الأزمة المالية العالميةمازن كم الماز

الاقتصاد السوري و أزمة النظام الرأسمالي و رأي الحكومة

مازن كم الماز
إذا لم يكذب الدردري فإنه يمارس شيئا أقرب إلى الدجل , بالأمس على شاشة التلفزيون السوري اعتبر الدردري أن وضع الاقتصاد السوري ثابت و مستقر و جيد و أنه لن يتأثر بالأزمة الاقتصادية الحادة في المراكز الرأسمالية , هكذا كلام يمكن تمريره فقط إذا قمنا مثل الدردري بتجاهل عدة حقائق , أولها أن ملايين السوريين هم بالفعل في قلب الأزمة , هذه الأزمة التي لا يراها الدردري أو لا تعنيه ربما , ثانيا أن سبب هذه الأزمة التي يعشيها ملايين السوريين هي سياسات الحكومة السورية التي يلعب الدردري فيها المقرب من الرئيس السوري نفسه دور العقل المدبر لسياساتها الليبرالية و هي نفس السياسات التي أدت إلى الأزمة العالمية الحالية , إن السياسات الحكومية التي كان الدردري شخصيا هو عرابها ليست إلا نسخة طبق الأصل عن السياسات التي فرضها المحافظون الجدد عبر المؤسسات الاقتصادية العالمية و التي أدت عالميا إلى تزايد الهوة بين الفقراء و الأغنياء و تزايد الفقر و الجوع و الجهل في أطراف العالم الرأسمالي قبل أن تنتهي بأزمة خانقة تطبق على الأمريكيين العاديين الذين أجبرهم بوش على دفع مئات مليارات الدولارات لصالح مضاربي و حرامية وول ستريت , تماما كما تستمر الحكومة بتحميل السوريين البسطاء مسؤولية كل سياساتها و خاصة نفقة رفاهية الطبقة الحاكمة و أزلامها..في الحقيقة ليس الدردري إلا نموذجا شرقيا من اقتصاديي المحافظين الجدد الذين انطلقوا من أصولية السوق لينظروا و ليشكلوا نظاما يخدم كبار الرأسماليين أساسا , الفرق هنا أن البرجوازية السورية الصاعدة ليست إلا أفراد من داخل النظام أو مرتبطين به و أن العلاقة بينها و بين حاضنها النظام و بين المراكز الرأسمالية العالمية أكثر تعقيدا من مجرد تبعية بسيطة كما هو الحال في أماكن أخرى..لكن ليس من جديد هنا , فالحكومة تتصرف و كأن ملايين السوريين ليسوا مواطنيها المفترض أن تهتم بهم , و الدردري هنا يقرر هذا عندما لا يرى أزمة فيما يجري في سوريا فهو يقصد الطبقة التي تحكم و تملك في سوريا و ليس هؤلاء الملايين , هذا أكثر من منطقي فهذه الحكومة هي حكومة الطبقة الحاكمة و المالكة و ليست بأي حال من الأحوال حكومة الملايين التي حولت هذه الحكومة حياتها إلى أزمات متواصلة لا تكاد تنتهي..قد يكون الدردري محقا في أن الطبقة الحاكمة في سوريا بمنجاة عن الآثار المدمرة لأزمة الرأسمالية العالمية لكن هذا صحيح فقط لسبب بسيط جدا هو أن ملايين السوريين يعيشون هذه الأزمة حتى قمة رؤوسهم…
الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى