صفحات الناسلافا خالد

للرجال فقط .. ضرب النساء

null
لافا خالد
بقايا جسد إنساني يغطي تهشم العظام في أغلب مفاصلها، لا نتحدث عن كائن خرافي أو صورة فلميه لمخرج فنتازي، نتحدث عن إحدى نساء الحسكة، هذه المدينة التي بات يعلو وجهها لغة العنف والتمييز ضد المرأة. وإن كان 30 بالمائة من نساء أمريكا يتعرضن للعنف الجسدي من قبل أزواجهن بمعدل حالة ضرب كل 15 ثانية، فإنه من ألأفضل للغة الأرقام في مجتمعاتنا الشرقية أن تذكر عدد النساء اللواتي لا يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن
( ناجية ) اسم ليس على مسمى، لأنها لم تنجو من جنون زوجها الذي جعل من البيت حلبة للملاكمة، فوقت اللعبة وقوانينها يحدده الزوج، أما الحَكم الذي هو جزء من الحُكم فانه منحاز وصامت، بل وأكاد القول انه اعور. معركة الجسد أو حوارها بين الرجل والمرأة هي المعركة والحوار الوحيد الذي لا يتدخل فيه أحد.
ناجية أنجبت لزوجها سبعة أبناء وأكبرهم على مشارف أن ينهي الخدمة العسكرية، أصغرهم في المرحلة الابتدائية، الزوج يعمل تاجرا يستخدم منمقات الكلام لكسب الزبون، وفي البيت لا يعرف غير قبيح اللفظ و لغة السوط وأسلوب الضرب، ومع مرور الزمن يشعر الأبناء إن الأسرة تحولت إلى جزيرة معزولة، وأسوار على شكل قضبان، وسجان باسم الأبوة يمارس ساديته بحق أمهم، يقتنص الأطفال فرصة سفر سجانهم، يخرجون كبقية الأطفال ليمارسوا حق طفولتهم، ولان السجين قد حرم من الحرية فانه قد يتجاوزها وهنا الخطورة والذي لا يدركه تاجرا لا يفهم غير لغة الربح في مجال المال وأما البنون فإنهم يأتون بالدرجة الثانية.
غالبية الرجال لا يحتاجون إلى مبررات كي يضربوا زوجاتهم، كما هو الحال مع زوج ناجية الذي امتهن حرفة خلقها، وكان آخرها ضربها وتهشيم انفها لأنها سمحت لأحد أبناءها بشراء بسكويته بخمسة ليرات، هربت الأم كي تنقذ حياتها في معركة كان لصراخ الأولاد صوت استغاثة لجار حاول إن ينهي وحشية الزوج وإنقاذ ناجية، تقول ناجية إن الابن الأصغر فكر ولأكثر من مرة بالانتحار وتستدرك في قولها ( لا اعرف لما يتصرف هذا الرجل معنا بهذه الوحشية أبنائه يطيعونه ويخافون حتى من همساته و أنا لا اقصر معه في أي من الواجبات وفوق كل ذلك اللغة الوحيدة في بيتنا هو العنف والضرب حتى كسر الأضلاع ).
ماذا لو انتحر الابن الصغير لهذا التاجر ولبقية الرجال الذين هم على شاكلته، من المسئول أمام الضمير الإنساني والمجتمع المتحضر والحكم السماوي اللاحق، وأي رجولة هذه وتحضر يدعونه ولا يجدون في المرأة سوى عبدة يضربونها بالنهار وجارية تشبع غرائزهم، أي رجولة ترتضي بان ينام مع عبدة وبشكل أدق بهيمة؟ إن حوار الجسد بين الرجل وزوجته إن كان حوار يتخلله الضرب واللكمات في النهار فان حوار الجسدين في الليل لا يمكن أن نسميه بغير انه اغتصاب جنسي للمرأة.
إن المعركة الأخيرة من اجل المساواة بين الرجل والمرأة ستكون معركة الجسد، لان الرجل وبحكم قوته العضلية يكون أول من يلجا إليها، لذا فان المرأة الغربية بدأت تتعلم فنون القتال والملاكمة والكاراتيه كي تحمي نفسها من قوة الرجل، وهنا يكتشف الرجل إن سوطه وضربه الجنوني قد يحول المرأة إلى إنسانة تملك العضلات المفتولة وهنا نواجه إشكالية الأنوثة وهل إن عضلات المرأة تقلل من أنوثتها… وللحديث صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى