صفحات العالم

صحف أمريكية: فوز تاريخي يحطم حواجز العنصرية

أحمد فاروق
بي بي سي، واشنطن
فوز أوباما التاريخي تصدر سواء بنفس هذه الكلمات أو بكلمات مشابهة العناوين الرئيسية للصحف الأمريكية الصادرة غداة وصول أول رئيس من أصل أفريقي إلى البيت الأبيض.
واشنطون بوست اختارت لعنوانه الرئيسي الجملة التي قالها أوباما في بداية الاحتفال بالنصر وهي ” التغيير قد جاء” وتحت عنوان أوباما يصنع التاريخ قال روبرت برانز ومايكل ديشاير إن سيناتور ولاية إلينوي أصبح الرئيس الـ44 للولايات المتحدة ممتطيا صهوة رسالة إصلاحية مفعمة بالأمل في التغيير.
وأوضح تقرير الكاتبين أن أوباما المولود لأب من أصل كيني وأم أمريكية بيضاء من كنساس قاد انتصارات ديمقراطية على منافسه جون ماكين الذي لم يستطع تجاوز آثار صلاته بإدارة جورج بوش التي هوت شعبيتها إلى أدنى المستويات.
ورأى التقرير أيضا أن نجاح الديمقراطيين في تعزيز أغلبيتهم في مجلسي الكونجرس الأمريكي سيساعدهم على المضي قدما في تنفيذ أجندتهم السياسية والاقتصادية التي عرقلها الرئيس بوش كثيرا منذ أن حقق الحزب الأغلبية في الكونجرس قبل عامين.
وفي تقرير آخر بواشنطون بوست أيضا قال دان بليرتز إن أوباما بعد الاحتفال بالفوز يواجه خيارات صعبة وتحديات في فترة رئاسته الأولى.
وأضاف بليتز أن التحديات التي تنتظر أوباما والمشكلات التي ورثها لم يواجهها رئيس جديد منذ تولي دوايت أيزنهاور الرئاسية في أوج فترة الكساد العظيم عام 1933.
ويقول التقرير إنه في الداخل يجب على أوباما أن ينعش اقتصادا تلقى أسوأ الضربات منذ نحو نصف قرن.
ويوضح بليتز أن أوباما فاز ببرنامج يعد بالتغيير والآن عليه أن يحدد كيف سيمضي قدما في هذا التغيير.
كما أن على أوباما في مجال السياسية الخارجية أن يشرع في وضع خطط تنفيذ وعود إنهاء الحرب في العراق وإلحاق الهزيمة بالقاعدة وطالبان في أفغانستان. انهيار العنصرية
اما العنوان الرئيسي لنيويورك تايمز فكان” أوباما” وتحته سطر آخر يقول إن حواجز العنصرية انهارت في نصر حاسم.

الموضوع تصدرته صورة كبيرة مع أوباما وعائلته في احتفال النصر بمدينة شيكاغو بولاية إلينوي.
وقال آدم ناجورني في هذا التقرير إن انتخاب أوباما أزال آخر الحواجز العنصرية في السياسية الأمريكية ، وجاء في سياق نبذ لسياسات بوش الخارجية و الاقتصادية والذي تدهورت شعبيته إلى مستويات تاريخية.
ويرى الكاتب أن هذا التحول التاريخي الذي شهدته أمة مثقلة بإرث عنصري لم يكون متوقعا قبل عامين فقط.
وفي المقابل يقول التقرير إن جون ماكين واجه في حملته منافسا يمثل ظاهرة جديدة نالت اهتمام قطاعات عريضة من الأمريكيين كان منهم عشرات الآلاف الذين شهدناهم الاربعاء يشاركونه الاحتفال بالفوز في جرانت بارك في شيكاغو.
وأشار ناجورني أيضا إلى أن ماكين كان يواجه رياحا معاكسة نتيجة الانهيار الاقتصادي وأرث بوش الذي أثقل كاهله.
وفي تقرير آخر يقول بيتر بيكر إنه بالنسبة لأوباما لاوقت للاحتفال فقد بدأت الآن المرحلة الصعبة.
بيكر يرى أن أوباما الذي بدأ حملته وهو لايتمتع بخبرة كبيرة في منصب تنفيذي تقع على عاتقه في أول عامين مسؤوليات أهمها التعامل مع حربين وحماية الأمة من تهديدات الإرهابيين ومعالجة الوضع الاقصادي المتأزم.
ويرى الكاتب أنه لم يتضح حتى بالنسبة لأنصار أوباما كيف سيتصرف كصانع قرار هل سيكون جريئا من البداية مستغلا رصيده بعد هذا الفوز أم سيكون حذرا في مواجهة مطالب متباينة حتى من داحل حزبه. غضب شعبي
ونختتم جولتنا مع صيحفة يو إس إيه توداي التي قالت إن “أمريكا تصنع التاريخ” مؤكدة أن نصر أوباما التاريخي حطم العنصرية وبدا تعبيرا عن الغضب الشعبي تجاه الوضع الاقتصادي والحرب الطويلة في العراق وأفغانستان.
وفي تغطيتها للموضوع قالت الصحيفة إن أوباما أعاد تشكيل الخريطة السياسية للولايات الأمريكية بعد أن هزم ماكين في ولايات مثل فيرجينيا وكلورادو وهما من أهم معاقل الجمهوريين والأولى مثلا لم تصويت لصالح أي مرشح ديمقراطي في الانتخابات منذ عام 1964.
وأبرزت الصحيفة أيضا أن هذه الانتخابات أظهرت التغير في ضوء الزيادة التي سجلت في عدد الناخبين الشباب وذوي الأصول اللاتينية وفئات أخرى مستقلة سيكون لها دور كبير في أي انتخابات قادمة.
وتقول سوزان بيج الكاتبة بالصحيفة إن بعض المحليين يرون أن التحول الذي ستشهده السياسة الأمريكية سيكون مماثلا لما حدث عام 1980 عندما فاز الجمهوري رونالد ريجان بانتخابات الرئاسة.
BBCArabic.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى