صفحات أخرى

روائي عالمي يصرّح بـ”احتقاره الإسلاميين” ويتهمهم بفقدان الرجولة

null
دبي- حيان نيوف
صحيفة بريطانية تبرز كلامه.. وإسلاميون يصفونه بـ”النازي”
عادت ظاهرة “الاسلاموفوبيا” مجددا إلى صدارة النقاشات الأوروبية، وذلك بإبراز صحيفة بريطانية شهيرة تصريحات للروائي البريطاني المعروف، أيان ماكيوان، والتي شن فيها هجوما عنيفا ولافتا على الاسلاميين،قائلا إنه يحتقرهم ويمقت مجتمعهم في أوروبا، ويدافع عن رأي كاتب صديق له اتهمهم بأنهم لا يحققون رجولتهم إلا عندما يفجرون أنفسهم. وتوقعت الصحيفة أن تؤدي تصريحات الروائي البريطاني إيان ماكيوان لفتح تحقيق معه واتهامه بجرائم الكراهية والعنصرية، فيما دافع معهد الفكر السياسي الاسلامي بلندن عن الاسلاميين ووجودهم واصفا الروائي “ماكيوان” بالعلماني المتطرف الذي لا يقل خطورة عن النازيين.
“ماكيوان”: أحتقر الاسلاميين
وفي التفاصيل، أفردت صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية على صفحاتها، يوم 22-6-2008 ، تقريرا عن الحوار الجديد للروائي، أيان ماكيوان،مع صحيفة “كوريري دي لاسيرا” الإيطالية. وقال الروائي البريطاني، الحائز على جائزة (البوكر) عام 1998 ، والذي تصفه الصحافة أنه أحد أبرز الأدباء والكتاب في بلاده في الوقت الحالي، إنه يتجنب الحديث في القضايا الجدلية لكي يحمي خصوصيته، ولكنه سعيد الآن بالحديث في هذه الأمور دفاعا عن صديقه الروائي البريطاني (مارتن أميس) الذي اتهم بالعنصرية عندما هاجم المسلمين.
وقال “هذا سخيف ومرفوض أخلاقيا .. مارتن ليس عنصريا وأنا نفسي أحتقر الاسلاميين لأنهم يريدون بناء مجتمع أمقته مبني على الاعتقاد الديني ، وعلى النص، وعلى حرمان النساء من حريتهن، وعدم التسامح مع الشذوذ الجنسي”.
وردا على إشارة الصحيفة إلى وجود مدارس متطرفة داخل المسيحية أيضا في الولايات المتحدة ، قال الروائي: إنها سخيفة أيضا..لا أحب تلك الأفكار القادمة من القرون الوسطى والتي تقول إن الله سينقذ المؤمنين ويلعن الكفار..ولكن المسيحيين الأمريكيين لا يريدون قتل كل شخص في مدينتي وهذا هو الفارق”.
وذكرت الصحيفة البريطانية أنه سبق للروائي ماكيوان أن انتقد الاسلام، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها بقوة بعد وقت قصير على تصريحات صديقه “مارتن أميس”.
نظرية “الرجولة” ..
وكان مارتن أميس، وخلال نهاية العام الماضي، أطلق تصريحات أثارت استياء واسعا في بريطانيا عندما تحدث عما اسماه الحاجة إلى منع المسلمين من السفر وتضييق الخناق على القادمين من الشرق الأوسط أو باكستان، وأشار أيضا إلى أنه يمكن اللجوء إلى خيار الترحيل في مرحلة لاحقة، وقال “يوجد في كوكبنا شخص ما سيصبح مسلما ليعمل من أجل مجازر انتحارية جماعية”.
ووصف أميس في مقابلة مع جريدة التايمز اللندنية الجماعات الإسلامية بأنهم (شاذون) ويعتبرون أعمالهم التي يقومون بها أعمالا رجولية، مضيفا ” من المؤكد أن الحركات الإسلامية المتطرفة تشترك جميعاً في أن أفرادها منحرفون وهم هزليون ويعانون من إثبات رجولتهم ولا يجدون طريقة يقنعون بها أنفسهم سوى هذه الأعمال الإرهابية “.
التميمي: كل مسلم هو اسلاموي ..
من جهته دافع الدكتور عزام التميمي، مدير معهد الفكر السياسي الاسلامي، عن وجود الاسلاميين، معتبرا أن عملهم له أسبابه السياسية وليست الدينية.
وأضاف الدكتور التميمي، في حديث لـ”العربية.نت” أن الروائي “شخص جاهل لا يعرف عن الاسلام شيئ .. ويجهل أن العنف الذي يمارس- وإن كان يمارس في بعض الأحيان باسم الاسلام- أسبابه سياسية وليست دينية ، ولو لم يحصل غزو للعراق وفلسطين لما اعتدى أحد من المسلمين على أحد من الغربيين”.
وردا على سؤال بأن الروائي “ماكيوان” تحدث عن الحركات الاسلامية المتطرفة(الاسلاموية) ولم يتحدث عن الاسلاميين، أجاب عزام التميمي:كل من يدعي أن هناك فرقا بين الاسلام والمسلمين والاسلاموية هو من باب محاولة الهروب من المساءلة. ماذا تعني الاسلاموية ؟ أنا مسلم وأدافع عن حقوق المسلمين وأعارض غزو العراق ولهذا أنا اسلامي ومعظم المسلمين لهم نفس الوضع”.
التميمي: الروائي خطير مثل النازية
وبخصوص حديث “ماكيوان” عن سعي الاسلاميين لبناء مجتمع جديد في أوروبا يسلب النساء حريتهم ويحتقر الشواذ، قال التميمي ” كلام غير صحيح والمسلمون في أوروبا يعلمون أنهم يعشيون كأقليات وأنه يجب أن يحترموا القانون وكل ما يريدون أن تتم معاملتهم إنسانيا “.
وأرجع الدكتور التميمي كلام الرائيين “ماكيوان” و “مارتن أميس” عن الاسلام بهذا الشكل إلى ” حقدهم على الاسلام والمسلمين، وهذه عادة العلمانيين المتطرفين الذين لا يريدون العيش مع أحد يخالفهم الفكر في هذا الكون، وهذه نظرة استئصالية للآخر، ولايقل خطورة على المجتمع البشري من النازيين”.
وقال عزام التميمي “منذ أحداث 11 سبتمبر ازدادت أعداد الذين يتجرأون على الاسلام بهذا الشكل، ولكن بالمقابل هناك منصفون من أدباء ومفكرين ينصفون الاسلام والمسلمين، والمجتع البريطاني لايزال يتمتع بدرجة عالية من التسامح”.
يشار أخيرا إلى أن الروائية البريطانية دوريس لسينغ، الحاصلة على جائزة “نوبل” في الآداب ، انتقدت كل من الكاتبين “ماكيوان” و” مارتن أميس”. وقالت : “شعرت بالعار من هذين الاثنين بسبب مركزيتهما الأُوروبية..وحتى في أحرج فترات الخلاف كانت الثقافتان (الأُوروبية والإسلامية) تغتنيان الواحدة بالأُخرى. أما اليوم، فإن الجهل يتقاذف الكرة بين الطرفين. إن من المؤسف الانتقاص من الإسلام وكأن هذه الثقافة ما كانت تمثل شيئاً”.

جميع الحقوق محفوظة لقناة العربية © 2008

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى