أزمة النقاب في سوريةصفحات من مدونات سورية

حلّــــوا عن راســــــي

ما يبهرني و يحبس أنفاسي من كل ما يحدث أننا ما زالنا جنس النساء ، ما نلبسه ما نفعله منوط بكرم أخلاق الرجال وما قد يتكرمون علينا به . مازال الكوكب يدور حول رأسي. حول قفاي . ما يزعجني ان تقرير مصيري يدور بين الرجال. والمعنية به واقفة تتفرج.
فالمسرحية ما زالت مستمرة و الحوار فيها لم يتغير :
– رجل متفهم :البسنّ
– رجل غير متفهم: لا تلبسنّ
– رجل متفهم :اخرجنّ
– رجل غير متفهم : لا تخرجنّ
– رجل متفهم: ادرسنّ
– رجل غير متفهم: لا تدرسنّ
برأي و برأي الدستور السوري ليس من حق أي مواطن سوري أن يججب فرصة التعليم عن أي مواطن سوري آخر، ووزير التربية والتعليم هو بالنهاية مواطن سوري و لعجبي عمله منوط بأن يؤمن فرصة التعليم لكل مواطن سوري لا أن يقف عند الحرم الجامعي و يقول لهذا أدخل و هذا لا تدخل.
لا اعتقد أن هذا الكلام سيدخل حيز القرار أو التنفيذ – ولكن مجرد أن تمر هذه الفكرة بمخ سعادته و تخرج للعلن هو أمر يسحب منه أهلية القيام بعمله و اعتقد أن عليه أن يعتذر .
عني كمدّرسة مسؤولة عن تعليم صف ليس من حقي ان أتأمل و أتمحص و أتفحص بما قد يرد أو لا يرد أو ممكن أن يرد بمخ طلابي ، أو بما قد يحدث من تأثيرات فيما بينهم. واجبي محصور بتأمين بيئة مناسبة لهم لتلقي المعلومة . نقطة انتهى. فما بالك بالمسؤول عن تعليم شعب بكامله!
انغلاق ام انفتاح
لاحظت من قراءة التدوينات التي عقبّت على كلام السيد الوزير – الذي رأى أن هذه ظاهرة جديدة على المجتمع – ان هناك اعتقاد بازدياد عدد المنقبات طردا في المجتمع السوري. وهنا أريد أن أوضح أمرا . لا اعتقد أن عدد المنقبات ازداد بأي حال من الأحوال. العدد هو نفسه لم يتغير الذي حدث أن هذه الفئة من العوائل كانت تحرّم على البنات الدراسة و العمل – ومازال هناك عوائل تخرج البنات من الصف السادس و تجلسهن في المنزل انتظارا لنصيبها- . وعلى ما يبدو أن كبيرهم قد أفتى بخروجهنّ من المنزل منذ عشر سنوات أو أكثر والانخراط بجميع المؤسسات . هن كن في الداخل و خرجن، و عين المواطن السوري غير متعودة على رؤيتهنّ في الكليات و الوزارات فحدث هذا الاستنتاج بأن عددهنّ يزداد. عني أعتقد أن ما يحدث في هذه الفئة هو انفتاح و هو بصالح المجتمع السوري لا ضده، فخروجهن بحد ذاته ثورة لهنّ. و قد تقوم الأجيال اللاحقة بأكثر .
أرثي لحالهن . فوزير التربية – الذي ورث عن والده كليات و جامعات سوريا على ما يبدو – لم يعجبه منظر خروج ذات الرداء الأسود من المنزل – هذا الانتصار الذي قد يكنّ عملنّ لأيام و رسمنّ مخططات ووضعنّ حجج و براهين و نظريات من القرآن الكريم والسنن و الأحاديث ليصلن اليه و ليدخلنّ من بوابة الجامعة ، يأتي حضرة جلالته و بشحطة قلم يريد أن يعيدها مرة أخرى من حيث جاءت.
بدت لي كتسلية ظريفة ، من جهة الأب و الشيخ يمنعهن من الخروج و الدراسة و عندما يعطوا موافقتهم الميمونة يقوم مالك الجامعة بمنعهنّ من الدخول.
ذكرتني بعشقي القديم للبيانو و قراري العظيم في سن المراهقة بدراسته أكاديميا، فقوبلت بضحكات و استهزائات من سبقوني لأن المعهد العالي للموسيقا لا يتسع بجوانبه الواسعة رأس بغطاء أبيض و أن” صاحب المعهد” المرحوم صلحي الوادي لا يعطي موافقته حتى يرى رؤوس سوداء أو شقراء أو حمراء تتطنط أمامه،فعدت إدراجي . و ما زلت أترحم عليه من كل رجلي.

بالنهاية ، سؤال عاطفي.. شو رأيكم تحلّوا عن راسنا؟

http://souriyya.blogspot.com/2010/07/blog-post.html

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى