صفحات الشعر

قصائد لأوكتافيو باث

null
ترجمة: ميسون بوعدي

قَدَرُ شَاعِرٍ
كَلِمَاتٌ؟ مِنَ الْهَوَاءْ
وَفِي الْهَواءِ مَفْقُودَةٌ.
اتْركْنِي لأُفْقَدَ بَيْنَ الْكَلِمَاتِ،
دَعْنِي أَكُونُ الهوَاءَ بَيْنَ الشَّفَتَيْنِ،
وَنَفْخَةً شَرِيدَةً دُونَ مَدًى
يُبَدِّدُهَا الْهَوَاءْ.
فَالضّوْءُ أَيْضًا يُفْقَدُ فِي حَدِّ ذَاتِهِ.

الدَّرْبُ
إِنَّهُ دَرْبٌ ضَيِّقٌ وَصَامِتْ.
أَمْشِي فِي الظَّلامِ فَأَتَعَثَّرُ وَأَسْقُطُ
فَأَقُومُ وَأَدُوسُ بِقَدَمَيْن عَمْيَاوَيْنِ
الأَحْجَارَ الخَرْسَاءَ وَالأَوْرَاقَ اليَابِسَةَ
وَأَحَدٌ مَا وَرَائِي يَدُوسُهَا أَيْضا:
إِنْ تَوَقَّفْتُ، تَوَقَّفَ؛
إِنْ رَكَضْتُ، رَكَضَ. أُدِيرُ وَجْهِي: فَلا أَحَدْ.
كُلُّ شَيْءٍ مُظْلِمٌ وَدُونَ مَنْفَذٍ،
أَدُورُ ثُمَّ أَدُورُ فِي زَوَايَا
تُفْضِي إِلى الدَّرْبِ نَفْسِهِ
حَيْثُ لا أَحَدَ يَنْتَظِرُنِي أَوْ يَتْبَعُنِي،
حَيْثُ أَتْبَعُ فِيهِ رَجُلا يَتَعَثَّرُ
وَيَقُومُ وَيَقُولُ عِنْدَ رُؤْيَتِي: لا أَحَدْ.

عَيْنَاكِ

عَيْنَاكِ وَطَنُ الْبَرْقِ وَالدَّمْعْ،
صَمْتٌ يَتَحَدَّثُ،
عَوَاصِف دُونَ رِيحٍ، بَحْرٌ دُونَ أَمْوَاجْ،
طُيُورٌ حَبِيسَةٌ، وُحُوشٌ ذَهَبِيَّةٌ مُنَوَّمَه،
يَاقُوتٌ كَافِرٌ مِثْلَ الحَقِيقَةِ،
خَرِيفٌ في وُضُوحِ الغَابِ حَيْثُ الضَّوْءُ يُغَنِّي عَلَى
كَتِفِ شَجَرَةٍ جَمِيعُ أَوْرَاقِهَا طُيُورْ،
شَاطِئٌ يُلْفِيهِ الصَّبَاحُ مُغَطّى بِالْعُيُونِ،
سَلَّةُ فَوَاكِه مِنْ نَارْ،
كِذْبَةٌ تُغَذِّي الْوَهْمَ،
مَرَايَا لِهَذا الْعَالَمِ، وَأَبْوَابُ الْعَالَمِ الآخَرْ،
نَبْضٌ هَادِئٌ للبَحْرِ وَقْتَ الظَّهِيرَةِ،
مُطْلَقٌ يَخْتَلِجُ،
جَلِيدْ.

أوكتافيو باث، شاعر مكسيكي حاصل على جائزة نوبل في الآداب سنة 1990، له عدة دواوين منها الديوان الذي ترجمنا منه هذه المختارات الموسوم ب’حرية مشروطة’ الذي كتبه بين 1935 و 1975، وقد صدر عن دار كاتدرا سنة 1990 بمدريد.
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى