الدور الإيراني والعلاقة الإيرانية ـ السّورية

تسلسل الأحداث

طهران تتهم الخارج وتشرك قمْ في معالجة المأزق
الإثنين, 22 يونيو 2009
استعادت شوارع طهران هدوءها امس، رغم ورود انباء عن اطلاق نار متكرر ليلاً في بعض ضواحي العاصمة، فيما بذلت شخصيات بارزة جهوداً لجمع الفرقاء المتنازعين في الأزمة التي أثارتها نتائج الانتخابات الرئاسية في ايران، الى طاولة واحدة، فيما ظهرت مؤشرات بارزة الى حلول ممكنة من خلال زيارة لقم قام بها اعضاء في مجلس صيانة الدستور المعني بالبت في نتائج الإقتراع، لاستمزاج آراء المراجع الدينية ونيل موافقتها على مخرج يرضي الأطراف جميعا.
وفي هذا الإطار، برزت دعوة رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني مجلس صيانة الدستور الى «تعزيز ثقة المواطنين بالإجراءات التي اتخذها للتحقق من نتائج الانتخابات»، فيما بدا ان اجراء دورة اقتراع ثانية بين الرئيس محمود احمدي نجاد والمرشح الإصلاحي الخاسر مير حسين موسوي، احد الحلول المطروحة للتسوية.
وقالت مصادر لـ»الحياة» ان جهوداً تبذل لعقد اجتماع يضم الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وموسوي والمـرشح الإصلاحي الثاني مهدي كروبي ووزير الداخلية السابق ناطق نوري، اضافة الى نجاد، على ان يكون الاجتماع في حضور مرشد الجمهورية علي خامنئي.
وعقد موسوي وكروبي اجتماعاً امس وصف بالـ «مهم»، مع «جماعة رجال الدين المناضلين» الإصلاحية (روحانيون مبارز)، للاتفاق على آلية التحرك في المرحلة المقبلة، بعيداً من تأزيم الأوضاع واتفقا على عدم استخدام «خيار الشارع».
ووضع مجلس صيانة الدستور المراجع الدينية البارزة في قم، في اجواء الخطوات التي يعتزم اتباعها من اجل ازالة الشكوك والقلق حول نتائج الانتخابات، كدلالة على تأكيد نزاهته في النظر في الطعون التي قدمها المرشحون الخاسرون الثلاثة: موسوي وكروبي ومحسن رضائي، خصوصاً ان خاتمي اعتبر ان المجلس ليس مؤهلاً لأداء دور الحكم، معتبراً ان الحل يكمن في «تعيين هيئة منصفة وحيادية وشجاعة تكون محل ثقة خصوصاً لدى المعترضين والقبول بحكمها المنصف».
ونفت مصادر موسوي ان يكون شارك في تظاهرات السبت 220671a.jpg الماضي، وأن يكون تحدث عن «الشهادة» امام انصاره. وأكد المرشح الإصلاحي انه «ليس ضد النظام الإسلامي وقوانينه، ولكننا ضد الأكاذيب والانحرافات ونريد فقط الإصلاح «، فيما دعا رجل الدين المعارض آية الله حسين علي منتظري الى الحداد العام لثلاثة أيام اعتبارا من الاربعاء، بعد سقوط قتلى خلال الاحتجاجات.
واستعادت شوارع طهران هدوءاً مشوبا بالترقب امس، بعد مقتل 10 اشخاص على الأقل وجرح اكثر من 100، في الصدامات التي شهدتها العاصمة السبت الماضي، في ظل قيود اضافية على وسائل الاعلام المحلية والغربية حالت دون وصول معلومات تفصيلية عن الاوضاع.
وافادت شبكة «برس تي في» الإيرانية ان السلطات اطلقت اربعة من افراد اسرة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني بعد اعتقالهم ليل السبت – الأحد خلال «تظاهرات غير قانونية».
وأوضحت القناة ان فايزة هاشمي ابنة رفسنجاني، والتي اعتقلت مع هؤلاء، اطلقت لاحقا.
واتهمت الشرطة الإيرانية «عملاء منظمة مجاهدين خلق الذي تسللوا» الى صفوف المتظاهرين، بالتسبب في سقوط الضحايا، فيما اعلنت وزارة الاستخبارات اعتقال عدد من اعضاء المنظمة الإيرانية المعارضة في المنفى، «الذين تدربوا في معسكر أشرف في العراق ودخلوا ايران للقيام بأعمال ارهابية».
وكان لافتاً امس، الهجوم اللاذع الذي شنته ايران على بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، متهمة اياها بالتدخل في شؤونها الداخلية. واعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي امام اعضاء السلك الديبلوماسي، ان لندن «تآمرت على الانتخابات الرئاسية منذ اكثر سنتين» عبر عملاء لها في الأراضي الإيرانية.
كما وصف متقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ «القزم»، فيما نقلت وكالة انباء «مهر» عن لاريجاني تحذيره تلك الدول من ان طهران قد تُضطر الى «الرد عليهم في ساحات أخرى». لكن لندن نفت الاتهامات الإيرانية، معتبرة ان «تحميل الأجانب» مسؤولية الخلافات الداخلية «لا يمكن قبوله».
وفي واشنطن، حضّ الرئيس الأميركي باراك اوباما طهران على وقف «اعمال العنف والظلم ضد شعبها».
وأمهلت طهران مراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» 24 ساعة 220670a.jpg لمغادرة اراضيها، بسبب «دعمه مثيري الشغب»، فيما وصف الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقوي إذاعة صوت اميركا الممولة من الكونغرس الأميركي و»بي بي سي» بأنهما «مركز قيادة اعمال الشغب». كما أعلنت منظمة «مراسلون بلا حدود» ان ايران باتت «أول سجن في العالم للصحافيين»، مشيرة الى احتجاز 33 صحافياً ومعارضاً ناشطاً على الإنترنت.
على صعيد آخر، افادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية بأن القوات الجوية الإيرانية ستبدأ اليوم مناورات في الخليج وبحر عمان، لرفع «قدراتها في مجال العمليات والدعم».
وأوضحت الوكالة: «ستشارك في هذه المناورات مقاتلات تحلق لمسافات طويلة تصل الى نحو 3600 كيلومتر، مع اعادة التزود بالوقود جواً». وأضافت: «ستكون هناك ايضاً طائرات تحلق على ارتفاعات منخفضة فوق مياه الخليج وبحر عمان، الى جانب مقاتلات ايرانية تصل لمسافات تزيد عن 700 كيلومتر».
السلطات الايرانية تحتوي حركة الاحتجاج
قامت السلطات الايرانية باحتواء حركة التظاهر في العاصمة طهران من خلال نشر آلاف رجال الامن في الشوارع بعد اسبوع من التظاهرات التي تحولت في بعض الاحيان الى مواجهات كان آخرها اعلان التلفزيون الرسمي الإيراني عن مقتل 10 أشخاص خلال اشتباكات بين عناصر الشرطة و”إرهابيين” في احتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد مؤخرا وفاز بموجبها الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد.
وافاد شهود عيان ان يوم الاحد لم يشهد اي تظاهرات وبخاصة بعدما تحدثت تقارير عن اعتقال عدد من القادة الميدانيين للتحرك المعارض.
وتابعت السلطات الايرانية حملتها على وسائل الاعلام اذ طلبت من مراسل بي بي سي جون لاين من مغادرة البلاد، مشيرة الى ان مكتب بي بي سي يمكن ان يتابع عمله.
وبمقتل المتظاهرين العشرة يوم السبت، يكون عدد من سقطوا في الاشتباكات الأخيرة بين المحتجين وعناصر الأمن والشرطة الإيرانية قد ارتفع إلى 17 شخصا.
إلاَّ أن التلفزيون الإيراني نفى صحة الأنباء التي تحدثت عن وقوع قتلى في مسجد بطهران أُضرمت فيه النيران خلال احتجاجات يوم أمس السبت.
اعتقال ابنة رفسنجاني
لقد جدَّد الرئيس خلال الاجتماع مخاوفه بشأن أعمال العنف والإجراءات غير العادلة التي تُتَّخذ ضد الشعب الإيراني
مسؤول في البيت الأبيض
كما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن السلطات ألقت القبض خلال الاشتباكات على أفراد من عائلة علي اكبر هاشمي رفسنجاني، الذي يرأس مجلسي الخبراء وتشخيص مصلحة النظام، وهو من أبرز المعارضين للرئيس أحمدي نجاد.
وذكرت التقارير أن الحكومة الإيرانية أعلنت اليوم الأحد أن من بين المعتقلين الابنة الكبرى لرفسنجاني، فايزة البالغة من العمر 46 عاما، بالإضافة إلى أربعة آخرين من أفراد العائلة.
واعتبر المراقبون أن اعتقال أفراد من عائلة أحد أقوى أركان الحكم في إيران يُعدُّ مؤشرا على ازدياد حدة الشرخ الذي أحدثه الخلاف بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية بين طبقة رجال الدين الحاكمة في البلاد.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مير حسين موسوي، المرشح الخاسر في الانتخابات والذي كان المنافس الأبرز لنجاد، إدانته “للاعتقالات الجماعية” لأنصاره.
أوباما قلق
تلقت إيران تحذيرات دولية عدة من مغبة المضي بسياسة قمع المتظاهرين
في غضون ذلك، عبَّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قلقه حيال “أعمال العنف والإجراءات غير العادلة” التي اتُّخذت بحق المتظاهرين في إيران.
ففي ختام لقاء مع مستشاريه اليوم الأحد أطلعوه خلاله على آخر المستجدات المتعلقة بالأحداث المتسارعة والوضع العام في إيران، أرسل مسؤول في البيت الأبيض رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة رويترز للأنباء جاء فيها:
“لقد جدَّد الرئيس خلال الاجتماع مخاوفه بشأن أعمال العنف والإجراءات غير العادلة التي تُتَّخذ ضد الشعب الإيراني.”
من جهته، قال رجل الدين الإيراني المعارض، آية الله حسين علي منتظري، “إن مجابهة مطالب الشعب أمر محرم دينياً”.
إن رجال الشرطة سوف يواجهون بحزم أي أعمال شغب جديدة
من رسالة قائد الشرطة الإيرانية، الجنرال إسماعيل أحمدي، إلى المرشح المهزوم مير حسين موسوي
ففي بيان على موقعه على الإنترنت، دعا منتظري، الخاضع للإقامة الجبرية منذ سنوات، إلى الحداد ثلاثة أيام “على أرواح القتلى الذين سقطوا في المظاهرات الأخيرة في إيران”.
نقطة عسكرية
كما قالت محطة برس تي في الرسمية الإيرانية الناطقة بالإنجليزية إن “مثيري الشغب” قد أضرموا النيران في محطتين للوقود وهاجموا نقطة عسكرية.
وقال وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، إنه تم اعتقال من وصفهما “اثنين من المخربين” ينتمون لجماعة مجاهدي خلق المعارضة تلقيا تدريبات في العراق بهدف زعزعة استقرار إيران، وأضاف أن العقل المدبر وراء هذه العملية يقيم في لندن.
من جانبها، وصفت منظمة مجاهدي خلق الاتهامات الإيرانية بأنها “خبر مفبرك” و”مهازل مقززة”.
ونفت المنظمة في بيان لها أن يكون بعض أعضائها متورطين في خطط لتفجير مواقع إيرانية، أو أن تكون السلطات الإيرانية اعتقلت أي من منتسبيها.
ذخيرة وهراوات
كما حذر الجنرال إسماعيل أحمدي، قائد الشرطة الإيرانية، من أن عناصره ستتصدى بحسم لأي أعمال شغب ذات علاقة بالاحتجاجات التي ينفذها متظاهرون بسبب نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسة ثانية.
ونشرت صحف إيرانية نص رسالة قالت إن الجنرال أحمدي قد وجهها إلى المرشح المهزوم، مير حسين موسوي، وقال فيها: “إن رجال الشرطة سوف يواجهون بحزم أي أعمال شغب جديدة”.
وأضافت الرسالة بالقول: “إن الأوامر التي تلقتها الشرطة حتى الآن تمثلت بضبط النفس تجاه المحتجين، لكن هذه السياسة لن تستمر إذا ما تواصلت الاحتجاجات”.

إن منع الناس من التعبير عن مطالبهم عبر أساليب سلمية له عواقب خطيرة على البلاد
خاتمي يحذر
أمَّا الرئيس الايراني السابق، محمد خاتمي، فقد حذَّر المؤسسة الحاكمة من خطورة تداعيات منع المظاهرات الاحتجاجية على نتائج الانتخابات.
وأشار خاتمي في تصريح لوكالة مهر شبه الرسمية بقوله: “إن منع الناس من التعبير عن مطالبهم عبر أساليب سلمية له عواقب خطيرة على البلاد”.
وقال خاتمي، ذو التوجه الإصلاحي، إن تحويل القضية لمجلس تشخيص مصلحة النظام لن يقدم حلاَّ للخلاف.
يُشار إلى أن المرشح الرئاسي الإصلاحي، مير حسين موسوي، كان قد تقدَّم بطعن رسمي بنتائج الانتخابات وطالب بإعادتها.
وكانت نتائج الانتخابات الرئاسية، كما أعلنتها وزارة الداخلية، قد منحت أحمدي نجاد 63 بالمائة من أصوات الناخبين، في حين أعطت موسوي 34 بالمائة
البي بي سي

إيران: السلطات تعتقل صحفياً بـ”نيوزويك” وتطرد مراسل BBC

طهران تتهم وسائل إعلام غربية بالتحريض على الشغب
طهران، إيران (CNN)– ألقت قوات الأمن الإيرانية القبض على مراسل مجلة “نيوزويك”، ويحمل الجنسية الكندية، دون أن توجه إليه أية اتهامات، بحسب ما ذكرت المجلة الأمريكية، في الوقت الذي منحت فيه مراسل هيئة الإذاعة البريطانية BBC مهلة 24 ساعة لمغادرة البلاد.
وذكرت مجلة “نيوزويك” أن الصحفي مزيار بهاري، والذي يقيم في طهران ويغطي أخبار الجمهورية الإيرانية منذ ما يقرب من عشر سنوات، تعرض للاعتقال في وقت مبكر من صباح الأحد، ثم انقطعت أخباره منذ ذلك الحين.
24 ساعة أمام مراسل BBC لمغادرة طهران
وفي وقت سابق الأحد، ذكرت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء، السلطات الإيرانية منحت مراسل هيئة الإذاعة البريطانية BBC في طهران، جون لين، مهلة 24 ساعة لمغادرة البلاد.
وقالت الوكالة الإيرانية إنه “يتوجب على جون لين أن يغادر الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال 24 ساعة، على خلفية اتهامات بإرسال أخبار وتقارير ملفقة، وتجاهله للحياد في الأخبار، ودعمه للشغب، والاعتداء على حقوق الشعب الإيراني.”
وفي لندن، أكدت هيئة الإذاعة البريطانية نبأ طرد مراسلها من طهران، وقالت في بيان مقتضب: “للأسف، نؤكد أن السلطات الإيرانية طلبت من جون لين مراسل BBC الدائم في طهران مغادرة البلاد”، دون أن تذكر أسباب ذلك القرار، إلا أن البيان أشار إلى أن “مكتب BBC ما زال مفتوحاً.”
وفي محاولة لتبرير قرار السلطات الإيرانية بطرد جون لين، ذكر متحدث باسم الخارجية الإيرانية أن “شبكات مثل صوت أمريكا وBBC ليست شبكات خاصة، وإنما يتم الموافقة على ميزانياتها في الكونغرس والبرلمان البريطاني، وبالتالي فهي تعبر عن دبلوماسية بلادها.”
كما أضاف المصدر نفسه قائلاً: “وهذه الشبكات تعمل على إثارة القلاقل والخلافات في إيران، ومنها تنطلق أعمال الشغب”، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية.
استمرار إغلاق مكتب “العربية” لأجل غير مسمى
إلى ذلك، أعلنت قناة “العربية” الأحد أن السلطات الإيرانية مددت مهلة إغلاق مكتبها “حتى إشعار آخر”، بعدما اتهمتها بـ”بث أخبار ليست بالضرورة عادلة بوجهة نظرها، كما طالبت قناتنا بعدم بث أخبار عن إيران”، وفقاً لما ذكر الموقع الرسمي للعربية على الانترنت.
وأعلن نبيل الخطيب، رئيس تحرير العربية، أن مراسل المحطة، ضياء الناصري، تبلغ بهذا القرار من وزارة الإعلام الأحد، وأوضح أن “العربية في دبي لا تلتزم بما طلب من مكتب العربية في طهران الالتزام به”، وندد بما أسماه “حملة حشد موقف عدائي على مدى الأسبوع، ضد العربية في وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.”
ومنعت السلطات الإيرانية المراسلين الأجانب من تغطية المواجهات الحاصلة في شوارع طهران، كما قامت بإغلاق بعض المواقع الإلكترونية مثل “تويتر” وبعض مواقع الشبكات الإخبارية، مما جعل نقل المعلومات خارج إيران أمراً صعباً.

إيران تلوح بمحاكمة موسوي
كشف سياسي إيراني رفيع أن طهران تستعد لمقاضاة المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي، في حين تحدثت تقارير إعلامية عن تفريق الشرطة بالقوة مظاهرة جديدة للإصلاحيين اليوم في العاصمة الإيرانية.
ونسبت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إلى رئيس اللجنة القضائية في البرلمان الإيراني علي شاهروخي قوله إن الأمور جاهزة لملاحقة موسوي بسبب ما أسماه “تحركه ضد الأمن القومي الإيراني”، وذلك لأنه يدعو إلى الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 12 يونيو/حزيران الجاري.
وأضاف شاهروخي أن “دعوة موسوي إلى احتجاجات غير قانونية وإصداره بيانات مستفزة كانا مصدر الاضطرابات الأخيرة في إيران”، مؤكدا أن “مثل هذه الأعمال الإجرامية يتعين مواجهتها بحسم”.
تدخل أمني
ومن جهة أخرى ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الشرطة الإيرانية استخدمت القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين من أنصار موسوي تجمعوا اليوم في ميدان وسط طهران.
ومن جهته قال مراسل الجزيرة إن السلطات الإيرانية اعتقلت عددا من المتظاهرين الذين خرجوا بعد ظهر الاثنين للاحتجاج والتضامن مع قتلى الاضطرابات التي شهدتها البلاد منذ إعلان النتائج الأولية للاقتراع الأسبوع الماضي.
ويأتي ذلك بعد أن هدد الحرس الثوري الإيراني -الذي يعد بمثابة الحامي لنظام ولاية الفقيه في إيران- بالتصدي “بطريقة ثورية” لأي احتجاجات ضد نتائج الانتخابات، التي أعلنت الداخلية الإيرانية أن الرئيس محمود أحمدي نجاد فاز فيها بنسبة قاربت 63% وبفارق 11 مليون صوت عن أقرب منافسيه وهو موسوي.
وقد نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم إن نحو ألف من أنصار موسوي تجمعوا في ميدان وسط العاصمة، وذلك بعد أن دعا موقع على الإنترنت مقرب من المرشح الإصلاحي المواطنين إلى حمل شموع سوداء بأشرطة خضراء تضامنا مع قتلى الاحتجاجات الأخيرة.
وكان التلفزيون الإيراني قد نقل في وقت سابق اليوم عن مكتب المدعي العام في طهران قوله إن “مخربين مجهولين” فتحوا النار وقتلوا أشخاصا في أحداث العنف التي شهدتها العاصمة أول أمس السبت.
وذكرت مصادر إعلامية حكومية الأحد أن ما لا يقل عن 11 شخصا قتلوا خلال مصادمات وقعت السبت مع الشرطة، التي أعلنت في بيان رسمي لها الاثنين أن عدد المعتقلين في مظاهرات السبت بلغ 475 شخصا، وأن أربعين من عناصر الشرطة أصيبوا في المواجهات.
احتجاجات غربية
وما زالت الاحتجاجات الغربية على تداعيات نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية مستمرة، حيث طالب الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، القيادة الإيرانية بإعادة فرز جميع الأصوات. وأعرب عن “تضامنه مع المتظاهرين المسالمين في إيران”، وانتقد تعامل سلطات الأمن معهم.
كما طلبت الحكومة الألمانية من السفير الإيراني ببرلين توضيح تصريحات إيرانية حول العلاقات المستقبلية بين البلدين. وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية إن حكومتي باريس ولندن أيضا ستطلبان “التوضيح” من سفيري إيران في البلدين.
وفي السياق نفسه أعلنت إيطاليا أنها مستعدة لفتح سفارتها في طهران لاستقبال جرحى الاحتجاجات، وذلك بالتنسيق مع باقي الدول الأوروبية.
كما نصحت لندن رعاياها بعدم السفر إلى طهران إلا في الحالات الضرورية، وبدأت إجلاء أسر دبلوماسييها من إيران، وبدوره دعا الاتحاد الأوروبي لاستدعاء ممثلي إيران لدى العواصم الأوروبية لإبلاغهم “الاستياء الشديد” مما أسماه عنف ما بعد الانتخابات.
وبدوره طالب وزير الخارجية السويدي كارل بيلت إيران بالكشف عن الملابسات المحيطة بهذه الانتخابات، وقال إن “إثبات مصداقية العملية السياسية في يد طهران”.
ودعا بيلت إلى “احترام حق التظاهر السلمي المنصوص عليه في الدستور الإيراني”، مؤكدا أنه “لا يمكن التسامح في أي دولة مع استخدام العنف الدموي ضد متظاهرين مسالمين”.
مراجعة العلاقات
وفي طهران دعت لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشورى  الإيراني (البرلمان) وزارة الخارجية الاثنين إلى إعادة النظر في العلاقات مع بريطانيا على خلفية تدخلها بالشؤون الداخلية الإيرانية.
ونقل عن المتحدث باسم اللجنة كاظم جلالي قوله في تصريح رسمي إن “لدى أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية انتقادات حقيقية تجاه موقف بريطانيا، ويطلبون من وزارة الخارجية إعادة النظر في علاقاتها مع هذا البلد”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية قد لوح في وقت سابق الاثنين باحتمال طرد بعض السفراء الغربيين من الأراضي الإيرانية على خلفية تصريحات مسؤولين في بلدانهم بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وهو ما اعتبرته طهران تدخلا في شؤونها الداخلية.

الفيديو” الذي هز العالم وصار وقودا للمعارضة الإيرانية
ندا سلطان تقود ثورة الإصلاحيين من قبرها المجهول في طهران
دبي – محمد عبيد
قامت قوات مكافحة الشغب الإيرانية بتفريق مظاهرة نظمتها المعارضة في ساحة “هفت تير” في وسط طهران إحياء لذكرى الفتاة الإيرانية ندا أغا سلطان التي قتلت برصاصة في صدرها، بالهراوات والغازات المسيلة للدموع.
وانتهت المظاهرة التي تناقل الإيرانيون دعوة للمشاركة فيها عبر موقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت “تويتر”، وضمت نحو ألف من أنصار موسوي، بعد حوالي ساعتين على بدئها.
وكان حوالي 500 عنصر من شرطة مكافحة الشغب وميليشيا الباسيج انتشروا في ساحة هفت تير، التي ظلت مفتوحة امام حركة السير.
وحول الاصلاحيون الايرانيون مقتل “ندا” الفتاة ذات السبعة وعشرين ربيعا، والتي لا يزال قبرها مجهولا، إلى رمز لحركة الاحتجاج التي اندلعت عقب اعلان فوز الرئيس محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي يطعنون فيها بالتزوير.
تناقلت مواقع الانترنت اللقطات التي سجلتها كاميرا هاتف محمول للحظات اغتيال “ندا” برصاصة وجهها رجل من الباسيج مباشرة إلى صدرها، بينما كانت تقف رفقة والدها على جانب من إحدى الطرق في العاصمة “طهران” تراقب الاحتجاجات والمظاهرات.
وتتضمن اللقطات تفاصيل لحظة قتل ندا أغا سلطان من البداية إلى النهاية يوم 20 يونيو/حزيران الحالي عندما كانت تقف بجانب معلمة الموسيقى تشارك في مسيرة احتجاجية في طريق كارجار بمدينة طهران.
وتظهر لقطة فيديو غير معروف تاريخ التقاطها، الفتاة ندا لحظة تلقيها الرصاصة في صدرها، وقد حملت هذه اللقطة على موقعي فيس بوك واليوتيوب، ثم انتشرت بسرعة عبر كثير من مواقع الشبكة العنكبوتية.
وصاحبت اللقطة رسالة من شخص مجهول يقول إنه كان حاضرا عندما تم التقاطها. في الساعة السابعة و5 دقائق من مساء 20 يونيو/حزيران في طريق كارجار، وفي ركن يقطع شارعي خسرافي وصالحي، كانت الفتاة الصغيرة “ندا” تقف بجانب والدها، عندما استهدفها رجل “الباسيج” – قوات التعبئة – من سطح أحد المنازل.
ويقول الرجل الذي تضمن الفيديو رسالته “الواضح أن القاتل استهدف توجيه رصاصته لقلبها مباشرة، ومن ثم لا يمكن أن يكون قد أخطأ هدفه. أنا طبيب ولذلك اندفعت بسرعة إليها في محاولة لانقاذها، ولكن دون جدوى لأن الرصاصة اخترقت بعمق صدرها، فماتت خلال دقيقتين.
ويضيف: هذه اللقطة أخذها صديق لي كان يقف بجانبي، قائلا: من فضلك دع العالم يعرف عن هذه الضحية.
لم يذكر الاعلام الحكومي الايراني شيئا عن مقتل ندا، لكنها صارت خبرا في الاعلام العالمي، وعرضت قنوات فضائية لقطة الفيديو عدة مرات والدم ينزف من فمها وأنفها.
واستخدمت صورة ندا أغا سلطان المولودة عام 1982 في تظاهرات نظمت الأحد 21-6-2009 في عدد من المدن مثل لوس انجليس واسطنبول، وكتب تحتها “هذه هي الديمقراطية الاسلامية”.
وفي حين لم يتسن التأكد من هوية الفتاة وعمرها من مصادر مستقلة، فإن الايرانيين الاصلاحيين حولوها إلى أغنية فلكلورية لما يقولون إنها قصة لثورة ولأبرياء قتلوا في سبيلها.
وبينما تحظر السلطات الايرانية على وسائل الاعلام الأجنبية نقل أخبار المظاهرات والمواجهات الدامية، فإنها لم تستطع عزل ايران عن العالم، إذ صارت لقطة من كاميرا هاتف محمول قادرة على اختراق السياج الحديدية والوصول إلى أقصى مكان من العالم في جزء من الثانية عبر تويتر وفيس بوك واليوتيوب ومواقع أخرى.
ويحكي أشخاص يقولون إنهم ايرانيون قصصا مصورة لما يحدث في بلادهم، وذلك عبر مقاطع فيديو مصحوبة بموسيقى وصور فوتوغرافية وشعارات وطنية، حتى يتابع العالم ما يقومون به وما يواجهونه.

الشرطة الايرانية تستخدم الغازات المسيلة للدموع والمتظاهرون يتحدون الحرس الثوري
©اف ب – علي نازانين
طهران (ا ف ب) – – افاد شهود عيان ان شرطة مكافحة الشغب الايرانية استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق تظاهرة للمعارضة في طهران الاثنين، حيث تحدى المتظاهرون تحذيرات الحرس الثوري بالتصدي لتحركاتهم الاحتجاجية على نتائج الانتخابات.
وقال احد شهود العيان ان رجال الشرطة الذين كانوا يضعون الخوذات ويحملون الهراوات، استخدموا الغازات المسيلة للدموع واعتقلوا ما يصل الى 60 شخصا فيما تجمع حوالي الف شخص في ساحة هفت تير منطقة التسوق المعروفة وسط طهران.
وكان الحرس الثوري الايراني، الجيش العقائدي للنظام في الجمهورية الاسلامية، هدد الاثنين المتظاهرين بانهم سيواجهون ردا “حاسما وثوريا” من جانبه، اذا ما واصلوا تحركهم.
وجاء هذا التحذير بعد ان ذكرت الاذاعة الرسمية ان 457 شخصا على الاقل اعتقلوا اثر الصدامات التي شهدتها شوارع طهران السبت وادت الى مقتل عشرة اشخاص ليرتفع عدد القتلى منذ اندلاع الاضطرابات الى 17 شخصا.
وقال الحرس الثوري في بيان نقلته وكالة مهر للانباء انه يدين بشدة “المسار غير الشرعي” الذي سلكته “العناصر المضللة” وطالب بوضع حد “للمؤامرة واعمال الشغب … والا فليتوقعوا مواجهة حاسمة وثورية من ابناء الامة الايرانية في الحرس، والباسيج وغيرها من قوات الشرطة والامن لوضع حد للتمرد واعمال الشغب”.
ومنذ اندلاع الاضطرابات تتصدى قوات الامن الايرانية للتظاهرات، وتم اعتقال المئات من المتظاهرين والاصلاحيين البارزين والصحافيين والمحللين.
وتتناقل مواقع الانترنت مشاهد لاعمال عنف وحشية في طهران. وشاهد مئات آلاف الاشخاص على الانترنت فيديو يجسد لقطة لمصرع شابة اسمها “ندا” قتلت اثر اصابتها برصاصة في طهران. وتمت الدعوة لتظاهرة الاثنين للتنديد بمقتل هذه الشابة.
وحظر على الاعلام الاجنبي تغطية التظاهرات وطلب من المراسلين عدم النزول الى الشارع. غير ان الايرانيين عمدوا الى استخدام مواقع تواصل اجتماعي مثل تويتر لايصال الانباء الى العالم الخارجي.
من جانبه اعلن زعيم المعارضة مير حسين موسوي ان الاحتجاج على التزوير الانتخابي حق، داعيا انصاره في الوقت نفسه الى “ضبط النفس” لتجنب المزيد من اراقة الدماء.
واقر مجلس صيانة الدستور المكلف الاشراف على الانتخابات الرئاسية بوجود مخالفات في الانتخابات التي جرت في 12 حزيران/يونيو لكنه اصر على ان ذلك لن يكون له “تاثير مهم” على النتيجة النهائية، فيما تطالب المعارضة باجراء انتخابات جديدة وليس باعادة فرز للاصوات.
وكان المجلس الذي يضم 12 عضوا، ابدى سابقا استعداده لاعادة فرز جزئية للاصوات، وقال الاثنين ان عدد الاصوات في خمسين من 366 اقليما فاق عدد الناخبين المحتملين.
وقدم موسوي ومرشحان آخران هزما في الانتخابات، طعونا وقالوا ان عدد الاصوات فاق عدد الناخبين في 170 دائرة وذكروا 646 مخالفة.
لكن المتحدث عباس علي كدخدائي قال انه “لم يكن هناك مخالفات واصر على ان اي اعادة فرز “لن تغير كثيرا من نتيجة الاقتراع”.
وذكر مركز الابحاث “تشاتام هاوس” البريطاني ان نتائج الانتخابات اظهرت “نقاط خلل” في نسبة المشاركين وتبدل “مستبعد للغاية” في توجه الناخبين الاصلاحيين السابقين لصالح احمدي نجاد.
واعلن فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية من اربع سنوات بعد حصوله على 63 بالمئة من الاصوات.
كما اعربت شخصيات رفيعة ايرانية مثل رئيس البرلمان علي لاريجاني، احد المنافسين السياسيين لاحمدي نجاد، عن قلق حيال التصويت.
وكتب موسوي على موقع صحيفته “كلمه” على الانترنت ” الاحتجاج على الكذب والتزوير حق لكم. احتفظوا بالامل في الحصول على حقوقكم ولا تسمحوا للذين يسعون لاغضابكم ان ينجحوا”.
وعبر قادة دول العالم عن قلقهم المتزايد حيال الاضطرابات التي هزت اركان النظام الاسلامي واثارت مخاوف بالنسبة لمستقبل ايران، رابع اكبر دولة منتجة للنفط في العالم.
في حين صعد القادة الايرانيون اللهجة ضد “تدخل” الغرب وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا واتهموا وسائل اعلام اجنبية تواجه اساسا قيودا على عملها، بتأجيج الاضطرابات.
في المقابل نصحت وزارتا الخارجية البريطانية والايطالية المواطنين بعدم السفر الى ايران الا في حال الضرورة.
ورفض وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند “الفكرة القائلة بان هناك دولا اجنبية تسعى الى التأثير على المتظاهرين أو تحريكهم”. وندد بما قال انه سعي ايران لتحويل الاضطرابات الناجمة عن الانتخابات الى “معركة” مع العالم الخارجي.
كما اعتبر الاتحاد الاوروبي الاتهامات التي صدرت عن “بعض السلطات الايرانية” الى دول اوروبية بالتدخل في الانتخابات الايرانية “غير مقبولة ولا اساس لها”.
من جانبها دعت روسيا الاثنين السلطات الايرانية الى تسوية “الخلافات” مع المعارضة “بما يتفق مع الدستور” وقالت الخارجية الروسية في بيان “تجب تسوية الخلافات التي ظهرت اثر الانتخابات بما يتفق تماما مع الدستور والتشريع” الايراني.
بورس/غد/هان

كيف يغطي إعلام أمريكا احتجاجات إيران ؟
تقرير واشنطن – محمد الجوهري
أدت الملابسات التي أحاطت بإعلان نتائج انتخابات الإيرانية الرئاسية، وما تمخضت عنه من فوز ساحق حققه الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، إلى اندلاع موجة من الاحتجاجات والعنف الذي لم يشهد مثلها الشارع الإيراني منذ اندلاع الثورة الإيرانية، حيث اعتبرت المعارضة وعلى رأسها المنافس الرئيس مير حسين موسوي أنه قد تم تزوير إرادة الناخبين الإيرانيين، وطالبوا برفض نتائج هذه الانتخابات وإعادتها من جديد، لما شابها من مخالفات كثيرة.
ونظرًا للأهمية الكبيرة التي تمثلها هذه الانتخابات وما ستسفر عنه من نتائج بالنسبة للولايات المتحدة وتعاملها مع إيران خلال المرحلة القادمة، فيما يتعلق بالملفات الشائكة بين الجانبين وعلى رأسها الملف النووي، أولت وسائل الإعلام الأمريكية خلال الأسبوع المنصرم مساحة هامة لتغطية الأحداث التي شهدها الشارع الإيراني، وكيف يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تتعامل مع هذه الأحداث؟
حذر أوباما لن يجدي
فمن جانبه أكد جورج ستفانوبولوس George Stephanopoulos في برنامجه “This Week” – الذي يذاع على شبكة ABC – أن الإدارة الأمريكية في تعليقها على نتائج الانتخابات الإيرانية، وما تبعها من أعمال شغب واحتجاجات، قد اختارت ألفاظها بحذر شديد، وفي هذا السياق استضاف البرنامج حاكم ولاية ماساشوسيتس Massachusetts والمتنافس السابق على بطاقة الحزب الجمهوري لمنصب الرئاسة مت رومني Mitt Romney، والذي أكد أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه إيران في ظل الإدارة الجديدة برئاسة باراك أوباما قد تغير بشكل كبير.
وفي هذا السياق أكد رومني Romney أن التعليقات التي صدرت عن الإدارة الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية حول وجود نقاشٍ جادٍّ حول إيران تعبر عن اتجاه سياسي خاطئ من جانبها، فما حدث أن الانتخابات الرئاسية قد تم تزويرها هناك، والنتائج كانت غير دقيقة، ولم يكتف النظام الإيراني بهذه الأمور، بل إنه عمل على قمع التظاهرات والاحتجاجات التي انطلقت في الشارع بصورة لم يشهدها الإيرانيون منذ فترة كبيرة، ومن ثم كان على الرئيس الأمريكي بدلاً من هذه الدبلوماسية التي ظهرت في تصريحاته، وإعلانه عدم رغبته في التدخل في الشأن الداخلي الإيراني، أن يكون حاسمًا في التأكيد على أن النظام الأوتوقراطي في إيران قد ارتكب أخطاء كثيرة في الانتخابات.
ويلفت رومني Romney الانتباه إلى السياسات التي انتهجها أوباما منذ مجيئه إلى السلطة تجاه عديدٍ من الملفات الدولية الشائكة، أثبتت أنها سياسة غير مجدية بالمرة، فكوريا الشمالية ما زالت ماضية في تحديها للمجتمع الدولي، وإيران تتحرك بقوة صوب إنتاج السلاح النووي، كما أن اعتذارات أوباما المتعددة للأوروبيين لم تدفع أيًّا من الدول الأوروبية إلى تقديم مزيد من الدعم العسكري للعمليات الجارية في أفغانستان. ومن ثم يخلص إلى أن الكلام المعسول وانتقاد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية في عهد سلفه بوش، لن يؤدي إلى نشر الحرية في العالم.
وردًّا على هذه الانتقادات التي وجهها رومني Romney لسياسية أوباما الخارجية ذكر ستفانوبولوس Stephanopoulos أن هناك بعض الآراء التي أكدت أن هذه السياسة التي اتبعها أوباما كانت أحد الأسباب الأساسية في هزيمة حزب الله في الانتخابات التشريعية اللبنانية الأخيرة، وأنها أيضًا كانت أحد الأسباب المهمة في اندلاع الأحداث التي شهدها الشارع الإيراني مؤخرًا، كأحد أشكال الاحتجاج ليس فقط على نتائج الانتخابات الرئاسية، ولكن أيضًا رفض للسياسات التي انتهجها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على مدار الفترة الماضية.
أوباما يضحي بالأمن القومي الأمريكي
وعلى هذا الصعيد لفت الحاكم الجمهوري الانتباه إلى أنه لا يستطيع أن يعرف الأسباب الحقيقة وراء ثورة الشارع الإيراني، وما إذا كانت هذه التحركات بمثابة تعبير عن رغبة الشعب الإيراني في رؤية قيادة جديدة للبلاد، ولكن المهم بالنسبة في هذا الإطار كما يشير – رومني Romney – هي النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات ــ حتى الآن ــ وهي فوز الرئيس أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية، فهذه النتيجة تشير إلى أن إيران ما تزال مصرة على المضي قدمًا في تنفيذ برنامجها النووية وسياستها الخارجية المناوئة لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن ثم فإن ما طرحه الرئيس أوباما من سياسات – كما يؤكد رومني Romney – قد تكون قوبلت بارتياح في الدخل الإيراني، إلا أنها أثارت كثيرًا من القلق في إسرائيل والعالم أجمع، لأن هذه السياسات تعبر عن تحول كبير في الوعود الانتخابية التي قطعها أوباما على نفسها أثناء حملته الانتخابية، وهنا أشار رومني Romney إلى خطاب أوباما أمام لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية الإيباك AIPAC، حينما أكد أنه سيبذل قصارى جهده لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، ولكنه بعد ذلك ذهب إلى القاهرة وقال في خطابه لا ينبغي على أي دولة بمفردها أن تمنع دولة أخرى من حقها في امتلاك السلاح النووي، وهذا تغيير كبير وخطير الدلالة من وجهة نظر رومني Romney، وإذا كانت هذه الكلمات قد قوبلت بالترحاب في كثيرٍ من العواصم العربية والعالمية والدولة الفارسية، إلا أنها تعبر عن خطأ كبير ارتكبته الولايات المتحدة الأمريكية، يحمل في طياته كثيرًا من التهديدات للأمن القومي الأمريكي والأمن العالمي.
ولكن ستفانوبولوس Stephanopoulos أيضًا عارض رومني Romney في هذا الطرح، وأكد أن الإدارة الأمريكية أكدت أن من حق إيران أن تمتلك الطاقة النووية في ظل الضمانات والإجراءات التي تفرضها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة منع الانتشار النووي NPT وليس السلاح النووي، إلا أن رومني Romney أكد أن الرئيس أحمدي نجاد ليس هو الوحيد الذي يطالب ويؤكد على حق إيران في امتلاك القوة النووية، ولكن الجميع داخل إيران يرددون هذه المطالبات، بداية من المرشد الأعلى للثورة وجميع المتنافسين على منصب الرئاسة، وفي هذا السياق أشار إلى أنه بالنظر إلى حق الدول في امتلاك التكنولوجيا النووية فإن هذا أمر لا يمكن إنكاره، ونصت عليه معاهدة منع الانتشار النووي، ولكن إيران تسعى إلى الحصول على التكنولوجيا النووية العسكرية مخالفة لتعهداتها والتزاماتها الدولية.
فوز نجاد في ميزان الشارع الإيراني
أما سوزان مالوني Suzanne Maloney الباحثة في مركز سابان Saban Center التابع لمؤسسة بروكينجز Brookings Institution البحثية ، فقد حاولت في مقال كتبته في صحيفة The Daily Beast الإجابة عن التساؤلات التي دارت حول إمكانية حدوث تزوير في نتائج الانتخابات الإيرانية الرئاسية من عدمه؟ والى أي مدى تم تزوير إرادة الناخب الإيراني؟
في البداية أكدت مالوني Maloney أن فوز احمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية مثّل مفاجئة وصدمة كبير، خاصة في ظل الإقبال الكبير الذي شهدته الانتخابات من جانب الناخبين الإيرانيين، هذا الإقبال الذي يضع الكثير من علامات الاستفهام حول رغبة ما يقرب من ثلثي الناخبين الإيرانيين في إعادة انتخاب نجاد لفترة رئاسية ثانية، إذا وضعنا في الاعتبار فترة رئاسته الأولي، والتي لم تجلب على إيران وغالبية أفراد الشعب الإيراني – بكل المقاييس – إلا الكوارث، ومن ثم فإن حسم مسألة فوز احمدي نجاد ما تزال مفتوحة، في ظل الاحتجاجات التي شهدها الشارع الإيراني على مدار الأيام الماضية، لأن هناك الكثير من الشكوك التي تثار في هذا الشأن، نتيجة عدد من العوامل التي أشارت إليها مالوني Maloney في مقالتها.
فعلى المستوي الاقتصادي الذي يعتبر المحك الأول بين نجاد وغيره من المرشحين، فقد جاء انتخاب نجاد في ظل تضاعف معدل التضخم الاقتصادي، فضلا عن أن هناك الكثير من الشكوك التي تحوم حول طريقة إنفاق مليارات الدولارات من عوائد النفط هذا من ناحية، كما أن أحمدي نجاد لم يفعل كثيرًا من أجل تحسين جودة الحياة للإيرانيين، فعديدٌ من المكاسب التي حققها الإيرانيون في مجالات الحريات السياسية والاجتماعية في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، قد تم التراجع عن كثيرٍ منها هذا من ناحية ثانية، ومن ناحية ثالثة قام نجاد بدور إقليمي مناوئ، لم يجلب لإيران سوى زيادة الضغوط والعزلة الدولية عليها.
نتائج مزورة لانتخابات
ومن العوامل الأخرى التي ساقتها الباحثة هو أن 82% من الناخبين الآخرين وجدوا بأن هناك اختلافًا كبيرًا بين النتائج الرسمية التي أعلنت للانتخابات وسلوكهم التصويتي الفعلي، فالخريطة الانتخابية الإيرانية شهدت عديدًا من التغييرات في هذه الانتخابات، حيث شهدت إقبالاً كبيرًا من الشباب، الذين يحسبون على التيار الإصلاحي وينتمون للمناطق الحضرية في إيران، وقد كانت هذه الفئة معروفة تاريخيًّا بعدم انخراطها في السياسة مقارنة بهؤلاء المنتمين إلى التيارات المحافظة في الساحة السياسية الإيرانية.
وتضيف مالوني Maloney إلى أنه لو أخذنا العامل العرقي والجغرافي في الاعتبار فسوف تزيد علامات الاستفهام حول نتائج هذه الانتخابات، فالمرشح الإصلاحي والمنافس الرئيس لأحمدي نجاد مير حسين موسوي يتحدث اللغة الفارسية واللغة الأذرية بطلاقة شديدة، كما أن المرشح الإصلاحي الآخر مهدي كروبي ينتمي إلى منطقة لوري ستان Lorestan، ومن ثم فان الإيرانيين الذين ينتمون إلى هذه الأقليات وهذه المناطق الجغرافية سوف يصوتون لأيٍّ من المرشحين الإصلاحيين، ولكن النتائج الرسمية التي تم الإعلان عنها في هذه المناطق أوضحت فارقًا كبيرًا في نسبة التصويت لصالح الرئيس الإيراني الحالي نجاد. هذه العوامل دفعت مالوني Maloney إلى التأكيد على أن نتائج الانتخابات الإيرانية تم سرقتها وتزويرها بدون أي مبررات عقلانية منطقية.
وعلى صعيد مختلف لفتت مالوني Maloney الانتباه إلى أن الكرة الآن في ملعب الإصلاحيين، خاصة المنافس الرئيس لنجاد موسوي وغيره من أقطاب التيار الإصلاحي في إيران، فقد اعتبر هؤلاء أن الانتخابات شابها كثيرٌ من المخالفات، ومن ثم هل ستكون لديهم القدرة والجرأة على كشفها وعدم الخضوع للأمر الواقع، من خلال تشجيع أنصارهم على التظاهر والنزول إلى الشارع والاستمرار في الضغط حتى يصلوا إلى ما يصبون إليه، لان التاريخ السياسي الإيراني منذ اندلاع الثورة الإيرانية في عام 1979 يشير إلى أن كثيرًا من السياسيين الإيرانيين يترددون في مسألة النزول إلى الشارع والانخراط في الحركات الاحتجاجية الشعبية، من أجل تصعيد الضغوط السياسية على النظام، هذا فضلاً عن أن الأوضاع الداخلية في إيران الآن تسير في اتجاه عدم تطور هذه التحركات لتكون على مستوى أكبر، لأن كثيرًا من قوات الأمن الإيرانية هناك قد تم حشدها من أجل الاستعداد لمواجهة أي تصعيد من جانب الجماهير، كما أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أصدر تحذيرًا إلى الجماهير بعدم معارضة نتائج الانتخابات، علاوة على أن النظام الإيراني في الوقت الحالي مستعد لقمع أي تظاهرات أو حركات احتجاجية على المستوى الجزئي. أمريكا هي الخاسر الأكبر
وفي نهاية التحليل أكدت مالوني Maloney أن هذا الوضع الذي أسفرت عنه الانتخابات الإيرانية يمثل السيناريو الأسوأ بالنسبة لإدارة الرئيس باراك أوباما، فاستراتيجية أوباما في الحوار – في الأصل – لم تكن قادرة بأي حال من الأحوال على التنبؤ بشخصية الرئيس الإيراني القادم، والذي هو بدوره ليس القائد الفعلي للبلاد، وإنما المرشد الأعلى، ولكن كان فوز رئيس محسوب على التيار الإصلاحي كان من الممكن أن يوفر مزيدًا من الفرص لنجاح الحوار بين الدولتين.
ولكن مالوني Maloney أكدت أن ما شهده الشارع الإيراني مؤخرًا يؤكد أن الرئيس أحمدي نجاد لم يحظ بفوز انتخابي مقنع لكثيرٍ من أفراد الشعب الإيراني، مما يضع كثيرًا من الصعوبات والتحديات أمام مقاربة أوباما للتعامل مع إيران، حيث كان من الممكن – إذا كان نجاد قد حقق نصرًا انتخابيًّا مستحقًا غير معترض عليه من الإيرانيين – أن يتعامل مع حكومة إيرانية متماسكة، مما يزيد من فرصها في إمكانية الإقدام على إحداث تحولات جذرية في سياساتها وتقديم بعض التنازلات التاريخية.
ولكنها رأت أن الوضع اختلف كثيرًا في الوقت الراهن، فهذه الانقسامات التي شهدها الشارع الإيراني والساحة السياسية الإيرانية حول نجاح أحمدي نجاد، سوف تؤدي إلى وجود حكومة منقسمة غير موحدة، الأمر الذي سيدفع القائمين عليها إلى محاولة إثبات الشرعية للمؤسسات السياسية القائمة والسعي إلى استعادة السيطرة على زمام الأمور في البلاد، وهذا سوف يحد من حركة الدولة وقادة النظام الإيراني في مسألة تقديم تنازلات فيما يتعلق بالملفات الخلافية بين الجانبين خاصة البرنامج النووي ودعم الحركات الإرهابية، هذه الأوضاع تفرض على أوباما المضي قدمًا في سياساته، التي طرحها للتعامل مع إيران واضعًا في الاعتبار الانتصار الكبير الذي حققه نجاد حتى الآن في الانتخابات.
لماذا تهاجم إيران بريطانيا وتتغاضى عن أمريكا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة
(CNN) —
شهدت المدن الكبرى الإيرانية مظاهرات عارمة اعتراضا على نتائج الانتخابات الرئاسية بالبلاد، في الوقت الذي أعرب فيه كثير من الدول الغربية عن تحفظه على هذه النتائج، إلا أنه  لوحظ أن الحكومة الإيرانية قد تجنبت الهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية وصبت جام غضبها على حليفتها بريطانيا، مما دعا إلى عدد من التأويلات.
فرغم انتقادات مسؤولين إيرانيين لفرنسا وألمانيا، إلا ان مرشد الجمهورية الإسلامية خص بريطانيا دون غيرها بأنها “الشيطان الأصغر.”
فيرى الكاتب والمحلل السياسي في
CNN
، روبن أوكلي، أن هذه الأحجية ليست غامضة بالصورة المتخيلة، فالانتخابات التي فاز فيها الرئيس الإيراني المحافظ، محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية ضد منافسه الإصلاحي مير حسين موسوي، ليست خاتمة المطاف في العلاقة بين النظام الإيراني والولايات المتحدة.
فمن ناحية اكتفى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما بالتعبير عن قلقه العميق لما يجري على الساحة الإيرانية. وتعرض إثر ذلك لانتقادات شديدة من النواب الجمهوريين، مثل خصمه السابق في الانتخابات الرئاسية، جون ماكين، الذي اعتبر أن لهجته كانت أخف مما ينبغي.
وبالنسبة لأوكلي، فالأمر لا يدعو للاستغراب، فسياسة اليد الممدودة التي تبناها  أوباما، ومطالبته باستئناف الحوار مع السلطات الإيرانية حول برنامجهم النووي، هي سياسة مدروسة، لأنه بالنسبة له من الأفضل ألا يعرض مسيرة هذه الحوارات إلى أي نوع من الخطر، رغم كل الانتقادات.
ومن جهة أخرى رأى أوكلي، أن سياسة أوباما قد أحرجت سادة طهران الذين لم ينفكوا عن إرهاب خصومهم بأمريكا التي يعتبرونها “الشيطان الأكبر،” وبالتالي وعبر هذه السياسة يظهر أوباما أن هذه الصورة التي يرسمها النظام الإيراني لبلاده هي غير دقيقة على أقل تقدير.
وأوضح أوكلي أن أوباما بهذه الطريقة عالج المسألة بذكاء كبير، لأنه تجنب إظهار نفسه على أنه يتدخل بالشؤون الإيرانية، ومن ناحية أخرى هز مصداقية الزعم الذي يتبناه بعض القادة الإيرانيين حول كون أن أمريكا هي “شيطان أكبر” وخطر داهم على الإيرانيين.
وبالمقابل رأى أوكلي أن القيادة الإيرانية بعد خطوة أوباما الذكية، لم تتمكن من مهاجمته بشكل مباشر بل سعت نحو مهاجمة بريطانيا عوضا عن الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تجلى على لسان مرشد الدولة الإيرانية، علي خامنئي وأكده رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني عندما طلب قطع علاقات بلاده ببريطانيا.
ويدلل أوكلي على صحة هذا الاستنتاج عبر الإشارة إلى أن الكثير من القيادات الغربية كانت قد انتقدت ما يجري على الساحة الإيرانية بعد الانتخابات، مثل الرئيس نيكولا ساركوزي الذي اعتبر أن نتائج الانتخابات مزورة.

السلطات الايرانية تحسن قدرتها على مراقبة الاتصالات
روري سيلان – جونز
مراسل الشؤون التكنولوجية – بي بي سي
مع استمرار حركة الاحتجاج في ايران، بدأت التفاصيل حول التقنيات التي تعتمدها السلطات لتعقب المواطنين بالظهور.
فالسلطات الايرانية تعرف بقدرتها على التحكم بشبكة الانترنت وحجب المواقع الالكترونية، لكنها الآن بدأت تكسب شهرة اضافية في التحكم بالهواتف الخليوية.
وقد اعلنت مجموعة نوكيا – سيمنز بأنهما زودتا ايران بالتكنولوجيا اللازمة لمراقبة والتحكم وقراءة كل ما يرد على الشبكة الخليوية.
واكدت نوكيا – سيمنز انها زودت ايران في النصف الثاني من عام 2008 بما يعرف بـ”مركز للتعقب” (Monitoring Center).
يشار الى ان نوكيا – سيمنز زودت طهران بهذه التكنولوجيا من خلال احدى الشركات التابعة للمجموعة والتي انتقلت ملكيتها اليوم لمجموعة “بيروسا بارتنرز” الالمانية للاستثمار.
وتسمح هذه التكنولوجيا التي تزودت بها السلطات الايرانية بمراقبة كل انواع الاتصالات التي تجرى بواسطة الهاتف الخليوي من اتصالات صوتية الى رسائل نصية وحتى الانترنت.
وتقول المجموعة بأن ايران تستخدم هذه التكنولوجيا فقط من اجل مراقبة الاتصالات عبر شبكتي الهاتف الثابتة والخليوية.
ووصف ناطق باسم المجموعة النظام الذي زودت به ايران بـ”العادي” الذي تملكه حكومات العالم وتستخدمه بشكل قانوني، فالحكومة البريطانية على سبيل المثال لا تسمح لاي شركة اتصالات ببناء شبكتها بدون هذا النظام.
نظام متقدم
ويضيف الناطق بان ملايين الايرانيين يستخدمون شبكة نوكيا في ايران وان ذلك سمح بخروج كم كبير من المعلومات لان المستخدمين الايرانيين تزودوا بتكنولوجيا لم يكن بامكانهم الحصول عليها سابقا، وقد استفادوا من هذا الامر.
وعبر المسؤول عن اعتقاده بأن “ايران لم تكن لتوسع شبكة اتصالاتها بهذا الشكل لو لم تكن لها امكانية الحصول على تجهيزات المراقبة.
يشار الى ان نوكيا – سيمنز تتعامل مع نحو 150 بلدا حول العالم ولكنها اكدت انها لم تجهز كل من الصين او بورما باجهزة المراقبة هذه.
ويأتي نظام مراقبة الاتصالات الذي تملكه ايران اليوم ليكمل سيطرة السلطات وتحكمها بشبكة الانترنت بشكل متواصل منذ اعوام.
وتسيطر شركة الاتصالات الايرانية بشكل شبه تام على المعلومات التي تدخل الى ايران والتي تخرج منها ان بواسطة وسائل الاتصالات التقليدية او الكومبيوتر والانترنت. وتقول شركة “اربور نتوركس” ان السلطات قامت بحجب شبه تام للمعلومات المتناقلة بواسطة الاتصالات في 13 يونيو/ حزيران الماضي اي بعد يوم واحد من الانتخابات الرئاسية.
منذ ذلك الحين عادت الامور لتتحسن تدريجيا، ويفسر المراقبون ذلك بقيام السلطات بتعديلات على الشبكة تسمح لهم بالسيطرة اكثر على المعلومات المتداولة.
ويضيف الخبراء بأن هذا البطء الذي حل على الشبكة سببه قيام السلطات بقراءة ومراقبة كل معلومة ارسلت.
ومنتصف الشهر الجاري، قالت منظمة “اوبن نت” التي تسعى لاحصاء محاولات الدول والسلطات مراقبة شبكة الانترنت ان طهران “تستثمر في مجال قدرتها التقنية على انجاز مراقبة سلوك مستخدمي الانترنت”.
واضافت المنظمة ان “ناشطات في مجال حقوق المرأة اعتقلن وخلال التحقيق ابرزت السلطات لهم اجزاء من نصوص احاديث اجرينها بشكل مباشر عبر الانترنت”.
وختمت المنظمة بالقول انه “اذا صحت هذه المعلومات فتكون السلطات الايرانية قد كونت فعلا نظام مراقبة تكنولوجي متقدم”.

أوباما يندد بـ«الممارسات الظالمة» في إيران وطهران ولندن تتبادلان طرد ديبلوماسيين
طهران، واشنطن، لندن – محمد صالح صدقيان، «الحياة»
اعتبر الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس، ان «هناك تساؤلات جدية حول شرعية» الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ودان «بشدة الممارسات الظالمة» للنظام الإيراني، داعياً طهران الى ممارسة الحكم بـ «التوافق وليس بالإكراه» والكف عن اتهام الغرب بأنه «السبب» في تظاهرات الاحتجاج على نتائج الانتخابات. وتزامن ذلك مع إعلان مفاجىء لرئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بطرد ديبلوماسيَيْن ايرانيَيْن، رداً على خطوة مماثلة من طهران التي أعلنت قرارها في هذا الشأن بعد تصريح براون.
وجاءت تصريحات أوباما في وقت صعّدت السلطات الإيرانية حملتها على أنصار مير حسين موسوي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات، وأعلنت أمس انها لن تلغي النتائج اذ لم تجد «تزويراً كبيراً» في صناديق الاقتراع. ودعت موسوي إلى «احترام القانون وخيار الشعب»، متوعدة المتظاهرين بأن محكمة خاصة أقيمت «لتلقين» المعتقلين خلال المواجهات «درساً مثالياً». لكنها اعلنت من جهة ثانية ان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي منح مجلس صيانة الدستور مهلة خمسة ايام اضافية للنظر في الطعون.
وقال الرئيس الاميركي خلال مؤتمر صحافي في واشنطن: «أدين بشدة هذه الممارسات الظالمة وانضم الى الأميركيين في الحزن والبكاء على كل روح بريئة زهقت».
وتابع: «قلت بوضوح ان الولايات المتحدة تحترم سيادة الجمهورية الإسلامية في إيران وانه لم يحصل تدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية».
وأبدى أسفه لاتهام النظام الإيراني «الولايات المتحدة و (دولاً غربية) أخرى بأنها السبب في التظاهرات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية». ولفت الى ان بلاده «تنتظر رؤية كيف ستتطور الأوضاع» في إيران.
وقال براون أمام النواب البريطانيين: «أود ان ابلغ مجلس العموم بكل أسف، ان إيران قامت أمس بخطوة غير مبررة بطرد ديبلوماسيين بريطانيين بسبب مزاعم ليس لها أساس مطلقاً، ورداً على ذلك، أبلغنا السفير الإيراني اننا سنطرد ديبلوماسيين إيرانيين من سفارتهما في لندن».
وزاد: «أنا خائب لأن إيران وضعتنا في هذا الموقف، لكننا سنواصل السعي الى علاقات جيدة معها ودعوة النظام الى احترام حقوق الإنسان والحريات الديموقراطية للشعب الإيراني».
وبعد تصريح براون، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» عن الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي تأكيده طرد ديبلوماسيَيْن بريطانيَيْن أمس، أفادت شبكة «برس تي في « بأنهما السكرتيران الثاني والثالث في السفارة.
وأوردت وكالة «اسوشييتد برس» أن طهران اتهمتهما بـ «نشاطات لا تتفق مع المهمات الديبلوماسية»، في إشارة ضمنية الى التجسس. وكانت طهران اتهمت لندن بـ «التآمر على الانتخابات الرئاسية منذ سنتين» عبر «عملاء» لها في الأراضي الإيرانية.
في الوقت ذاته، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر في الخارجية الإيرانية نفيه استدعاء السفير الإيراني في لندن، للتشاور. وأفادت وكالة أنباء «فارس» بأن اتحادات طالبية إيرانية ألغت تظاهرة كانت دعت إليها امام السفارة البريطانية في طهران أمس، بعدما أعلنت السلطات انها غير مرخصة. لكن وكالة «مهر» نشرت صوراً لما وصفته بأنه «تجمع احتجاجي نظمه طلاب تعبويون أمام السفارة البريطانية، استنكاراً لتدخل لندن في الشؤون الداخلية الإيرانية».
وللمرة الثانية خلال 15 يوماً، استدعت فرنسا السفير الإيراني في باريس لتبدي «تنديدها بالقمع الوحشي للتظاهرات التي سقط فيها العديد من الضحايا»، كما قال فرديريك ديزانيو مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية الذي أوضح ان باريس أبدت «رفضها الاتهامات (الإيرانية للدول الأوروبية) بالتدخل» في شؤون طهران.
وأعلنت الخارجية السويدية أنها استدعت السفير الإيراني لإبلاغه «رسالة قوية» عن مخاوف استوكهولم حيال الوضع في إيران، فيما استدعت هولندا القائم بالأعمال في سفارتها لإبلاغه «تنديدها الشديد» بـ «العنف المفرط» بحق المتظاهرين.
في واشنطن، قال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس لشبكة «ان بي سي»، رداً على سؤال حول الاحتجاجات: «اعتقد بأن العالم يراقب، وأعتقد بأنهم (المتظاهرين) حققوا شيئاً. لقد استقطبوا الانتباه لما يحدث في إيران. ورأينا بدايات التغيير في هذا البلد».
وسئل هل سيؤيد أوباما فكرة المعارضة الإيرانية بتنفيذ إضراب عام، فأجاب: «لن نقحم أنفسنا في تأييد او عدم تأييد أعمال معينة داخل إيران، هذه المسألة الخاصة بقيادتهم المقبلة، تعود الى الإيرانيين ليبحثوها. اعتقد بأن الرئيس (الأميركي) يرغب في ان يضمن ألا يصبح كرة سياسية يستخدمها النظام ضد اي شخص يسعى الى تحقيق العدالة في إيران».
في غضون ذلك، أعلن مكتب الحملة الانتخابية لموسوي انه «سينشر قريباً تقريراً كاملاً عن التزوير الانتخابي والمخالفات» في الاقتراع. لكن وزارة الداخلية دعت موسوي في بيان أوردته «إرنا»، إلى «احترام القانون وخيار الشعب والتصرف بما ينسجم والقانون».
جاء ذلك بعد إعلان مجلس صيانة الدستور أنه لم يجد «تزويراً كبيراً» في الانتخابات، بالتالي لن يلغي نتائجها استجابة لطلب موسوي والمرشح الإصلاحي الآخر مهدي كروبي.
وإثر رفض المجلس إعادة النظر في نتائج الانتخابات، أفادت «إرنا» بأن «مكتب مجلس الشورى (البرلمان) حدد الفترة بين 26 تموز (يوليو) و19 آب (أغسطس) لأداء الرئيس اليمين الدستورية وتقديم الحكومة الجديدة». ولم تذكر الوكالة الرئيس محمود احمدي نجاد بالاسم. تزامن ذلك مع تهديد المسؤول القضائي ابراهيم رئيسي بأن محكمة خاصة أقيمت «لتلقين المعتقلين درساً مثالياً».
وعلى رغم الاحتقان في الشارع الذي بدا هادئاً امس، في وقت انتشر عناصر «الحرس الثوري» ومتطوعو «الباسيج» وشرطة مكافحة الشغب بكثافة، علمت «الحياة» ان رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني يبذل جهوداً لتهدئة الأوضاع، خصوصاً انه على علاقة جيدة مع أطراف النزاع ومقرب من المرشد علي خامنئي. وقالت مصادر لـ «الحياة» ان النواب سيلتقون اليوم خامنئي الذي سيلقي خطاباً وُصف بأنه «مهم»، استكمالاً لخطبة صلاة الجمعة الماضي.
الحياة

أوباما يلتزم بموقفه الحذر ولندن تدخل في مواجهة دبلوماسية مع طهران
شددت السلطات الايرانية، امس، قبضتها على التطورات السياسية والامنية التي تلت فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية، وحددت موعدا لأداء الرئيس المنتخب اليمين الدستورية، رغم انها مددت مهلة البحث في شكاوى المرشحين الخاسرين، وبينهم مير حسين موسوي، الذي دعته بشكل خاص الى احترام «خيار الشعب».
وفيما جدد القضاء تحذيره من النزول الى الشارع، الذي حافظ على هدوئه في طهران لليوم الثالث على التوالي، كانت المواجهة الكلامية مع الغرب تزداد حدة، لتصل الى حد الصدام السياسي، مع تبادل ايران وبريطانيا طرد دبلوماسيين، بينما حافظ الرئيس الاميركي باراك اوباما على خطابه الحذر، مؤكدا ان ادارته «تحترم سيادة الجمهورية الاسلامية في ايران».
وحدد مكتب مجلس الشورى «فترة 26 تموز الى 19 آب لأداء الرئيس اليمين الدستورية وتقديم الحكومة الجديدة»، علما ان وكالة الأنباء الرسمية «ارنا» لم تذكر محمود احمدي نجاد بالاسم. وقد استبق المتحدث باسم صيانة الدستور عباس علي كدخدائي، إعلان موعد أداء اليمين، باستبعاد إلغاء نتائج الانتخابات. واوضح «لم نشهد لحسن الحظ في الانتخابات اي عمليات تزوير او مخالفات كبرى.. وبالتالي، ليست هناك إمكانية لإلغاء» النتائج.
ورغم ان صحيفة «ايران» الحكومية نقلت عن المتحدث قوله «ان مجلس صيانة الدستور لم يقبل أياً من شكاوى المرشحين»، طلب المجلس من مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي، تمديد مهلة تلقي شكاوى مرشحي الرئاسة المهزومين. وذكر المجلس في رسالة «ندعوكم للسماح لنا بتمديد المهلة كي نتلقى مزيدا من الشكاوى لمدة خمسة أيام إضافية»، قبل ان يعلن التلفزيون الرسمي موافقة المرشد.
من جهتها، دعت وزارة الداخلية الايرانية موسوي الى «احترام القانون وخيار الشعب والتصرف بما ينسجم والقانون». واضافت ان «تصرف موسوي يعزز فكرة انه شارك في الانتخابات على أساس انه في حال فاز تكون عندها الانتخابات جيدة، وفي حال هزم تكــون سيئة ويجب إلغاؤها»، معتبرة ان «الرسالة» التي طلب فيها المرشح الخاسر إلغاء الانتخابات «تتضمن تناقضات وتشتمل على عموميات تفتقر الى الأدلة القانونية وإفادات الشهود». وأكدت ان «عبارة: آلاف الشكاوى.. الواردة في رسالته، تشكل تعميما، وفي سائر أنحاء البلاد لم يتم تقديم الا 227 شكوى».
غير ان مكتب الحملة الانتخابية للمرشح الخاسر، اصدر تقريراً جاء فيه انه «تمت طباعة قسائم اقتراع عشية الانتخابات من دون ان تحمل ارقاما تسلسلية، وهو ما لم يسبق حصوله في تاريخ البلاد»، مشدداً ايضا على ان «اعداد الاختام (التي يتم بموجبها التصديق على قسائم الاقتراع) كانت اكثر بمرتين ونصف المرة من عدد مكاتب الاقتراع»، في وقت وجه رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، انتقادات الى موقف المجلس من الانتخابات. وقال لصحيفة «جمهوري اسلامي» المحافظة، ان «شريحة كبيرة من الشعب تعتبر ان نتائج الانتخابات مخالفة لما اعلن رسميا»، متهما بعض اعضاء المجلس بـ«دعم» نجاد.
في هذا الوقت، جددت السلطات تأكيدها على نيتها سحب الاحتجاجات من الشارع بأي ثمن. وقال المسؤول القضائي ابراهيم رايسي «سيتم التعامل مع المعتقلين في الأحداث الأخيرة بطريقة تلقنهم درساً».
وحافظت شوارع طهران على هدوئها الحذر، وسط انتشار كثيف للشرطة والباسيج، ورغم تجمع احتجاجي «محظور» امام السفارة البريطانية. غير انه في لفتة ظهرت للمرة الاولى في الثورة الاسلامية، دوّت هتافات «الله اكبر» في أنحاء العاصمة مع حلول الليل، حيث اعتلى محتجون أسطح منازل وراحوا يكبرون. كما ذكر شهود عيان ان مسؤولي الأمن منعوا الأحد الماضي تشييع جنازة ندى آغا سلطان التي قتلت خلال التظاهرات.
وعرض التلفزيون الإيراني أشخاصاً قال إنهم اعتقلوا أثناء أعمال العنف نهاية الأسبوع الماضي. وقال شاب «أعتقد أن شبكات مثل بي بي سي وصوت أميركا حرضتنا على القيام بهذه الأعمال غير الأخلاقية». وقالت امرأة غطي وجهها إنها كانت تحمل «قنبلة يدوية» في حقيبتها. وأضافت أنها «تأثرت ببث إذاعة صوت أميركا باللغة الفارسية وبراديو بي بي سي، لأنهما كانا يقولان أن قوات الأمن هي المسؤولة عن معظم الاشتباكات».
ووسط ارتفاع حدة الاتهامات الايرانية للغرب بالتدخل في شؤونها، اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون طرد دبلوماسيين إيرانيين، رداً على خطوة ايرانية مماثلة (تفاصيل ص 15).
أما أميركيا، فالتزم اوباما بخطابه المتحفظ حيال التطورات داخل ايران. وقال في مؤتمر صحافي «أدين بشدة الممارسات الظالمة وانضم الى الاميركيين الحزن والبكاء على كل روح بريئة زهقت». لكنه اضاف «لقد قلت بوضوح ان الولايات المتحدة تحترم سيادة الجمهورية الاسلامية في ايران وانه لم يحصل تدخل في الشؤون الداخلية الايرانية».
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس، ان الاحتجاجات في ايران أدت الى «بداية تغيير» في البلاد. لكنه حذر من ان الرئيس الاميركي لن يقر نداءات مطالبة بتنظيم إضراب عام، او يتدخل بشكل او آخر في تحركات محددة داخل ايران.
(«السفير»، ا ب، ا ف ب،
رويترز، يو بي آي)

اشتباكات بطهران وكروبي يُصعِّد
وقعت اشتباكات جديدة مساء الأربعاء في العاصمة الإيرانية طهران بين الشرطة والمتظاهرين المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 12 يونيو/ حزيران الجاري.
وقالت وكالة أسوشيتد برس للأنباء إن الاشتباكات وقعت في محيط البرلمان بطهران، حيث تجمع نحو 200 من أنصار المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات مير حسين موسوي، في إطار المظاهرات التي استمرت منذ نحو أسبوعين احتجاجا على إعلان الداخلية الإيرانية فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية بنسبة ناهزت 63%.
ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إن قوات الأمن فرقت المتظاهرين بالهراوات والقنابل المدمعة وبإطلاق الرصاص في الهواء، وأشارت إلى أن بعض المحتجين فروا وتجمعوا من جديد في ساحة أخرى مجاورة.
حداد وطني
وأدت الاحتجاجات المستمرة منذ إعلان نتائج الانتخابات إلى انقسام في المؤسسة الدينية ومقتل 17 شخصا، عشرة منهم قتلوا السبت وسبعة مطلع الأسبوع الماضي.
وصرح موسوي مرارا بأن أنصاره لا يقفون وراء أعمال الشغب، في حين اتهمت السلطات الإيرانية الغرب بالتحريض عليها. ونشرت صحيفة كيهان الموالية للمحافظين وصحف أخرى الأربعاء ما عدته اعترافات لبعض المعتقلين بأنهم تحركوا بإيحاء من القنوات الإخبارية الأجنبية.
من جهته دعا آية الله العظمى حسين علي منتظري -وهو من المعارضين وأحد كبار علماء الدين في إيران- إلى إعلان ثلاثة أيام من الحداد الوطني على المحتجين القتلى اعتبارا من اليوم الأربعاء.
وقال منتظري -الموضوع تحت الإقامة الجبرية منذ نحو ثمانية أعوام- في بيان نشر بموقعه على الإنترنت إن “مقاومة مطلب الشعب حرام شرعا”.
تمسك بالنتائج
من جهة أخرى قال التلفزيون الحكومي الإيراني الأربعاء إن إعادة الفرز الجزئي للأصوات أكدت نتيجة الانتخابات، وذلك في وقت جدد فيه المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي تشبثه بهذه النتائج ورفض مطالب المرشحين الخاسرين بإعادة الانتخابات.
وقال خامنئي لدى استقباله الأربعاء أعضاء مجلس الشورى الإسلامي إن النظام والشعب الإيرانيين “لن يرضخا للضغوط”، وأكد تمسكه “بتطبيق القانون”، وأضاف أن النظام أو الشعب “لن يتراجعا بالقوة”.
واعتبر المرشد الإيراني أن “تجاهل القانون يجرّ إلى الديكتاتورية، وتضييع مصالح الشعب” ودعا إلى التعاون مع الحكومة. وحث كذلك على وحدة المواقف، خاصة “في الظروف الراهنة التي يتربص فيها الأعداء نقاط الضعف في البلاد”.
وفي وقت سابق ذكر مجلس صيانة الدستور –وهو إحدى المؤسسات الحاكمة في إيران- أنه مستعد لإعادة فرز 10% من الأصوات عشوائيا، لكنه استبعد إلغاء الانتخابات الذي طالب به كل من المرشحين الخاسرين مير حسين موسوي ومهدي كروبي.
حكومة غير شرعية
في السياق أفاد الموقع الإلكتروني للمرشح الخاسر في السباق الرئاسي رئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي رفضه نتيجة الانتخابات، واعتبر الحكومة الجديدة التي سيشكلها نجاد في الأيام المقبلة “حكومة غير شرعية”.

وبدورها شبهت زهرة راهنافارد، زوجة موسوي، تعامل السلطات الإيرانية مع ما يجري في البلاد هذه الأيام “بالأحكام العرفية”، وقالت إن المظاهرات السلمية حق مشروع للمواطنين”.
غير أن وزير الداخلية الإيراني صادق محصولي قال إن “عددا كبيرا من مثيري الشغب” كانوا على صلة بالولايات المتحدة ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ومنظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة.
واتهم محصولي هؤلاء المحتجين بأنهم “ينهلون” من أموال الاستخبارات الأميركية ويتلقون منها رشى.

منتظري يحذر وموسوي يشكو الضغوط
تتواصل الأزمة السياسية التي فجرتها الانتخابات الرئاسية في إيران للأسبوع الثاني على التوالي وسط تحذير الزعيم الديني المعارض آية الله حسين منتظري من زلزال يصيب أي حكومة تمنع التظاهرات السلمية.
وقال منتظري -الموضوع رهن الإقامة الجبرية منذ ثماني سنوات- إن أي حكومة مهما كانت قوتها يمكن أن تتعرض لزلزال، إذا استمر قمع المظاهرات السلمية.
ودعا منتظري السلطات الإيرانية إلى تشكيل حكومة وصفها بالنزيهة وتتمتع بالصلاحية لإيجاد حل للأزمة الناجمة عن الانتخابات.
ومضى إلى القول “نصيحتي إلى الأمة الإيرانية العظيمة والعزيزة هي أن تواصل السعي لتحقيق مطالبها العادلة لكن بهدوء بالغ”.
تحذير منتظري جاء بعد إعلان مهدي كروبي -وهو مرشح خاسر بالانتخابات- تأجيل الدعوة للحداد على ضحايا التظاهرات الأخيرة.
وذكر مراسل الجزيرة في طهران أنه عندما أعلن كروبي –وهو رئيس سابق لمجلس الشوري- أمس عن تأجيل الحداد لم يعلن عن سقف للتأجيل.
وأضاف أنه تردد في طهران أن حسن الخميني حفيد الإمام الخميني كان مترددا في إقامة هذه المراسم في مرقد جده الإمام الخميني جنوبي طهران، وطلب أن تكون مراسم الحداد الأسبوع المقبل حيث ربما تكون الأوضاع أكثر هدوءا.
وفي تأكيد على استمرار المواجهة بين فريقي الأزمة، قال المرشح الخاسر مير حسين موسوي إنه يتعرض لضغوط لدفعه لسحب مطالبته بإلغاء النتائج، مؤكدا حدوث “تزوير كبير” فيها ومبديا استعداده لإثبات أن “من يقفون وراء التزوير هم مسؤولون عن إراقة الدماء”.
وأضاف موسوي أن “استمرار الاحتجاجات القانونية والهادئة سيضمن تحقيق أهدافنا”.
الحل الوسط
ويؤشر هذا التصعيد الكلامي إلى أن فرص التوصل إلى تسوية للأزمة على أساس الحلول الوسط تراجعت خلال اليومين الماضيين مع تمسك كلا الفريقين بمواقفهما، حسبما أفاد مراسل الجزيرة في طهران محمد حسن البحراني.
وأوضح أن مرشد الجمهورية علي خامنئي قطع أمس الشك باليقين بألا تراجع عن تطبيق القانون مهما بلغت الضغوط، مشيرا إلى أن المرشد كان يقصد أن مجلس صيانة الدستور هو المكان الوحيد لتلقي شكاوى المعترضين على نتائج الانتخابات.
في هذه الأثناء تجمع عدة مئات من المتظاهرين قرب البرلمان قبل أن يتم تفريقهم من قبل مليشيا مقربة من النظام.
وجرت هذه التجمعات رغم الحظر الذي يفرضه وزير الداخلية عليها وعلى إقامة محاكم خاصة للنظر بقضايا الموقوفين بالاحتجاجات.
في السياق أعلن موقع “كلمة” الإلكتروني المقرب من موسوى أن 70 أستاذا جامعيا اعتقلوا أمس بعد خروجهم من لقاء معه، في حين أشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى اعتقال 140 بينهم صحفيون وناشطون سياسيون.
وكانت الاحتجاجات خلال الأسبوعين الماضيين قد أدت إلى مقتل 17 شخصا من أنصار المعارضة خلال مواجهات مع شرطة مكافحة الشغب ومليشيا مقربة من الحرس الثوري.
وذكرت صحيفة حكومية في عددها اليوم أن سبعة من أفراد هذه المليشيا قتلوا خلال الاحتجاجات وأصيب آخرون بجراح نجمت عن استخدام سكاكين وأسلحة، إلا أن ذلك لم يتأكد من مصدر مستقل.
نجاد وأوباما
في هذه الأثناء دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد نظيره الأميركي باراك أوباما إلى عدم تكرار أخطاء سلفه جورج بوش وعدم التدخل بشؤون إيران الداخلية. واتهمه باتباع سياسة بريطانيا ودول أوروبية أخرى “ذات الماضي المعروف”.
وقال في كلمة بمناسبة تدشين معمل بتروكيماوي إن هذه الانتخابات قد ذهبت بماء وجه المستكبرين، وإن من أسماها الأنظمة الطاغوتية في الغرب بدأت تشعر حاليا بالخطر بعد الانتخابات الإيرانية “لأن شعوبها بدأت تتساءل عن افتقارها لمدى الحرية الموجودة في إيران”.

موسوي يؤكد انه لن يرضخ للتهديدات واحمدي نجاد ينتقد اوباما
طهران(ا ف ب) – – اكد المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الايرانية مير حسين موسوي الخميس انه لن يخضغ “للتهديدات” التي يتعرض لها لسحب مطلبه بالغاء الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية.
من جهته طالب احمدي نجاد نظيره الاميركي باراك اوباما بوقف “التدخل” في الشؤون الايرانية، واصفا قادة بريطانيا وبعض الدول الاوروبية ب”المتخلفين سياسيا”.
وفي الانتظار حذر المرجع الديني الايراني المعارض آية الله العظمى حسين منتظري من امكانية ان يسقط النظام اذا تواصل قمع التظاهرات السلمية الذي ادى، منذ اندلعت موجة الاحتجاجات على نتائج انتخابات 12 حزيران/يونيو، الى مقتل 17 متظاهرا على الاقل بحسب وسائل الاعلام الرسمية.
اما الاصلاحي مهدي كروبي الذي حل رابعا في الانتخابات التي طعن المرشحون الثلاثة الخاسرون فيها بنزاهتها، واتهم على غرار موسوي الحكومة يتزوير نتائجها، فتراجع عن الدعوة الى اقامة حفل تأبين لضحايا التظاهرات كان وعد بتنظيمه الخميس، بسبب عدم حصوله على ترخيص.
وبعد الاحتجاجات غير المسبوقة منذ 30 عاما التي قمعتها السلطات خلال الايام الماضية، خفت بشكل واضح شدة التظاهرات الحاشدة التي شهدتها شوارع العاصمة طهران خصوصا وجمعت مئات الاف الايرانيين بشكل شبه يومي الاسبوع الفائت.
وحال انتشار امني كثيف الاربعاء في ساحة البرلمان دون تظاهر مئات الاشخاص الذين قصدوا المكان للاحتجاج على نتائج الانتخابات، بحسب شهود.
وعلى الرغم من ان البلاد لا تزال تشهد تظاهرات متفرقة، الا ان موسوي المدعوم من المعسكر الاصلاحي اكد انه يتعرض “لضغوط تهدف الى جعلي اتخلى عن طلب الغاء الانتخابات”.
واضاف على موقع “كلمة” الالكتروني التابع له “لن اتراجع عن حماية حقوق الشعب الايراني (…) بسبب المصالح الشخصية او الخوف من التهديدات”.
واكد ان السلطات “حدت تماما قدرته على الوصول الى الشعب”، وان “موقعي الانترنت التابعين لنا يعانيان من مشاكل جمة. تم حظر نشر صحيفة كلمة سبز (التابعة له) وتم اعتقال هيئة تحريرها. صحف (اصلاحية) اخرى تتعرض بدورها لتضييق شديد”.
واعتبر ان كم الافواه هذا خطير لانه يمنع المعارضة من التعبير عن رأيها بطريقة سلمية، محذرا من ان “كل هذا لا يساعد على تحسين المناخ العام في الامة وسيؤدي الى مزيد من العنف”.
واضاف “انا مستعد لاثبات ان مجرمي الانتخابات وقفوا الى جانب المحرضين على اعمال الشغب التي جرت مؤخرا واراقوا الدماء”، من دون ان يوضح ما اذا كان يشير الى وزارة الداخلية التي نظمت الانتخابات.
وبحسب وسائل الاعلام الصادرة الخميس فقد اعتقلت السلطات 140 استاذا جامعيا وصحافيا ومثقفا وطالبا بينهم 70 عضوا في اتحادات طالبية اسلامية التقوا موسوي الاربعاء.
واستبعدت السلطات الغاء الانتخابات مؤكدة ان حفل تنصيب الرئيس المنتخب وحكومته سيقام بين 26 تموز/يوليو و19 آب/اغسطس.
وفي حين ازدادت فيه وتيرة الانتقادات الخارجية للممارسات القمعية للنظام الايراني، طالب احمدي نجاد نظيره الاميركي باراك اوباما بوقف “تدخله” في الشؤون الداخلية الايرانية، كما ذكرت وكالة فارس للانباء.
ونقلت الوكالة عن الرئيس الفائز رسميا باغلبية 63% من الاصوات قوله مخاطبا اوباما “آمل ان تتفادوا التدخل في شؤون ايران وان تعربوا عن الاسف بشكل يمكن للشعب الايراني الاطلاع عليها”.
واكد احمدي نجاد ان اللهجة التي يستخدمها اوباما تذكر بسلفه جورج بوش وان هذا الامر يهدد بنسف اي حوار بين البلدين، اللذين يقيمان علاقات متوترة منذ 30 عاما.
وكان اوباما شدد الثلاثاء لهجته حيال طهران عبر ادانته بشدة قمع السلطات الايرانية التظاهرات السلمية واعتبارة ان شرعية فوز احمدي نجاد بولاية ثانية تثير “تساؤلات جدية”.
كذلك، وجه احمدي نجاد دفعة جديدة من الاتهامات الى عدد من القادة الاوروبيين الذين انتقدوا قمع المتظاهرين. وقال ان “حكومات بريطانيا وتلك الدول الاوروبية تديرها زمرة من المتخلفين سياسيا”.
اما آية الله العظمى منتظري، الارفع مرتبة دينيا بين المراجع الشيعية في ايران، فقال في بيان انه “اذا لم يتمكن الشعب من المطالبة بحقوقه المشروعة من خلال تظاهرات سلمية وتم قمعه فانه من المحتمل ان يؤدي تصاعد الغضب الى تدمير اسس اية حكومة مهما اشتدت قوتها”.
ودعا منتظري الايرانيين المشككين بشرعية فوز احمدي نجاد، الى مواصلة تحركهم الاحتجاجي.
وامهل مجلس صيانة الدستور، المكلف الاشراف على كل الانتخابات في ايران، نفسه حتى الاثنين للانتهاء من النظر في الطعون المقدمة، مشيرا في الوقت عينه وبوضوح الى ان هذا الامر لن يؤدي الى اعادة النظر في النتيجة النهائية للانتخابات.
ويبدو ان المحافظين منقسمون حيال شرعية الانتخابات، فرئيس بلدية العاصمة محمد باقر قاليباف، الجنرال السابق في الحرسي الثوري، اعلن ان “جزءا من الشعب يطرح تساؤلات بشأن الانتخابات وهذا الامر (…) لا يمكن ان يحل بالقوة”.

رجل دين: يجب معاقبة “مثيري الشغب” بايران دون رحمة
طهران (رويترز) – حث رجل دين ايراني متشدد السلطة القضائية يوم الجمعة على معاقبة “مثيري الشغب” البارزين في أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات الرئاسية دون اي رحمة.
وقال احمد خاتمي في جامعة طهران “أريد من القضاء أن… يعاقب مثيري الشغب البارزين بحزم ودون اي رحمة ليلقن الجميع درسا.”
وقال خاتمي عضو مجلس الخبراء ان على القضاة أن يحكموا على “مثيري الشغب” بحد “المحارب” وهو من يحارب الله.
وأضاف في خطبة بثتها وسائل الاعلام الحكومية على الهواء مباشرة “يجب معاقبتهم بلا رحمة وبضراوة وقال “بموجب الشريعة الاسلامية المطبقة في ايران عقاب من يدان بأنه محارب هو الاعدام.”
وكانت السلطات الايرانية قد اتهمت المرشح المعتدل المهزوم مير حسين موسوي بأنه مسؤول عن أعمال العنف واراقة الدماء.
ورفض مجلس صيانة الدستور أعلى سلطة تشريعية في ايران نداء موسوي بالغاء نتيجة الانتخابات. وحل موسوي ثانيا في الانتخابات الرئاسية بعد الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد.
وقتل نحو 20 شخصا في أعمال العنف. ونجحت الشرطة والميليشيا الى حد كبير في استعادة السيطرة على الشوارع هذا الاسبوع بعد اوسع احتجاجات مناهضة للحكومة تشهدها ايران منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979.
وقال التلفزيون الحكومي الايراني يوم الخميس ان “مثيري الشغب” قتلوا ثمانية من أعضاء ميليشيا الباسيج في الاحتجاجات

مجلس صيانة الدستور ينفي حصول تزوير في الانتخابات الرئاسية الايرانية
طهران (ا ف ب) – – اعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي الجمعة انه لم يحصل اي تزوير في الانتخابات الرئاسية الايرانية التي فاز فيها الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الرسمية.
ونقلت الوكالة عن كدخدائي “يمكننا القول بشكل مؤكد انه لم يحصل اي تزوير في الانتخابات”، في الوقت الذي يطعن فيه اثنان من المرشحين الثلاثة الخاسرين في هذه الانتخابات هما مير حسين موسوي ومهدي كروبي بنزاهتها ويطالبان بالغائها.
واضاف كدخدائي “لم يحصل اي تزوير في الانتخابات الرئاسية في الماضي، والانتخابات الاخيرة كانت الاكثر نزاهة”.
وتابع “ان التدقيق الذي جرى في الايام العشرة الاخيرة اثبت انه بمعزل عن المخالفات الصغرى الملازمة لاي عملية انتخابية، لم تحصل مخالفات كبرى .. في الانتخابات الرئاسية”.
وكان موسوي المحافظ المعتدل المدعوم من الاصلاحيين اعلن الخميس على الموقع الالكتروني لصحيفته كلمة “لن اتراجع عن حماية حقوق الشعب الايراني (…) بسبب المصالح الشخصية او الخوف من التهديدات”، بعدما ندد الاربعاء ب”ضغوط” تمارس عليه لحمله على سحب مطلبه بالغاء الانتخابات التي فاز فيها الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية.
وجدد موسوي الدعوة الى مواصلة التحرك الاحتجاجي بهدوء.
كذلك يرفض المرشح الاصلاحي مهدي كروبي الاعتراف بنتائج الانتخابات مطالبا بتنظيم انتخابات جديدة.
وتهز ايران موجة تظاهرات غير مسبوقة منذ قيام الجمهورية الاسلامية قبل ثلاثين عاما، احتجاجا على اعلان فوز احمدي نجاد باكثر من 63% من الاصوات في الانتخابات الرئاسية، وقد واجهت السلطات المحتجين في الشارع بقمع شديد.
واعلن المرشح المحافظ في الانتخابات الرئاسية الايرانية محسن رضائي انه سيواصل المعركة دفاعا عن “شكاوى الناس”، على ما اورد موقع تبناك الالكتروني الجمعة.
وقال المرشح الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية والذي سحب شكوى تقدم بها الى مجلس صيانة الدستور حول “مخالفات” تضمنتها الانتخابات “تخليت عن الشكوى الشخصية في ما يتعلق بالانتخابات، لكن هذا لا يعني انني تخليت عن التحرك دفاعا عن شكاوى الناس ولاصلاح الضرر الذي لحق بالنظام الاسلامي”.
وكان رضائي ندد بحصول مخالفات في الانتخابات الرئاسية وطالب باعادة فرز تام للاصوات، قبل ان يسحب الشكوى الاربعاء.
وقال “ساواصل التحرك ضد الظلم الذي يرتكب بحق الشعب والنظام الاسلامي في هذه الفترة”.
وقال “لقد تم التعرض الى املاك وحياة الناس ومصداقية الجمهورية الاسلامية في الاسابيع الماضية، الامر الذي هو اهم من الانتخابات. ويتحتم التحرك لوقف ذلك”، داعيا الى “التخلي عن المصالح الشخصية للدفاع عن مصالح الشعب والنظام” الاسلامي.
وطعن المرشحان المحافظ المعتدل مير حسين موسوي والاصلاحي مهدي كروبي في نتائج الانتخابات الرسمية وطالبا باجراء انتخابات جديدة.

صيانة الدستور يعرض تسوية على موسوي
عرض مجلس صيانة الدستور في إيران على المرشح الإيراني الخاسر في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي صفقة لتسوية النزاع بشأن ادعاءات تزوير الانتخابات وذلك بحسب ما نقلته وكالة إسنا الطلابية عن المتحدث باسم المجلس.
ونقلت الوكالة عن عباس علي كدخدائي قوله إنه سيتم تشكيل لجنة خاصة لمراجعة نتائج الانتخابات المتنازع عليها والتي أدت إلى فوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
كما دعا المجلس أيضا موسوي ومهدي كروبي، المرشح الآخر الذي خسر في الانتخابات التي جرت في 12 حزيران/يونيو الجاري، إلى إرسال ممثلين عنهما في غضون 24 ساعة للانضمام إلى اللجنة.
ويعتقد مراقبون أن صفقة صيانة الدستور تعد محاولة من جانب الإدارة الإيرانية للتوصل إلى حل وسط مع زعيم المعارضة. وقال كدخدائي إن هذه الصفقة تستهدف “جذب ثقة” موسوي.
وكان موسوي قد طالب بتشكيل لجنة مستقلة لتقييم نتائج الانتخابات ولكن المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي رفض هذا الطلب وقال إن كلا من الدستور والقوانين السائدة أعطى مجلس صيانة الدستور السلطة الوحيدة فيما يتعلق بنتائج الانتخابات.
وساند موسوي في ذلك الزعيم الديني الإيراني المعارض آية الله العظمى حسين علي منتظري الذي اعتبر أن استمرار قمع المظاهرات السلمية سيقوض السلطة في البلاد.
وقال منتظري -الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ ثماني سنوات- إن أي حكومة مهما كانت قوتها يمكن أن تتعرض لزلزال، إذا استمر قمع المظاهرات السلمية، داعيا السلطات الإيرانية إلى تشكيل “حكومة نزيهة” لإيجاد حل للأزمة الحالية.
لا تزوير
ولكن مجلس صيانة الدستور –وهو أعلى سلطة تشريعية وإحدى المؤسسات الحاكمة في إيران- اعتبر أمس الجمعة أن الانتخابات كانت نزيهة، رافضا بذلك الطعون التي تقدم بها المرشحون الذين خسروا فيها حسب النتائج الرسمية.
وقال المجلس إنه لم تكن هناك أي مخالفات كبرى خلال سير العملية الانتخابية، ورفض اتهامات المعارضة بالتزوير لصالح الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي أعلنت الداخلية الإيرانية فوزه بولاية رئاسية ثانية بنسبة قاربت 63%.
وأوضح المتحدث باسم المجلس أن جميع شكاوى المرشحين المعترضين موسوي وكروبي تمت مراجعتها “ولم تكن هناك أي مخالفات كبرى” واصفا انتخابات 12 يونيو/حزيران بأنها “الأكثر نزاهة” منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وأضاف أن التدقيق الذي حصل خلال الأيام العشرة الماضية سجل فقط “مخالفات صغرى ملازمة لأي عملية انتخابية”، وأن المجلس سيعلن عن نتائج تحقيقاته في نهاية المهلة المحددة لدراسة الشكاوى.
دعوة للعقاب
ومن جهة أخرى دعا عضو مجلس خبراء القيادة في إيران أحمد خاتمي أمس في خطبة الجمعة القضاء الإيراني إلى معاقبة من سماهم “مثيري الشغب” عقابا حازما و”دون رحمة ليكونوا عبرة لغيرهم”.
وطالب خاتمي الجهاز القضائي بإنزال عقوبة الإعدام في حق من ثبت تورطهم في أعمال العنف التي شابت الاحتجاجات على نتائج الانتخابات، مؤكدا أن حكمهم هو حكم “المحارب”.
وقد أعقبت الإعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية في إيران مظاهرات استمرت نحو أسبوعين، وشهدت مواجهات بين المحتجين ورجال الأمن أسفرت عن مقتل نحو عشرين شخصا وجرح واعتقال عشرات آخرين.
واتهم خاتمي بعض وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية “بصب الزيت على النار” وتحريض المتظاهرين وإثارتهم، وقال إنها أظهرت “انحرافها وتحيزها” في موضوع الاحتجاجات على الانتخابات الإيرانية، داعيا السلطات الإيرانية إلى فرض الرقابة عليها.
اعتقال صحفيين
وفي سياق آخر قالت منظمة أمنستي لحقوق الإنسان إن السلطات الإيرانية تعتقل نحو 30 صحفيا على خلفية الأحداث التي أعقبت إعلان نتائج الانتخابات معظمهم من الصحفيين المحليين.
ودعت المنظمة السلطات الإيرانية إلى الكشف عن مكان اعتقال هؤلاء الصحفيين وتأكيد عدم تعرضهم للتعذيب والسماح لذويهم ومحاميهم بزيارتهم.

كما لو أنهم يسرقون انتخابات فازوا بها أصلاً
نشرت مجلة “نيوزويك” (عدد 30 حزيران 2009) تقريراً عن “المرشد الأعلى” في ايران منه نقتطف:
“لن يردوا على تحيتك”. هكذا تبدأ قصيدة يعرفها المرشد الأعلى الايراني، آية الله علي خامنئي جيداً، وكان يحبها من قبل، وتتابع: “لن يرفع احد رأسه ليجيب عن سؤال أو لرؤية صديق”. كتبت القصيدة في زمن الشاه في الخمسينات من القرن الماضي، عندما كان خامنئي رجل دين شيعيا شابا ومثاليا يتقاسم مع شاعرها المسرف في الشراب شعورا النفور الناجم عن الجو الضاغط، وبالاحباط العميق. قصيدة Winter (شتاء) لمهدي اخوان ثالث، هي اقوى تعبير مجازي عن القمع، المفروض من الخارج انما المستبطن داخلياً الى حد كبير:
النفس الذي يخرج من صدرك
يتحول غيمة داكنة
ويقف مثل جدار امام عينيك
الان في صيف 2009، في القيظ، الشديد لشوارع طهران الخانقة، خامنئي نفسه هو الذي بات يمثل لملايين الايرانيين تلك الوطأة الباردة والثقيلة للسلطة.
ما يحصل في ايران ليس مجرد مواجهة بين الاستبداد والحرية. فلم تؤد موجة تلو الأخرى من الاحتجاجات الى اطاحة النظام، ولا هي سعت الى ذلك. لكن بعد 30 عاما من قيام الثورة الاسلامية باطاحة الشاه، اعادت هذه الاحتجاجات صوغ المشهد السياسي في البلاد. لقد قوضت لا بل دمرت مصداقية القيادة الدينية في ايران، ناهيك عن عصمتها عن الخطأ. واذا كانت قد نجحت في ذلك، فالسبب الى حد كبير هو هوية المرشد الروحي.
على غرار كل الثورات، انه صراع معقد للارادات والرؤى، للطموحات والأحقاد، بوجود محتجين وشهداء في الشوارع ومتآمرين مكيافيليين خلف الأبواب المغلقة. لقد شاهدتم اشرطة الفيديو غير النقية المصورة بالهواتف الخلوية التي لا تزال تفلت من الرقابة: مئات الآلاف من الأشخاص الذين يسيرون بوقار وصمت في شوارع طهران من دون ان يتعبوا؛ عصابات الدراجات النارية المليشياوية التي تلوح بالهراوات: أعمال العنف التي تندلع من حين الى آخر ضد القوات والمباني الحكومية. لقد رأيتم، ربما اكثر مما ترغبون العينين الغائرتين والتكشيرة المقلقة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي تسببت اعادة انتخابه في فوز ساحق مزعوم باندلاع الأزمة، ووسط الحشود، رأيتم ايضا الوجه غير المألوف نسبيا للمتحدي، مير حسين موسوي، الذي اصبح شخصيا وعلى الملصقات رمزاً للأمل.
لكن في هذا التدفق الحركي والملون للصور، غالبا ما بدا ظهور خامنئي على التلفزيون الرسمي وكأنه فواصل جامدة، بالنسبة الى الغربيين الذين يتذكرون المرشد الأعلى الأول، آية الله روح الله الخميني ذا الخطاب الناري، يمكن ان يبدو خامنئي خلفاً ضعيفاً، فعلى التلفزيون لا يتمتع بأي جاذبية تقريباً، واعتبره البعض في البداية مرشداً عرضياً يملأ المنصب بانتظار ان يتولاه من هو افضل منه. حافظ طوال عقدين على منصبه ليس من خلال قوة شخصيته او حتى سلطته الدينية انما عبر ارساء توازن بين الفصائل واظهار نفسه بأنه فوق الشجار.
في الواقع، لم يكن يوما كذلك، ويشتكي النقاد من انه في الأعوام الاربعة الماضية، تساهل مع احمدي نجاد، الشخصية الاكثر اثارة للانقسام في البلاد، ودافع عنه، الامر الذي لم يكن في مصلحته. يقول سياسي يعرف خامنئي منذ اكثر من 40 عاما: “على غرار اي شخص موجود في السلطة منذ وقت طويل، يحب خامنئي ان يكون محط تبجيل”. وقد طلب هذا السياسي، شأنه في ذلك شأن معظم الايرانيين، عدم الافصاح عن هويته في معرض مناقشته لهذا الموضوع الاكثر حساسية في ايران. واردف قائلا: “مدهش كم ان الاطراء يخدع اشخاصا كثيرين. هذا الرجل، احمدي نجاد يدمر نظام الجمهورية الاسلامية بكامله الذي يشمل السيد خامنئي. لكن السيد خامنئي يدعمه لأنه يجلس مثل فأر امامه ويقبل قدميه”.
على مر السنين، عمد خامنئي ايضا، بهدف ترسيخ قاعدة سلطته، الى تطوير علاقات وثيقة مع الجيش والأجهزة الأمنية، حسبما يتيح له الدستور الايراني. فقد بنى بيروقراطية كبيرة داخل الحكومة وحول بيت المرشد. غير ان هذا كله جعله غير مستعد للمراحل الأولى لهذه الازمة: ضعفه في الشارع الذي خرج بأعداد ضخمة ضد احمدي نجاد بعد الانتخابات التي يزعم بأنها مزورة، وداخل الحوزات الدينية حيث تعرضت سلطته للتحدي من رجال دين منقسمين تستمر خصوماتم العميقة والمعقدة منذ عقود.
في صلاة الجمعة في جامعة طهران، بعد اسبوع استثنائي من توجه الايرانيين الى صناديق الاقتراع، طلب خامنئي الى احمدي نجاد وموسوي، الى جانب المرشحين الآخرين ـ رئيس الحرس الثوري السابق محسن رضائي ورئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي ـ المشاركة في الصلاة والقبول بحكمه. ودعي المراسلون الذين كانوا قد تلقوا اوامر بعدم الخروج من مكاتبهم في وقت سابق من الاسبوع، الى حضور الصلاة. كان الهدف بلا شك اظهار ان النظام لا يزال صلبا. (يقول السير ريتشارد دالتون، الذي كان سفير بريطانيا لدى ايران في مطلع العقد: “يعرفون انهم اذا لم يقفوا معا، فسوف يقضى عليهم فردا فردا)، في كل الأزمات السابقة، كانت هناك لحظة مماثلة، ووقف نادي فتيان الثورة معاً. لكن هذه المرة، الامور مختلفة.
لم يأت موسوي الى الصلاة. وكذلك كروبي، وقد نظر خامنئي الى احمدي نجاد الجالس مطيعا تحته في الصف الاول من المؤمنين ووجه تحذيراً الى من ليسوا مخلصين بالدرجة نفسها، قال انه لن يتراجع، واضاف انه لم يكن هناك تزوير في الانتخابات.
في الواقع، شكل الخطاب تتويجاً لحياة المرشد الأعلى، بدءأ من التلميح الى ان عدم اطاعته هو اشبه بخيانة النبي محمد، وانتهاء بتوجيه خامنئي نظرة نحو الهواء من حوله وكأنه يخاطب مباشرة الامام الـ 12 الذي اختفى قبل 11 قرنا، وقد ذرف المؤمنون دموعاً طقوسية.
بحسب اشخاص يعرفونه جيداً، يحلم خامنئي بانشاء خلافة اسلامية حيث تكون الحياة اكثر عدلا وانصافا لشعب ايران كافة، غير ان الرجل الذي اختاره لتحويل ذلك الحلم حقيقة، اي الرئيس احمدي نجاد، ليس مثاليا بقدر ما هو شعبوي يخدم مصالحه الذاتية. ويقول مساعد سابق لخامنئي ان تركيز المرشد المريض على هدفه اليوتوبي جعله ضيق الرؤية، بحيث انه يغفل احيانا عن حقائق بلاده الحاضرة والتطلعات التي بدأت تظهر لدى شعب شاب ومثقف ويزداد تمدناً، انهم يعتبرون احمدي نجاد مصدر احراج، لا بل أسوأ من ذلك، استفزازيا قد يجر البلد الى مواجهات مكلفة وعقيمة مع باقي العالم.
هل كانت الانتخابات مزورة في الواقع؟ يقول المسؤولون الاميركيون في مجالسهم الخاصة ان هناك مؤشرات على حدوث تزوير، لكنهم يعتقدون ان احمدي نجاد كان سيفوز في كل الأحوال. وربما اعتقد ان انصار خامنئي ـ أو أخطأوا في الاعتقاد ـ ان الارقام الساحقة سوف تساعد على تهميش كل خصومهم” بقايا الحركة الاصلاحية؛ رفسنجاني وحلفاءه: المعارض آية الله منتظري؛ وسواهم. وظنوا انه ستتم تصفية الكثير من الحسابات القديمة، وسوف يصبح النظام اقوى بكثير عندما يدخل في مفاوضات مع الولايات المتحدة، وغالبا ما يمارس القادة غير الآمنين المبالغة، ويصبحون في نهاية المطاف اقل امانا.
ربما كان ذلك ينطوي على سخرية شاعرية، قد يكون التهديد الداخلي الأكبر للنظام في سنواته الـ 30 من صنع حكام شعروا ان عليهم سرقة انتخابات فازوا فيها اصلا.
المستقبل
ايران: موسوي يرفض خطة الفرز الجزئي للاصوات
رفض المعارض الايراني والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي دعم الخطة التي طرحها مجلس صيانة الدستور لاعادة فرز جزئية للاصوات في الانتخابات الرئاسية المختلف عليها، والتي فاز فيها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بولاية ثانية.
وقال موسوي، في بيان صدر عنه في موقعه على الانترنت، ان الحل الامثل هو اعادة اجراء الانتخابات بكاملها، مضيفا انه مستعد لقبول مراجعة التصويت من قبل جهة محايدة.
الا ان مجلس صيانة الدستور، وهو اعلى جهة مسؤولة عن الانتخابات في ايران، قال في وقت سابق ان التصويت بشكل عام في تلك الانتخابات كان نزيها وعادلا.
واوضح المجلس الجمعة ان تلك الانتخابات كانت الافضل منذ الثورة الاسلامية في ايران عام 1979.
وكان مجلس تشخيص مصلحة النظام، اعلى هيئة تحكيم سياسي في ايران، السبت قد طلب من كافة المرشحين في تلك الانتخابات التعاون التام مع مجلس صيانة الدستور.
من جانبه اعرب المرشح المحافظ للانتخابات محسن رضائي عن استعداده للمشاركة في لجنة خاصة انشأها مجلس صيانة الدستور لاعادة فرز نحو عشرة في المئة من الاصوات المقترعة بشرط مشاركة المرشحين الرئيسيين موسوي وكروبي.
اشتباكات في ايران
اتهامات للباسيج لمدهمات واتلاف ممتلكات
وكان مجلس صيانة الدستور قد اعلن الجمعة عن انشاء لجنة مهمتها اعداد مراجعة حول الانتخابات التي جرت في الثاني عشر من الشهر الحالي.
وقالت وكالة الأنباء الايرانية الحكومية ان السلطات منعت أبو الفضل فاتح، أحد مناصري موسوي من السفر.
وقالت الوكالة ان منع فاتح جاء بسبب الدور الذي لعبه في الأحداث التي اعقبت الانتخابات، الا ان فاتح علق قائلا ان “مثل هذه الضغوط لن تدفع شخصا مثلي الى تغيير موقفه”.
مداهمات الباسيج
من جانب آخر اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان، ومقرها نيويورك، مليشيات متطوعي الباسيج التابعة للحرس الثوري الايراني بمداهمة المنازل في جنح الليل، واتلاف الممتلكات وضرب المدنيين.
نحن نحترم احتراما تاما سيادة ايران وفي الوقت ذاته ندين العنف الذي اعقب الانتخابات والذي ادى الى موت مدنيين ايرانيين، ونحن نحث ايران على احترام حقوق الانسان الاساسية
وزراء خارجية مجموعة الثمانية
وقالت المنظمة ان تلك المداهمات تستهدف منع الهتافات المعادية للحكومة والتي تصدر على ما يبدو من اسطح بعض البيوت او البنايات.
واضافت المنظمة ان الباسيج صادروا اطباق استلام البث الفضائي من الناس الذي يشتبه بانهم يشاهدون برامج اخبارية اجنبية.
يذكر ان المعارضين، وبعد منعهم من الاحتجاج في شوارع المدن الايرانية، شرعوا في الهتاف ضد الحكومة باصوات عالية من فوق اسطح المنازل والبنايات خلال الايام القليلة الماضية.
وعادة ما تبدأ تلك الهتافات بحدود الساعة العاشرة ليلا بتوقيت ايران المحلي.
واظهرت لقطات فيديو بثت عبر الانترنت اطباق استلام بث تلفزيوني فضائي وقد تعرضت للاتلاف.
وقال شخص ظهر في اللقطة قائلا انه لا يستطيع ان يشتكي للشرطة لان الشرطة نفسها ضالعة في العنف ضد المتظاهرين.
وقد اشاد الرئيس الامريكي باراك اوباما بشجاعة الايرانيين الذين تظاهروا احتجاجا على نتائج الانتخابات.
نجاد ينتقد
كما صرح وزراء خارجية مجموعة الثمانية الجمعة بانهم “قلقون بشأن انعكاسات الانتخابات الرئاسية”.
وقالوا: “نحن نحترم احتراما تاما سيادة ايران وفي الوقت ذاته ندين العنف الذي اعقب الانتخابات والذي ادى الى موت مدنيين ايرانيين، ونحن نحث ايران على احترام حقوق الانسان الاساسية”.
وقد دفعت التصريحات الغربية الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى تجديد انتقاداته السبت للرئيس اوباما، قائلا انه يتدخل في شؤون بلاده.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن احمدي نجاد قوله: “لماذا تدخل اوباما الذي تحدث عن الاصلاحات والتغييرات وعلق بطريقة تخالف العرف واللياقة وتتجاوز حدود الأدب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى