الابتسامة من أعماق الألم ذلك الألم الذي يعيشه المواطن العربي الذي تتمتع بلاده بكل الخيرات والإمكانيات ومع ذلك يعيش حياة الفاقة والعوز بل والتسول نتيجة فشل السياسات المتبعة أو عدم جديتها بتحقيق الحد الأدنى من الحياة الكريمة للمواطن ومن هذه النكت التي تعالج مأزق العديد من الحكومات تلك التي تقول : ” اصطاد شخص سمكة…
فسارع إلى زوجته طالبا منها أن تقليها… لكن الزوجة اعتذرت لعدم وجود زيت بالبيت.. فقال لها اسلقيها في الماء فاعتذرت الزوجة ثانية لعدم وجود قنينة غاز.. فطلب منها أن تشويها فصرحت الزوجة لا نلمك حطبا ولا فحما… فحمل الرجل السمكة وراح إلى البحر فألقاها فهتفت السمكة ” تعيش الحكومة ” ويبدو أن هذه السمكة المحظوظة تدين بالكثير للحكومة السورية التي لا شأن لها سوى اختراع الضرائب والرسوم حتى وصلت الشعب فيها إلى مرحلة مزرية من البؤس والفاقة حتى بات المواطن ينام على ضريبة ويستيقظ على أخرى ومن هذه النكت المتداولة : ” قرأ مواطن سوري خبر عن مواطن بريطاني احتج على ارتفاع الضرائب في بلاده فذهب إلى حديقة مجلس العموم البريطاني وراح يأكل العشب، ولما شاهده رئيس الحكومة سأله عن السبب ووعد بالعمل على إعادة النظر في السياسة الضريبية، أعجب المواطن السوري بالفكرة فذهب إلى حديقة مجلس الوزراء وراح يرعى العشب فيها، وحين حاول الحرس منعه من ذلك تنبه رئيس الوزراء للجلبة وتساءل عن الأسباب ، وطلب أن يأتوا إلية بذلك المواطن الذي قال أنه يأكل العشب لأنه لا يجد ما يأكله بسبب ارتفاع الأسعار وتدني الراتب ، فوعده رئيس الوزراء خيراً وفي اليوم التالي أصدر تعميماً على كافة مؤسسات الدولة : يسمح للمواطن السوري الرعي في جميع حدائق القطر ” ولحملة مكافحة الفساد التي وئدت في مهدها حصتها أيضا وهي بالتأكيد تعبر عن خيبة الأمل بها حيث يروى أن رئيس حكومة الكف البيضاء قد استحصل على الفانوس السحري ولما كان الجني ملزم بتنفيذ الأوامر لذلك فلقد طلب منه رئيس الوزراء حماية للوطن أن يشيد الجني سورا يحيط بسوريا من كل الجوانب يقيها شر الأعداء .فاعتذر الجني قائلا بان الأسمنت مفقودة من السوق والسور كلفته غالية جدا والأفضل أن يختار طلبا آخرا ، فطلب رئيس الوزراء منه أن ينظف سوريا من الفساد فما كان من الجني إلا أن صرخ به قائلا : خلصني وأعطيني مقاسات السور ” وهذه النكتة تكاد تنطبق على معظم الدول العربية التي تعاني من عجز الحكومات عن تلبية متطلبات شعبها ، بحيث أصبحت البلاد العربية مضرب المثل بالفساد والفقر الذي يطبق على أنفاس الناس دون أن يهتز لتلك الحكومات رمش عين لدرجة أن ” احد الكلاب أراد تقضية شهر العسل مع عروسه فذهب به صاحبه إلى فرنسا ولم يمض يومين حتى ضجر الكلبان وعلا نباحهما احتجاجا ، فأخذهما صاحبهما إلى كندا ليتكرر الأمر ، فأخذهما إلى اليابان ، فاحتج الكلبان بشدة فما كان من صاحبهما إلا أخذهما لبلد عربي فطاب للكلبين العيش حيث شكر الكلب صاحبه قائلا :” هذه هي الحياة التي تليق بالكلاب ” أما شروط التوزير فقد حددتها النكتة التالية بما يلي : كان ؟؟؟؟ يحاضر في إحدى الجامعات عندما بادر بسؤال احد الطلاب عن أمنيته في الحياة فأجب الطالب : أريد أن أصبح وزيرا يا سيدي ، فنظر إليه ؟؟؟ بغضب وقال له : هل أنت غبي ؟؟ فأجابه الطالب : وهل هذا شرط يا سيدي ؟؟ وتعتبر مرحلة التغيرات السياسية فرصة مواتية لمواكبتها بالنكت مثل النكتة التي شاعت في الستينات عندما كان احد الباعة الجوالين ينادي على ” اليوسف أفندي ” فتقدم منه أحد الشباب مؤنبا له بعصبية ” ألم تعلم أن زمن الأفندية راح ” ؟ فما كان من البائع إلا أن عدل نداءه لينادي على ” الرفيق يوسف ، الرفيق يوسف ” . ومن النكت التي تعالج الوضع الانتخابي في بعض البلاد العربية وما يجري فيها من جرعات ديمقراطية مفرطة درجت هذه النكتة في مصر وتقول ”
واحد شغال فى فرز اللجان الانتخابية…فواحد صاحبه بيسأله : بقى معقول انتوا بتقعدوا تفرزوا الأصوات دى كلها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال له : ولا بنفرز ولا حاجة…التعليمات واضحة وصريحة…إحنا نرمى الورقة بتاعة الناخب فى الهوا…ولو نزلت على وشها أو ضهرها يبقى وطني…ولو على سنها يبقى معارض ” وغير خاف على احد مدى عمق هذه النكتة ومدى مرارتها في نفس الوقت . أما الأجهزة الأمنية التي تبكي ولا تضحك حتى بات الداخل إليها مفقود والخارج منها معاق أو مولود فيجري التهكم على طريقة عملها بأنه قد
هرب حمارا من إحدى الدول العربية المعروفة بقسوتها ضد الإنسان والحيوان ، وأثناء قطعه الحدود التقاه كلبا وسأله ـ ماذا بك يا حمار لماذا أنت هارب من بلدك ؟ فقال الحمار ـ الا تعلم بأنهم في بلدي يذبحون كل الجمال . فقال الكلب ـ ولكنك لست جملا بل حمارا ، فما الذي تخاف منه ؟ فقال الحمار ـ حتى يكتشفوا بأنني حمار فسأكون قد أصبحت من بين الأموات. أجتمع مسؤلوا المخابرات في الأمم المتحدة وقرروا انتقاء فردين من المخابرات من كل دولة لتمثلها ، فذهبوا إلى أمريكا واحضروا اثنين من السي آي أي ومن ثم ذهبوا إلى روسيا واحضروا اثنين من مقر الكي جي بي ، ومن ثم ذهبوا إلى انكلترا واحضروا اثنين من مقر السكوتلاند يارد ، وعندما هموا بالذهاب الى احدى الدول العربية المعروفة جدا جدا قيل لهم لستم بحاجة للبحث عن مقر مخابراتها فعندما تنزلون مطار هذه الدولة احضروا أول شخصين تروهم فبالتأكيد هم من المخابرات ؟؟؟
وحيث أن الوطن العربي يزخر دائما بالأحداث السياسية والمحاولات الوحدوية حيث تعلن الوحدة مساء لتلغى صباحا وما يستتبع ذلك من مرارة تنعكس على نفسية المواطن العربي سيما وان الوحدة العربية هي حلمه لذلك كان الحفاظ عليها من أولى متطلباته لذلك كانت تجري عدة حالات من الفوضى عقب الانفصال أو محاولة الانفصال كالمواجهات المسلحة مثلا كما جرى في اليمن عقب الوحدة بين شطريه حيث أنه وبعد الوحدة حصلت كما قيل محاولات لفصم عرى هذه الوحدة انتهت بمواجهة مسلحة حسمت الأمر لصالح الحكومة المركزية ولكنها خلفت وراءها كميات كبيرة من السلاح في أيدي المواطنين فانتشرت هذه النكتة وقتها : أوقف شرطي أحد المواطنين وهو يقود دبابة في احد شوارع العاصمة ليسأله : ” هل تحمل سلاح ممنوع ؟”
وللأزمة المالية العالمية حضورها السريع حيث تأثرت البلاد العربية بهذه الأزمة سواء منها النفطية نظرا لانخفاض سعر البترول أو المصدرة منها للعمالة نظرا لاضطرار عدد كبير من العمال إلى العودة لبلادهم لينضموا إلى قائمة العاطلين عن العمل في ضوء عجز الأنظمة عن إيجاد فرص عمل لأبنائها أو إعداد خطط تنموية لاستيعاب اليد العاملة ومن هذه النكت ما تداولته بعض المواقع المصرية والنكتة تقول :
اقترح المصريون على الرئيس حسني مبارك على أن يكون الحج في مصر وذلك لزيادة التنمية الاقتصادية ، قالهم: طيب والطواف ؟؟!! قالوا: بسيطة في ميدان التحرير. قالهم: طيب والسعي ؟؟!! قالوا: بسيطة بين الأهرامات . قالهم: طب ورجم الشيطااااااااااااان ؟؟!!!!!
ردوا: معلش سيادتك تستحمل معانا اليومين دول!!
ولا تقتصر النكتة على الإنتاج المحلي فحسب بل قد تقوم في أحيان كثيرة على ترجمة بعض النكات الأجنبية ومن ثم إعادة بلورتها بطريقة تناسب الواقع المحلي فبعد أحداث الحادي عشر من أيلول درجت العديد من النكت التي تطال الرئيس الأمريكي جورج بوش وهو المعروف ببلاهته السياسية ومنها هذه النكتة التي تم دبلجتها عربيا ”
“بعد أن أصبح الرئيس الأميركي بوش نجماً في مجال مكافحة الإرهاب طلب أن يُصمم له طابع بريدي يحمل صورته وذلك لتسجيل انتصاراته أثناء فترة ولايته
وأكدّ على مستشاريه ضرورة أن يواكب الطابع البريدي المواصفات العالمية في الجودة وتمّ تصميم وطباعة الطابع وتوزيعه على مكاتب الخدمات البريدية في الولايات المتحدة وعادت لأخبار بعد أيام أن الطابع لا يلتصق !!!؛
إتصل بوش بمستشاريه وطلب منهم التحقيق في الأمر بعد انزعاج الكثيرين من عدم إلتصاق الطابع وعادت التقارير من كاتب البريد كالتالي الطابع يحمل أعلى جودة ممكنة في الإلتصاق ولكن الناس تبصق على الجهة الخطأ “.
كثيرة هي المرارة التي يعيشها المواطن العربي لكنه في كل مرة يثبت أنه أقوى وأصلب من كل الضغوط التي تمارس عليه وأنه يملك الوسائل الكفيلة بالتعبير عن رأيه حيث تصبح النكتة بمثابة منبر من لا منبر له وهو منبر بدون شك لاذع جدا يستطيع من خلاله المواطن رد الصاع صاعين وتمرير رأيه بطريقة لا تخلو من طرافة معجونة بمرارة تلك المرارة التي أريد لها أن تصبغ لون الحياة في قلب المواطن العربي لكنه بكل تأكيد يستطيع التغلب عليها وطردها من أول نكتة .
كلنا شركاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى