صفحات سورية

مصادر أمريكية وإسرائيلية: الخطة تعتمد على مبادرة السلام العربية وسيبحثها العاهل الأردني مع أوباما

null
الكشف عن خطة أمريكية جديدة تشمل المسارين السوري والفلسطيني وانسحاب اسرائيل من المناطق المحتلة مقابل نزع السلاح منها
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ ـ من زهير اندراوس: في الوقت الذي يلمس المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل صعوبة التقدم في مسار التسوية ووقف عن كثب على المواقف المتشددة للحكومة الإسرائيلية الجديدة، وخصوصاً، الشرط الذي وضعه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنّه يتحتم على الفلسطينيين الاعتراف أولاً وقبل كل شيء بالدولة العبرية كدولة يهودية، ومعاملة الازدراء التي قوبل بها من طرف وزير الخارجية المتطرف، أفيغدور ليبرمان، قالت صحيفة ‘هآرتس’ في عددها الصادر الجمعة إنّ إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعكف في هذه الأيام على بلورة خطة سلام إقليمية في الشرق الأوسط تشمل المسارين السوري والفلسطيني.
واضافت الصحيفة أنّ الخطة الأمريكية الجديدة تعتمد على مبادرة السلام العربية التي أقرت في مؤتمر القمة في بيروت عام 2002 وتمّ إقرارها مرّة أخرى في مؤتمر القمة في الرياض عام 2007، وزادت الصحيفة قائلة إنّ هذه الخطة ستكون في مركز اللقاء الذي سيعقد في نهاية الشهر الجاري في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، الذي كلف من قبل جامعة الدول العربية، بنقل رسالة للإدارة الأمريكية، والتي عبّرت إسرائيل عن امتعاضها وخشيتها من هذا اللقاء، خصوصاً وأنّه يسبق لقاء أوباما مع نتنياهو، ولم تُفصح الصحيفة عن آلية التعامل الأمريكي ضمن الخطة الجديدة مع المستوطنات الاحتلالية في الضفة الغربية المحتلة، ومواصلة تطرف الحكومة الإسرائيلية، ومحاولاتها غير المتوقفة لتهويد مدينة القدس العربية المحتلة.
وساقت الصحيفة الإسرائيلية قائلة إنّ الخطة الأمريكية الجديدة تشمل مفاوضات متوازية على المسارين السوري والفلسطيني، مشيرة إلى أنّ الإدارة الأمريكية ستعرض على الدولة العبرية ترتيبات أمنية تشمل إعلان المناطق التي تنسحب منها منزوعة السلاح وإمكانية نشر قوات دولية لعدة سنوات.
وبموجب الصحيفة الإسرائيلية، فإنّ واشنطن ترى أنّ تحقيق اختراق في عملية السلام في الشرق الأوسط سيؤدي إلى كبح جماح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما أنّه سيساهم في الجهود الدبلوماسية المبذولة من قبل أمريكا والمجتمع الدولي لإحباط البرنامج النووي الإيراني، على حد قول الصحيفة العبرية.
وأشارت الصحيفة، استناداً إلى مسؤولين رفيعي المستوى في السلطة الوطنية الفلسطينية، أجروا محادثات مع دبلوماسيين أوروبيين في الأيام الأخيرة، إلى أنّ رئيس السلطة، محمود عبّاس (أبو مازن) سيتلقى دعوة لزيارة البيت الأبيض بعد زيارة الملك الأردني لبحث المبادرة الأمريكية، وقد يزور عباس البيت الأبيض قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خصوصاً وأنّ الإدارة الأمريكية أبلغت تل أبيب عن إلغاء اللقاء الذي كان مقرراً بين أوباما ونتنياهو مطلع الشهر القادم بسبب انشغال الرئيس الأمريكي.
كما كشفت النقاب عن أنّه في الوقت الذي يبدي فيه رئيس الوزراء ووزير الخارجية معارضة لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين حول الحل الدائم، أعرب وزير الأمن إيهود باراك في جلسات مغلقة عن تأييده للمفاوضات المتوازية على المسارين السوري والفلسطيني تحت مظلة تسوية سياسية وأمن إقليمي، كما قال المقربون جداً من باراك. جدير بالذكر أنّه يوم الثلاثاء المقبل سيلتقي أوباما مع العاهل الأردني الذي سيضغط عليه لتبني المبادرة العربية للسلام، وسيكون الملك الأردني أول زعيم عربي يلتقي الرئيس الأمريكي الجديد.
وبحسب المصادر التي استندت اليها الصحيفة الإسرائيلية، فإن أوباما والعاهل الأردني سيبحثان سبل تعزيز العلاقات بين البلدين إلى جانب المبادرة العربية للسلام. وقال البيت الأبيض في هذا السياق إنّ المملكة الأردنية الهاشمية شريكة وصديقة قريبة للولايات المتحدة، والرئيس أوباما سيتشاور مع الملك عبد الله حول سبل دفع السلام في الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر رفيعة المستوى في تل أبيب قولها إنّ الإدارة الأمريكية الجديدة تبدي اهتماماً غير مسبوق بالتفاصيل الصغيرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وبعد قيام عدد من المسؤولين الأمريكيين بزيارة إلى منطقة إي-1، الواقعة بالقرب من المستوطنة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، معاليه أدوميم، تبيّن أنّ دبلوماسياً أمريكياً اجتمع يوم الأربعاء من هذا الأسبوع مع العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح، وهي العائلات الفلسطينية التي تعتزم السلطات الإسرائيلية ترحيلها من بيوتها بادعاء أنّ البيوت تابعة لليهود.

وأشارت المصادر عينها إلى أنّ واشنطن عاقدة العزم على إقامة مكتب دائم لها في تل أبيب لمتابعة العملية السلمية، حيث سيكون مسؤولاً عنه السفير الأمريكي السابق في الأردن ولبنان، ديفيد هيل، واعتبرت المصادر هذا المكتب بمثابة رسالة أخرى من الإدارة الأمريكية للحكومة الإسرائيلية بأنّها جادة في دفع العملية السلمية مع الفلسطينيين قدماً وإلى الأمام، وأنّه ليس وارداً في حساباتها التنازل لبنيامين نتنياهو، على حد تعبير المصادر.
وعن لقاء المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة الشرق الأوسط، جورج ميتشل، مع الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، ورئيس الوزراء، سلام فيّاض، ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، د. صائب عريقات، قالت الصحيفة الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين رفيعي المستوى في السلطة، إنّ عبّاس وفيّاض وعريقات، سيطالبون ميتشل بمقاطعة الحكومة الإسرائيلية، كما تقاطع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى