صفحات سورية

عندما يقع الثور تكثر المشاريع

null
مرشد اليوسف
الشعارات السياسية العاطفية الكبيرة التي  أختبئ خلفها جهابذة السياسة الكردية أدخلت الشعب الكردي السوري  في أتون معارك غير متكافئة خلفت وراءها كل هذه  الهزائم والإخفاقات سواء على المستوى الحركي أو المستوى الشعبي ( وكأنك يا زيد ما غزيت) .
والأفكار الواقعية الصحيحة تحكم العالم وتمارس قوة حاسمة في التاريخ وتخلق المقدمات  الصحيحة والنتائج الصحيحة وتحتوي على طاقة و ديناميكية تنزع إلى بلوغ الأهداف المنطقية الخاصة بها , وتحرك الأفراد والأمم  والمؤسسات والأحزاب والحكومات, وتدفعهم  باتجاه انجاز الغايات النبيلة وكل ذلك مرهون بإرادة المفكرين و الزعماء الحقيقيين والقادة الكاريزميين  الذين وهبوا حياتهم للشعب .
ويؤسفني أن أقول أن معظم السياسيين الأكراد يستمتعون كثيرا بإعطاء الشعب الكردي السوري دروسا بمناسبة ودون مناسبة ويعتقدون أنهم يؤدون مهمة مقدسة وهذا شأنهم .
والحقيقة أن معظم الشعب الكردي السوري مل  من الدروس  والمواعظ والوصايا , وأمتلك خيط قدره وأمتلك الوعي الذي يميز  بين الواقع والخيال , وبين  السياسة والعاطفة , وبين الممكن والمستحيل ولا تنطلي عليه بعد اليوم  السياسات الديماغوجية والانعزالية والانتهازية والدوغمائية والأوهام السرابية وكل المشاريع الطيارة التي تأتي من هنا وهناك , وحزم أمره  وحدد هويته ومسيرته  وخياراته ضمن الثوابت التالية:
– سوريا وطن أساسي ونهائي لكل السوريين.
– الشعب الكردي السوري مكون أساسي من مكونات الشعب السوري .
-القضية الكردية في سوريا قضية وطنية وعلى الحكومة السورية التعامل معها بايجابية انطلاقا من مسؤوليتها تجاه جزء من مواطنيها.
– الحراك السياسي الحزبي الكردي السوري جزء من العملية السياسية في البلاد وهدفه إعداد المواطنين الأكراد وغيرهم لمواجهة مسؤولياتهم السياسية والوطنية من أجل الاستقرار المجتمعي عبر المشاركة  والتعايش والاندماج في النسيج الوطني السوري  .
– الخطاب السياسي الكردي السوري خطاب وطني يلامس الواقع ويلامس احتياجات ومشاكل المواطنين  وحاجة الوطن. وفي الوقت نفسه يخاطب عقل الناس ويحترم ذكاءهم وخياراتهم ويستند على:
1- مبدأ المواطنة  السورية كخيار حر بوصفه حركة تجديد شاملة  وترسيخ للوحدة الوطنية السورية وتعميق للاندماج والولاء لدولة المواطنة.
2- مبدأ الولاء للدولة  السورية حيث يستعيد الإنسان خصوصيته الثقافية ويستعيد حقه وموقعه ودوره عن طريق كفاءته وقدراته ونزاهته لاعن طريق موقعه في الانتماء المذهبي والطائفي والقومي  .
وعلى هذا الأساس فإننا نعتقد أن تطوير واقعنا السياسي والقانوني الكردي السوري اليوم و صياغة فضاء  اجتماعي وسياسي وطني سوري جديد  قوامه ومرتكزه الرئيس يكون مبدأ المواطنة  والدولة مرهون إلى حد بعيد على قدرتنا على بلورة هذين  المفهومين والدفاع عنهما بكافة الطرق السلمية والديمقراطية.
موقع اعلان دمشق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى