صفحات من مدونات سورية

ليكن في علمكم

يظن البعض أن هوايتي مراقبة الناس و تسقط أخبارها ، كما الذبابة تلاحق أكياس القمامة لتحفظ عيشها ، و أني أخط حروفي بحقد شخصي أترصد أناساً بعينهم لأكتب عنهم مقالات ساخرة ، فو الله إنه ليعزُّ علي أن يكون من أكتب عنهم هم مدرائي أو زملائي الذين لهم عليّ حق الاحترام ، فأنا بشر لست معصوماً في شيء أخطئ و أسيء و أرتكب و هم ليسوا شياطين  فكل الناس خير و بركة ، و لكن !
مدير بكامل عظمته يعاملك و أنت الموظف عنده من رؤوس مناخره ، يأمر و يستعلي و يتجبر ، يلاحق عثراتك و يشتمك و يكفر ، ينهب حقك و أنت الصامت عنه ، ثم تجده يحابي زميلك لأنه ابن عز و جاه و سلطان يقدسه و يقدره ، و أنت العبد الفقير لله ، فو الله ليس من حقه أن ينزعج إن قلت عنه ما فيه ، و إن انزعج فتلك مشكلته فليعاملك كبشر و حينها إن شتمته تكون قد ظلمته ، و دون هذا فليستمر في تعجرفه و غيه و سيظل يسمع ما ليس يرضيه !
زميل لك مثلك مثله تظنه قيصر روما لا تنقصه إلا الجواري ، يأمر و ينهى و يسألك و أنت ملزم بالإجابة ، يطلب فيأتيه ما يطلب زحفاً ، و أنت تستجدي شيئاً فتدار  لك القفا اليسار ( يمكن اليمين … لأن المدراء عندنا خبراء أتيكيت ) ، يحدثك عن لياليه الحمر في بغداد حتى طلوع الفجر ، و حضرتك يا صاحبي تنام قبل الديك في المساء من التعب ، كل يوم تبحث عن قرش تقيم به أودك و أود عيالك ، و له فتحت خزائن بيت المسلمين ليبعثرها حيث شاء ، يا سيدي لا نريد فضلة من مالك بل نريد أن تصمت ،لأنه إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا !
ليكن في علمكم … بوسعكم أن تغتصبوا حقنا ، و أن تعيشوا و تبذخوا بأموالنا ، و نحن نعاقر وجعنا و جوعنا و نصبر لأن الله يحب الصابرين ، ليست القضايا شخصية هنا بل بين جماعتين واحدة تغتصب و تأكل حقها و حق غيرها و أخرى تعمل و تجوع فلا تلقى ما يسد رمقها  … و إني منهم – فلتعرفوا – ( إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي ) .

http://nawarshash.com/?p=6386

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى