صفحات الناس

سورية التي نريدها

null
درويش محمى
سورية التي نريدها، سورية “شبعانة” لا اصنام في ساحات مدنها ولا حراس على طرقاتها، سورية الانسان فيها الكل بالكل، في جيبه الخلفي هوية المواطنة وجواز سفر محترمة، تحفظ له حقوقه في الحب والكره والرأي والرأي الاخر والصحة والتقاعد والماء والكهرباء والشعر والنشر والضحك والبكاء، سورية اذا ولدت سوريأً تتبناه الدولة من المهد الى اللحد ومن “الحفاضة” الى الجامعة، سورية حرة غير “مستقرة” من شرقها الكردي الى غربها العربي، يتنافس ابناوءها على مقعد في البرلمان او مركز في الوزارة او انتاج حبة قمح افضل او بناء مصنع، نريدها سورية بحدودها الحالية والقديمة وضمنها الجولان ولواء اسكندرونة، سورية لا طائفية فيها الحقوق مخفوظة للمسيحي والمسلم والايزيدي والدرزي وحتى الملحد الكافر .
سورية التي نريدها، سورية مشجرة بعشرين مليون شجرة، تحمي المواطن من لفحة الشمس وكل ريح عاتية، سورية فيها الانسان يصلي لربه تعالى او يعربد، ولا وجود فيها للمخابرات او رجال الامن، فيها القاضي العادل والموظف النزيه، اما لقب سيادة الرئيس فلا يحتفظ به رجل بعينه الا اعوام قليلة معدودة يعود بعدها سيادته الى داره ويتقاعد، لا جاه ولا مال ولا حاشية، نريدها سوريا حرة مستقلة فها الجولان معلم من المعالم السياحية، السورية لا الاسرائيلية، يأتيها الناس من كل صوب وحدب، يتذوقون فاكهتها الطيبة، نريدها سورية التاريخ العريق والمستقبل المشرق، فيها الجامعات والمعاهد تدرس باللغة الكردية والارامية قبل العربية، سورية يهابها الخصوم ويحترمها الجيران، تحضن ابنائها وترعاهم، سورية فيها اجرس الكنيسة ترد على اذان المسجد وفيها المقاهي والملاهي والرقص الشرقي والغربي، يغني فيها كل على ليلاه، سورية الكل فيها سواسية لافضل فيها لكردي على عربي ولا لمسيحي على مسلم ولا لسني على علوي الا بعمله وانتاجه، سورية لا اسماء ولا وجاهات ولا محسوبيات ولا صور كبيرة ولا تماثيل لكل من “يشتغل” في السياسة، بأستثناء الشعراء والمفكرين والادباء وخبراء الاقتصاد والمخترعين .
سألني احدهم، ماذا تريدون من سورية المستقرة انتم يا جماعة المعارضة ؟ اتريدونها عراق ثانية ؟ فكتبت هذه السطور لعلى وعسى تصل الرسالة ؟
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى