صفحات ثقافية

خوان غويتسولو يرفض جائزة القذافي للآداب بسبب اسمها

null
صلاح فضل مقرر الجائزة التي طارت قبل أن تبدأ
حمدي ابو جليل
صدقت توقعات بعض المطلعين على أسرار تأسيس «جائزة القذافي العالمية للآداب» ورفضها الروائي الاسباني المعروف «خوان غويتسولو» لأسباب تتمحور حول اسم صاحبها «العقيد معمر القذافي» الذي أصرّ عليه مقررها الناقد المصري صلاح فضل رغم معارضة معظم أعضاء لجنة تحكيم الجائزة، وأعلن «خوان غويتسولو» للعالم أجمع انه رفض جائزة القذافي «لأسباب سياسية وأخلاقية وانسجاما مع قناعاتي وموافقي المناصرة لقضايا العدل قررت رفض جائزة القذافي العالمية للآداب»، واعتبر رفضها «خطوة في اتجاه البحث الدائم عن التماهي مع مواقفي المناهضة دوما للأنظمة الاستبدادية» ورفض كل محاولات صلاح فضل لدفعه لقبولها. وقال له بلهجة حادة قاطعة ان لم نقل زاجرة «أرجوك تفهم الأسباب التي دفعتني لهذا الرفض انطلاقا من احترامي الخاص للعرب وثقافتهم الرائعة ومن انتقادي الدائم للأنظمة والشخصيات الدكتاتورية التي تحكمهم». كما أرسل الى الروائي ابراهيم الكوني رئيس لجنة تحكيم الجائزة المقيم في سويسرا «ان الانسجام مع نفسي انتصر بشكل كبير على كل اعتبارات الامتنان والصداقة، فبعد مناقشة داخلية وجيزة بين الرفض والقبول اخترت الرفض فشعرت اني تحررت إلى درجة قصوى من ثقل أمضني»!!
قصة هذه الجائزة بحسب رواية عضو في لجنة تحكيمها فضل عدم ذكر اسمه بدأت عام 2007 بإعلان سليمان الغول مدير مجلس الثقافة الليبي عن مشروع إنشاء جائزة أدبية باسم «جائزة القذافي العالمية للأداب» قيمتها ربع مليون دينار ليبي (200 الف دولا اميركي) وتمنح سنويا «للأدباء والعلماء الذين يسهمون بإبداعاتهم الأدبية وعطاءاتهم في الدفاع عن حقوق الانسان وحاجاته وقضاياه العادلة وطموحاته ومعاناته ويحترمون كرامته الادبية وخصوصيته وهويته على اختلاف شأنه ومكانه ولسانه ولونه وجنسه».
واختير الروائي الليبي ابراهيم الكوني المقيم في سويسرا رئيسا للجنة تحكيم الجائزة والناقد المصري صلاح فضل مقررا ورئيسا فعليا، وهو تقليد متبع في الانشطة الثقافية والاعلامية وحتى الصناعية في ليبيا، حيث يعين رئيس او مدير وطني كواجهة لأي نشاط او مؤسسة ويقوم بالإدارة الفعلية واحد من الأخوة العرب او الاجانب المقيمين في ليبيا او المتعاونين معها، وبناء عليه قام فضل باختيار باقي أعضاء لجنة تحكيم الجائزة من نقاد أكاديميين يعملون في جامعات أوروبية وأميركية واسترالية وأضاف لهم ابراهيم الكوني الناقد والمترجم الأميركي «أليوت كولا» مترجم روايته «المجوس» الى اللغة الإنكليزية!
وعقد اجتماع اللجنة الاول برئاسة فضل في مدينة طرابلس للتباحث حول قواعد الجائزة وشروطها وأيضا الاسم المناسب لها خصوصا انه توجد في ليبيا جائزة عالمية اخرى باسم القذافي تمنح سنويا في نفس الموعد وفي نفس المجال «حقوق الانسان»، واقترح عدد من الأعضاء او قل أغلبهم ان تحمل اسم «جائزة افريقيا للآداب العالمية» وحذروا من ان حملها لاسم العقيد القذافي ربما يمنع العديد من الكتاب المرموقين في العالم من عدم قبولها على الأقل لأسباب سياسية، لكن فضل رفض، وبرر رفضه لأعضاء اللجنة «الأجانب» بان حمل الجائزة لاسم القذافي سيغري باقي الحكام العرب بان يحذوا حذوه وينشئوا جوائز أدبية بأسمائهم تثري الآداب العالمية وتدعمها!
والطريف انه كان تقرر في هذا الاجتماع عقد اجتماعين فقط كل عام للجنة تحكيم الجائزة في العاصمة الليبية طرابلس واحد لاختيار قائمة المرشحين والثاني لاختيار الاسم الفائز على ان تعلن الجائزة في الاول من سبتمبر الموافق ذكرى قيام ثورة الفاتح الليبية، غير ان فضل زاد الاجتماعات الى أربعة كل عام، وقرر ان يعقد اثنين في اوروبا: واحدا في لندن والآخر في باريس واثنين في القاهرة وبيروت قبل اجتماع اعلان الجائزة في طرابلس. وبالفعل عقدت الاجتماعات الاربعة في لندن وباريس والقاهرة وبيروت واختير الفائز وكان مقررا إعلانه في احتفال كبير في الاول من سبتمبر الجاري، لكن رفض «خوان غويتسولو» المباغت أوقف كل شيء ووضع الجائزة الوليدة في مهب الريح.

(القاهرة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى