صفحات أخرى

في الذكرى المئوية الثانية لداروين:’اصل الانواع’ والبحث عن المشترك البشري كانت في الصراع ضد العبودية وقسوة الانسان ضد اخيه

ابراهيم درويش
كتب تشارلس دارون في عام 1859 لريتشارد بيل وهو اول قاض ‘ملون’ في جامايكا يثني على جهوده في التوسط بين الاسياد والعبيد، تجار الرقيق والرقيق انفسهم ويقول في رسالته ‘انا مسرور للسماع عن جهودكم المتعددة ومعرفتكم وصفاتكم العالية في القضايا الانسانية المقدسة’، المهمة المقدسة التي حملها تشارلس داروين معه وكانت وراء كتابه المعروف ‘اصل الانواع’ هي الوقوف ضد العبودية والبحث عن المشترك والاخوة الانسانية.
فقد حمل معه السؤال / الشيفرة التي حاول تفكيكها وهي انه إذا كان الاصل الانساني واحداً فما الداعي للتعدد؟ وكيف يحصل هذا التعدد؟، سؤال قاده الى البحث في سلوك الحيوانات والبحث الجيولوجي والانتهاء بنظريته حول النشوء والارتقاء والانتقاء الطبيعي وان الاصل في ملمح نظرية داروين هو ‘قرد’.

ماذا وراء الاكمة؟
لكن وراء قصة النظرية هي قصة الامبراطورية البريطانية في مجدها وتأججها، الامة التي كانت تسيطر على الموج والبحار، سفنها في كل مكان مما كان سهلا على الباحث الشاب المتخرج حديثا من جامعة كمبريدج ان يرسل رسائله وصناديق حمولاته من الحشرات والحيوانات المخللة والقطع الحجرية التي التقطتها مطرقته على السواحل التي مرت بها السفينة التي كانت ترفع علم جلالة الملك/ الملكة ‘بيغل’ التي غادرت ميناء بليموث في كانون الاول (ديسمبر) تحت امرة القائد فيتز روي وكان على متنها الشاب تشارلس داروين الذي كان عمره لا يتجاوز الثانية والعشرين وهي الرحلة التي استمرت خمسة اعوام ووضعت داروين الشاب على خريطة العظماء وعندما مات عام 1882 دفن في مقبرة ويستمنيستر آبي في لندن.

على متن السفينة بيغل
كانت مشاركة داروين في رحلة السفينة كباحث في الطبيعة مهمة ثانوية للرحلة فقد كانت مهمة السفينة هي حماية المصالح البريطانية من ناحية استطلاع حالة المياه على الشواطئ الاستوائية من البرازيل الى استراليا، قياس عمق المياه وقربها من البرية. ولولا عدم نجاح فيتزروي في الانتخابات البرلمانية لما كان لداروين الحظ في المشاركة في الرحلة هذه والتعرف على الطبيعة ومواجهة الاقدار الانسانية وفظائع الامبراطورية على الواقع ويراه بالعين المجردة. وهي استرقاق الانسان لأخيه الانسان واستعباده وفوق هذا معاملته بشكل قاس. سيستمع داورين في رحلته وعندما ترسو سفينته قرب السلفادور وعند ميناء باهيا إلى قصص الهاربين من العبيد الافارقة، والالات التي استخدمها الاسياد لضرب ومعاقبة الهاربين والعصاة منهم، وسيرى فظاعة ما ارتكب باسم المسيحية ومن اجل تقوية الامبراطورية، ذلك ان مآلات الامبراطورية ارتبطت بما كانت تنتجه المستعمرات من سكر وغير ذلك وكل هذا اعتمد على سواعد الارقاء.

باهيا: مسلمون متعلمون ارقاء
سيلاحظ داروين في ميناء باهيا البرازيلي العبيد في عمائمهم البيضاء ولباسهم الملون النظيف العارفين بحروف الكتابة والعربية والمتعلمين اكثر من اسيادهم، دلالة عن ان من اخذهم تجار الرقيق كانوا من العلماء والمتعلمين المسلمين من افريقيا الغربية. ستترك الرحلة اثرها عليه وعلى موقفه من العبودية والدين حيث كان شاكا في اعلى حالاته وكان موقفه هذا مثار اهتمام والده الذي نصحه بعدم الافصاح عن هذا الموقف عند زواجه من ايما ويدووج. وفي المئوية الثانية لميلاد داروين (1809) شهدت بريطانيا اكثر من مناسبة احتفالية بالرجل الذي يعتبر احد العظماء في تاريخ العلم والمعرفة البريطانية والانسانية على حد سواء لان نظريته في مجال الانتقاء الطبيعي غيرت فهمنا للطبيعة الانسانية وكانت وراء عدد من الثورات في مجال المعرفة الانسانية مثل ثورة دي ان اي واخرها الجينوم.

فكرة عظيمة ومعرض كبير
ومن اهم الاحتفاليات كان المعرض الذي اقيم في متحف التاريخ الطبيعي تحت عنوان ‘داروين فكرة عظيمة ومعرض كبير’ وهو الذي انتهت فعالياته يوم امس الاحد (19/4) بعد افتتاحه في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي. واهمية المعرض لا تكمن في محاولته عرض المواد والاشياء التي اكتشفها وحملها معه في رحلته المعروفة من طيور ومستحاثات بشرية وجماجم وعظام ولكن في الاشياء التي تظهر الجانب الانساني لداروين، ففي المتحف يقترب الزائر من داروين الانسان ويعرف ظروف حياته وعلاقاته بالعلماء في زمنه واكثر من هذا يعرف عن حياته العائلية وابنائه وبناته واستقراره اولا في لندن ثم رحيله الى كينت، ويعرف عن تصميمه على البحث على الرغم من اعتلال صحته ونشاطه الدائم حيث كان يقوم في الصباح ويتمشى حول البيت الكبير ثم يعمل حتى التاسعة ويتناول الافطار ويقرأ الرسائل وبعدها يعمل حتى الظهيرة، وهكذا. كما قلنا كتب داروين الاف الرسائل والزائر لديه الفرصة لمشاهدة هذه الرسائل التي كتبها بخط يده ويشاهد ما خطه في مفكراته العديدة من ملاحظات حول السلوك الانساني ورسمه لشجرة العائلة الانسانية التي وضع فيها القرد فيها ولأول مرة. كما يزور غرفة دراسته وكتبه التي كان يقرأها ونعرف ان داروين في بداية حياته كان قارئا للروايات ومنها روايات وولتر سكوت، وفي بداية الرحلة مع الفكرة الكبيرة التي توصل اليها داروين كانت لدى الزائر الفرصة لتتبع خط رحلة السفينة بيغل من ميناء بليموث وما قام داروين بشرائه من اشياء وقائمة الحاجيات التي كتبها خاصة ان والده روبرت داروين كان طبيبا ورجل مال واعمال.

المطرقة التي غيرت العالم
ويشاهد الزائر مطرقته التي استخدمها في الحفر. نعرف ان داروين قضى سنواته الخمس في الرحلة المعروفة على ظهر اليابسة اكثر منها على متن السفينة بيغل. مع وفاة داروين وصلت نظريته خاصة بعد ان نشر الجزء الذي استبعده من النسخة الاولى عام 1859 ‘اصل الانسان’ والذي نشر عام 1871 الى منعطف هام وحظيت باهتمام من العلماء والاتباع ‘الداروينيين’ وفي ثلاثينيات القرن الماضي اصبحت المصدر الاساسي للتعرف على طرق التطور وكانت اساس النظرية الحديثة للتطور خاصة في جزئها المعدل حيث تعتبر العامل الموحد لكل العلوم وتقدم حسب الباحثين التفسير المنطقي للتنوع على الارض. ذلك ان ما شغل تفكير داروين طوال حياته وما شاهده في الرحلة هو انه ان كان الاصل الانساني واحدا فكيف نفسر هذا التنوع؟ سنعرف ان داروين القارئ الدائم والمطلع على البحوث في اكثر من مجال سيتوصل الى فكرته من خلال تعرفه على الافكار المالتوسية المنسوبة لروبرت مالتوس وهي التي تربط المصادر الطبيعية نقصا وزيادة بالزيادة السكانية مما يعني صراع بقاء على هذه المصادر. كما يظهر المعرض ان داروين توصل لنتائجه هذه بعد اعوام من عودته الى بريطانيا وعكوفه على تحليل المفكرات والاوراق التي كتبها طوال رحلته، فمن هذه الناحية كان داروين انكليزيا حقيقيا من ناحية تسجيل وتوثيق كل ملامح ما شاهده ورآه طوال الرحلة، والمفكرات التي كتبها بخط يده وخرطش عليها اول ملامح الشجرة الانسانية تجد حضورها في المعرض وهي بألوانها العديدة وفيها رائحة قرنين من الزمان. تظهر الرسائل العالم الداخلي لداروين واهتماماته وما كان يشغل تفكيره. كانت ملامح النظرية مكتملة في ذهنه وقبل ان يضعها في كتاب اصدر العديد من الكتب عن الحشرات وانواع الحيوانات ومواضيع اخرى تتعلق بالعالم الطبيعي لكن ما دعاه للمسارعة في نشر كتابه هو مواجهته مع احد الباحثين في التطور الانساني والذي افصح له عن نتائج مماثلة. ذلك ان الفريد راسل والاس ارسل له مقالا يشرح له فيه نفس الافكار، مما جعل داروين يعتقد ان الوقت لم يعد في صالحه ولهذا اصدر كتابه الذي قعد عليه مدة عقدين من الزمان. من دراسة سلوك الحشرات والمشاعر الانسانية الى نظرية النشوء والارتقاء، نعرف ان جد داروين، ارازموس كان من دعاة التطور ومن الداعين لالغاء العبودية وكان على علاقة مع احد اهم دعاتها ويلبرفورس الذي حلم تحت شجرة بلوط ان العناية الالهية تدعوه كي يحمل هم تحرير العبيد على كاهله ولم تكن الشجرة بعيدة عن بيت العائلة في داونز هاوس وهو المقر الاخير لداروين في كنت. بدأ داروين رحلته من شروبزيري في شروشاير وكانت عائلته من ناحية الام معروفة في مجال صناعة الخزف حيث كان خاله جوسيا وجوود صناعيا معروفا في مجال الخزف ووفرت الثروة التي حصل عليها داروين من مال والده وغنى اخواله له ولاخوته الحياة المرفهة، فشقيقه ارازموس وان درس الطب معه في جامعة كامبردج الا انه لم يمارسها ابدا في حياته. اهتم في بداية حياته بعمل البيولوجيا وكرس وقتا لدراسة اللافقاريات البحرية لكن رحلته على متن بيغل حولته الى باحث في الطبيعة وعلم الجيولوجيا. وكان من اساتذته في جامعة ادنبرة رقيق محرر طريقة تحنيط الحيوانات. وكان من اساتذته في جامعة ادنبرة روبرت ادموند غرانت. ومع انه لم يهتم بدروس عالم التاريخ الطبيعي روبرت جيمسون الا انه قضى وقتا طويلا في متحف الجامعة الذي كان يعد من اكبر المتاحف في اوروبا في حينه. وبسبب اهماله دروسه قام والده بارساله الى جامعة كمبردج ذلك ان تشارلس كان يحبذ هواية الصيد وركوب الخيل على الدراسة. وفي جامعة كامبردج التقى بجون ستيفنز هينزلو الذي كان يتعامل مع دراسة العلوم كعقيدة دينية. حياة داروين في كمبريدج لا تظهر تطرفا في الانتماء لأي جماعة فكرية او سياسية خاصة في مجال مكافحة الاتجار بالرقيق وهو موضوع الساعة في حينه. لكن كما ستظهر مفكراته عن رحلته سيكون موضوع العبودية مجرى تفكيره فهو وان اعجب حتى الاندهاش بالغابات الماطرة في البرازيل الا انه شعر بالقرف من حالة الانسان وطريقة معاملة العبيد.
هنا محيط من الحبر استنفد في محاولات الرد او اعتناق مذهب داروين.

القضية المقدسة
وعلى الرغم من مرور زمن طويل على وفاة داروين الا ان نظريته لا زالت محط اهتمام ونقاش في الاوساط العلمية والدينية على حد سواء وفي المئوية الثانية لولادته صدرت عدة كتب كلها ركزت على الاطار الطبيعي ورحلته الاستكشافية على متن بيغل لكن ماكتبه كل من ادريان ديزموند وجيمس مور ركز على البعد الاثني الانساني والانثروبولوجي السياسي الديني وكان عاملا في التوصل للنظرية فالكتاب يحاول الربط بين الافكار العنصرية الاوروبية حول العرق والعلاقة بين الابيض والاسود وفكرة التفوق العرقي الاوروبي ومحاربة العبودية التي كانت سببا في محاولة التعرف على اصل الانسان. والكاتبان لا يلحان على تحليل النظرية وابعادها العلمية ومجالات تعقيداتها ولكنهما يحاولان تقديم كتاب متاح ومقروء يدخل في تفاصيل الحياة الخاصة لداورين وعلاقته بأخواله ويتمه المبكر ذلك ان والدته ماتت ولما يتجاوز عمره الثامنة وترك الامر لاخواته وعماته لتربيته. ويطلعنا الكتاب على المحاور التي شغلت النقاش في قرن تشارلس داروين، الامبراطوريحة العبودية والتبشير مع تقارع دائم بين الدين والعلم. ويكشف الكتاب عن جذور العائلة من ناحية الاب والام في محاربة الرقيق، وكيف ان مدنا بريطانية بنت معالمها وثروتها من تجارة الرق خاصة ليفربول وبرستول. ومع ان الكتاب يقدم رؤية مفصلة عن حركة محاربة العبودية في اطارها الشعبي وداخل البرلمان الا اننا نكتشف اثر تجارة الرقيق على تفكير ومواقف داورين بعد رحلته على متن بيغل. لكن داروين حاول الكشف عن مظاهر الاخوة الانسانية عبر البحث والاستقصاء العلمي بدلا من ممارسة النشاط السياسي والخطابة والكتابة. فانشغاله العلمي جعله بعيدا عن الحراك اليومي ضد الرق. واهمية الدراسة تنبع من كونها تفصيلاً لمجمل النقاشات العلمية حول اصل الانسان والتفوق الاوروبي سواء في مجال التفسير الديني والانثروبولوجي والاجتماعي. وايا كان الحال فالدراسة تعبير عن تجادل السياسة والدين من الوطنيين والاغيار واشكالية تحضيرهم وانسنتهم من خلال الخيرية والاحسان الديني الاوروبي.

ارث مثير للجدل
وايا كان الامر فقد تركت افكار ونظريات داروين حول اصل الانواع والانتقاء الطبيعي اثرها على النقاش العلمي الانساني وبعد مئتي عام من ولادته لا زالت صورته تلمع على اغلفة الكتب وتزين بطاقات المعايدة، وعلى طوابع البريد وتزين العملة الانكليزية. وخلدته بريطانيا بان طبعت صورته على ورقة العملة من فئة عشرة جنيهات. لكن الاهم في حالة داروين ان الملحدين جعلوه نبيهم مع انهم لا يؤمنون بالانبياء اما الليبراليون فجعلوه رمزهم، فيما احتفى العلماء والباحثون العلميون بالداروينية واثارها اما المتدينون فلم يفوتوا الفرصة لشجب افكاره ومحاولة محوها ومنعها من اماكن الدراسة فكيف تسول لنفس رجل مثل داروين القول ان ادم لم يكن قادرا على التكيف مع قوانين الطبيعة واستسلم للقرد، لكن داروين في عدد من الدوائر الدينية الاسلامية والمسيحية وان كان مدعاة للشك الا ان عددا من علمائهم حاولوا فهم الاسس النظرية لعمله وانجازه واثر على قطاع كبير من المفكرين الاسلاميين في القرنين العشرين والتاسع عشر قبله.

في العربية ومواقف علماء
في الجزء الاخير من المعرض يشاهد الزائر داروين في اللغات الاخرى وهناك بين النسخ المترجمة، عمل اسماعيل مظهر وترجمته لـ ‘أصل الأنواع’ الذي قام به في عام 1961 ولكن الترجمة المعروضة هي طبعة دار النهضة في بيروت والتي تعود لعام 1971. وتشير البطاقة المعروضة مع الكتاب الى ان الاجزاء الخمسة الاولى من ‘اصل الانواع’ ترجمت للعربية عام 1918 ثم ترجمت الاجزاء الاربعة الاخرى عام 1928. وقد حظيت النظرية باهتمام العلماء المسلمين بين رافض لتدريسها في المناهج الدراسية كما يبدو من مجمل مواقف وآراء الشيخ محمد الغزالي لأن الانسان الذي كرمه الله على بقية المخلوقات اسمى من ان يكون اصله قرداً وبين من لا يرى بأسا من تدريسها كرأي في مجمل تطور البحث العلمي كما جاء في رأي للشيخ يوسف القرضاوي في كتابه ‘ قضايا اسلامية معاصرة’. وفي الوقت الذي لم يكن داروين فيه محل اجماع من كل الاطراف فان طرق النظر اليه كانت دائما تتخذ طرقا ومنعرجات مختلفة، فهو في رحلته على سفينة بيغل كان مؤمنا محافظا او تقليديا، بعض اساتذته كانوا من المتطرفين ولم يكن يجد بدا من ان يستمع اليهم في الوقت الذي كان يبحث فيه في اصل الانواع. ومن هنا فمهمة البحث في حياة داروين ليست في تحليل مبادئ واسس نظريته علميا ولكن قراءة زمنه واكثر من ذلك قراءة تاريخ عائلته، فكلما فتحت صناديق ثروته ورسائله كشفت لنا عن جانب اخر وجديد من حياته ومن هنا فمهمة كتاب ديزموند ومور هي البحث في الجذور تماما كما لاحق اليكس هيلي جذور بطله كونتاكينتي لافريقيا. ان جذور اصل الانواع والاصل الواحد للانواع هي في ظروف الاستعباد والاستعمار وهي ما يحاول الكاتبان تجليته، فمع ان الكتاب مليء بالتفاصيل والغموض واحيانا التعقيد الا انه مرجع في اعتقادنا مهم في اعادة قراءة داروين ولمن لا يعرفون الكثير عن النظرية واصولها العلمية فالكتاب دليل الحائر الحزين لاصول نظرية داروين او على الاقل هذا ما’نراه.
يذكر ان كلا من الكاتبين مرجع في دراسة داروين وكتابهما هذا من افضل ستة كتب صدرت عن العالم الانكليزي في مئويته الثانية.

‘ ناقد من اسرة ‘القدس العربي’

Darwinصs Sacred Cause
Race Slavery and the Quest for Human Origins
By:
Adrian Desmond and James Moore
Allen Lane
An imprint of Penguin Books
London/2009
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى