صفحات الناسلافا خالد

شيوخنا كلهم في الهم شرق

null
لافا خالد
” اللعنة إنه ليس أوان الموت، ضعوه في الثلاجة سأستلمه بعد عودتي من السفر” يسافر مارتن مع عائلته لقضاء إجازة العطلة الصيفية، حين عودته يقوم بمراسيم دفن والده وفق العرف الأوربي هكذا أخبرني صديقه السوري، انطلاقا من هكذا مواقف يلعن الكثيرون منا حضارة الغرب ويعلنون سقوط القيم فيها، ويزايد البعض الآخر ويكتشف علاقة تلك القيم بضعف الدين والحليب المعلب الذي رضعوه في طفولتهم
مراسيم التعامل مع من هم في خريف العمر ورغم اختلاف تحديد الفئة العمرية لها تختلف من مجتمع إلى آخر، في الغرب ورغم كون حكوماتها الحارسة الأمينة لحالة اللاتوزان الطبقي، فإنها تقوم بواجباتها على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، فلا خوف من الحاجة الاقتصادية أو الوضع الصحي لوجود نظام الضمان الاجتماعي والصحي، تلك الدول التي نكفرها ونلعنها في خطب جمعنا تعمل على دمج كبار السن في المجتمع ووضعهم بمجاميع لممارسة نشاطاتهم الإنتاجية وحسب إمكانياتهم كالرياضة وتوفير فرص السفر الجماعي بغرض السياحة، ولكن كيف هي الصورة في مجتمعاتنا؟ حين الوقوف على واقع شيوخنا وآبائنا ممن تقدموا قليلا في سنوات العمر نرى الصورة مبكية كثيرا، فمعظمهم يعيشون على الهامش، تقتلهم الوحدة التي تنتابهم دائما، بتاريخ 7/7/2009 انتحرت السيدة وسيلة حسكو من سكان مدينة القامشلي هذه المرأة البالغة من العمر 65 عاما لم تقدم على إنهاء حياتها سوى لشعورها بالوحدة مع إنها كانت تعيش بين أبنائها، وحالة الشعور بالوحدة ترافق كل جداتنا وآبائنا ونلاحظ بأم أعيننا أن الكثير من الأبناء يتحايلون فيما بينهم ويختلقون الأعذار بغرض التخلص منهم أو يشترطون أن يتكفل كل واحد من الأبناء برعاية والديه شهرا لحين يأخذ الله أمانته، و كلمة الاوف المحرمة وفق القران الكريم بحق الأبوين يشتقون منها المشتقات وينهرون من نهر اللغة نهرا لنهرهما رغم قوله تعالى ( ولا تنهرهما)
كيف هو الموقف على الصعيد الفردي والحكومي معهم؟
رغم بخل القوانين والتشريعات التي تتكفل بهم فان الحكومات في بلداننا الشرقية تعتبر كبار السن دودة مستهلكة في النظام الاقتصادي ورقما مهملا ينتظر الإلغاء في سجلات الدولة.
أما هم فلا يملكون غير الصمت تجاه صمت الدولة وصراخ الأبناء والأحفاد، هم الطفولة المتأخرة للإنسان، لا أب يحميهم ولا أم تعطيهم المحبة، ينتظرون الموت رغم خوفهم من عزرائيل، ينتظرونه بفارغ الصبر وكثير من الخوف.
هل نعاملهم كبشر؟ وبشكل أدق هل نعامل ذاتنا قبل أن تصبح في خريف العمر… تعاملنا معهم صورة من تعامل آخرين معنا حينما نصبح في خريف العمر.
ملاحظة) في الغرب تتمكيج المراهقة والنساء الكبيرات الأولى بغرض أن تظهر نفسها كبيرة والثانية بغرض أن تجعل من نفسها أصغر.. الأولى نعتبرها غير مؤدبة والثانية متصابية…. الملاحظة بغرض إدراجها وذكر كم هي جميلة ومرتبة النساء هنا في خريف العمر.
موقع ثرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى