صفحات من مدونات سورية

فقرتين: بيروقراطية، المرأة القوية والرجل الجحش

الفقرة الأولى: اليوم كان يوما لا بأس به من ناحية أنني خرجت من العمل مبكرا، ووصلت الى طرطوس الساعة الواحدة، وبما أنني لم أر الشمس منذ زمن لأنني أخرج قبل شروق الشمس وأدخل المنزل بعد غروبها لذلك قررت المشي على الكورنيش.
منظر البحر الذي لا استطيع أن أخفي فرحتي كلما رأيته والأمواج البسيطة مثل حياتنا ومثل أفكارنا وطموحاتنا جعلتني أشعر بنشوة وفرحة خطيرة وغير معتادة وخفت على نفسي من جلطة دماغية أو نوبة قلبية إذ أنني غير متعود على السعادة ولكنني كلما نظرة إلى البحر وأفقه والسفن التي تعبره بسذاجة أقول لنفسي: ما هذه الحياة العجيبة؟ هل من المعقول أن أشعر بسعادة نتيجة رؤيتي منظر أراه كل يوم؟ هل العطل مني أو في الحياة التي نعيشها أم من ظروف العمل السيئة؟
هذه هي الطريق الى السعادة عند البعض فقط رؤية أو سماع أو قراءة شيء يحبونه أو محرومون منه!! بينما عند البعض الآخر بتحقيق طموح (مادي مثلا) أو الهجرة الى نبتون.
نعم لقد أصبحت ساذجا بكل فخر وبكرا أحلى وأصير روتيني وبيروقراطي ثم أدافع عن الحياة في بلدنا وعن الرشوة والفساد وكأنني جالس مع آخرين أقنعهم بأن “الفساد محرك الاقتصاد”.
لقد أصبحت سمكة متعفنة، وكما أن البائعين يصيحون (طازة يا سمك) والحقيقة هي (طالعة ريحتك يا سمك) فأنا سأدافع عن مبادىء لا أؤمن بها وربما سأنبطح كلما حصلت على فرصة انبطاح.
أهذه نتيجة مراقبة أكبر حرية زرقاء في بلدنا الشعور بالسعادة الوهمية واقتراب الموت من الفرح الكاذب والتمني برمي نفسي في البحر عسى أن تدعسني سفينة أو فلوكا أو يصطادني صياد ويكتبون في الجرائد (اصطياد أول بيروقراطي قبل نضوجه)، ويصيح الباعة في سوق السمك (طازة يا بيروقراطية)…
آآآه كم سأكون سعيدا عندها!!
والآن الفقرة التانية والتي أيقظتني من سعادتي (مرحلة ما بعد المايا في البوذية):
كنت في إحدى الليالي الصفراء بعد الثانية ليلا أمشي مع صديقي ونحشك على الحياة وفجأة استوقفتني عبارة مبخوخة على الحائط :
(ليس هناك امرأة قوية بل هناك رجل جحش!!)
واليوم بعد أن اجتزت مرحلة المايا عدت ووقفت عند هذا العبارة، وشعرت بابتسامة غباء تريد أن ترتسم على وجهي والأمر الواضح أن الذي بخ العبارة غير متعلم بشكل كاف لأنه ارتكب جرائم املائية بالنسبة لمدرسي اللغة العربية وخاصة خريجي جامعة طوكيو..
يعني لا يوجد امرأة قوية وكل النساء هن كالحذاء وربما كالجراب يمكن تغييره وغسله وربما تمزيقه أو استخدامه لأغراض أخرى! والرجل هو الذي يلبسه كما يريد بالمقلوب أو بشكل صحيح هو حر…
أي أن أي امرأة تفعل ما تشاء هو بسبب جحشنة زوجها وغباءه وبسبب جهله أن المرأة ضلع كلب زائد وعلى الأغلب أن كاتب العبارة قد خاض نقاش ليلي على الكورنيش عندما كنت أحشك مع صديقي المحشش والذي تصيبه المصائب من كل حدب وصوب وأحيانا مصائبي تصيبه فقط بسبب معرفته بي…
يعني أحد الشباب حكى عن جارهم وكيف أن زوجته راكبته وهكذا فار دم الأخ وطار واشترى بخاخ وبخ العبارة وهو يكاد يغلي غضبا من الرجال الجحيش الذين لا يربطون نسوانهم بشكل محكم!
أردت شراء بخاخ وبخ عبارة (يا جحش….هناك امرأة قوية كما أن هناك رجل جحش)
ولكن ليس كل ما يشتهيه المرء يدركه وخاصة أنني شاهدت شابا (طالب) يقبل فتاة في الطابق الأول المهجور (عالمكشوف يعني وليس تجسس)…
هل ابدأ بفقرة ثالثة عن الحب؟ …………..
http://kenanphoenix.wordpress.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى