ما يحدث في لبنان

انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية

null

انتخب قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية بأغلبية 118 صوتا وستة أوراق بيضاء، وذلك من أصل 127 صوتا، إذ ذهب صوت واحد للنائب نسيب لحود وآخر لوزير الخارجية السابق جان عبيد، رغم عدم ترشح أي منهما للانتخاب في جلسة اليوم.

وجاء انتخاب سليمان بعد فترة من الفراغ في منصب الرئاسة دام منذ 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2007 مع انتهاء ولاية الرئيس السابق أميل لحود.

فقد افتتح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري جلسة انتخاب المرشح التوافقي، قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان، ليبدأ بعد ذلك الاقتراع السري كما ينص عليه الدستور اللبناني.

وقد حضر مسؤولون لبنانيون وعرب وأجانب إلى مجلس النواب لمواكبة انتخاب سليمان.

ومن ابرز الشخصيات التي حضرت إلى مبنى البرلمان رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، يرافقه وزير خارجيته على باباجان ووزراء خارجية كل من فرنسا وإيران والسعودية وسوريا ومصر والدول الأعضاء في لجنة جامعة الدول العربية لإنجاز ال.

كما حضر وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ويذكر ان قطر هي التي رعت الاتفاق الاخير بين مختلف الاطراف اللبنانية والذي تم توقيعه الاسبوع الماضي في الدوحة والذي من المفترض ان ينهي الازمة السياسية القائمة في البلاد منذ اكثر من 18 شهرا.

من جهة اخرى، قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة انه لا يرغب في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية اليوم.

وأضاف السنيورة في مقابلة مع وكالة فرانس برس انه يغادر كرسي رئيس الوزراء بضمير مرتاح، برغم “الاتهامات التي واجهها والمعاملة غير العادلة من جانب المعارضة اللبنانية“.

وأوضح أنه سيتخذ القرارات ذاتها التي اتخذها لو عاد به الزمن.

وقال السنيورة البالغ من العمر 64 عاما إنه شغل منصب رئيس الحكومة ثلاث سنوات معربا عن اعتقاده بأنه “آن أوان التغيير“.

لكن رئيس الوزراء اللبناني أوضح أن القرار النهائي بيد الأكثرية النيابية التي ستناقش الأمر خلال الأيام القادمة.

وأضاف: “بالنسبة لي فقد اكتفيت وأريد الرحيل ومتابعة أمور أخرى“.

وقال محللون إنه من غير الواضح إذا ما كان السنيورة سيتمكن من التنحي جانباً، فالمرشح البديل الوحيد لرئاسة الحكومة هو سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، والذي لم يفصح إذا ما كان مستعداً لقبول منصب رئاسة الحكومة اللبنانية.

صور الرئيس اللبناني الجديد تعم المناطق اللبنانية

وقال النائب في البرلمان اللبناني بطرس حرب إن المجلس النيابي سيشهد غدا الأحد جلستين لاختيار الرئيس الذي سيؤدي بعده اليمين القانونية ويلقي خطابا يحدد فيه ملامح سياساته.

وسيكون سليمان البالغ من العمر نحو 60 عاما الرئيس الثاني عشر للبنان وثالث قائد للجيش يصل الى هذا المنصب.

وسيخلف سليمان إميل لحود الذي غادر قصر بعبدا في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وظل المنصب شاغرا منذ ذلك الحين في واحدة من أشد الأزمات التي واجهها لبنان منذ اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية.

وأعلن سليمان في تصريحات صحفية أن العنوان الذي يضعه لعهده بعد انتخابه هو “تكريس المصالحة والتفاهم وشدد على أن هذه العبارة تحمل في طياتها الامن والامان والاستقرار والازدهار“.

كما سيعلن سليمان عقب تنصيبه تكليف شخصية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، على أن يبدأ الرئيس المكلف استشارات لتشكيل الحكومة.

ويمثل انتخاب سليمان وإزالة الاعتصام اولى مراحل تنفيذ اتفاق الدوحة بين القوى اللبنانية.

وكانت الخلافات بين الفرقاء اللبنانيين قد وصلت إلى حد المواجهات المسلحة في بيروت في الثامن من الشهر الجاري مما أسفر عن مقتل 81 شخصا على الأقل.

واتفق الفرقاء اللبنانيون في الدوحة على تشكيل حكومة وحدة وطنية من 30 وزيرا 16 للأكثرية النيابية و11 للمعارضة و3 لرئيس الجمهورية.

سليمان يخلف فراغا رئاسيا دام منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي

ورغم الاتفاق على عدد الحقائب لكل طرف قالت مراسلة بي بي سي في بيروت إن التوقعات تشير إلى إمكانية حدوث خلافات حول الوزارات السيادية وهي الدفاع والداخلية والمالية.

وأضافت مراسلتنا ندى عبد الصمد أن الصراع سينصب على وزارة الداخلية باعتبار انها ستتولى الاإشراف على الانتخابات النيابية القادمة في ربيع 2009 .

وقد ازالت المعارضة اللبنانية امس كل مظاهر الاعتصام وعادت كل الطرق في وسط بيروت الى سابق عهدها وكذلك الساحات التى كانت تشغلها خيم الاعتصام .

انتقادات فرنسية

من جهة اخرى وجهت فرنسا انتقادات، على لسان وزير خارجيتها، الى اتفاق الدوحة الذي انهي الازمة السياسية في لبنان، مشيرة الى انه لم يعالج جذور الازمة.

وقال برنارد كوشنير، في مؤتمر صحفي أمس في القدس، ان الاتفاق الذي وقعه الفرقاء اللبنانيون في الدوحة اخفق في معالجة جذور الازمة رغم انه يشكل خطوة اولى في هذا الاتجاه.

واضاف كوشنير “ان الاتفاق يسير في الاتجاه الصحيح، لكن لايبدو ان ايا من العناصر الجوهرية للازمة قد حل. ومع هذا انه من الافضل ان يكون هناك رئيسا وحكومة“.

وقال الوزير الفرنسي في ختام زياراته لاسرائيل والاراضي الفلسطينية “كان من الافضل، على الارجح، الوصول الى هذه النتيجة بدون ان يستولي حزب الله على نصف بيروت من اجل اسماع اصواتهم (المعارضة)”.

ومن المقرر أن يحضر الوزير الفرنسي جلسة انتخاب العماد سليمان برفقة وزير الخارجية الاسباني ووفد من الكونجرس الامريكي

نبذة عن العماد ميشال سليمان
ولد ميشال سليمان في قرية عمشيت قضاء جبيل شمالي بيروت في نوفمبر/ تشرين الثاني 1948 .

تخرج في الكلية الحربية برتبة ملازم عام 1970 وهو يحمل أيضا إجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية.

بدأ خدمته في سلاح المشاة الذي قضى فيه معظم حياته العسكرية وتولى فيه عدة مناصب قيادية مثل قيادة اللواء الحادي عشر التي تولاها عام 1993 واللواء السادس عام 1996، وخدم لعام تقريبا في الاستخبارات العسكرية بجبل لبنان بين عامي 1990 و 1991.

عين قائدا للجيش اللبناني في ديسمبر/ كانون الأول عام 1998 واستمر في هذا المنصب حتى أصبح المرشح الذي توافقت عليه الأطراف اللبنانية لشعل منصب الرئيس خلفا لإميل لحود الذي غادر قصر بعبدا في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2007 .

نال العديد من الأوسمة والنياشين كان أرفعها وسام الأرز الوطني من رتبة فارس والوشاح الوطني. كما حصل على دراسات عسكرية في بجليكا وفرنسا والولايات المتحدة.
تحديات

خلال توليه منصب قائد الجيش واجه عدة تحديات ففي مارس/ آذار عام 2005، وبعد شهر من اغتيال رفيق الحريري، اصدرت حكومة الرئيس عمر كرامي حينها قرارا بمنع التظاهر، وكانت امكانية تصادم المتظاهرين مع الجيش قائمة، لكن الجيش حينها سمح للمتظاهرين بالتجمّع وبعدها بالتظاهر ومر الاختبار بسلام بفضل نجاح القيادة العسكرية بالموازنة بين قرار منع التظاهر من جهة وعدم التعرض للمتظاهرين من جهة اخرى.

وبحكم الواقع السياسي والأمني المعقد في لبنان كان ميشال سليمان ينسق عن قرب مع الجيش السوري الى حين انسحابه من لبنان في أبريل/نيسان 2005 .

وفي 14 فبراير/ شباط 2006، في الذكرى الثانية لاغتيال الحريري عندما دعت قوى الأكثرية لإلى تظاهرة حاشدة في وسط بيروت حيث كانت تنظم المعارضة اعتصاما، ومر هذا اليوم ايضا دون صدامات بعد أن وقف الجيش متراسا بين اعتصام المعارضة وتظاهرة قوى الاكثرية ومنع الاحتكاك بين التحركين.

ويحسب لسليمان أيضا أنه قرر ارسال الجيش الى جنوب لبنان للمرة الاولى منذ اكثر من 40 عاما، بموجب قرار مجلس الأمن بعد حرب يوليو/ تموز 2006 بين حزب الله واسرائيل.

و بدا وقتها الجيش وكأنه صمام الامان حين تنسحب الازمة السياسية على مواقف امنية بغاية الخطورة.

كما واجه سليمان تحديا آخر في مايو/ آيار 2007 وهو معركة مخيم نهر البارد التي خاضها الجيش اللبناني ضد مسلحي حركة فتح الاسلام والتي دامت اكثر من ثلاثة اشهر.

وعلى الرغم من الضغط السياسي الذي وضع الجيش في الايام الاولى للمعركة إلا أنه أكملها ودخل المخيم منهيا بذلك ازمة سياسية-امنية كان بامكانها ان تضع لبنان في موقف بغاية الصعوبة.

ورغم مقتل ما يزيد عن 420 مدنيا و 168 جنديا لبنانيا في المعارك ضد حركة فتح الاسلام إلا ان تفهم اللبنانيين لظروف الجيش وامكاناته المتواضعة ادى الى تزايد شعبيته بقيادة سليمان واعتبار المعركة انتصارا جديدا لهذه المؤسسة.

ومنذ الإعلان عنه كرئيس توافقي تعطلت عملية انتخابه ليس بسبب الخلاف على شخصه ولكن بسبب الخلاف بين الفرقاء على الآليات المرتبطة بتوليه المنصب مثل تشكيل حكومة جديدة وقانون الانتخابات.

وفي 21 مايو/ آيار 2008 وقع الفرقاء اللبنانيون اتفاقا في الدوحة مهد الطريق أمام تولى ميشال سليمان رئاسة لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى