صفحات سورية

هل هذا ثمن صداقة أمريكا الجديدة مع سوريا؟

null
روبرت فيسك
إنهم خارج السجن. الضباط الأربعة الذين وجه لهم اللوم في عملية اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري في مذبحة يوم الفالنتاين قبل أربع سنوات أفرج عنهم من سجن رومية المظلم شمال بيروت, و ذلك وسط موجة كبيرة من إطلاق النار و الألعاب النارية. وفي دمشق فإنه يتوجب عليهم أن يشربوا الشمبانيا.
مرة أخرى حمار الأمم المتحدة الذي قفز إلى المسرح العالمي بعد اغتيال الحرير أثبت أنه بغل. لقد أعلن القاضي دانيل فرانسين من المحكمة الدولية التابعة للأمم المتحدة في لاهاي يوم الأمس بأن الأربعة الكبار – نحن نعرف أسماءهم تماما في لبنان- يجب أن يخرجوا من السجن: وهؤلاء الضباط هم قائد الأمن العام اللبناني جميل السيد و مدير المخابرات اللبنانية الداخلية على الحاج و مدير الاستخبارات العامة السابق ريموند عازار و رئيس الحرس الجمهوري السابق مصطفى حمدان.
لقد كان هناك الكثير من القبلات و الأهازيج فيما بين الأقارب خارج السجن الواقع شمال بيروت و ذلك عندما أعلن السيد فرانسين بأنه لم يكن هناك بعد أربع سنوات من التحقيقات “أدلة كافية” لمواصلة اعتقال هؤلاء الرجال. و إذا وجدت هذه الأدلة (و الأمم المتحدة تعاين ملايين المكالمات التي سجلت من قبل الاستخبارات البريطانية في جبل ترودوس في قبرص), فإنها سوف تكون قد فشلت في منع القرار الذي صدر البارحة. إن صداقة السيد باراك أوباما الجديدة مع الرئيس بشار الأسد يجب أن تسير بشكل رائع.
إن المواجهة للأسف قد تكون هي القضية هذه الأيام, و بسبب أن الانتخابات اللبنانية سوف تجري في 7 يونيو فإن حزب الله إضافة الى التحالف المسيحي المنضم إليها يهدد بتقويض التحالف الذي يقوده الحريري و الذي قاد الحكومة اللبنانية خلال السنوات الأربعة الماضية على الرغم من حق النقض الذي امتلكه الحزب قبل سنة على قرارات الحكومة . وهنا تكمن المشكلة. خلال خمسة أسابيع فإن حزب الله و هو الحزب الأكثر وعيا في المجال الأمني و الأكثر دراية في حرب العصابات في الشرق الأوسط – و توقيف 3 جواسيس محتملين في لبنان هو أمر يؤكد هذا- يريد عزل الأغلبية القليلة التي يمتلكها ابن الحريري و مناصروه في البرلمان (بمن فيهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط). حسنا سوف نرى ما سيحدث.
ترى من قتل رفيق الحريري؟ حتى يوم الأمس فإن اللبنانيين الذين أدت مظاهراتهم بعد المذبحة التي جرت الى إجبار الجيش السوري الى الخروج من لبنان كانوا يعتقدون أنهم يعرفون من فعل ذلك. ومن كان يريد كرئيس للولايات المتحدة فتح باب جديد باتجاه السوريين؟ إنه باراك أوباما. و من كان يقف بجانب ابن رفيق الحريري سعد في بيروت قبل 3 أيام من أجل طمأنته بأن الولايات المتحدة تقف بجانيه؟ إنها وزيرة خارجية السيد أوباما هيلاري كلينتون بالطبع.
الانديبندنت
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى