ثورة مصر

الدبابة

فاطمة قنديل

الدبابة التي كانت تقف على ناصية شارعنا  -على أيامنا – في ” حظر التجول ”

لم يجلس أحد منا بين عجلاتها

كان من المؤكد أنها لن تتحرك من ناصية شارعنا

و المقدم – زميلي دارس الدراما في معهد المسرح –

كان يأتي إلينا بالخبز

كل مساء

الجنود أيضا

كانوا نفس الجنود الذين كنا نغازلهم

في غمرة النصر

فيشيحون بوجوههم في خجل

لأنهم كانوا واثقين أن بنات مصر الجديدة هم البنات أنفسهن اللواتي غنين مع سعاد حسني

” ما تقولش أمين شرطة اسم الله و للا ديبلوماسي

لكنهن كن يحلمن بالزواج  من الدبلوماسي

بالرغم من أن  أمين الشرطة  كان  سعيدا

الدبابة التي تقف الآن على ناصية شارعنا

تطلق الرصاص في الهواء بين لحظة و أخرى

و تمر أمام بيتي

محملة بمن أطلقتهم الشرطة من السجون علينا

ليسوا الحرامية في ” انتفاضة الحرامية ”

و ليسوا الجوعى في ” انتفاضة الخبز

و لسنا نعرف أيضا إلى أين هم ذاهبون بهم ”

الدبابة التي تقف الآن في ميدان التحرير

نهتف لها ” الشعب و الجيش إيد واحدة

و ليس صوتنا مشروخا من كثرة الهتاف ”

كأننا نرجوها

كأننا نخافها

كأننا نذكرها

و كأننا نقول لها:

لو دارت عجلاتك على أجسادنا

ستكونين شيئا آخر غير الدبابة التي وقفت على ناصية شارعنا ذات يوم

و لن نغني لك

” دولا مين .. دولا عساكر مصريين ”

ستكونين محض خوذة جندي مصري

في 73

ربما لم تزل ملقاة في الصحراء

لأن أهله  لم يلتفتوا إليها

و هم يلمون أشلاءه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى