بيانات وتقاريرصفحات سورية

فـلـنقـــاوم الطـــائفــية

null

لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية

نَشَرت “أمانة بيروت لإعلان دمشق” يوم الخامس من أيَّار/مايو الحالي بيانا يدعو “السنة في سورية إلى العصيان المدني لنصرة أهل السنة في لبنان … في وجه المدِّ الشيعي الفارسي وحلفائه المتمثِّلين بالنظام العلوي العائلي في سورية وحزب الله في لبنان”. وقد بادرت عدد من المواقع السورية عبر شبكة الأنترنيت، ومنها “أحرار سورية”، وهي لسان حال عبد الحليم خدَّام، إلى نشره وتوزيعه.

إن لجنة التنسيق من أجل التغيير الوطني الديمقراطي في سورية تُوجِّه أنظار الشعب السوري والعربي وكافة قوى التحرر والديمقراطية إلى خطورة هذا البيان الذي ينطوي على نكوص عن الثوابت الوطنية، ويّفتح الأفق أمام حرب أهلية طالما هو يستنهض طائفة ضد أخرى، ويساهم على هذا النحو في تمرير ما تسمِّيه السياسة الأمبريالية للولايات المتحدة ب”الفوضى الخلاقة”، وذلك للوصول إلى تنفيذ مخطَّط الشرق الأوسط الكبير الذي يهدف إلى تمزيق الوحدات الوطنية لشعوبنا.

والمراد من هذا الخطاب الطائفي الانحراف بالوعي عن المعركة التي تحتدم بين شعوبنا وبين المحور الصهيوني – الأمبريالي الأمريكي، لتفريغها من محتواها الوطني التحرري والمجتمعي، واستبدالها بحرب طائفية لإسقاط خيار المقاومة الذي يتصدى اليوم للسياسات الرامية إلى تفتيت الوطن العربي، ونهب ثرواته، وتمكين إسرائيل من بسط هيمنتها من العراق وحتى غاية المغرب العربي.

إن هذا البيان المشبوه، إذ هو يَصدُر عن جهة تَزعُم انتماءها إلى “إعلان دمشق” الذي ليس له موقف واضح مما يُطلِق على نفسه تسمية “أمانة بيروت لإعلان دمشق” – ونحن في لجنة التنسيق كنا منذ تأسيسها في العام 2007 ندَّدنا بها، ودعينا “الأمانة العامة لإعلان دمشق” إلى اتخاذ موقف صريح وحاسم إزاءها، وهو الأمر الذي لم يأتِ حتى اليوم – فإننا الآن، وفي ضوء هكذا بيان، وما كان سبقه بفترة وجيزة من اتصالات مدانة قام بها مأمون حمصي وغيره باسم “إعلان دمشق” بالإدارة الأمريكية والكونغرس، نعود لنطالب “الأمانة العامة لإعلان دمشق” أن تحدِّد موقفها بصورة واضحة وحاسمة من الاتصالات والمواقف التي تنال من المرتكزات الوطنية لمعركتنا من أجل التحرر والديمقراطية.

إننا في لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية،

ندين أية محاولة للنيل من الوحدة الوطنية في سورية ولبنان من أية جهة جاءت،

نؤكِّد بقوة على دعمنا بإصرار وتصميم للمقاومة المناهضة للعدو الإسرائيلي وحليفته الولايات المتحدة الأمريكية،

نَشجُب وندين كافة الاتصالات التي تَندَرج في سياق الإستقواء بالخارج مهما كانت الأسباب المزعومة،

نحذِّر من محاولات بث الفرقة الطائفية والدينية للنيل من مقاومة الصهيونية والأمبريالية، ونعتقد أن هذه المحاولات ترمي اليوم إلى توفير الشروط أمام حرب أهلية في سورية ولبنان وغيرها.

نهيب بالوطنيين إلى مناهضة كل من يحاول تحريض المواطنين المسيحيين على تبني الخطاب الطائفي، ونُوجِّه الأنظار إلى أن البيان إياه لأمانة بيروت ما هو سوى مقدِّمة لنشر الطائفية في المنطقة بإيعاز من السياسة المصرية والسعودية؛ ففي أعقاب صدور البيان إياه ما لبثت أن ظهرت محاولات تحثُّ مسيحيي سورية على تبني الخطاب الطائفي،

إننا في لجنة التنسيق نعتقد أن المعركة اليوم هي بين قوى المقاومة الرافضة لأية مساومات مع الصهيونية والأمبريالية، وبين قوى الاستسلام،

وإننا ندعو الشعب السوري إلى التمسك بوحدته الوطنية، والنضال من أجل تشييد دولة وطنية ديمقراطية في البلاد، بما يفتح المجال أمام تحويل سورية إلى بلد مقاوِم دولةً ومجتمعاَ، فعلا وليس قولا، وذلك من أجل توحيد المقاومة في سورية ولبنان وفلسطين والعراق وغيرها لدحر الوجود الصهيوني، وإلحاق الهزيمة بالسياسة الأمبريالية للولايات المتحدة الأمريكية.

لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية

باريس – الأربعاء 14 أيّار/ مايو 2008

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أشكركم على جهودكم وأتمنى أن أعرف شيئاً عنكم، ولا أعلم إن كان هذا تقصيراً مني أو منكم
    وشكراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى