صفحات الناسلافا خالد

دعوة لتحرير المرأة.. من مهمة مصروف البيت

null
لافا خالد
تعمل خارج المنزل وتنهي شبابها في رتابة العمل المنزلي، تستجيب لرغبات الرجل والمجتمع بأكبر عدد من الأطفال وتسهر على تربيتهم وتعليمهم، لن ينتهي الحال بتسليمها مصروف البيت لأن القائمة مفتوحة بتجدد وتغير متطلبات الإنسان والأسرة.
هي وزارة التربية لتربيتها الأطفال، ووزارة التعليم لتعليمهم، هي الداخلية لقيامها بفض النزعات بين الأولاد ومع أولاد الجيران، هي وزارة المالية والاقتصاد، فهي التي تدبر وتدير المصروف اليومي، أما الرجل فإنه اكتفى بان يكون الدكتاتور والحاكم بأمره وبأمر موروثه الذي يورث إشكالات اجتماعية لا تنتهي.
مصروف البيت أو فوهة المدفع التي وضعت فيها المرأة مشكلة إضافية لمشاكل المرأة، يصرخ الأطفال ويطلبون ملابس جديدة، تعيش الأم معانات عدم الاستجابة وحرمان ابنها من حق طبيعي أو تستجيب لتواجه محاسبة الرجل بعدم تدبيرها وتدبرها للأمور، تذهب باحثة في الأسواق عن الأفضل والأرخص للجميع، تضرب الأخماس بالأسداس على الصعيد المالي وتستخدم دبلوماسيتها من اجل أن تنزل السعر وتحمل وبمشقة متطلبات المنزل لمنزلها .
حينما تضع رأسها على وسادة نومها تفكر بما تشتري، وبما تطبخ، وتضيع حتى أحلام يقظتها وأحلامها المنطلقة قبيل صباحات أخرى لا تكتشف فيها ذاتها، رغم كل تلك المعانات فانها معرضة للنقد والمحاسبة أكثر من تعرض أي حاكم دكتاتور لمسائلة برلمانه المُدجن أو صحفه الصفراء ، تتلقى الانتقادات والإساءات بل ويصل ذلك إلى درجة قتلها بسبب المصروف اليومي مثلما شهدت مدينة “قطور” بمحافظة الغربية المصرية من جريمة قتل بشعة بسبب الخلاف على مصروف البيت، بعد أن طلبت الزوجة مبلغاً مالياً من زوجها لشراء بعض الاحتياجات إلا أنه رفض لمروره بضائقة مالية فحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت الى مشاجرة فقرر الزوج التخلص من زوجته، وانتهى الأمر بعد أن طعنها عدة طعنات نافذة بالصدر والبطن حتى فارقت الحياة. ويتكرر المشهد من جديد بعد أن القي عامل بزوجته من “بلكونة” الطابق الأول بضاحية مدينة السلام .
مشاكل مصروف البيت تمثل إحدى مشاكل الأسرة العربية والغريب في مجتمعاتنا إن المرأة تتحمل تلك المهمة حتى لو كانت تعمل حالها حال الرجل، ماذا تقول المرأة، هل أمتهنت تلك المهمة الشاقة وتعتبرها ضمن صلاحيات مملكتها أم إنها مجبرة على أدائها لحسن تصرفها، أو ضعف فيها لمواجهة الرجل وتسليمه تلك المهمة، وماذا يقول الرجال في الأمر.
يقول السيد أحمد إنه سلم مصروف البيت لزوجته لأنه فاشل بامتياز، وإن الأمر لا يتعلق بتحميل المرأة واجبات إضافية وانه يعوضها بالعمل المنزلي الرتيب أما زوجته وكما يقول فإنها تعاني من الأمر وتكرر حديث معاناتها مع المصروف اليومي وهذا يسبب لهما مشكل أسرية يومية.
أما النساء فمختلف اللواتي التقيت بهن تشابهت أوجه المعاناة عندهن، إذ اشتكين من مسألة المصروف التي ترهقهن كثيرا ويطالبن الرجل بتحمل المسؤولية معها أو إنصافها في موضوع مصروف البيت حيث اشتكت بعضهن من اتهامات أزواجهن لهنّ بسوء التصرف بما يكون بين أيديهن من مال أو أنهن يبالغن في شراء حاجيات قد تلزم وقد لا تلزم أيضا مما يسبب ذلك لهن من مشاكل بينهن وأزواجهن وينعكس على نفسياتهن وبالتالي على أسرهن بشكل عام.
يبقى القول بضرورة إنصاف الأزواج لزوجاتهن في قضية مصروف البيت حيث لا يوجد نص ديني أو قانون وضعي بل وحتى اجتماعي يجعل من المرأة متصدرة لمهام المصروف اليومي فهل يمكن طرح الموضوع للنقاش وهل يمكن تحرير المرآة من مثل هذه المهام التي تجعلها في فوهة المدفع وقفص الاتهام ناهيك عن معاناتها النفسية والجسدية المترتبة عن أداء تلك المهمة… إن الأمر يتعلق بتصحيح العلاقة بين الرجل والمرأة في مجتمعاتنا وهيكلتها من جديد .
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى