صفحات الناس

ثرثرة فوق السين

null
محمد زهير الخطيب
في مقهى متواضع على ضفاف نهر السين في باريس جلس المناضل العريق أبويعرب يحدث صديقه سجين الرأي السابق أبوالمجد (يسولفون)عن أحوال المعارضة السورية.
تنهد أبو يعرب ونفث سحابة معتمة من سيجارته وقال: إني لأتفكر في أحوال المعارضة السورية يا أبا المجد، لقد غدت مزروعة في أركان الدنيا الاربعة… ما أكثرها!!! فلقد وصلت حتى نيوزيلندا، قال أبو المجد: ايه… والله، إنك لصادق يا أبا يعرب…
قال أبو يعرب: ولكن لا تغرنك المعارضة الاسلامية، إنهم يعيشون بالقرون الوسطى ويريدون أن (يتسلبطوا) على الحكم بالديمقراطية ثم يعلنونها خلافة إسلامية طالبانية. ولا تعتمد على الاكراد فانهم يريدون تحويل منطقة الجزيرة إلى كردستان غربية!!!
رد أبو المجد: والله إنك لصادق يا أبا يعرب، وأضاف أبو يعرب: ولا اولئك اليساريين الذين طلقوا الماركسية وصاروا يمينيين أكثر من أمريكا، (لا تشد يدك بهم) والله معارضتهم ما هي الا سفسطة وحكي فاضي.
فرد أبو المجد: والله إنك لصادق يا أبا يعرب. قال أبو يعرب: أم هؤلاء العشائر الذين يقدمون أنفسهم كمعارضة ويبيعونك كلاماً وهم (مربطينها) مع الدولة، قال أبو المجد: إيه… والله يا أبا يعرب كلامك صحيح. وتابع ابو يعرب: أم هؤلاء العلمانيين الذين يحاربون الدين ولو استلموا الحكم لأصبحت ترى بين الخمارة والخمارة مرقصاً. وتابع أبو يعرب قائلا: أما المعارضة في الداخل، فلا تصدق واحداً منهم، فكلهم (رايحين جايين) على فروع المخابرات، إن أردت المعارضة الصحيحة تراها عندنا هنا في باريس. قال أبو المجد: والله إنك لصادق يا أبا يعرب، فرد أبو يعرب، ولكن ليست كل المعارضة في باريس يعتمد عليها، هؤلاء جماعة خدام كلهم موظفين يقبضون رواتب وينظّرون في فنادق خمس نجوم. وكذلك أصحاب الفضائيات الجديدة لا تعرف من أين يأتون بالفلوس. لن تجد في باريس معارضة صحيحة غير أنا وأنت و(كام واحد) من كتاب المقالات (ماشي حالهم).
قال أبو المجد والله إنك لصادق يا أبا يعرب. ثم استدرك أبو يعرب: ولكن هؤلاء الكتاب كلهم يقبضون فلوس (بلاوي) على مقالاتهم، إياك أن تظن أن هناك صحافة حرة، من الافضل أن تنساهم.
لا يبقى إلا أنا وأنت يا أبو المجد، قال أبو المجد والله إنك لصادق يا أبا يعرب.
وأخيرا التفت أبو يعرب إلى أبي المجد وقال له: أمس سمعت أنهم رأوك خارجا من السفارة السورية!!! إياك أن تقول لي أنك ذهبت لتمدد جواز السفر، تمديد الجواز يمكن أن يكون بالبريد ولا يحتاج لزيارة السفارة!!!
الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى