صفحات الشعر

جان جينيه: المحكوم بالإعدام “مقتطفات”

null
الريح التي تدحرج قلباً على بلاط الباحات
ملاكٌ ينتحب معلّقاً على شجرة
عمود اللازورد الملفوف بالمرمر،
فتحوا في ليلي
بوّابات نجاة.
•••

عصفورٌ حزين يقضي نحبه
وطعم الرماد،
ذكرى عين غافية على الجدار
وهذه القبضة الموجعة التي تتوعد اللازورد،
أنزلوا في باطن كفّي
محيّاك.
•••

غارقٌ في البكاء،
هذا الوجه الأقسى والأخفّ من قناع
لهو أثقل على يدي
مما هي على أصابع النشّال
الجوهرة التي يسرق.
إنه مكفهرّ وصارم، تغطّيه كالقبعة
باقةٌ خضراء.
•••

وجهك العابس: وجه راعٍ إغريقي.
لم يزل يغلي في باطن كفيَّ المغلقتين.
ثغرك، ثغر امرأةٍ ميتة
عيناك وردتان
وأنفك أنف كبير الملائكة
لربما هو المنقار.
•••

الجليد المتقد لخفرٍ بغيض
يلطّخ شعرك بنجومٍ رصاصية مضيئة،
يتوّج ناصيتك بأشواك الورد،
أيّ ألمٍ عظيم أذابه
إنْ محيّاك شدا؟
•••

من أين تنثر كسلطانٍ،
الأسحار البيض
التي تنهمر كالثلج على نادلي
في سجني الأبكم:
الهلع، الموتى في أزهار البنفسج،
الموت ورجاله الشبقون!
أشباح عشّاقه!
•••

على قدميه المخمليتين
يمر حارسٌ يتجول.
ارحْ ذكراك في عينيَّ الغائرتين.
فقد يتسنى لنا الهرب عبر السقف.
•••

آهٍ يا عذوبة السجن المحال البعيد!
آهٍ يا سماء الحسناء
آهٍ البحر والنخيل
الصباحات الرقيقة، الأماسي المجنونة والليالي الساكنة،
آهٍ الشعر المحلوق
وبشرة الساتان.
•••

آهٍ، هلمّي يا سمائي الوردية،
آهٍ يا سلّتي الشقراء!
زوري في ليله، محكومك بالإعدام.
اخلعي عنك الجلد
اقتلي، احتدمي، عضّي
لكن تعالي!
ضعي وجنتك على رأسي المدوّر.
•••

يا أرواح قتلاي!
اقتليني! احرقيني!
ميكال أنجلو منهوك القوى،
لقد نحت
في الحياة الدنيا
ولكني يا مولاي
كنت أبداً
خادماً للجمال،
جوفي، ركبتايَ
ويداي وردية من الهياج.

•••

سامحني يا ربي لأني عصيت!
دموع صوتي
مكابدتي
ومشقة الهروب من البلد البهي فرنسا،
مولاي …
ألا يكفي هذا
كي أمضي للإخلاد إلى النوم؟
يا سيد الأماكن المظلمة
لم أزل أجيد الصلاة
وأنا أترنح مترجياً،
بين ذراعيك الفوّاحتين بالطيب،
في قصورك الثلجية!
ها أنا ذا يا أبي
الذي أطلقت الصراخ يوماً:
المجد في أعالي السماء
للإله الذي يحرسني،
خفيف القدم
هرمس.

ترجمة أندلس الشيخ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى