صفحات سوريةنصر حسن

الإخوان السوريون والنظام ووحدة مزاج الممانعة !.

null
د.نصر حسن
من المعروف أن كافة فصائل المعارضة السورية ومنها جبهة الخلاص وإعلان دمشق قد توحدت في الموقف السياسي من النظام السوري ,وأقرت مشروع التغيير الوطني الديمقراطي السلمي نظرياً ,وعملياً سارت على هذا الطريق متصدرة الصراع مع النظام سياسياً إعلامياً ثقافياً وحقوق إنسانياً , ومعروفاً أيضاً أن المعارضة السورية ميدانياً ولأمور كثيرة مفهومة لاتملك من موازين القوى المادية في صراعها مع النظام سوى ماتتيحه إمكانياتها الذاتية المتواضعة , وكانت ولا  تزال تعتمد على الشعب السوري ونمو حس المعارضة والمطالبة بالحقوق وارتفاع منسوب الجرأة بالتعبير عنها لكسر حالة الخوف المزمنة وتنمية ذلك تدريجياً إلى حالة شعبية عامة تكون المدخل للتغيير الديمقراطي السلمي ,مع الإستفادة طبعاً من الوضع الإقليمي والدولي ماأمكن ذلك ضمن الحفاظ على هويتها واستقلاليتها, ومابرحت جبهة الخلاص وإعلان دمشق إثبات موقفيهما المبدئيين وحسن نيتيهما أمام الشعب بتكرار مستمر لرفض الإستقواء بالخارج من جهة ,ومن أخرى الابتعاد والحذر من الانزلاق في الصراع السياسي مع النظام إلى فعل النظام نفسه القائم على العنف أو المحرض عليه ,لذلك  وبصراحة ليس لدى الإخوان المسلمين أي شيء لتعليقه, سوى التراجع عن ذلك الموقف الوطني والسياسي المتمثل في التغيير الوطني الديمقراطي السلمي التي بني عليه عمل الجبهة والمعارضة , واستطراداً إن بيان الإخوان ببساطة ومباشرة لايتعدى كونه رسالة  للتطبيع مع الجلاد الذي لم يتب بعد !, أرسلها الإخوان بتسرع على ضجيج المتاجرة بالدماء الفلسطينية وعصاب الممانعة المزمن لدى النظام , علها تكون مقدمة لفتح الملف الخطر في سورية , وماعسانا نصدق أن الأمر بهذه البساطة إذ ما هكذا “تورد الإبل” يا معارضة !, وليس هذا هو مدخل حل أخطر الملفات الوطنية السياسية الإجتماعية الإنسانية القانونية وإن شئتم الطائفية في تاريخ سورية الحديث !.
فمن المطلوب , وقفة فاحصة سريعة لخطوة الإخوان المسلمين , دوافعها زمنها مفرداتها  أهدافها , وعملياً نتائجها على الساحة السورية معارضةً ونظاماً ؟!. ولماذا اختار الإخوان المسلمين هذا التوقيت بالذات ؟! وهذا المدخل المتحايث مع النظام على لافتة دماء غزة وشماعة الممانعة؟! بدل تبني حقيقة الأمر الذي يمثله استحقاق حسم هذا الملف داخلياً قبل كل شيء ؟! وهل سيستجيب النظام ولو بالحد الأدنى لها ؟!أم ستعلق وتنسى هي الأخرى ( المسألة الوطنية الداخلية ) على شماعة الممانعة وتحرير فلسطين ؟! أم أخيراً أنها كانت فخاً سياسياً نصبه النظام لتقزيم الإخوان ولإحداث مزيد من الإرباك في صفوفهم كما المعارضة من جهة , ومن أخرى ممارسة تضليلية لكسب الرأي العام السوري والعربي والإسلامي على طريقة إثبات براءة النظام من ماضيه الدموي , ورغبة منه في ضخ هواء جديد في بالون الممانعة المشروخ ؟!.
ومن المعلوم لدى الجميع , أن الإخوان المسلمين هم طرفاً مؤسساً في جبهة الخلاص الوطني , التي تعمل بهدف سياسي هو التغيير في سورية , وهو هدف توافقت عليه كافة أطراف الجبهة مشفوعاً  بإقرار الآلية الديمقراطية المباشرة في أداء الجبهة التنظيمي والسياسي , أي باختصار تم تحييد المرجعيات الحزبية والفكرية والدينية وتوافق جيمع الأطراف العربية والكردية والقوى الأخرى على خطاب سياسي إعلامي ثقافي مدني معتدل , أساسه القاسم المشترك الطوعي لكافة أطرافها والإلتزام بقواعده وأخلاقياته التنظيمية والسياسية , وعليه وعلى مدار أكثر من ثلاث سنوات كان عمل الجبهة يتم بهدى هذا الموقف المشترك من النظام ومن التغيير وبناء سورية المستقبل , دولة تعددية ديمقراطية مدنية يتساوى فيها المواطنين بالحقوق والواجبات على قاعدة السواء الوطني الإنساني .
من العام ننتقل إلى الخاص , معتمدين الصراحة والصدق والمسؤولية الوطنية , التي تفرض مناقشة بيان الإخوان المسلمين بهدوء وحيادية ومباشرة , ماهي دوافعه ,حيثياته , مراميه ,نتائجه العملية على ساحة المعارضة السورية ومعادلة الصراع مع نظام مستبد فاسد متهالك معروفاً دوره ووظيفته داخلياً وعربياً ودولياً , وعليه لابد من الإحاطة بأبعاد الملف الخطير الذي يحاول كلا الطرفان النظام والإخوان حصره في شكل ” بعبع ” يخيف أحدهما به الآخر وبالمحصلة المشتركة هو نشر حالة الخوف العام لدى المجتمع وإعاقة وتأخير عملية التغيير في سورية , لكن حقيقة الأمر وباختصار شديد نقول أن ماحدث في الثمانينات من جرائم ارتكبها النظام هو بسبب مشكلة وطنية عاشتها سورية بين النظام والشعب ولم يقتصر الأمر على الإخوان بل كانت كل الأحزاب الوطنية المعارضة مشاركة فيه , أراد النظام إخراجه على أنه صراع بين خط تقدمي وآخر رجعي ,وضمن تداخلات وتدخلات الوضع العربي الرسمي والإقليمي والدولي , ألبس النظام طربوش  التطرف والإرهاب لتنظيم الإخوان المسلمين بتعمد وسوء نية وطنية , وعلى تداعيات الجرائم المرعبة التي قام بها النظام في حماه وحلب وتدمر وكل سورية وتصفية عصب تنظيم الإخوان المسلمين قتلاً واعتقالاً وتشريداً في الثمانينات, تم إعادة هيكلية سريعة في بنية تنظيم الإخوان أخذت مساراً سياسياً أكثرمنه عقدياً مثله الإنفتاح على بقية التيارات الوطنية وخاصةً القومي منها وإقامة التحالفات السياسية على طريق التغيير في سورية , الملفت للنظر والمقلق في الأمر هو ظهور الإخوان بموقف الراضخ لسياسة النظام المختصرة في أن الإخوان المسلمين هم من فجر الصراع الطائفي في سورية وبالتالي هو يتحملون مسؤوليته وإفرازاته !,وأن النظام المسكين كان مجبراً في الدفاع عن نفسه والحفاظ على الوحدة الوطنية والنسيح الإجتماعي ! مبرراً ارتكاب جرائمه وملقياً تبعاتها الداخلية على الإخوان المسلمين !, والمصيبة الكبرى هي أن الإخوان على وقع التطورات الخطيرة في سورية وخارجها تناغموا مع الهروب من شعارات وتهم مختلقة يلخصها التطرف والإرهاب !, وبدل تقييم أحداث الثمانينات بأفق وطني سياسي قانوني جريء , رضخوا إلى تهمةالنظام وعثروا على مخرجاً أو مهرباً للموضوع بوضع وزر الأحداث على اللذين اصطدموا مباشرة مع النظام من تنظيم الإخوان وكلهم أصبحوا في عداد المفقودين قتلاً أو سجناً , وانسلت قيادة تنظيم الإخوان المسلمين من تبعات الأحداث على خلفية أنهم ليسوا هم المسؤولين المباشرين , رغم أن الأمر ليس كذلك أبداً ,لكنه باختصار شديد هو في تصفية النظام قواعد الإخوان في الداخل وعدم قدرة قيادة الإخوان في الخارج من السيطرة على الصراع وإدارته بكفاءة مطلوبة ,فلاشك أن بعض قيادات الإخوان الموجودة في الداخل والخارج ولأسباب ذاتية لم تستطع أن تقود تنظيم الداخل وفتح الباب للإجتهاد لكل فصيل حسب ظروفه الداخلية ببياناته وتسمياته الإدارية والمناطقية وبظروف صراع مسلح غير متكافئ البتة , فبديهي أن يفرز قيادات ميدانية محلية معظمها استشهد أو اعتقل ,إذ إن معايشة ظروف المأساة وتخلخل العلاقة التنظيمية بين قيادتها وحجم الجرائم المروعة كان إحدى الأسباب لتلك المأساة , واستطراداً وبناءً لذلك المخرج غير الصحيح وغير المشروع , عاش تنظيم الإخوان ولازال ازدواجية واضحة داخلية عبر أجنحته المتصارعة وخارجية عبر زكزاكية تحالفاته مع بقية أطراف المعارضة السورية , ملاحظة لابد من ذكرها وهي أن تنظيم الإخوان المسلمين في سورية كان عبر تاريخه ليس مقيداً تماماً بمواقف التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ,وكان يتمتع بقدر كبير من الإستقلالية في عمله الداخلي , أعطاه ذلك هامشاً كبيراً من الحركة السياسية في علاقاته وتحركاته وتحالفاته الداخلية والخارجية,والغريب اليوم تتطابق المواقف في جبهة الممانعة بكل مشاهد ركامها وضحاياها بقيادة النظام السوري !!!!.
مانريد توضيحة هو رؤية مستقلة مشفوعة ببعض المعايشة والدراية بما حصل, ورأيي أن الإنشقاق التنظيمي هو بدعة , والأدهى منها هو تلبيس الشهداء جرائم النظام وسوء إدارة قيادة الإخوان في حينها على حد سواء ! وهذا هروب من المسؤولية وخلط  غير نزيه للأمور يراد منه تبرير أو تبرئة قيادة الإخوان الباقية مما حدث من كارثة وطنية إنسانية , ورمي السبب على الشهداء والمفقودين , بمعنى آخر استباق تنظيف الطريق بين الإخوان والنظام من بعض الألغام وترك قرار تسييره ( الطريق ) إلى المستقبل والتطورات الداخلية والعربية , هنا لابد من الإشارة بوضوح أن تنظيم الإخوان يعيش كما بقية فصائل المعارضة الأخرى صراعات داخلية تغلب عليها العصبية والفردية أكثر مما يحكمها مصالح وطنية وحتى شرعية بالمفهوم الإخواني نفسه , وهذا ليس ضعفاً بقدر مايؤشر على حركية سياسية يجب أن يتم تأطيرها بصدق باتجاه حسم الملفات الخطيرة المؤجلة والتجديد ومشروع التغيير الوطني في سورية ,وليس في إطار المساومة مع النظام والتلطي تحت وهم جبهته الممانعة  !.
ومانريد أن نصل إليه أيضاً هو فرز المواقف ضمن رؤية وطنية صريحة موضوعية مبنية على أسس عملية محددة مؤاثرين الإبتعاد عن النظرة المشوشة أو الملتبسة أو المساجلة ضيقة الأفق , فالأمور على مستوى الحالة السورية الداخلية  شعباً ونظاماً قد طفحت بما فيها وأصبحت الصورة جلية تماماً من جهة , ومن أخرى أصبحت الحاجة إلى الموضوعية والشفافية والصدق في قراءة المواقف هي المدخل للخروج من حالة الإرتباك والإرباك وتبادل التهم أو الإتكاء على مبررات غير موضوعية لحالة التموضع الجديدة للإخوان , التي لازالت في حالة إنتظار ملتبسة تستبطن الإصطفاف مع النظام تحت شعار الممانعة المشروخ , الذي لايمت بصلة إلى الملف الخطير المؤجل حسمه على مايبدو إلى نسيانه و تبرئة النظام منه !هنا يجب القول بصريح العبارة , أن حسم ذلك الملف لايتم سياسياً بهذه السطحية , بل له شروطه الوطنية والإنسانية والقانونية وقبل ذلك الشرعية الوطنية التي يملك جزءاً منها الإخوان المسلمين والجزء الآخر يملكه الأطراف الوطنية الأخرى , طبعاً أمام نظام شرعيته الوطنية والدستورية والقانونية والشعبية والإنسانية صفراً أحمراً كبيراً بامتياز .
هنا لابد من التنويه , بأننا نحترم رأي وخيار كل طرف وطني في إطار المعارضة السورية داخلاً وخارجاً ونرفض الوصاية على العمل الوطني المعارض من قبل أي طرف ونحرص على تنمية حس النقد الهادف البناء الذي يساعد على حماية مسار المعارضة السورية من  الترهل والتراجع وخلط الأوراق , وعليه نقول أن بيان الإخوان المسلمين جاء إخراجه في أجواء هجوم وحشي إسرائيلي على قطاع غزة وتداعيات صوره المرعبة المدمرة للوجدان والضمير وعجز العرب عن فعل شيئ سوى الصراخ وسيول البيانات الكلامية ,بدون شك كانت أيام عصيبة ضاغطة على الجميع, رغم هذا غابت عن البيان ربما سهواً أو عمداً الشروط الشارطة لمثل هكذا خطوة مفصلية في تاريخ المعارضة والإخوان على وجه التحديد , إذ في حالة التخلخل التنظيمي والفكري والسياسي التي تعيشها المعارضة السورية خاصةً بعد احتلال العراق وتشتتها هنا وهناك وهي بحالة لاتحسد عليها , وتسارع وتيرة القمع والملاحقة على مستوى الداخل , وكرد مباشر على ذلك تأسست جبهة الخلاص وإعلان دمشق والإخوان كانا عضواً في كلا التشكيلين , وهذا يفرض مناقشة الموضوع بصورة مباشرة في مؤسسات الجبهة وإحاطة الشركاء بحيثياته وليس هناك من خوف والأمور تسير على مستوى الجبهة بشكل ديمقراطي فتي , صحيح ليس نموذجي لكنه انعكاس مباشر للتجربة الجديدة في ممارسة الديمقراطية بين فصائل المعارضة السورية , وهذا لم يتم, وفوجئ شركاء الإخوان في جبهة الخلاص بالبيان في الإعلام , هنا يجب الفصل بين شقين متناقضين للبيان , الأول نحن معه ونعمل عليه وهو دعم الشعب الفلسطيني وسلطته الشرعية المعبر عنها في السلطة الفلسطينية المنتخبة ديمقراطياً ودعم خيار المقاومة كحق مشروع ضد الإحتلال يتوافق مع القانون الدولي وكل مواثيق حقوق الإنسان , والثاني الربط غير الموفق وغير الموضوعي بين دعم القضية الفلسطينية وتعليق المعارضة ضد النظام السوري الذي فتك ولازال بالقضية الفلسطينية وفتت وحدتها وأضعف قوتها أكثر مما فعلت إسرائيل بكثير , وهذا هو موقف الإخوان السابق أنفسهم في إطار المعارضة وهو موثق وقريب , وفي سياق العدوان الهمجي يمكن تمرير البيان كتصرف تكتيكي ضاغط على النظام وحشره وكشف زيف خطابه الممانع المخادع لكن بالتنسيق مع الشركاء في الجبهة , ودور النظام واضح حيث لم يقدم للفلسطينيين شيئاً سوى تفتيت وحدة الصف ودفع المقاومة بحكم الظروف الكارثية التي تعيشها تحت الحصار إما إلى الإنتحار أو إلى الإنهيار , ومن ثم إلى الإرتماء في المحور الإيراني المعروفة أبعاده , وعلى خلفية النقاشات المنفعلة التي جرت مؤخراً في الامانة العامة للجبهة حيث لم يقدم الإخوان بصراحة من الأسباب الموضوعية مايبرر تبني مثل هذا الموقف أو حتى احتمال تبريره, لأنه ببساطة شديدة لاينسجم مع المشروع السياسي للجبهة الذي أقرته أطرافها وبضمنهم الإخوان المسلمين.
والحال كذلك , لابد من القول بصراحة أيضاً ,أن جبهة الخلاص الوطني محكومة كلياً بموقف سياسي محدد في مشروعها الوطني وهو التغيير الذي هو موقف الإخوان المسلمين الموثق من النظام في سورية , وللوضوح جرت مناقشات عديدة حول إمكانية تبني موقف إصلاح النظام ,لكن النظام  نفسه برهن أنه غير قابل للإصلاح وأدهى من ذلك وأمر , هو أن موضوع الإصلاح لا يعنيه أساساً , ولا معنى عملي لحزمة النوايا الطيبة التي يتشدق بها النظام ويرددها البعض عن التطوير والإنفتاح وطي صفحات الماضي , كل ذلك كان عبارة عن فترة استرخاء لتثبيت الوريث في السلطة وإعادة هيكلة الدولة على القياس الجديد , واستطرادا ً وللمصداقية الوطنية والسياسية وطقوس العمل الديمقراطي , نقول وهذا رأي شخصي ,لو أن النظام أبدى هامش بسيط من المسؤولية الوطنية وألغى حالة الطوارئ وأقر القبول بالمعارضة عبر قوانين جديدة لحسم ملفات الماضي الإنسانية ورفع الظلم وإعطاء حرية الأحزاب والعمل السياسي التعددي وفصل السلطات وتحرير القضاء من أسره والإقرار بالشراكة الوطنية والإفراج عن المعتقلين السياسيين والمباشرة بحسم ملف المفقودين والمهجرين بقوانين وإجراءات واضحة , ربما قد يطرح الموضوع في إطار المعارضة لمناقشته وتقرير الموقف الوطني السليم بصدده , لكن لاهذا ولاذاك , لا زحزحة لحالة الطوارئ ولاإصلاح ولاإعتراف بالمعارضة ولاتخلي عن الديكتاتورية ولاحسم للملفات الإنسانية المؤلمة , والشيء الوحيد المتطور هو الإصرار على ملكية السلطة وتناسخ القمع وتجذيرالتعامل الأمني وتوسيع مساحته وطنياً والتماهي في عنتريات الممانعة الفارغة! مع كل الجدية في نقيضها المتمثل في توسل الحوار العلني مع إسرائيل, هذه هي بعض المعطيات الموضوعية التي تتطلب تغيير المواقف السياسية بعيدة المدى , ولكونها لم تتم  نرى أن الإخوان بنوا بيانهم على مبررات نظرية واهية لاتصلح لتأسيس موقف وطني جديد من النظام , خاصةً أنه لم يستجب بإلغاء القانون 49 لعام 1980 , ولم يفرج عن معتقل واحد بل زاد عدد المعتقلين !ولم يصدر شهادة وفاة لمفقود واحد ولم يسمح بعودة عائلة واحدةمشردة منذ عشرات السنين في أصقاع الأرض! ,ولم يبد ولو نوايا استعداده لحسم ملف الأموات والمفقودين , فما بالنا
بالأحياء الذين ضاق بهم الوطن ورماهم النظام خارجه وهم بعشرات الألوف !,
واستطراداً يحتاج الشعب السوري خطاباً وموقفاً موضوعياً مبنياً على معطيات الواقع السوري العملية المباشرة , وليس موقفاً نظرياً وهمياً على كذب الممانعة , كفى الشعب خطاباً غوغائياً لعقود من قبل نظام فاشل في كل شيء وناجح بامتياز في القمع والفساد ووهم الممانعة , نحن هنا في سورية الأسد والقمع والموت إلى الأبد!فعن أي ممانعة تتحدثون ؟! وعن أي بقايا من فلسطين تبنون غثاء الممانعة ؟! نغمة حشد الطاقات ملتبسة للغاية مع نظام دمر طاقات الشعب السوري وكسر إرادته الوطنية وجيَر إمكانيات سورية ومصالحها لخدمة أعدائها !.
ً الصراحة والجرأة في مقاربة الأمور هي المقدمة لكل فعل وطني صحيح له قيمة في حياة الشعب الذي أرهقه قمع النظام وممانعته الكاذبة ,وقد يكون السكون إليها على المستوى الداخلي في ظروف معروفة له بعض مايبرره على مبدأ ” مكرهاً أخاك لابطل ” ! لكن  المصيبة أن نتوهم ونصدق أن النظام ممانع !, يساعده البعض متبرعاً بحشد الطاقات !وكأنه يجري تدريبات ميدانية لتحرير الجولان وسيتابع لتحرير فلسطين !.
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى