خولة غازيصفحات الناس

من يخطط في سوريا..!؟

null
خولة غازي
كأن سوريا لم تعد فيها خبرات بشرية ، فوقفت دورتها الحياتية عند مجموعة أسماء ، يدورون في نطاق واحد ، ويعملون لمن : للمصلحة العامة … تحت هذه ( الكليشة ) تصدر القرارات والمراسيم ، ولكن من استفاد منها و كيف انعكست هذه المصلحة العامة على بنية المجتمع السوري سؤال متكرر وممل في ظل ثبات الاحوال على مقياس مكانك راوح .

مؤخراً تسلم وزير الاقتصاد ( مقاليد حكم ) هيئة تخطيط الدولة ، لتأتي معاونة وزير المالية لتحل مكانه في الوزارة ، وهكذا دواليك تأتي الاسماء من دائرة واحدة منيعة .. من يدخلها يخلع ارادته على الباب ، لان هناك ارادة اكبر تحكمه .
فهاهي حكومة العطري تدخل عامها الثامن ، بالرغم من كل التسريبات التي تصدر بين الحين والاخر عن حكومة جديدة ، الا ان هذا لم يحدث ولن يحدث ، لان مهمة العطري وفريقه تتمثل في الاخذ بالبلاد الى اقتصاد السوق و من ثم الوقوع تحت رحمة صندوق النقد الدولي و الاشتراطات التي يضعها على الدول ، فهل سيتحمل المجتمع المحلي مزيداً من التجريب .
والمضحك المبكي ما اوردته وسائل الاعلام حول الوزيرة الجديدة وما اذا كانت سوف تطبق التجربة الماليزية كونها كانت سفيرة سوريا في بلاد التجربة ، ولكن كيف ستطبقها ، اذ كانت الحكومة امضت سنوات في دراسة التجربة الماليزية دون ان نشاهد ملمحاً ماليزياً في سوريا اللهم الا في مطار دمشق الدولي الذي تنفذه شركة ماليزية وكان من المقرر ان ينتهي العمل به قبل قمة دمشق ، ولكن ما حدث فيما بعد سلسلة من الفضائح عن فساد غير مسبوق ، هذه هي التجربة الماليزية في بلادنا وكانت تحت رعاية الوزيرة الجديدة ، كونها تمثل حكومة بلادها في مكان عملها.
تكاد تشبه حكومة عطري حكومة الزعبي في البنية وفي التخطيط وفي العمر أيضاً ربما تفوق حكومة الزعبي حكومة الراهن في عمرها الزمني بثلاث سنوات ، ولكنهما اكثر حكومتين متلاصقتين كتوائم سيامي ، لقد اعطت حكومة الزعبي العنان للقطاع الخاص عبر سن القانون رقم عشرة الذي فصل على قياس مشاريع اثرياء البلد ، وتمت في حكومته التهيئة لاعلان الحداد على القطاع العام ، بالاضافة الى دخول اسماء جديدة بقوة المارد الذي كان محبوساً في قمقمه ، كما أنه في عهده انتشرت رائحة الفساد من كل حدب وصوب ولعل اشهرها صفقة الطائرات المستعملة ، و في السنة الثالثة عشر استراح ، لتأتي بعده سلسلة من الانهيارات ابرزها انهيار سد زيزون في حكومة ميرو ، لتأتي حكومة العطري والتي من حسناتها انها كشفت عن التوجه الحقيقي للاقتصاد ، فبدأت الامور تتضح : رجال الاعمال الجدد يجلسون في مقدمة الصورة من خلفهم الفريق الحكومي ، على مبدأ وراء كل رجل اعمال عظيم حكومة عظيمة ، اما البنية التحتية فحالها يشبه البناء القديم الذي يحاول مالكه كل فتره ترميمه ترميماً ظاهرياً حتى غدا متهالكاً كوجه الصبوحة لم تعد عمليات التجميل تنفع في ترتيته .
لقد غدا جل اهتمام المواطن هو زيادة الراتب ، اما من يأتي ومن يذهب فهي مسألة خرجت من مدار اهتمامه منذ بدأت الوعود تخبو لتتحول الى شعارات باهتة على حائط .
وسواء قلنا حكومة الزعبي ام ميرو ام العطري ، فكلها سواء ومتشابهة لان الية العمل واحدة ، وهم واجهة لتنفيذ القرارات ، او كما يقال هم عبد المأمور … اما من هو الآمر … سؤال تصعب عليه الاجابة في سوريا ؟؟من يخطط لا نعرف ، أما من يلبس بالتأكيد كلنا يعرف لانه نحن .
فلو كانت هيئة تخطيط الدولة هي التي تقوم بهذه المهمة لما انتقد رئيسها السابق ألية تنفيذ الخطة الخمسية العاشرة التي ألبسنا فيها الدردري لباساَ من حرير ، فانقضت الخمس سنوات ، ومازلنا مكانك اروح والدردري يراوح في تصريحاته وأيضاً في مكانه مع سائر الفريق الاقتصادي الذي لو ذهب الى امريكا اسبوعاً فقط لاعلنت افلاسها ، واُعطي الشعب السوري شهادة ايزو في التحمل والصبر .
انفورمرسيريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى