صفحات ثقافيةنبيل الملحم

معنا 720 يوما وتقوم القيامة 2012

null
نبيل الملحم
أن تجن الكرة الارضية ، أو أن يصاب كوكب ما بهستيريا ويحطمنا، فكلاهما احتمالان واردان، وأن يحدث ذلك فمعناه أننا سنترك وراءنا كل ماصنعناه بدءا من المخلوق الآدمي الأول حتى الجثة الأخيرة التي ترقص فوق أكتافنا.
وكالة الفضاء الامريكية تبشرنا بكل ذلك الألم، ولم لا ؟
وحده الصرصار سيبقى فيما لو انفجر كوكبنا، مايعني أن بونابرت وكل (البونابرتيين) سيغادرون معنا.. سنغادر في قافلة واحدة:
المتسولون، والمهمشون، وقطاع الطرق، وأباطرة المال، والطغاة وعارضو الأزياء وستكون معنا ناعومي كامبل ونيكول سابا بطبيعة الحال، وستكون نيكول معنا، بأقصى ترشيد للقماش ، فعادات الموت لن تختلف فيما لو وقع الانفجار عن تقاليد الحياة.
وكالة الفضاء الأمريكية تبشرنا بالانفجار، وعلينا حين نقرأ البشارة أن نتأمل في ماضينا.. ماضي النوع الآدمي برمته، بدءا من تدجين الحصان وتدجين حبة القمح، وصولا الى مانحن عليه من احتكارات مالية كبرى، حروب كبرى، واستخبارات دولية كبرى، ودول كبرى، وقادة كبار، وسلسلة من التحاريم الكبيرة والممنوعات الكبيرة ، وسلسلة مما نشتهي ومما لانشتهي، وعلينا في لحظة الصفر أن نراجع ماحدث لمليارات السنين من عمرنا.
-السنا الوارثين لمليارات السنين؟
وحدها الذاكرة ستعمل في لحظة الصفر، وحدها ستكثف كل ماحدث، وتفرمت ماحدث، ووحدها الشجاعة ستحل بنا بعد يقين انهيارنا، لنحاسب بشرية جمعتنا في الحفرة ولم نخرج منها منذ مليارات السنين.. وحدها الذاكرة ستقول لك :
– قف.. ماذا فعلت بالكرة التي لاتكف عن الدوران؟ (لم تخبرنا وكالة الفضاء الامريكية ان كانت كرتنا ستستمر في دورانها فيما لو وقع الانفجار الكبير، أو اذا مااستمرت كرة من حيث المبدأ).
وحين تقف ( أنت لا الكرة الارضية) ، لابد وأن تعتذر بالكثير من الدموع، عن كل مأأضعته، وكل ماأضاعك، وأن تبقي على ماتبقى منك؟
ماالذي تبقى منك؟
لكل واحد من مليارات المخلوقات مابقي منه، وما بقي هو الذاكرة، فماالذي ستتذكره؟
ربما تتذكر عزمي موره لي ، شاعر الفلسفة والرؤى.. ذاك الرجل الذي دعى البشرية للانتحار وعاش 95 عاما.
ربما مثيله الرسام السوري وصاحب الرؤيا، فتحي المدرس، الذي صاحب الموت ودعاه الى الحضرة فعاش كما عاش عزمي.
ربما ، يتبقى من ذاكرتك ، ذاك الاعتذار الدامي الذي مارسه “الملك لير” أمام عيون أصغر بناته وحصانه.
ربما يتبقى منك، بنت تفرد ضحكتها، ودمعتها (المستحية)، وبعض من زعرنة مختبئة لتقول لها :
-هل قرأت وكالة الفضاء الامريكية ياصغيرة، لتقول لك:
طز بها وبتباشيرها.
و .. تكركر ضحكتها ليتساقط قلبك تحت قدميها الراكضتين، وبعدها :
– يحدث الانفجار الكروي الكبير.
شاكو ماكو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى