صفحات الناس

رسالة محبة ووفاء الى سهيل الشبلي

null
حسين عيسو
أخيرا توقف قلب سهيل الشبلي عن النبض , توقف ذلك القلب الكبير بالحب الذي شمل الجميع بعيدا عن الفئوية الأثنية أو الطائفية , لقد أحب فلبه الكلَّ السوري دون تفرقة بين عربي أو كردي أو آثوري أو غيرهم من أطياف مجتمعنا , فقد كان سهيل صديقا ورفيقا لكل من عرفه , برغم الاختلاف في الرأي والرؤية .
نادرا ما كنت أراه مرتاحا بين عائلته الصغيرة مثل باقي الناس ونادرا ما سألت عنه ووجدته إلاّ مسافرا الى إحدى المحافظات السورية , لا للتجارة والأعمال , وانما لنشر المحبة والتسامح والعمل في سبيل مستقبل تسوده العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد .
لقد ناضل سهيل من أجل الخلاص من الأمراض التي يعاني منها المجتمع السوري , فانتقم منه مرض القلب ليوقف نبضه أخيرا. ولأن قلبه الكبير ملَّ من دنيانا وما فيها من أمراض وعلل غير التي عانى منها هو , ولأنه لم يتحمل ما انتشر من فساد وتنافر وانكفاء في بلدنا وما تنذر به في مقبل الأيام , فقرر أخيرا أن ينغمس داخل ترابها الذي عشق كل حبة فيه وليتحول الى زهور ربيعية علّها تنشر الحب الذي عمل في سبيله وهو حيّ , ويبقى على العهد مع كل أصدقائه ورفاقه ومن عرفه وأحبه بقلبه الكبير الذي لم يعرف غير الحب .
لقد كنت من أكثر المختلفين مع سهيل في الرأي ورغم الاختلاف ما انقطع حبل الود بيننا يوما , بل كان يزداد قوة , لإيماننا بمقولة فولتيير : “قد أختلف معك في الرأي لكني أفدي حياتي كي تقول رأيك” , لذلك كان الحشد الكبير في جنازته يضم رفاقا وأصدقاء من أغلب المحافظات السورية وكافة أطياف المجتمع السوري , و كنت أرى الحزن في عيون كل من عرفه , لأن سهيلا لم يكن يخص فئة معينة , وإنما كان سوريا وأحب كل سوري , فأحبه الجميع , وفقدانه خسارة لنا جميعا كسوريين وليس لعائلته الصغيرة وحدها .
رحم الله المناضل سهيل شبلي
ولعائلته الصغيرة ولنا أصدقاءه ورفاقه الصبر والسلوان
حسين عيسو
Hussein.isso@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى