صفحات سورية

يجب الوثوق بالرئيس الأسد

null
افنار يوفي
الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بمحو إسرائيل من الخارطة، أي مهاجمتنا بقنابل نووية. هل نثق به؟ نعم.
يُعلن حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله) صبح مساء عن نيته تحرير القدس، أي تدمير إسرائيل. فهل نثق به؟ نعم.
تعلن حركة حماس بشكلٍ واضح أن في نيتها تدمير دولة إسرائيل، وهي كتبت هذا في ميثاقها. فهل نحن نثق بها؟ نعم.
نحن نثق بكل أعدائنا في الجوار، باستثناء واحد فقط، ذاك الذي يعلن منذ أكثر من خمس سنوات أنه يريد سلاماً، وهو الرئيس السوري بشار الأسد، لا نثق به. لماذا؟ هل هو غير موثوق كالجميع؟
ماذا يريد الأسد في الواقع؟ يريد فقط أمرا واحدا – إعادة الجولان على قاعدة حدود 1967 من أجل أن يثبتَ وصية أبيه الذي وافق أيضاً على ذلك، لكن رغبته أُحبطت بسبب الخلاف على 100 مترٍ عند ضفة بحيرة طبريا (ملاحظة: هل ستُحقق رغبته اليوم، أي الحدود وفق 1967، عندئذٍ لن يكون قادراً على الجلوس على ضفة طبريا، لأن طبريا جفَّت كثيراً).
يبدو لمن ينظر إلى الأمور من هذه الزاوية ولغير المطَّلع على ما يحدث، أن إسرائيل ببساطة لا تريد سلاماً، على الرغم من أنه واضحُ أنَ الوضع ليس هكذا، لأن كل رؤساء الحكومة منذ اسحاق رابين (باستثناء أرييل شارون) أجروا محادثاتٍ بمستوى كهذا أو غيره مع سوريا. إذن لماذا لم يحصل سلام مع سوريا حتى الآن؟ وبالفعل، ثمة أسباب كثيرة لهذا الوضع غير المعقول، والأسباب الأساسية هي:
أ. أسباب إيديولوجية – تمام مثلما طالبت الجهات اليمينية بإقامة مستوطنات في لبنان – في الوقت الذي كنا فيه هناك – وهو ما تم تأجيله كما بات واضحا، فإنهم يرون اليوم في هضبة الجولان جزء لا يتجزَّأ من أرض إسرائيل التاريخية/ أرض آبائنا، أو بلغة أخرى – أرض إسرائيل الكاملة.
ب. الأسباب النابعة من طابع السلطة في إسرائيل – إعادة الجولان لسوريا تتطلب كما هو واضحُ إخلاء المستوطنات الإسرائيلية وفي الوقت الحاضر لم يعد رئيس حكومة في إسرائيل يجرؤ على مواجهة هذا، وهذا بسبب طابع سلطتنا الائتلافية، التي تتسبب بسقوط حكومته مباشرة.
إضافة إلى هذه الأسباب ثمة ذرائع من أنواعٍ مختلفة مثل: سوريا تعزز ترسانة الصواريخ والقذائف الصاروخية لديها بمساعدة إيران وكوريا الشمالية، الأمر الذي يشير إلى نيتها القتالية. صحيح، لكن ممن تستطيع سوريا شراء السلاح؟ من أميركا، من بريطانيا؟ بالتأكيد لو حصل سلام بين إسرائيل وسوريا، لكانت أميركا زودتها بالسلاح بكل طلباتها، كما تؤمن اليوم سلاحاً جديداً للسعودية.
حقيقة أن سوريا بنت مفاعلاً نووياً بشكلٍ سري تشير إلى نيات حربية وليس إلى رغبةٍ بالسلام. بحسب رأيي، العكس هو الصحيح – لأن سوريا تشعر طيلة الوقت بأنها ضعيفة عسكرياً مقابل إسرائيل (هذه عبرة من كل الحروب بيننا)، فإن إنشاء مفاعل نووي يمكن أن يوازن بنسبة معينة الشعور بالدونية. في السابق تم الحديث عن أن الصواريخ السورية مزوّدة برؤوس حربية كيميائية والتعاطي مع هذا كان وكأنه الرد السوري على القدرات النووية لإسرائيل، شيء ما كقنبلة نووية ذرية للمحتاجين.
الأسد يقول في الواقع إنه يريد سلاماً، لكنه يهدد بالحرب. من المناسب لفت الانتباه إلى أنه في كل تصريحٍ علني له حول رغبة بالسلام ينهيه بأنه إذا لم يكن بوسعه إعادة هضبة الجولان بسلام، يبقى فقط خيار الحرب. لكن لا يتم التطرق إلى هذه النهاية من قبل المتحدثين باعتبارها خياراً نهائياً. ينبغي القول إنه لو كان الأسد يريد العمل ضد إسرائيل لكان لديه فرصُ كثيرة، لرد شرعي على عملياتنا الهجومية. للتذكير، مهاجمة المفاعل النووي، قتل الضابط الرفيع في اللاذقية، مهاجمة موقع لمخربين بالقرب من دمشق. إضافة إلى ذلك، من الجدير الذكر أنه على الحدود السورية في هضبة الجولان ساد الهدوء أكثر مما كان عليه عند نهاية حرب يوم الغفران على الرغم من حرب سلامة الجليل (اجتياح لبنان 1982)، التي حصلت فيها مواجهة مع الجيش السوري في لبنان.
من المستحيل إدارة مفاوضاتُ مع الفلسطينيين ومع سوريا في آنٍ معاً. هذه ذريعة مألوفة جداً لدى رؤساء حكوماتنا. هل كل نواب رؤساء الحكومة والقائمين بالأعمال غير قادرين على المساعدة قليلاً؟
التهديد العسكري حولنا آخذ في التزايد، إيران تعزز إمساكها بسوريا، بحزب الله وبحماس سواء عبر حلفاء عسكريين أو بتجهيزهم بسلاح هجومي. حتى الآونة الأخيرة، رأينا كذلك محاولةً إيرانية لإدخال لبنان في هذا التحالف عبر تعزيز تأثيرها على الجيش اللبناني. في هذا التحالف سوريا هي الحلقة الضعيفة التي يزيل خروجها في الواقع من الحلف مع إيران أساس التهديد الشمالي الذي يعتبر العامل الأساسي المهدد للجبهة الداخلية الإسرائيلية، توقف تزويد حزب الله بالسلاح ولا تسمح للبنان بالانجراف نحو التأثيرات الإيرانية.
كل ما نحتاجه هو الوثوق ببشار الأسد الذي هو في الحقيقة يريد سلاماً، إيجاد الوسطاء المناسبين، ربما الأتراك – وبهذا نزيل التهديد الفظيع الذي ينتج على وجودنا.

(“موقع أخبار إسرائيل” 20/09/2010)
ترجمة: عباس اسماعيل
المستقبل

افنار يوفي
الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بمحو إسرائيل من الخارطة، أي مهاجمتنا بقنابل نووية. هل نثق به؟ نعم.
يُعلن حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله) صبح مساء عن نيته تحرير القدس، أي تدمير إسرائيل. فهل نثق به؟ نعم.
تعلن حركة حماس بشكلٍ واضح أن في نيتها تدمير دولة إسرائيل، وهي كتبت هذا في ميثاقها. فهل نحن نثق بها؟ نعم.
نحن نثق بكل أعدائنا في الجوار، باستثناء واحد فقط، ذاك الذي يعلن منذ أكثر من خمس سنوات أنه يريد سلاماً، وهو الرئيس السوري بشار الأسد، لا نثق به. لماذا؟ هل هو غير موثوق كالجميع؟
ماذا يريد الأسد في الواقع؟ يريد فقط أمرا واحدا – إعادة الجولان على قاعدة حدود 1967 من أجل أن يثبتَ وصية أبيه الذي وافق أيضاً على ذلك، لكن رغبته أُحبطت بسبب الخلاف على 100 مترٍ عند ضفة بحيرة طبريا (ملاحظة: هل ستُحقق رغبته اليوم، أي الحدود وفق 1967، عندئذٍ لن يكون قادراً على الجلوس على ضفة طبريا، لأن طبريا جفَّت كثيراً).
يبدو لمن ينظر إلى الأمور من هذه الزاوية ولغير المطَّلع على ما يحدث، أن إسرائيل ببساطة لا تريد سلاماً، على الرغم من أنه واضحُ أنَ الوضع ليس هكذا، لأن كل رؤساء الحكومة منذ اسحاق رابين (باستثناء أرييل شارون) أجروا محادثاتٍ بمستوى كهذا أو غيره مع سوريا. إذن لماذا لم يحصل سلام مع سوريا حتى الآن؟ وبالفعل، ثمة أسباب كثيرة لهذا الوضع غير المعقول، والأسباب الأساسية هي:
أ. أسباب إيديولوجية – تمام مثلما طالبت الجهات اليمينية بإقامة مستوطنات في لبنان – في الوقت الذي كنا فيه هناك – وهو ما تم تأجيله كما بات واضحا، فإنهم يرون اليوم في هضبة الجولان جزء لا يتجزَّأ من أرض إسرائيل التاريخية/ أرض آبائنا، أو بلغة أخرى – أرض إسرائيل الكاملة.
ب. الأسباب النابعة من طابع السلطة في إسرائيل – إعادة الجولان لسوريا تتطلب كما هو واضحُ إخلاء المستوطنات الإسرائيلية وفي الوقت الحاضر لم يعد رئيس حكومة في إسرائيل يجرؤ على مواجهة هذا، وهذا بسبب طابع سلطتنا الائتلافية، التي تتسبب بسقوط حكومته مباشرة.
إضافة إلى هذه الأسباب ثمة ذرائع من أنواعٍ مختلفة مثل: سوريا تعزز ترسانة الصواريخ والقذائف الصاروخية لديها بمساعدة إيران وكوريا الشمالية، الأمر الذي يشير إلى نيتها القتالية. صحيح، لكن ممن تستطيع سوريا شراء السلاح؟ من أميركا، من بريطانيا؟ بالتأكيد لو حصل سلام بين إسرائيل وسوريا، لكانت أميركا زودتها بالسلاح بكل طلباتها، كما تؤمن اليوم سلاحاً جديداً للسعودية.
حقيقة أن سوريا بنت مفاعلاً نووياً بشكلٍ سري تشير إلى نيات حربية وليس إلى رغبةٍ بالسلام. بحسب رأيي، العكس هو الصحيح – لأن سوريا تشعر طيلة الوقت بأنها ضعيفة عسكرياً مقابل إسرائيل (هذه عبرة من كل الحروب بيننا)، فإن إنشاء مفاعل نووي يمكن أن يوازن بنسبة معينة الشعور بالدونية. في السابق تم الحديث عن أن الصواريخ السورية مزوّدة برؤوس حربية كيميائية والتعاطي مع هذا كان وكأنه الرد السوري على القدرات النووية لإسرائيل، شيء ما كقنبلة نووية ذرية للمحتاجين.
الأسد يقول في الواقع إنه يريد سلاماً، لكنه يهدد بالحرب. من المناسب لفت الانتباه إلى أنه في كل تصريحٍ علني له حول رغبة بالسلام ينهيه بأنه إذا لم يكن بوسعه إعادة هضبة الجولان بسلام، يبقى فقط خيار الحرب. لكن لا يتم التطرق إلى هذه النهاية من قبل المتحدثين باعتبارها خياراً نهائياً. ينبغي القول إنه لو كان الأسد يريد العمل ضد إسرائيل لكان لديه فرصُ كثيرة، لرد شرعي على عملياتنا الهجومية. للتذكير، مهاجمة المفاعل النووي، قتل الضابط الرفيع في اللاذقية، مهاجمة موقع لمخربين بالقرب من دمشق. إضافة إلى ذلك، من الجدير الذكر أنه على الحدود السورية في هضبة الجولان ساد الهدوء أكثر مما كان عليه عند نهاية حرب يوم الغفران على الرغم من حرب سلامة الجليل (اجتياح لبنان 1982)، التي حصلت فيها مواجهة مع الجيش السوري في لبنان.
من المستحيل إدارة مفاوضاتُ مع الفلسطينيين ومع سوريا في آنٍ معاً. هذه ذريعة مألوفة جداً لدى رؤساء حكوماتنا. هل كل نواب رؤساء الحكومة والقائمين بالأعمال غير قادرين على المساعدة قليلاً؟
التهديد العسكري حولنا آخذ في التزايد، إيران تعزز إمساكها بسوريا، بحزب الله وبحماس سواء عبر حلفاء عسكريين أو بتجهيزهم بسلاح هجومي. حتى الآونة الأخيرة، رأينا كذلك محاولةً إيرانية لإدخال لبنان في هذا التحالف عبر تعزيز تأثيرها على الجيش اللبناني. في هذا التحالف سوريا هي الحلقة الضعيفة التي يزيل خروجها في الواقع من الحلف مع إيران أساس التهديد الشمالي الذي يعتبر العامل الأساسي المهدد للجبهة الداخلية الإسرائيلية، توقف تزويد حزب الله بالسلاح ولا تسمح للبنان بالانجراف نحو التأثيرات الإيرانية.
كل ما نحتاجه هو الوثوق ببشار الأسد الذي هو في الحقيقة يريد سلاماً، إيجاد الوسطاء المناسبين، ربما الأتراك – وبهذا نزيل التهديد الفظيع الذي ينتج على وجودنا.

(“موقع أخبار إسرائيل” 20/09/2010)
ترجمة: عباس اسماعيل
المستقبل

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أنا أطمئن ذلك الكاتب الصهيوني بأن يشار الأسد لن يهاجم إسرائيل ولو بقيت في الجولان إلى الأبد ( كما كانوا يقولون لحافظ الأسد رئيسنا إلى الأبد ) وذلك أن سوريا لن ترد على إسرائيل إلا !! ( بالوقت المناااااااااااااااااااااااااااااااااسب ) ولا يدري الشعب السوري متى يأتي هذا الوقت المناسب ؟؟؟ متى ياترى متى متى – – أيها البعثيون لقد باعكم حافظ الأسد وباع الأمة العربية الواحدة ورسالتها الخالدة وباع الوحدة والحرية والإشتراكية كلها باعها بثمن غير معروف لي – فهل منكم شهم شريف غيور على حزبه ووطنه وأمته يبين لنا ماهو ثمن البيع حتى يصحو شعبنا على الحقيقية الفاجعة المفجعة – ياليت يقوم بعثي شريف ويعلن عدم شرعية هذا البيع ويعيد لشعبنا كرامته المهدورة منذ 40 سنة تحت أقدام كل من هب ودب في سبيل بقاء الكرسي – تباً لذلك الكرسي وتباً – وتب من يجلس عليه بحماية أعداء الأمة – أيها البعثيون أفيقوا قبل فوات الأوان حين لاينفع الندم – ولسوف تُسألون عما كنتم تعملوووووووووووووووووووووووووووون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى