صفحات الناسفلورنس غزلان

مراقبون داخل السجون وخارجها

null
فلورنس غزلان
ــ يحاكم المعتقل للمرة الثانية الشيخ” هيثم المالح” ، بتهم سبق ووجهت لكل معتقل وسجين رأي وضمير داخل سجون النظام السوري” الديمقراطي العلماني” بِعُرف أهله وسلطته!…وقد أصبحت كليشة التهم المُعَدة معروفة لدى القاصي والداني داخل سوريا وخارجها وباتت تعرف بتهم المحاكم السورية الصورية..تلحقها ابتسامة تحمل من المرارة أكثر مما تحمله من تهكم وسخرية الاستثناء
الحلم بالعدالة…أو بإحقاق الحق، أو بقول الحق والجهر به في محاكم سوريا، أو من قضاة سوريين بات بحكم ندرة الماس في بيت تصفر فيه رياح الفقر والعوز…
ــ للمرة الثالثة تتكرر نفس المهزلة في محاكمة الشيخ ابن الثمانين عاماً …فلم يكتف قضاة لايخجلون أمام محامٍ عتيد وعريق كهيثم المالح، بأن يعيدوا محاكمته بناء على أقوال كيدية ملفقة من قبل محكومين جنائياً بتهم السرقة والاعتداء والقتل، مجندين كمخبرين معينين خصيصاً للافتراء على سجناء الرأي وحقوق الإنسان ، والسجناء السياسيين..ولا يمكننا أن نعتبر هذا إلا إمعاناً ليس في تقييد حرياتهم والضغط عليهم فقط ، بل مراقبتهم ومراقبة ما يتلفظون به داخل جدران السجن…مسجون وعليك الرضا والقبول والشكر والحمد والاعتراف بأنك مذنب وتستحق ما نابك!…وتشكر من حكموا عليك وحاكموك وتطلب منهم الرحمة والمغفرة وتثني على عدالة حكمهم عليك!!
ــ وجهت للأستاذ الشيخ تهماً أخرى بالإضافة إلى:ــ ” وهن عزيمة الأمة ونشر أنباء كاذبة، والتحريض على التفرقة والطائفية …الخ”هذه التهم الجديدة لم تسبق اعتقاله، بل قدمت بحقه مذكرة خرجت من إدارة سجن عدرا المركزي، وتتعلق بأن الأستاذ هيثم استخدم ألفاظاً لم تعرف عنه لا أخلاقياً ولا سياسياً، فليس من عادة هذا المدافع عن حقوق الإنسان، والمكتوي بنار العسف والقهر ستة أعوام سابقة، أنه استخدم ألفاظاً لاتليق به حتى بحق ألد أعائه، فمابالك وهو العالم ببواطن الأمور وبطرق الأجهزة الأمنية عن كثب أن يتلفظ بذمٍ أو قدح بحق السيادة العليا، وأين داخل جدران السجن؟! والمُدَّعي من أصحاب السوابق!ويدعي صاحب المصداقية والوطنية باعتباره من جماعات السلب غير المشروع، أن شيخ المحامين تطاول على ولي نعمته حالياً وولي نعمة سورية وأبوها سابقاً…ا!! ، باعتبارهم أكبر من الله ،فوق النقد وفوق البشرية جمعاء ، وماهم ببشر مثلنا!…من يدري فربما ممن يوحى إليهم…ويحكمون بإمرة جبريل…ولا تجوز حيالهم سوى الصلوات والدعاء لهم بطول العمر والبقاء…أو بالجنة لمن رحل …والنعيم في عدنها…!
أنكر الشيخ المتعب صحياً هيثم المالح مانسب إليه وما لفق بحقه من تهم وتلفيق ، القصد منها الإذلال والامعان في الإذلال والكيدية..وإطالة مدة محكوميته..
ــ هل كان الأول والأحدث في لعبة التجسس المخابراتي داخل السجن؟!…فالتهم بحد ذاتها خرجت من عباءة مواطن بريء موالي للنظام، وكل مافي الأمر أنه من مرتكبي الجرائم والسرقات أو القتل..لكنه وَفي للنظام حتى خلف القضبان!…لو أن الأمر حصل خارج السجن ومن بعض المخبرين حولك …كأن شاركت أحد الجيران دك طاولة فراح يتهمك بالتفوه بجملة تطال الإرادة العليا…والسيادة العظيمة…هذا ممكن ومعروف.. ويحصل يومياً، في بلد الأجهزة المخابراتية فيه تعد عليك كم نسمة هواء تتنفس وكم جملة يجب عليك ان تستعمل في نهارك…وما هي نوع المفردات والمصطلحات، التي يحق لك ويُسمح للمواطن بتداولها حتى ينجو بنفسه وبأهله…من عواقب وخيمة…أما وأنت سجين ومُتهم كونك استخدمت حرية تسمى عند الكون بأسره ” حرية التعبير” والحق الإنساني في إبداء الرأي بالسياسة العامة لوطن تعيش فوقه…ويسمونك مواطن فيه حتى وأنت سجين! …إلا في السجون السورية حيث تفقد حقك كمواطن وتصبح مجرد رقم، مجرد من الانسانية ومن الحقوق المدنية …ويحق لهم أن يفعلوا بك ماشاءت لهم مزاجيتهم ” الوطنية” !، باعتبارك الخطر على وحدة تركيبتها والخطر على سلطتها وبقاء الحكم وديمومته.
ــ سبق وحكم على الدكتور كمال اللبواني…ب 12 عاماً سجن متعسف جائر ظالم …لكنهم أضافوا عليها ثلاثة أعوام أخرى لتصبح 15 عاماً…هذه الثلاثة المضافة ، جاءت نتيجة تُهَم وجهت إليه من داخل السجن وسجلت فيها ضوابط من شرطة سجن عدرا، على الرغم من أن الدكتور اللبواني سبق واعتقل في عام 2001 أي في الفترة التي أطلق عليها” ربيع دمشق”، وأطلق سراحه في9/9/2004، وباعتبار الدكتور اللبواني مؤسس للتجمع الليبرالي الديمقراطي في سورية، وكفنان تشكيلي يمارس الرسم كهواية، قام بجولة أوربية وأمريكية ومن خلالها حاول الإلتقاء ببعض ممثلي هيئات ولجان حقوق الإنسان وعرض قضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان كمطالب أساسية للشعب السوري، مع تركيزه على رفضه لأي عقوبة اقتصادية يدفع ثمنها المواطن السوري،ــ لو شَكَّ هذا الطبيب الإنسان للحظة بأنه أخطأ بحق وطنه أو خان الأمانة الوطنية، لما عاد أدراجه إلى وطنه ــ ،لكنه وبمجرد أن وطأت قدماه أرض مطار دمشق الدولي ألقي القبض عليه في 7/11/2005 وتعددت التهم الموجهة إليه بالإضافة للكليشة المعهودة…أضيفت عليها المادة الأسوأ( 264)،، وحَكم عليه القاضي الأشهر بفقدانه للصفات الإنسانة والحكمة القضائية” محي الدين حلاق”بتهمة” الاتصال بدولة أجنبية بقصد تحريضها للعدوان على سوريا”! وأصدر الحكم مؤبداً!…خُفف عن طيبة قلب ونزاهة وعدالة نادرة!، إلى 12 عام بالتمام والكمال، ثم مالبث أن افترى عليه مجرم آخرمن سجناء الأحكام الجزائية والجنائية، بأنه أساء للرئاسة العليا وهيبتها الأكبر والأهم من هيبة الرب والوطن!..فوجدوا أن هذا الدكتور يستحق أكثر وللوطن في ذمته ثلاثة أعوام أخرى ليصبح الحكم 15 عاماً!.
ــ نفس القصيدة تكررت مع أنور البني السجين لخمسة أعوام بحجة توقيعه على إعلان دمشق ــ بيروت ..اعتدي عليه من سجناء مجرمين وعلى مرأى من الحراس ومدير السجن…وصودرت كل حاجياته وأضرب عن الطعام…ووجهت له تهمة وسجل بحقه ضبط للمثول أمام قاضي الفرد العسكري الثالث بدمشق، وبناء على دسيسة من أحد المجرمين، بأنه يكتب أوراقا ويرسلها سراً للخارج، وفتشت حاجياته وصودرت وكل ماوجدوه مسودة ورقة كان قد تقدم بها إلى محكمة الجنايات رداً على تهم وجهتها إليه وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل( ديالا الحاج)، علماً أن المسودة قديمة..ورفض التوقيع على محضر الضبط واعترض عليها وحاولوا استخدامها كما سبق مع الدكتور كمال اللبواني، لكنهم لم يفلحوا ولم تأخذ بها المحكمة…هذا السجين الناشط في أكثر من منظمة حقوقية للدفاع عن سجناء الرأي والضمير حصل وهو خلف القضبان على جائزتين عالميتين:ــ الأولى منحته إياها (مؤسسة الخط الأمامي) باعتبارها المؤسسة العالمية للدفاع عن حقوق الإنسان في عام 2008 في إيرلندا تسلمتها زوجته من رئيسة إيرلندا، ثم جائزة أخرى في العام الفائت 2009 من برلين عاصمة ألمانيا وتسلمها شقيقه كمال وقد استقبل شقيقه من رئيس الدولة ” هورست كولر” وتم تكريم أنور البني من اتحاد قضاة ألمانيا كناشط ومدافع عن حقوق الإنسان وكمناضل من أجل الحرية والديمقراطية في بلده..
ــ العالم يكرم محامينا وناشطينا…اتحاد محامي فرنسا قدم اعتراضه ورفضه الالتقاء والاعتراف باتحاد نقابة المحامين السوريين ووجه لها رسالة قاسية، نتيجة لتصرفها المشين بحق مهند الحسني…
لكن المحامين العرب يهللون لنظام الممانعة ويتناولون أطباق التبولة والأوزي على موائد الرئيس ويصفقون لعدالة النظام وممانعته وينسون رفاقهم وزملاءهم تحت سياط القمع والعسف…ينسون أن عجلة الأنظمة العربية وعرباتها تتشابه وتتضامن معاً ضد شعوبها…وأن دورهم لن يطول كثيراً وستأتي صرخات استغاثتهم عاجلاً أم آجلاً على أيدي الأنظمة الشمولية المتشابهة، وسيطالبون بإحقاق الحق وبعدالة قضاياهم!…هل نشمت؟ …هل نصمت..؟ هل نعامل بالمثل ؟ لا أعتقد أن من يحمل بين حنايا صدره قلباً إنسانياً، وفي رأسه عقلاً حكيماً…يمكنه أن يطأطأ رأسه ويحني قامته ويساوم على العدالة بوجه الاستبداد أينما كان وكيفما تَلَوَّن .
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى