أحمد مولود الطيارالدور الإيراني والعلاقة الإيرانية ـ السّورية

بين ” تصدير الثورة ” وتصدير الديموقراطية: أنظمة مرتبكة ومعارضات عاجزة

أحمد مولود الطيار
ما يجري في ايران وضع الأنظمة العربية وشعوبها ومعارضاتها في مواقف ومواقع متباينة ومتباعدة كل ينظر الى ارتدادات الزلزال الايراني من زاويته، فمن منزعج، الى متشائم، الى فرح، ارتسم الخط البياني العربي .
وزير الخارجية السوري وليد المعلم وفي تصريح له عما يجري لدى الحليف الوثيق، أبدى امتعاضا وسفّه ما يقوم به الشارع الايراني .
وزير خارجية الامارات اعتبر ان ما يجري شأن داخلي ايراني .
هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي خائف من اللاستقرار الايراني وتأثيره على اللاستقرار العراقي .
صحف عربية محسوبة على دولة عربية كبرى تحتكر جل الاعلام العربي، تشهر ب”لديموقراطية الايرانية ” وان تلك الديموقراطية لاديموقراطية !!
على الفايس بوك نقرأ ” معارضون سوريون  يشاركون في مظاهرة في واشنطن ضد الرئيس أحمدي نجاد ” .
شارع عربي سني يكاد يكون بالمطلق يشمت من ” الولي الفقيه ” وتضعضع الاسطورة .
بالعودة الى تصريح وزير الخارجية السوري ، والذي يسفّه فيه تحركات جزء لا يستهان به من الشارع الايراني، يمكن اعتبار هذا الموقف وتعميمه على أغلب أنظمة الحكم العربية نموذجا صادقا لايحتمل التسويف، ويخطئ من يظن أن موقف النظام السوري والمعبر عنه بما قاله وزير خارجيته نابع من التحالف ” الاستراتيجي ” بين النظامين منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، وينظر اليه من هذه الزاوية . ان المنطلق في هذا الموقف المعبر، يتشارك به كما أسلفت مع أغلب أنظمة المنطقة العربية،  منظورا اليه  من زاوية افتقداد تلك الأنظمة الى الشرعية، وأنها أنظمة لم يأت بها الشارع، وهي بالمحصلة، أنظمة أغرقت شعوبها وأوطانها بالفساد والاستبداد، وبالقياس عليها يعتبر النظام الايراني أفضل من معظمها .
هنا تكمن معضلة أغلب هذه الأنظمة والحيرة التي وجدت نفسها فيها ، فمن جهة تكن عداء للنظام الايراني ولرئيسه أحمدي نجاد، بسبب من تفوقه عليهم في ديماغوجيته، ومن جهة اخرى، فان التظاهرات الحاشدة التي يقوم بها أنصار التيار المسمى اصلاحي، وتلك الحيوية التي يتمتع بها الشارع الايراني، والخوف هنا انتقال العدوى الى الشعوب العربية، التي يخاف عليها أن تنزع قيود الخوف ويأتي اليوم الذي تطيح بهم .  من هنا نفهم تسفيه وليد المعلم .
من زاوية نظر أخرى تطل على المشهد الايراني، وأيضا نستعير المثال السوري والخبر على الفايس بوك : ” معارضون سوريون يشاركون في مظاهرة في واشنطن ضد الرئيس أحمدي نجاد ” . مرة أخرى، يمكن تعميم المشاركة تلك بأنها ربما، تلخص المشهدية المرة التي وصل اليها عجزنا، وربما المثل الشعبي أو الفصيح سيان ” القرعة تتباهى بجدائل ابنة عمها ” .
بداية أرجو ألا يفهم أنني ضد المشاركة ، وتلك المشاركة منظورا اليها أولها احتراما وتثمينا للدماء التي أريقت على الاسفلت الايراني انما النقد الموجه هنا الى الرغبوية والارادوية التي يتم اسقاطها على الأحداث التي تجري ان بقربنا أو بعيدة عنا ، نحاول التلهي والتسلي  بها، حيث تغدو برنامج عملنا، نداري به عجزا وقصورا فاضحا بات يتطلب مراجعة جذرية ، حيث بدلا من وضع برنامج عمل جدي وميداني تجتمع حوله كلّ الأطراف تهدف أولا وأخيرا الى وضع المطلب السوري بالحرية والديموقراطية بندا وحيدا على جدول الأعمال، يجري تضييع الجهد بما لاطائل منه .
المعارضة السورية في عواصم القرار، واشنطن وباريس ولندن، مطلوب منها عمل على الأرض تعرف فيه الرأي العام الأمريكي والاوربي على محنة سوريا شعبا ومعارضة والأفكار في ذلك كثيرة وغير مكلفة .
ان كنا معجبين بالحراك الايراني فيجب أن نتذكر بأن مريم رجوي رئيسة الجمهورية الايرانية في المنفى بدأت التظاهر في لندن وبعض العواصم الأوربية ولم يكن بداية بجانبها الا مسعود رجوي الذي أصبح زوجها .
ربما وقع هذا المقال في فخ ما حذر منه ، انما يجب قول ما قيل .
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى