صفحات سورية

زهير سالم: الرد على ليبرمان بمشروع الخيمة الوطنية الجامعة التي لا تستثني أحدا

null
استنكرت جماعة الإخوان المسلمين في سورية تهديدات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لسورية، وأكدت أن نتنياهو أو ليبرمان ليس أسوأ القوم، وأن ظاهر ليبرمان، الذي يتظاهر بالشكوى منه بعض المراوغين من بني قومه، هو أجمل كثيراً من باطنه وباطنهم على السواء.
ودعا الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية زهير سالم في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” إلى أخذ نصريحات ليبرمان لسورية مأخذ الجد، وقال “نحن ركزنا دائما على أن الجواب على الاختراقات الإسرائيلية المتتابعة على أرضنا السورية، والتهديدات الإسرائيلية المستمرة، والاحتلال القائم منذ ما يقرب من نصف قرن على أرضنا في الجولان؛ لا يكون بالتنديد والاستنكار أو بالاحتفاظ بحق الرد، وإنما تكون بالسياسات الجادة ذات المصداقية التي تأخذ هذه التهديدات مأخذ الجد، وتعمل على مواجهتها بفعل وطني واقعي”.
وأضاف سالم “بالنسبة إلينا لم يأت ليبرمان بجديد، وما قاله عن السلام والجولان والنظام هو تعبير عن بعض الحقيقة التي تكمن في نفوسهم جميعا، في بعض الأحيان يصدق الثور الأحمر ما يقال له عن خطر صاحبه الأبيض ..الجواب في رأينا ينبغي أن تختصره كلمتان: الجواب ما ترى لا ما تسمع”.
وأكد سالم أن الرد على تصريحات ليبرمان يكون بمبادرة مصالحة وطنية جامعة من الحكومة، وقال بأن المطلوب ” مبادرة وطنية جامعة تبدأ من إطلاق فداء الحوراني، ورياض سيف، وأحمد طعمة، وفايز سارة.. وجميع المعتقلين.. وفتح أبواب الوطن أمام جميع المنفيين، والدعوة إلى الخيمة الوطنية الجامعة التي لا تستثني أحدا لتكون المنطلق للرد الوطني الجامع. لقد أعلنت جماعتنا منذ العدوان على غزة تعليق أنشطتها المعارضة لأننا أدركنا أن القادم بكل أبعاده أعظم.. موقفنا الإيجابي كان وليد رؤية والتزام… وهو مازال مفتوحا أمام شاهد التاريخ. نرجو أن يقرأ الجميع رسائل ليبرمان، ونتنياهو القراءة الصحيحة، ويتخذوا حيالها الموقف الذي تستحق”.
وأوضح سالم أن معركة سورية ليست مع قيادات إسرائيلية بعينها، وإنما هي معركة مع احتلال، وقال “يحاول البعض من بني وطننا أن يشخصنوا المعركة مع العدو المحتل للأرض العربية، ليس في الجولان وحدها، وإنما في فلسطين كل فلسطين. يريدون أن يحولوا المعركة إلى معركة شخصية مع رئيس للوزراء، أو وزير الخارجية، وضيع المنبت، فاقد للياقة، عديم الدبلوماسية!! ومعركتنا على الحقيقة ليست مع هذا، ولا هي على هذا. الحقيقة التي ينبغي أن نظل نعمل عليها مع كل أبناء شعبنا أن نتنياهو أو ليبرمان ليس أسوأ القوم، وأن ظاهر ليبرمان، الذي يتظاهر بالشكوى منه بعض المراوغين من بني قومه، هو أجمل كثيراً من باطنه وباطنهم على السواء”.
وأضاف: “الثقافة التي يخاطِب بها ليبرمان عالمنا العربي والإسلامي، هي تعبير مباشر وواقعي عن السياسات التي تعاملت بها معنا هذه الثعالب المراوغِة، منذ احتلت أرضنا، أو أطربناها بإعلان شعار غسل آثار العدوان”.
وأكد سالم أن الرد على ليبرمان وشركائه يجب أن يكون بمشروع مقاوم، وقال “لا تحتاج تصريحات ليبرمان ولا ثقافته ولا سياسات شركائه كل شركائه، إلى رد بتصريح أو تعليق، أو استنكار، أو استهجان، وإنما تحتاج إلى مشروع مقاوم ومناهض يصادر فضاءاتها، ويحبط مفاعيلها. صراعنا مع العدو المغتصب يتطلب في أول الأمر مشروع رفض ثقافي يعيد النظر في لغة الخطاب الصريح أو الملحون، الذي بدأ منذ عقود يتسلل إلى لغة بعضنا، بألم نكتبها بعضنا الوطني والقومي. نحتاج إلى مشروع ثقافي يعيدنا إلى حقائق البداية: صراع وجود وليس صراع حدود. وما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بها”.
ودعا سالم إلى العودة بالصراع مع إسرائيل إلى جوهره ممثلا في تحرير كل فلسطين، وقال: “المشكلة هي فلسطين… وعلى الأمة أجمع أن تعود إلى رأس الزاوية هذا، وعلى قوم ليبرمان جميعاً قبل أن يُساوموا على لسانه على الجولان، أن يعلموا أن الصراع معهم ليس على الجولان فهيهات هيهات.. الصراع معهم على حيفا ويافا وعكا، حيث جثا نابليون من قبل على ركبتيه، بل صراعنا معهم على تل الربيع نفسها، عينها، ذاتها. وعلى بني قومنا أجمع أن يتوقفوا عن ذكر مدينة اسمها تل أبيب”.
وطالب سالم ببناء داخلي قادر على مواجهة الاحتلال وتعهد بمنازلته دفاعا عن الشام، وقال: “التربص بتغيير دولي ينبغي أن يشغل الوقت ببناء داخلي حقيقي، يضع في مشروعه صياغة الجواب الأمثل على السياسات العدوانية وليس على التفوهات. علينا أن نعيد شعبنا إلى ثقافة أن هؤلاء الغاصبين هم أصل بلائنا وفرعه، وترابه وماؤه، وشمسه وهواؤه. وأنّ لنا لهم موعدا نعرفه ويعرفونه. من موقعنا ومن بين الرحيين، ومن وراء الوراء؛ نُسمعها لكل المحتلين الغاصبين: خسئتم، وشاهت وجوهكم، وخاب فألكم. فهذه الشام، شام المنارة البيضاء التي تعرفون، وأهلها جند الفئة الظاهرة إلى يوم الدين. وإن بيننا وبينكم غداً، وإن غداً لناظره قريب”، على حد تعبيره.
المصدر:خدمة قدس برس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى