جهاد نصرهصفحات ثقافية

وزيرثقافستان…!؟

null
جهاد نصره
كتب وزير الثقافة السوري في جريدة الاتحاد الإماراتية قبل أيام فقال حرفياً: إن الإسلام هو ( الدفاع المؤسس لحقوق الإنسان )…!؟ ومن ثم أشاد مطولاً بالشيخ القرضاوي وبكتابه فقه الأوليات..! وقد جاء ذلك في سياق تعقيبه على الحوارات الدائرة عن الحجاب والنقاب وأعواد الثقاب..!؟ ومن المعروف أن جميع الفقهاء والمشايخ قالوا ـ والقول لا يكلِّف شيئاً ـ قبل سيادة الوزير بوقت طويل ولا زالوا يقولون مثله: إن الإسلام هو دين حقوق الإنسان بلا منازع فهو أول من خطَّ مفاهيم حقوقية إنسانية عمل المسلمون على نشرها في العالم قاطبةً…!؟
ونحن بدورنا سنقول من باب الواجب الذي تمليه علينا مواطنيتنا السورية اتجاه وزير ثقافتنا العتيد فنعيد التذكير بكل ما من شأنه تأكيد زعمه الذي ينم عن ثقافة فقهية موسوعية واطلاع قرضاوي محدَّث على مختلف الإبداعات الحقوق إنسانية التي حفل بها التاريخ الإسلامي منذ الأيام الأولى لتأسيس سلطة الخلافة..! ولمَ لا أليس سعادته وزير ثقافتنا ونحن ( مستثقفوه ) الذين تزرزب على رؤوسنا مزاريب مراكز ثقافة وزارته…!؟
بعد سنين معدودات من تأسيس ركائز وتعاليم مدرسة حقوق الإنسان الإسلامية التي يفخر بها سيادته..! وبعد أن تتلمذ فيها بنجاح لافت صحابة ـ محمد ـ الذين حفظوا دروسهم بصماً فنال بعضهم بطاقات دخول مسبقة إلى جنة الخلد..!؟ فإنهم ما لبثوا أن توزعوا لممارسة ما تعلموه حتى لا يزعل منهم العم ـ لينين ـ الذي قال في يومٍ ما: الممارسة شرط النظرية…!؟
الدرس الحقوقي الأول الذي كشف عن أصالة ما تعلموه ونذروا أنفسهم للعمل على ضوءه بجدارة تمثَّل بنجاح حصارهم واغتيالهم للخليفة ـ عثمان ـ وقد شارك في عملية الاغتيال أربعة من الصحابة الدارسين النجباء وأولهم: ـ محمد بن حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي ـ أبواه صحابيان متخرجان من ذات المدرسة وقد مات والده وهو صغير فكفله ـ عثمان ـ إلى أن كبر وصار بإمكانه المشاركة في قتله…!؟ ورد في أسد الغابة لابن الأثير الصفحة / 87 / من المجلد الخامس .. كما ورد في الاستيعاب لابن عبد البر المجلد الثالث .. وورد أيضاً في تاريخ اليعقوبي المجلد الثاني صفحة / 176 / وفي القاموس المحيط لفيروز آبادي..!
وهكذا، وبعد ذلك، فإن هذا الصحابي المتخرج في الدفعة الثانية من المدرسة الحقوقية المتبناة من وزارة الثقافة السورية، أثبت أنه الأفظع في قائمة ناكري المعروف .. والأول في لائحة جاحدي الجميل المهدى إليهم فهو ردَّ على مكرمة ـ عثمان ـ الذي كفله ورعاه إلى أن نبت شعر عانته بأن شارك في حصاره وقتله من دون تردد…!؟ وقد أمر ـ معاوية ـ فيما بعد بقتل هذا التلميذ العاق شرَّ قتلة .. والتمثيل به أبشع تمثيل عقاباً له على ما اقترفت يداه الحقوقيتان…!؟
وكان ثاني التلاميذ الصحابي ـ محمد بن أبي بكر ـ وقد قتل بعد ذلك من قبل الصحابيان: ـ عمرو بن العاص ومعاوية بن حديج وبعد قتله وضع في جوف حمار ميت وأحرق في تطبيق مبتكر لدرس بليغ من دروس حقوق الإنسان التي تعلمتها الدفعة الأولى من الخرِّيجين..!؟
أما ثالثهم فكان الصحابي ـ عمرو بن الخزاعي ـ الذي هرب واختبأ في الموصل إلى أن ضبط هناك فتمَّ قطع رأسه وحمل إلى ـ معاوية ـ في الشام وكان حمل الرأس المقطوع عبر الحدود التطبيق الثاني المبتكر لأحد دروس المدرسة الحقوقية الإنسانية..! وكان سبقه ابتكار آخر تمثَّل في الأمر الذي أصدره ـ معاوية ـ وقضى بسجن زوجة ـ عمرو ـ إلى أن يسلِّم زوجها نفسه ولما وصل رأس زوجها ألقي في حضنها بروية إنسانية مفعمة بالقيم الروحية…!؟
ورابعهم: عبد الرحمن بن البلوي وقد قتل أثناء مطاردته وجرى رمي جثته لتنهشها الكلاب وكل ذلك من دون محاكمة ومن غير سؤالٍ ولا جواب..!؟
وهؤلاء الصحابة الذين كانوا من الدفعات الأولى المتخرجة بعد حسن تربيتهم وتصليب إيمانهم منعوا أهل الخليفة ـ عثمان ـ من دفن جثته تعبيراً عن حقدهم الدفين وكراهيتهم الشديدة..! لكنهم وافقوا على دفنها بعد وساطة بعض النشامى مشترطين أن تدفن في مكان يدعى: حش كوكب وهو مكان كان يستخدم كبيت خلاء..!؟
ومن تطبيقات الدروس البليغة التي أسست لمفاهيم حقوق الإنسان الإسلامية ما فعله الصحابي: بسر بن أرطأة الذي كان مقرَّباً من ـ محمد ـ حتى أنه روى عنه حديثين وردا في منهاج السنة النبوية لابن تيمية..! لقد تحول هذا الصحابي المشبع بقيم حقوق الإنسان إلى سفاح دموي دراكولي فهو قتل أولاً الصحابي ـ عبد الله بن المدان ـ ثمَّ بعد ذلك ذبح ابني الصحابي ـ عبيد الله العباس وقد جنَّت أمهمها ـ عائشة بنت عبد الله ـ من هول الجريمة..! وقد لاحق هذا الدراكولا وقتل عدداً كبيراً من معارضي ـ معاوية ـ وسبا نساءهم وباعهن في السوق..!؟
وهكذا إذن فقد تجلَّت قيم حقوق الإنسان في الميدان الذي شهد حالات القتل والاغتصاب والسبي وقطع الرؤوس وأخذ الرهائن والنفي والحرق وهدم المنازل وكل ذلك جرى في أقرب فترة زمنية للمؤسس الأول لحقوق الإنسان وبأيدي من يا حيا الله.؟ بأيادي أقرب الناس إلى المؤسس الذين تنعموا بلقب صحابته..! إي نعم والحاسد لا يسود وفي عينه عود…!؟
الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. I just wanted to draw your attention that . its known for every body that muslems history and others histoy full with brutal activities and blood .
    but i think when sh karadawi talks about islam and human rights he ment islam as a religon .
    pls advice us about a nation with peacfull history .
    b.regards
    m

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى