صفحات الجولان

هل يسمع ناشطو سورية نداء رزان زيتونة؟!!

null


ليلى الصفدي

كتب ياسين الحاج صالح قبل ستة أشهر تقريباً في مقالة بعنوان “سجناء سوريون في إسرائيل” ونشرته بانياس آنذاك كتب ما يلي: “الجولان وسكان الجولان وقرى الجولان وتاريخ الجولان ليست حاضرة في نقاشنا السياسي (مفرط التسييس) وثقافتنا (المفتتة وغير الفاعلة) ومجتمعنا المدني (المحطم) ونشاط حقوق الإنسان (التعيس) في بلادنا. هيئات حقوق الإنسان لا تتضمن بياناتها معلومات عن الأسرى السوريين في السجون الإسرائيلية: هل عددهم 16 أم أربعين؟ ولم تتحدث أي منها عن هايل أبو زيد (الذي أفرج عنه مؤخرا بعد 21 عاما في السجن ويعالج من سرطان الدم في مشفى بحيفا).”

ولعل الكاتب ياسين هو أول كاتب سوري يهتم بأسرى الجولان وبقضية الجولان عامة، على الأقل هذا ما وصل إلينا هنا في الجولان، ثم تبعته رزان زيتونة، فبدأوا بكتابة المقالات ونشرها في كافة المواقع والجرائد الممكنة، وبدأوا باستثارة القوى المدنية في سوريا وهيئات حقوق الإنسان للاهتمام بقضية الجولان ومحاولة إنتاجها في الوعي السوري إيمانا منهم بان “المصلحة السورية تقتضي توسيع دائرة التفاعلات بين السوريين على ضفتي الحدود. وهذا ما يجدر بالقادرين من المواطنين السوريين، مثقفين وناشطين..، أن يبدو مزيدا من الاهتمام به. فالجولان قضية أهم من أن تترك لأجهزة سلطة منشغلة بصورتها ونفوذها قبل أي شيء آخر” (ياسين الحاج صالح).

كانت الفكرة بعد ذلك أن يكون هناك موقع خاص للجولان في سوريا، موقع يحكي عن الواقع والحقيقة وليس عن المفاخر والبطولات القديمة، ولا عن أمجاد السلطة وبطولاتها في الجولان، وبدأت السيدة رزان زيتونة ببناء موقع “فري جولان” ، وقد قدمنا من هنا من موقع بانياس جهدنا المتواضع من أجل دعم هذا الموقع بالمعلومات والصور وغيرها.

طبعاً كان الأمل كبيراً في البداية، رزان ترسل إلى كل أصدقائها والى كل المهتمين وكل المواقع وهيئات حقوق الإنسان والناشطين السوريين من أجل دعم هذا الموقع مادياً ومعنوياً وتطويره، تتوقع الكثير من ردود الفعل والمشاركات والاهتمام… كما سيتوقع الأسير سيطان بعد ذلك: “إن موقع “الجولان حر” هو شعاع الفجر الأول نأمل أن يتبعه شروق وسطوع واستمرار في الحركة وانتقال في المواقع نحو الأعلى حتى إذا ما غربت ومالت نحو العتمة، يبقى الثابت الأكيد هو شروق من جديد.”

أرادت رزان أن تراسل الأسرى، أن تسمع صوتهم مباشرة إليها، أرادت أن تحس بهم وان يحسوا بها، وحين أخبرتها أنه من الممكن أن أوصل لهم رسائلها طارت من الفرح، وفي اليوم التالي كانت رسالتها عندي، ووصلت الرسالة إلى المعتقل

لم يمض وقت طويل حتى جاء الرد من الأسير سيطان الولي: “وترنمت آذاننا بصدى المعاني التي انشقت كخيوط الفجر…” رسالة إلى موقع فري جولان، إلى الأخت رزان زيتونة.

كم هو مؤلم انتظار أسرانا… وكم هو موجع للضمير:

نحن وراء القضبان أحوج ما نكون إلى ذلك الدفق المتواصل.. أننا كالأرض التي تنتظر الهطل منذ عشرين عاما…”

هذه بعض من عبارات الأسرى التي خطها سيطان إلى موقع فري جولان، كم يأمل أسرانا من ذلك…؟ وماذا يتوقعون أن يجري في الخارج؟ هل تخيلتم مرة أنكم مكانهم؟!!

أثناء تواصلي مع الأخت رزان كنت ألمس الخيبة التي تؤلمها يوماً بعد يوم، لم يهتم احد بالموقع لا من ناشطي سوريا ولا من غيرهم، لم ترسل رسائل الاحتجاج والتضامن، لم يبادر أحد إلى المساهمة في تطوير الموقع أو تبنيه، وربما لم يسمع به أحد.. إلا بعضاً من الجولانيين والأسرى أنفسهم…. هل نستطيع إخبارهم ذلك؟؟!!

هل نستطيع أن نخبرهم ما أخبرتنا به رزان بعد ذلك: “نحن، لدينا مئات من المعتقلين في سجون النظام، وكل منا هو مشروع معتقل، وأرضنا “حرة” من أي احتلال، لكننا لا نملك منها رصيفا نتظاهر عليه، أو منزلا نقيم فيه حوارا، أو طفلا يحلم بحرية… من أرادنا غرباء عن بلدنا، أرادنا بعيدين عن أسرانا وأرضنا المحتلة..”.

ربما هم/ أسرانا يعرفون…. ربما السكوت أفضل
2005 / 8 / 4

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. إن أرادت الآنسة رزان المساعدة فأنا والعديد من الأصدقاء مستعدين للتطوع والمساهمة الماديّة, أرجو أن تراسلوني على بريدي الالكتروني وأنا جديّة بعرضي هذا

    وشكرا لاختيار مدونتي كموقع الأسبوع, آملة أن يكون هذا التشجيع محفزاً لي لكتابة بشكل افضل

  2. Great post,
    Thanks Mr. Yaseen for wakening up those sleepy hollows, and thanks Razan for your contribution. I hope Mr. Yaseen would open a web page for himself to cover his writing. I’m one of the many expats who follow up with his writing. He is very generous in writing and one of the most intelligent social political writers with deep vision and solid logic surpass any other Arabic writers.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى