صفحات الناس

تحركات أمنية مكثفة ضد الصحافيين في سوريا

null
سعيد صويلح
في حين كان السارقون ينهبون ، والفاسدون يرتشون ، والمفسدون يراوغون ، كان الأمن السوري مشغولا باستدعاء عدد من الصحافيين وبعض أصحاب المواقع الالكترونية السورية ، والتحقيق معهم ، ولكن من اجل ماذا هذا التكثيف الأمني ، سؤال طرحه صحافي اجنبي على عدد من الصحافيين السوريين ، احد الصحافيين أجاب ” في الواقع لم افهم لماذا تم استدعائي ، و في الحقيقة كان الاستدعاء من اجل لاشيء ، في رأيي ، ولكن على ما يبدو ان احد الأجهزة الأمنية لم يستطع اغلاق احد ملفاته وعجز عن اخراج حلقاته بالشكل المناسب او ان بعض الصحافيين كشفوا ذلك، او حاولوا على الاقل ، مما أثار حنقه ” .
صحافي اخر اوضح ان وراء الاستدعاءات المكثفة الاخيرة التي يقودها ………….وللاسف يقودها دون اقتدار ، خبر نشره احد المواقع السورية (س ن) حول اعتقال الدكتور صلاح احمد كفتارو مدير مجمع ابو النور والخبر تم نشره منذ فترة طويلة وكان على لسان احد المديرين في وزارة الاوقاف حول” ان اعتقال كفتارو جاء بناء على امر من مستويات عليا وليس من وزير الاوقاف” ولااعرف مدى اهمية هذا الخبر البسيط ،فمن يهتم ان كان هذا الاعتقال بموجب أوامر من الوزير او من اوامر احد غيره ، فالاعتقال تم ومضى ، الا ان احد المسؤولين المهمين استاء كثيرا كيف مضى هذا الخبر المنشور دون توابع ، فطلب من الأمن ايضاح الامور ولكن الأمن لا يتابع هذا الموقع الالكتروني السوري الذي نشر الخبر لانه موقع مدعوم بشدة ومقّرب كما ان صاحبه على علاقة وطيدة بالمسؤولين السوريين الامنيين المسؤولين عن رصد المواقع ومشبك جيدا مع ……….. لذلك يجري التعتيم على كل ما ينشره ولا احد يريد ان ينتبه اليه وكل شيء يمضي بسلام في حين يتم استدعاء صحافيين اخرين والتضييق عليهم او نسف مواقع اخرى سورّية حاولت البدء بقوة مثل موقع سيريا لايف الذي تم تهديد صاحبه الصحافي خالد سميسم في امن الدولة لاقفاله ثم منعه من السفر ” .
علقت احدى الصحافيات المخضرمات “سورية مبدعة بقتل المواهب ، اين الصحافية الرائعة ثناء الامام واين الصحافي ابراهيم حميدي وكتاباته الهامة اين الصحافية بهية مارديني وقلمها الحر وكلما سأله صحافي او دبلوماسي سؤالا حول الشأن السوري يرفض الاجابة عنه ويقول” عندي ابن اريد ان اربيه “فيما اختفت الصحافية الاولى تماما من الصورة فيما تفتح مديرية المخابرات العامة خزينتها للمواقع والاشخاص الذين يرقون لها حسب معايير شخصية لاعلاقة لها بحب سوريا او بالولاء فمن الذي يحدد معيار الوطنية؟!.
استطرد احد المراقبين الذي جلس معهم في مقهى الروضة أمام مجلس الشعب وسط العاصمة دمشق مع صحافي اجنبي يعمل في احد الصحف البريطانية ” المسؤولون الامنيون في سوريا لا يريدون الاصلاح او التغيير او الامان بل يريدون ان يبقوا في اماكنهم ويحافظوا على مكتسباتهم وان يبقى كل شيء على حاله وان يقولوا للرئيس بشار الاسد وللمسؤولين الاكبر منهم ان كل شيء تمام ، وفي الواقع لاشيء تمام فسوريا تعيش حالة فقر مدقع وعائلاتها تعاني على اكثر من مستوى والكهرباء تنقطع يوميا اكثر من ثلاث ساعات في كل مناطقها اضافة الى شح في المياه كما ان السرقات والحوادث والجرائم تزداد باطراد ”
الاخبار التي تتناثر هنا وهناك ان حملة تضييقات كبيرة على الصحافيين تجري منذ فترة طويلة اخرها كان منع سفر الزميل جورج كدر الذي يعمل مع قناة الجزيرة من السفر لاسباب مبهمة وقبله اعتقال الزملاء معن عاقل وعلي طه واقالة معن عاقل وعدم اعادته الى وظيفته في جريدة الثورة ومطاردة الزميلة بهية لاكثر من اسبوع وتهديدها بالاعتقال واضطرار اياد شربجي لاقفال مجلة شبابيلك ومنع بعض الصحف من التوزيع وسط غياب دور فاعل لوزارة الاعلام ، والويل ثم الويل لمن يعلو صوته او لايعلو حتى وسط غموض في الخطوط الحمراء واين السقف المسموح به في سوريا وسط ابشع مرحلة من مراحل ملاحقة الناشطين فيما يقبع اتحاد الصحافيين يعزف على لحن منفرد ويؤكد في اجتماعاته ان تعديل قانون المطبوعات الذي يجري الحديث عنه منذ حوالي العامين لن يكون فيه بند حول حبس الصحافيين كما كان القانون الحالي النافذ منذ العام 2001 .
وفي حين يبرز ضوء ما من الفضائيات الجديدة الخاصة في سوريا ما يلبث ان يخفت لتصبح قنوات تعرض مسلسلات كوميدية مثل لوحات بقعة ضوء ومرايا وغيرها من الحلقات المعادة المكرورة دون ان تتطرق الى الداخل السوري ودون ان تقترب من قضايا الناس وهمومهم ليبقى المواطن السوري ليس له الا الله في ظل حتى فسحة الانترنت التي اخذت تضيق وتضيق امامه حتى الاختناق.
كلنا شركاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى