صفحات الناس

آلاف المشاركين من 43 دولة: مسيرة عالمية لكسر حصار غزة في اليوم الأول من العام المقبل

null
زينة برجاوي
«مرحبا.. كيفك.. حرية.. الثورة حتى النصر». تطلق الناشطة الأميركية شارون ويليس هذه العبارات بلغة عربية متواضعة. فتلك هي كل ما تعلمته من اللغة العربية، من خلال دعمها المتواصل منذ ثلاثين عاما للقضية الفلسطينية. شارون هي أستاذة علوم اجتماعية في الولايات المتحدة الأميركية. ورثت حب القضية الفلسطينية والعربية أباً عن جدّ، إذ إن والدتها صونيا دفريس (80 عاماً) الهولندية الجنسية تدعم القضية منذ ولادتها، وانضمت الى جمعيات تضامنية مع فلسطين منذ سنوات طويلة. ربّت الوالدة ابنتها، التي لا تلفظ كلمة «فلسطين» إلا وترفقها بـ«المحتلة»، على الإيمان بهذه القضية والتمسك بها.
آلاف المشاركين من 43 دولة
ستدشن صونيا وشارون سنتهما الجديدة في غزة، من خلال المشاركة في مسيرة عالمية لكسر الحصار على غزة في الأول من كانون الثاني المقبل، أي تزامنا مع بداية العام الجديد. يشارك في المسيرة آلاف الناشطين الذين سيحضرون من 43 دولة ليحاولوا دخول غزة عبر معبر «رفح»، بعدما كانوا قد سجلوا أسماءهم رسميا على الموقع الخاص بـ«مسيرة غزة نحو الحرية».
أطلق المشروع «الائتلاف الدولي لإنهاء الحصار غير القانوني على قطاع غزة»، الذي تشكل بعد 22 يوماً على انتهاء الهجوم الاسرائيلي على القطاع في العام الماضي. ويعتبر التحالف هذه المسيرة «جزءاً من استراتيجية أوسع نطاقا لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي»، بحسب المنشور على الموقع الالكتروني.
بدأت شارون عملها النضالي لأجل فلسطين في العام 1990، فعملت في قطاع غزة لسبع سنوات. منعتها السلطات الاسرائيلية من البقاء في القطاع، فانتقلت الى الضفة الغربية حيث عملت محررة في «مركز الشرق الأوسط للإعلام»، لكن لم تمنحها إسرائيل فرصة البقاء فيها لفترة طويلة.
«أميركا إرهابية من الدرجة الأولى»
في كانون الأول من العام الماضي، استأنفت شارون زياراتها الى غزة بعدما منعت من دخول فلسطين المحتلة، وساهمت لفترة طويلة في إغاثة أهل القطاع المنكوبين. تقول شارون لـ«السفير»: «اليوم، أعود مع الآلاف من الناشطين الى غزة لنتحدى الحصار المفروض عليها، والاتيان بحل للقضية بعد مرور 60 عاما على احتلال إسرائيل غير القانوني».
تزداد حماسة كلما ذكرت كلمة «فلسطين»، لتروي قصتها مع النضال وتضامنها مع الشعب. تتكلم عن الأطفال الذين فقدوا الأمل في العيش. تذكر الحرمان الذي يعيشه أهل القطاع، فتعرب عن أسفها لعدم استطاعة المجتمع الدولي من مساندة الفلسطينيين.
50 ألف فلسطيني وإسرائيلي
في مسيرة مماثلة
تصف المسيرة بـ«العمل البطولي» ما سينفذه الآلاف من الناشطين. لا ترهبها السلطات التي تتوقع منها قطع الطريق، بل تخشى رد فعل السلطات المصرية على معبر رفح.. فـ«لا أدري ما الذي طلبته حكومة أوباما من مصر كي تفشل مشروعنا». هي لا تعلم شيئا عن الصعوبات التي ستواجهها ورفاقها المشاركين في المسيرة. تؤمن بأن المهمة ستنجح و«سيشهد العالم بأسره على المسيرة التاريخية». تلفت شارون الى أن «الائتلاف الدولي بدأ العمل على تنفيذ المسيرة منذ عام. ومنذ شهور، بدأت حملة جمع التبرعات التي تولى مسؤوليات فيها كل فرد مشارك في المسيرة». تتنهد بعد ترداد عباراتها هذه بحماسة كبيرة، وتؤكد أن المسيرة ليست ثمرة جهود دولية فقط، بل «هناك 50 ألف فلسطيني من الداخل وإسرائيلي معارض سينفذون مسيرة بالتزامن معنا». وتشير: «سيرتدي كل منا لباس العامل الفلسطيني، من صياد، الى فلاح فالنجار والحداد والمزارع». تواجه شارون مشاكل في بلدها الأم بسبب دعمها للقضية. يتهمها الكثيرون بأنها إرهابية «لأن بوش، وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول، قال: إما ان تكونوا معنا أو أنتم مع الإرهابيين». تضحك عند لفظ كلمة «إرهاب»، وتقول إن الطالب في الجامعة قادر على تفسير الإرهاب بقتل الأشخاص: «إذاً، أميركا إرهابية من الدرجة الاولى».
حول المسيرة
يشير الموقع الالكتروني «مسيرة عالمية نحو الحرية» الى أن الناشطين يستلهمون المسيرة من عقود من المقاومة الفلسطينية اللاعنفية، بدءاً من «الانتفاضة الشعبية الأولى إلى نضال مزارعي الضفة الغربية الذين يقاومون في الوقت الراهن سياسة الاستيلاء على الأراضي التي ترتكبها اسرائيل من خلال جدار الضم». والمسيرة مستلهمة أيضا من «الغزاويين أنفسهم، الذين شكلوا سلسلة بشرية من رفح الى معبر «ايريز»، وهدموا الحاجز الحدودي الذي يفصل غزة عن مصر، وخاضوا مسيرات توجهت إلى نقاط التفتيش الاسرائيلية الست التي تفصل قطاع غزة المحتل عن إسرائيل».
ويضيف الموقع: «إذا كانت إسرائيل تستخف بقيمة الحياة الفلسطينية فعلى الدوليين أن يتدخلوا بأجسادهم لحماية الفلسطينيين من الوحشية الإسرائيلية، وليشهدوا على الأعمال اللاإنسانية التي تواجه الفلسطينيين يوميا».
ويؤكد القيّمون على المشروع أن «المسيرة نحو الحرية لا تنحاز لأي جانب في السياسة الداخلية الفلسطينية، بل تنحاز فقط للقانون الدولي ولأولوية حقوق الإنسان». ويعتبرون المسيرة «حلقة أخرى في سلسلة المقاومة السلمية ضد تجاهل اسرائيل الصارخ للقانون الدولي». ويتابعون: «غرضنا من هذه المسيرة هو رفع الحصار عن غزة. فنحن نطالب بأن ترفع اسرائيل الحصار نهائيا. كما نناشد جمهورية مصر العربية أيضا فتح معبر رفح».
ويرون أنه «لا بدّ للفلسطينيين من استعادة حريتهم في التنقل والدراسة والعمل والسفر من أجل العلاج الطبيّ واستقبال زوارهم من الخارج أيضا». ويجزم الناشطون بأن «المسيرة لن تتكلل بالنجاح إلا اذا أيقظت ضمير البشرية».
المشاركون
يشارك في المسيرة 300 شخص من فرنسا، 25 من جنوب أفريقيا، 200 من اليونان، ألف ناشط من كندا وأميركا الشمالية وأستراليا، 350 من بريطانيا، 110 من ألمانيا. ويذكر أن بعض أعضاء الوفد الألماني تلقوا رسالة تحذير من وزارة الخارجية الالمانية يفيد بأنها ليست مسؤولة عن سلامتهم، ولن تتدخل لحمايتهم اذا واجهوا أي مشكلة مع السلطات المصرية. كما سيشارك 36 ناشطاً من الفيليبين، 12 من اليابان، 400 من إيطاليا، 58 من إسبانيا، 90 من اسكندنافيا، 314 من أميركا اللاتينية وباكستان وكشمير، 15 من الهند، 3 من صربيا، 8 من الأمم المتحدة، 130 من تركيا، 9 من اسكتلندا، 16 من سويسرا، 9 من النمسا، 46 من هولندا وبلجيكا، 17 من ايرلندا، 23 من قبرص، 14 من نيوزيلندا، 17 من روسيا.
ومن الدول العربية: 3 من المملكة العربية السعودية، 5 من قطر، 6 من لبنان، 6 من سوريا، 48 من المغرب، 2 من الجزائر، 4 من البحرين، 6 من اليمن، 11 من الأردن، 7 من العراق، 3 من تونس، و3 من الامارات العربية المتحدة.
السفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى