صفحات مختارةعماد عزوز

النص القرآني: مرجعية الى اين تقودنا

null
عماد عزوز
يعتبر النقاش الدائر بين محمد عابد الجابري من خلال كتابه “نقد الفكر العربي”، وجورج طرابيشي من خلال كتابه “نقد نقد الفكر العربي” انعكاسا و استمرارا وإضافة مهمة للنقاشات الدائرة بين أوساط المثقفين العرب في مجالات اللغة والتراث والدين والفكر ككل.
يقول الجابري “ان اللغة العربية إذ تعلو على التاريخ لا تستجيب لمتطلبات التطور، وهي بهذا لغة لاتاريخية لأنها لا تتجدد بتجدد الأحوال ولا تتطور بتطور العصور”. إنه يصنف بالتالي الفكر العربي ضمن الفكر الغنوصي وليس الفكر البرهاني.
وطرابيشي الذي يعد هذا هجوما على اللغة وعلى العقل العربي يقول”ان اللغة العربية تحمل من الإباء ما يجعلها لا تموت على منوال اللاتينية. فهي لم تخضع لداروينية لغوية حكمت بالاندثار كي ما تتولد منها أنواع لغوية جديدة فقد وقتها من هذا المآل القوة التثبيتية الهائلة للنص القرآني”.
وإذا كانت النظرة من اللغة بصفتها إحدى تمثيلات العقل(اللوغوس) وإحدى تمثيلات النظم والعلاقات التي تربط بين المجموعات البشرية قد جعلت تيارا مثل الألسنية يركز على الجانب اللغوي وينطلق منه لدراسة المجتمع وقوانينه، فإن إشكالية اللغة العربية يجعلها تغوص في مستنقع الإسناد والمرجعية إلى النص القرآني ليس كدين فقط، وإنما إلى تمثيلات الصراع بين القديم والحديث، بين التراث والحداثة/ بين التقليد والتجديد……الخ.
هناك إذن من حيث المبدأ نص أصلي هو النص الديني عموما والإسلامي خصوصا يجري التطابق معه والرجوع إليه ليس من حيث الجانب اللغوي وحسب، وإنما من حيث مجمل القوانين والأعراف الاجتماعية والأخلاقية وحتى السياسية والاقتصادية, رغم الإختلاف في الرأي عن ماهية هذه المرجعية, ايجابية أم سلبية؟, تقدمية أم رجعية؟, أو حسب تعبير الجابري وطرابيشي تثبيتة أم لا تاريخية؟
يمتلك النص القرآني واللغة العربية صفات تجعل منهما الوحيدين في العالم من حيث استمرار التطابق بينهما لا يشاركهما في ذلك إلا قلة قليلة وإن كان ذلك بدرجة اقل جدا من حيث هذا التطابق. وقد يكون النص التوراتي والذي كتب باللغة الآرامية التي تختلف عن اللغة العبرية المحكية واحدا منها بحكم التطابق الموجود مع التوراة التي تعتبر كمرجع أو كنسخة أصلية لهذا التطابق.
إذا كان النبي محمد آخر الأنبياء، وإذا كانت الرسالة المحمدية المتمثلة في القرآن هي آخر النصوص، فهل أغلق منذ هذا الزمن باب الاجتهاد والتجديد، وكيف يمكن تفسير الثورة والفورة الثقافية في نهايات العصر العباسي؟
مع وفاة النبي محمد وبروز النزاعات الإسلامية على الخلافة أخذ جزء مهم وكبير من المسلمين ،وسيطلق عليهم لاحقا الشيعة (الموالون لعلي بن طالب)، أخذ هذا الجزء باختراع ما يسمى الإمام الذي هو ليس بنبي لكنه يمتلك الحق بإصدار الفتاوى والتشريعات التي تناسب العصر والتي تتلاءم ووضع المسلمين. ومع مرور الزمن يتحول الإمام إلى رمز يجري تقديسه وإتباع فتاواه كما وأنها نص مقدس يوازي النص القرآني نفسه في بعض الأحيان. ومن الجدير بالذكر ان مقابر هؤلاء الأئمة ستتحول إلى أماكن للعبادة وطلب الرضا كتعبير عن التقديس. ومن الجدير بالذكر أيضا أن فتاوى الشيعة أخذت تمس ما جاء في النص القرآني نفسه وتتعارض معه أيضا. فالإسماعيلية مثلا والتي بنت أقوى دولة إسلامية نافست الدولة العباسية تعتبر أبرز مثال على ذلك.
يعتبر الشيعة أن النبي قد أوصى بولاية علي من بعده. وبعد مقتل علي، ومن ثم ولديه الحسن والحسين على يد الدولة لأموية، سيبدأ التكوُّن الواضح للشيعة. فمع زين العابدين الذي هو لقب لعلي بن الحسين، ومع ابنه محمد الباقر، اعتُمِدَ مبدأ التقية والذي ينص على إخفاء المرء لمعتقداته الدينية من باب الاحتراس في وجه خطر الآخرين. وبمجيء جعفر الصادق بن محمد الباقر ستشهد الشيعة توسعا مهما وستتضح معالم تعاليمها. ذلك أن إمامته دامت حوالي الثلاثين عاما, وقد استطاع خلالها تأسيس حلقة من الأصحاب الإماميين المتبحرين في شؤون الدين عملت على ترسيخ مفهوم حاجة البشرية إلى قائد أو إمام مهدي بالله مرشد للناس. ولما كان الإمام حائزا على معنى الحق، فإن طاعته أصبحت واجبا مفروضا وإنكاره وعصيانه كفرا.
يعتر جعفر الصادق آخر إمام يعترف به كل من الإسماعيلية والإثني عشرية حيث اختلفت الطائفتان على من سيخلفه، لاسيما بعد وفاة ابنه إسماعيل الذي كانت الإمامة له. فلقد رأت الإسماعيلية أن الإمامة من حق محمد بن إسماعيل. بينما اعتبرت الاثني عشرية أن الإمامة من حق موسى أخيه.
ومع ما اعترى الخلافة العباسية من ضعف بدأ الشيعة ولاسيما الإسماعيليون منهم بالظهور وإعلان دولتهم الفاطمية في مصر والمغرب العربي. وفي البحرين أعلن القرامطة- الذين اشتهروا بسرقة الحجر الأسود من الكعبة وقتل العديد من الحجاج آنئذ- دولتهم بقيادة حمدان القرمطي. وفي المشرق سيقوم حسن الصباح القادم من قلعة آلموت في بلاد فارس ببناء قلاع مهمة في سورية كمراكز له للتوسع. وسيؤسس ما يعرف بالفدائيين أو فرق الموت لمحاربة وقتل مناوئيه.
ثمة منحى اتبعه الإسماعيليون بعدما تأثروا بالقرامطة وحسن الصباح. وسيؤدي إلى تعديل الفرائض الخمسة، حيث ألغيت فريضة الحج، ونال هذا التعديل الصلاة والصوم والزكاة. فالإسماعيليون مثلا لا يصلون خمس مرات، وتختلف الصلاة لديهم إلى حد كبير مقارنة متعارف عليه لدى غيرهم.
والدروز بدورهم، وهم إحدى طوائف الشيعة أيضا، والتي تتواجد بشكل أساسي في سوريا ولبنان، تؤله الإمام وتقوم بتعديل الفرائض الخمسة بشكل كبير.
في الطرف الآخر حيث تيار السنة، فإن النص القرآني هو المرتكز، وتأتي أحاديث الرسول ما بعد القرأن. لكن اختلافات كبيرة ستشق هذا التيار وستجعل البعض يختلف ويكفر الآخرين، كما حدث مثلا مع ابن رشد. ومن الجدير ذكره هنا أن تيار الصوفيين يمكن تصنيفه تحت خانة السنة، لكنه سيتميز بفلسفة وعقلنة ( التركيز على العقل) الدين لدرجة تجعلهم يتشابهون مع تيار سيصنف تحت خانة الشيعة وهو تيار إخوان الصفا.
يمكن إرجاع الاختلاف ما بين الأطراف في هذا التيار من حيث أسبابه إلى طريقة تفسير وتأويل النص القرآني حتى أن تأويل القرآن أصبح علما قائما بذاته. وتبدأ إشكالية التأويل منذ البداية، أي منذ نزول الوحي على النبي. وهي إشكالية معقدة بحد ذاتها، حيث أن المفسرين يختلفون حول ما إذا كان النص القرآني قد أنزل على الرسول كمعنى أم كلغة. وربما كان من المفيد هنا التنويه إلى أن الوحي كمرسل من عند الله اختلف شكله وذلك حسب الديانة وحسب زمن إرساله. ففي الديانة اليهودية مثلا أخذ الوحي شكل إنسان يتحدث إلى البشر مباشرة، كما حدث في قصة النبي لوط، حيث أرسل الله رجلين لا واحد فقط ليحذران النبي لوط كي ينقذ عائلته لأن الله سيهلك المدينة بكاملها. ولقد رأى الناس جميعا الوحي وحاولوا اقتحام بيت لوط لقتلهما مما حدا بالنبي لوط أن يعرض عليهم ابنتيه العذراوين لكنهم- أي سكان المدينة- رفضوا. وكانت النتيجة أن الله أحرق المدينة بعدما استطاع لوط إنقاذ ابنتيه وزوجته التي عوقبت بأن تحولت إلى عمود ملح لأنها عصت كلام الوحي ونظرت إلى الوراء وهذا ما أنهاها الوحي عنه.
وسيأخذ الوحي عند النبي محمد شكلا هلاميا لا نعرف إن كان مرئيا أم لا، لكنه سيلقن النبي الأمي الذي رد عليه بعبارة “ما أنا بقارئ” ثلاث مرات. سيلقنه كلام الله الذي هو القرآن الذي يفترض أنه محفوظ في لوح، وكل حرف هو بحجم جبل قاف وبلغة تواصل يختلف المفسرون حولها. هنا تقودنا قضية اللوح المحفوظ إلى إشكالات عدة منها:
-) إذا كان النص محفوظا أي مكتوبا مسبقا، فإن ذلك يعني أن الأحداث اللاحقة ستبنى على أساس النص وليس العكس. وهو الأمر الذي فتح باب الاجتهاد في تفسير ما إذا كانت أفعال البشر مقررة سلفا، أي هي خارج إطار إرادته وإنما ضمن إطار إرادة الله، أم هي العكس. أي هل هو مخير أم مسير؟ وهذا السؤال هو الذي أسس للخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة.
موضوعة النص المحفوظ يصعب تفسيرها أمام تغير النص نفسه وفقا للحدث والمناسبة لدرجة أن الأحكام أتت متدرجة وفقا لوعي الناس ووفقا للظرف الموضوعي نفسه، كما حدث مثلا في أحكام الخمر وتعدد الزوجات والموقف من المشركين.
-) إذا كان النبي لقن كلام الله فبأي لغة وبأي شكل تم ذلك؟ هل لقن المعنى أم لقن الكلمات حرفا حرفا؟. يرى الزركشي ” إن جبريل- ص-إنما ألقى عليه المعنى، وأنه – أي النبي – عبر بهذه الألفاظ بلغة العرب”. وتصبح بالتالي مهمة النبي نقل وترجمة كلام الوحي إلى لغة الناس وهي العربية. وإذا كان هناك اعتراف من الله نفسه بصعوبة النص القرآني، والذي سيتحول بعد وفاة النبي الذي يفترض انه حائز على معجزة الحفظ والتفسير، سيتحول إلى نص إشكالي حيث لا يمتلك احد من بعد النبي هذه الموهبة حسب ما يقوله تيار السنة. وتعتبر هذه الإشكالات حجر الأساس في فهم الاختلاف في التفسير والتأويل فيما بعد.
ترتبط مشكلة التأويل بشكلين اثنين أو بشقين اثنين من الاختلاف:
1-) الشق الأول يرتبط بتناقض الأحكام نفسها الموجودة في النص القرآني: من السهل جدا اعتماد حكمين متناقضين للحدث نفسه واستنادا إلى النص القرآني نفسه، وذلك بالرغم من أن مدارس التفسير كانت تحاول في تبرير ذلك أن تربط هذا التناقض على الدوام بمناسبة الحدث أحيانا، وإرجاع القراءة الصحيحة استنادا إلى هذا التيار أو وجهة النظر تلك أحيانا أخرى. ومن الأمثلة الفاقعة التي توضح هذا الأمر الموقف من المشركين، حيث تقول الآية : “وقاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون بدين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية وهم صاغرين..”. وتقول آية أخرى “فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم..” . بينما تقول آية أخرى وبالمناسبة نفسها “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..”. وعند الممارسة العملية، فإن كل طرف أو تيار يدافع عن موقفه وفق الاختيار المقصود للآيات بما يخدم ويؤكد موقفه. وإذا كان التيار السلفي أو ما يسمى الأصولي يركز على نص قتال المشركين، فإن التيار المعتدل يجد مرجعيته في نص يقول بحرية اختيار الإيمان أو الكفر.
2-) الشق الثاني: يرتبط بطريقة تفسير النص القرآني الذي يتصف بالغموض. وهناك العديد من الأمثلة في القرآن والتي كانت مثار جدل وخلاف. وهذا هو السبب وراء ظهور المدارس الفقهية التي كانت كل منها تتبع لتفسير مختلف عن الآخر. وفي نص مهم أثاره جورج طرابيشي في بداية كتابه المذكور، ومن المهم التطرق إليه، أن “الله خلق آدم على صورته” وهو ما جاء ذكره في التوراة وأكده النبي محمد في أحاديثه. والسؤال المثار هنا هو على صورة من خُلق الإنسان، على صورة الله أم الإنسان؟. السلفيون يؤكدون أن الخلق هو على شاكلة آدم لأن الله لا صورة له. والقول بغير ذلك يعتبر كفر. التيار الآخر والذي انضوى تحت لوائه العديد من المسلمين، ولاسيما الصوفيون، يرى أن الخلق هو على شاكلة الله نفسه، حيث لم يكن للإنسان وجود قبل آدم ليخلق على شاكلته. والحلاج الذي أشتهر بقوله( أنا الحق)، وفي أقوال أخرى أنه قال( أنا الله)، وهو يتقاطع في هذه المناسبة مع القول الأفلاطوني (العقل هو الله فينا)، فإن الحلاج يؤكد بهذا المعنى أن الخلق هو على شاكلة الله بالنظر إلى إلهية النفس. حتى ابن حنبل وابن قتيبة ومن ثم ابن تيمية يرد الصورة إلى الله استنادا إلى الحديث ” ورأيت ربي في أحسن صورة”.
المهم في هذه المقارنة هو أن صورة الله قد أزيحت عن الشكل السابق المرتبط بالثبات والغموض وتحولت إلى شكل أقرب للفلسفة ألإغريقية مرتبطة بالعقل الذي نطوره نحن في أذهاننا، وذلك حسب الظرف والعصر. وهذه هي ميزة عصر التنوير الإسلامي الذي يعتقد العديد أنها انتهت بوفاة إبن رشد ومن سبقه.
إذا كانت نهاية عصر ابن رشد هي نهاية لعصر التنوير الذي كانت المرحلة العباسية تشهده والتي انتهت وانتهى معها أيضا عهد الدولة الفاطمية والإسماعيلية على يد السلجوقيين، فإن المنطقة ستشهد ثباتا وركودا حتى بداية القرن العشرين، حيث بدأ عصر تنويري جديد مع محمد عبدو ورفاعة طهطاوي وآخرين غيرهما. هذا العصر لن يستمر طويلا، ولم يستطع تشكيل نقلة نوعية كتلك التي حدثت في أوروبا لتبدأ المنطقة الدخول في عصر ظلمات آخر كان من تجلياته ظهور ما يعرف بالحركات التكفيرية والسلفية كالقاعدة التي هي على يمين حتى الحركات الإخوانية.
إن ما يميز تاريخ منطقتنا منذ ظهور الديانات التوحيدية ليس هو كما يقول نصر حامد أبو زيد بأن حضارتنا هي حضارة النص فقط، وإنما هناك أيضا ما يسمى اعتماد النص – وليس الديني فقط – كمرجعية أو أو كارتكاز، ليصبح هذا النص قالبا عازلا لهذه الحضارة عن الآخرى. ومنذ هذا التاريخ أيضا سنصبح بحاجة إلى مرجعيات نرتكز عليها هروبا من أزماتنا وتغطية لعجزنا ولتصبح – أي هذه المرجعيات- تعويضا عن هوية نفتقدها.ولا نستطيع تأسيس البدائل التي أطلقها الغرب بعد أن نفض عنه غبار هذه المرجعيات.
المرجعية والارتكاز هنا لن يقتصر على النص فقط، وإنما يتعداه إلى الشخص الرمز والدين والحزب …الخ. وهذا لا ينطبق فقط على النص الديني، وإنما حتى على نصوص أخرى ستتأثر بها، كالنص القومي والماركسي أيضا. وبهذا المعنى ستتحول الماركسية والناصرية والقومية في بلداننا إلى دين، وسيتحول ماركس وعبد الناصر وغيرهما إلى أنبياء. وعلى الأغلب هم آخر الأنبياء/ بمعنى أن لا رئيس من بعدهم طالما هم على قيد الحياة، وتصبح أقوالهم كالأحاديث.
ربما هذا ما يفسر أيضا مبدأ توريث معظم الرؤساء والزعماء السياسيين في السلطة كانوا أم في المعارضة، في اليمين أم في اليسار. فعلى صعيد الحكام مثلا لم نشهد مثلا رئيسا أو زعيما يتخلى عن سلطته. والأمر عند المعارضة- التي هي بنت هذا الواقع- متأثر بهذه الخصائص. فإذا نظرنا إلى الحزب الشيوعي السوري، وهو أقدم حزب شيوعي في المنطقة العربية، فإن زعيمه ومؤسسه خالد بكداش بقي أمينه العام حتى وفاته بسبب الشيخوخة. وبعد وفاته ورثته زوجته التي ما تزال الأمينة العامة حتى هذه اللحظة.
ويبقى السؤال المطروح هنا هو هل العودة والارتكاز إلى النص هي سبب التخلف والأزمة أم أن الأزمة هي بسبب الارتكاز إلى النص. و أيا كان الجواب، فإننا ما نزال وسنبقى نشهد في المستقبل المنظور هذه المشكلة وهي تزداد عمقا، وذلك على الأقل حتى نشهد ثورة ستقلب جميع مفاهيمنا ونصوصنا الجامدة. فهل نحن قادرون على ذلك؟.

عماد عزوز
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى